مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 07-12-2003, 14:12   #5
عثمان العبدالله
شـــاعر العثمــانيـــات
 

هلا وغلا بك أخي الكريم / عادل الضويان
وكل عام وأنتم بخير
حضور رائع شرفتني به وتفاعل أكثر روعة ، جاء بمداخلة كتبت أحرفها من نور ، كان الموضوع حقيقة يحتاج لها ، الا وهي المعايشة الفعلية وكيفية التعبير عنها:
"عندما نحب ، نشعر بأننا خلقنا من جديد و ولدنا من جديد
و بعثنا من جديد في عالم أروع و أجمل
عندما نحب
تتغير نظرتنا للأشياء ، و يتغير تفكيرنا في الأشياء ، و يتغير إحساسنا بالأشياء
عندما نحب
نحلم بصوت مسموع و نبتسم بصوت مسموع ، و نشتاق بصوت مسموع
عندما نحب
نحب الليل كثيراً و نحب السهر كثيراً و نحب القمر كثيراً
عندما نحب
يصبح للورد أهمية أكبر و يصبح للبريد أهمية أكبر و يصبح للهاتف أهمية أكبر
عندما نحب
نفهم الحياة أكثر ، نفهم أنفسنا أكثر و نفهم الآخرين أكثر
عندما نحب
نمنح بلا حدود و نحلم بلا حدود و نشتاق بلا حدود
عندما نحب
تصبح لدينا هوايات جديدة و إبداعات جديدة و اهتمامات جديدة
عندما نحب
نغيّر عاداتنا السيئة و نغيّر و نغيّر
عندما نحب
نختار عطورنا بدقة
و ننتقي ملابسنا بعناية و نطيل الوقوف أمام المرآة
عندما نحب
تتغير أصواتنا و تتغير أذواقنا و تتغير أحلامنا
عندما نحب
نفرح بلا سبب و نبكي بلا سبب و نحزن بلا سبب
عندما نحب
نفكر كثيراّ و نتمنى كثيراّ و نخاف كثيراّ
عندما نحب
نسترجع صورهم و نسترجع أصواتهم و نسترجع مواقفهم معنا
عندما نحب
نكتب الرسائل باهتمام و نتـفنن في ترتيب الحروف
و نتردد في ترتيب الحروف
عندما نحب
يصبح للكلمة ثقلها و لللحظة وزنها و للفرحة طعمها
عندما نحب
نرسم الخـُطَط و نـفتـَعِلْ الصِدَفْ و نـشكُر الظروف"

هذه هي المشاعر الحقيقية لمعايشة الحب الحقيقي ، بغض النظر عن المرحلة العمرية
التي كتبت بها . حيث تختلط تلك المراحل ، وتجتمع كلها في مرحلة واحدة ، هي مرحلة
الحب ، التي يكون له أثر كبير في اعادة تشكيل شخصياتنا ، من خلال احتكاكنا الصحيح
بذاتنا الحقيقية ، فنتعرف عليها في أعين من نحب ، في دفئه ، وحنانه ، في همسه ،
وفي غضبه وفرحه.
ولو قارنا بين هذا الوصف الدقيق لمعنى الحب ، مع ما نراه يكتب في الساحه الشعرية
رأينا كيف أن الفارق كبيرا ، إما لأن الشاعر المحب ، لايمتلك الأدوات اللازمة
للتعبير الصحيح ، أو لأنه حب غير حقيقي ، أو لأنه تخيل لمواقف حب معينه ، لم يمر
بها الشاعر ، ولكنه بدون تغليف قصيدته بأبيات تشد القارئ الذي تعود منه البحث
عن أبيات الحب والعشق والجمال ، فلن تلقى قبولا ، وهنا لابد أن نعرف منه الهدف ،
فإن كانت تغلف اهداف ومعاني سامية ، لمصلحة الإنسان ، فلا بأس ، وإن كانت
لمجرد أن يحجز مقعدا بين الشعراء ، فتبا له ولصنعه. فالأبيات التي وضعتها أعلاه
من الصنف الأول ، لأن كل قصيدة تحتوي على أهداف سامية.
ومن مداخلتك الرائعة ، يتبين لنا أن هناك حب أصيل لاغبار عليه ، ولايمكن لمثل
هذه العبارات أن نحكم على من قالها أنه تعلم الحب ، أبدا ، فأعتقد أن ما قصده العلماء
في اخضاع الحب للتعلم ، أنه تعلم كيفية مشاعر وأحاسيس وعبارات ومفردات
لمنح المحب عن صدق الأداة للتواصل مع من يحب ، لأنه يحب ولكنه لايستطيع التعبير
أو لمن يرغب في اظهار أنه محب ولكنه حقيقة ليس كذلك ، ولكنه بتعلمها يستطيع
أن يوحي لمن أحبه بأنه يحبه ، خاصة إذا كان الحب من طرف واحد ، أو كان مصطنعا.

كل الشكر والتقدير لأخي الكريم/ عادل الضويان
تقبل أطيب وأرق تحياتي

التوقيع: مع تحيات
الطائر المهاجر
عثمان العبدالله غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس