مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 05-06-2006, 15:22   #1
أميرة عربية
الكاتبة عَائِشَـة ْ السَّيْفـِيّ
 

شَظـَايَاهَا عَلـَى جَسَـدِيْ .. !

.
.
قـَبْل َ الرَّحِيل ِ أتَى الغِيَاب ُ يَفـِرّ مِنْ أشْلاءِنَـا الأوْلَـى
فَأفـزَعَنَـا وَمِتـْنَـا ..

عَبَرَتْ لَنـَا آهَاتـُهُ الحُبْـلَى فَأخْرَسَت ِ الخُرَافَـة َ وَالسَّرَابْ

مِنْ كـَانَ يَكْسِِرُ رُوحَنَـا شِطْرَين ِ؟!
يَبْعـَثُنَـا سُكـَارَى بِالرّحِيل ِ وَبِالعَرَاءِ وَبالغِيـَاب ْ ؟!

مَنْ ضـمَّ أشْلاءَ الحَضَارَة ِ عِنْدَ قَارِعَة ِ السَّمَاءِ

وَعَادَ يَحْمِلـُهَا إلَيْـنَا كَالنّوَارِسِ

تُدمِـنُ الشطآن َ .. بِالغَسـَق ِ المُقـدَّسْ

مِنْ رَمَـى الرّوْحَ الأخِيْرَة َ فَـوْق َ صَدْر ِ المَائِتِيـنَ

وَوزَّع َ البـَاكِينَ عِنْـدَ ضَرِيحِهـَا

جَاءَتْ لَهـُمْ أسْمَاءُهُمْ حُبْـلَى فَأجْهَضَـتِ البُكـَاءَ عَلَى دَفَاتِرِهِمْ

أنَّـى تَوسَّـدَتِ الحَقِيقَة ُ صَمْتـَها

هَبَطـُوا إلَى الدّرَكِ الأخِيرِ مِنَ الجُنُون ِ وَغَادَرُوا صُحُفَ الكِتـَابْ !

هِيْ قِصَّـة ٌ مَصْبُوغَة ٌ بِالمَوْت ِ

هَادَنَتِ الضَّمَائِرُ حِبْـرَهَا

وَتـعَبَّدَتْ عِنـْدَ الفَوَاصِلُ يَاؤُهـَا المُقـْصَاة ْ

غَابَتْ تَفَاصِيلُ الحِكَايَـة ِ عِنْدَ أحْرُفِـهَا

وَرَاحَتْ تَكْتُبُ الأسْطُورَة َ الكُبْـرَى لِمِيلادِ الخَلائِق ْ

للسـَّطْرِ تَنْتـَحِرُِ النِّهَـايَة ُ بِالتـَّعاوِيذِ القَدِيمَـة ِ .. بِالضّبَاب ْ
وَقـُبَيل َ صَفْحتـِهَا الأخِيْـرَةِ أعْدَمَتْ تـَارِيخَهَـا

فَعَبَرْتُ مِنهَـا نَحْوَ عُنـْوَان ٍ تَثَاءَبَ لـَوْنـُهُ

كَتَبَتْ فَتـَاة ٌ عِنْدَ خَاصِرَة ِ الحِكَايَـة ِ جُمْلَـة ً

( وِلادَة ٌ .. صَمْت ُ الكَلام ِ ، وَفَارِسِيْ وَجَعِيْ

وَمَا قَرَأ َ الحِكَايَة َ عَابِرٌ .. إلا استَحَالَ هَشِيمُـهُ
بَدْرَا ً يُسَامِرُ سَيـِّدَاتِ اللّيل ِ يَكـْتُبْنَ الخَطِيئَة َ كَالعَذَابْ )

وَأتـَى إلَيـْهَـا مِنْ جُنُونِ اللّيل ِ عَاشِقـّهَـا فَغـنَّى
( مَوْتـُورَة ٌ رُوْحُ الحَبِيبَة ِ .. صَدْرُهَا وَطـَنِيْ ، وَخَاصِرَتِيْ اغـْتِرَابْ )

وَلأنْـتِ مِنِّـيْ لُحْمَـة ُ المَـارِّينَ عِنْدَ مَدَائِنِيْ

وَأنَـا الغَرِيبُ عَلَى شَظَايَـاكِ التَحَمْتْ ..

إنِّيْ إلـَى مِينَاءِكِ المَاضِيْ ارتَحَلتْ ..
يَجْتـَاحُنِيْ مِنهُ النّسِيمُ فَأرتـَوِيْ عطَشـَا عَلـَى عَطـَش ِ

وَفَرَرْتُ مِنِّيْ
فـرَّ مِنِّيْ الوَقـْت ..

أيَّتـُهَا العَلِيلَـة ُ بِالهَوَى

وَجَعَلتُ مِيقـَاتِيْ يَعُدّ دَقَائقِـيْ .. حَتـَّى التَحَمْنَـا قِطْعَتَين ِ

وَأنْتِ مِنِّيْ قِطعَتِيْ ... خَبَّأتُهَا تَحْتَ المَعَابِدِ .. تَحْتَ دَمْعِيْ وَالمَـدَى

وَأنَا عَبَـرْتُكِ نَحْوَ مَمْلـَكَتِيْ فِصِرْتِ الـرَّسْمَ وَالمَرْسُومَ

صِرْتِ حِكَايَتِيْ

وَأبِيْ الضَلِيلُ يَسْـاءِلُ الأيَّـامَ عَنْ تَارِيخِه ِ
وِوِلادَتِيْ

جَنِيَّـة ِ الحُبِّ التِيْ اختَطَفَـتْ موَاعِيدِيْ
وَلوَّنَتِ البِدَايَة َ بِالزَّمَـانِ وَبالمَكـَانْ

أشْلاءُ مَوْطِنـِهَا غـَشَتْنِيْ بالنّجُومْ

مِنْ ذَا الذِيْ زَرَعَ الخَناجِرَ عِنْدَ خَاصِرَةِ الحَبِيبَة ِ؟

مِنْ رَمـَى الحُلُمَ الوَلِيدَ عَلَى ضِفَافِ اللّيل ِ؟
أغْرَقَـهُ وَسَافَرَ كَالسَّحَابْ

وأرَاكَ تَنْتـَظِمِينَ نَبْضَـا ً

نَبْضـُكِ الصُوْفِيّ آيَتِيَ الأخِيرَة ُ

دَمْعُكِ المَسْحُورُ أغْنِيَتِيْ .. فَغَنِّيْهِ العِتَابْ .. !

وَاتْلِيْ عَلَى الجَدَثِ القَدِيمِ مِنَ الهَوَى نَغَمَ المُحِبّ
طُـقُوسـُهُ سُكـْرَى

وَقِيثَارَاتـُهُ مَاتَتْ
فَغـنِّيْهَـا وَحِيكِيْ نـزْفَـهَا

أنـتِ الذّهَـابُ وحَجِيَ المَبْرُورُ نَحْوَكِ يَنتـَهِيْ

إنْ كـنْتُ رِحْلـَة َ عَاشِـق ٍ ...
أرْضَى الحَبِيبَة َ بِالدَّمِ القـٌدْسِيّ .. بِالرُّوحِ الأخِيرَة ِ .. بِالإيـَابْ
.
عَائِشَـة ْ السَّيْفـِيّ
جَرِيدَة ُ آفَـاقْ
حٌزَيْرَانْ / 2006م


اخر تعديل كان بواسطة » أميرة عربية في يوم » 05-06-2006 عند الساعة » 15:26.
أميرة عربية غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس