مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 10-01-2007, 20:16   #23
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رد : حكايا الصباح والمساء..

.
.
العلاقة بين المثقف والسلطة تشبه في بعض صورها العلاقة بين الإمام والسلطان، والعلاقة بين السياسي والموهوب، والعلاقة بين الراقصة والطبال،،، علاقة تبادل منافع، وهذا هو الوضع الطبيعي حين يحكم الطاغوت، أهو طاغوت المثقف أو طاغوت السلطة؟! لا يهم..

والواقع الذي يمثله السرد الآتي لا يمكن أن يتغير ما بقي المثقفون أذنابا للسلطة، وما بقيت السلطة تتعامل مع المثقف على انه كلب يضاف إلى ثروتها القومية من كلاب تتراكض خلف العظام، ونثرية الإمام والسلطان ليست جلدا للذات العربية بقدر ما هي (للأسف الشديد) تصوير لها في أكثر من موقع في عالمنا العربي الواسع.

بالتأكيد، هناك مثقفون حقيقيون، وعلماء أجلاء عاملون، لكنهم كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، وبالطبع ليسوا هم من اقصد فيما كتبته هنا:


(اطعم الفم تستحي العين) ،
دخل الإمام على السلطان،
أكل معه الحلوى،
شرب معه القهوة،
مشى معه في البهو،
وابتسمت له بعض جواري السلطان،
أحس بالفحولة،
وقرر أن يصبغ بالكميت رأسه كله،
وحسد السلطان.

واستبد السلطان بالأمر،
واهلك الحرث والنسل،
وسأل الناس الإمام النصرة،
تغير وجهه،
حذرهم من الفتنة،
حذرهم من غضب الرب،
ذكّرهم أن النعمة زوالة،
الكفر حرام،
وشرح لهم أحاديثا عن لزوم طاعة ولي الأمر،
قال لهم بلسانه: اتقوا الله،
وقالت لهم تعابير وجهه: اتقوا صولة السلطان.

وفي المساء كان مع السلطان،
ينصحه بالحكمة والموعظة الحسنة،
ويفسر له معنى قوله تعالى (نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم أنّا شئتم) ،
لم تأخذه في الله لومة لائم!

الإمام والرعية والسلطان،
ترى من الذي هرب من الفتنة؟!
ومن الذي هرب إلى الفتنة؟!
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس