الموضوع: صفحات منسية .!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
قديم 08-04-2012, 17:43   #14
يعرُب
 

رد : صفحات منسية .!


- 11 -

وأنا حائر بين نفسي والكلمة .
تتجه الساعة نحو العاشرة صباحاً بينها وبين الكمال خمس عشر دقيقة ، ولا أعلم هذه الأسطر سوف تنتهي قبل أن نصل لها أو أننا سوف نتجاوزها قبل أن ندرك النقطة في نهاية الحديث ؟

ما هو الحديث الذي لا يمكنك أن تهمس به ، وإذا أردت أن تخرجه ، حدثت به نفسك كأفضل الحلول ، ثم تلزمها بكتمان السر ، وعدم الخوص فيه كرّة أخرى ، ما الذي يشبه هذا الحديث الذي لن تستطيع أن تهمس به ، ولكنك تستطيع أن تحدث به نفسك ؟ هل هو حديث الشيطان الذي يوزك على فعل كل ما هو شيطاني أم هو شيء تعتقد أن التلفظ به لساناً حتى لو كان بشكل الهمس سوف يجعلك لست أنت ؟

الحقيقة أني بحثت عن حديث شيطاني يجعلني أخاف أن أتحدث به أو أن أهمس ، أو أني فقط أحدث نفسي به بدون أن أحرك لساني بالكلمات والحروف ، غير أني وجدت الشيطان كائن ضعيف مقابل الأحاديث التي أفكر فيها ، ولعل الحديث الذي يخيفني بتلك الصفات التي قلت عنها سابقاً ، لم أصل له إلى الآن ، لكني أتوقع أنه شيء يتعلق بـ الإله أو بالكون وأسراره أو الحديث عن الوالدين ، كثير منّا يعتقد أن الوالدين دائرة لا يمكن الاقتراب من محيطها حتى ولو كان ذلك بمجرد أسئلة عابرة أو استفهامات حول فكرة غبية .

- ما لذي يمكن أن أهمس به لنفسي عن والدي أو والدتي يجعلني أخاف وأتفل عشراً على يساري ؟

لعل البعض يتذكر السؤال الذي تحدثنا حوله منذ فترة وهو يدور حول ، هل كان لوالدتك عشيق في وجود والدك ؟ الكثير لم يتقبل مثل هذا السؤال وكأنه يقول لا مساس ، ولكن هل مثل هذا الحديث يشبه ذلك الحديث الذي سألنا حوله ، وأنه لا يمكن أن نهمس به ، فقط أشياء يمكن أن تدور داخل نفوسنا ، بعدها نتفل عشر مرات وأكثر في كل اتجاه ؟

لعلي أتحدث عن مديري ، بشكل مأساوي وزيادة ، حينما أُخبرُ زميلي أنه يخرج من العمل كي يمارس الجنس مع مدبرة منزلة كما يسميها ، أثناء غياب زوجته التي تقوم برسالتها في تربية الأجيال لغد مشرق ، العدل أمر جيد هي تربي الأجيال وهو يصنع الأجيال . أو أتحدث عن جارنا الجديد الذي ما إن يدخل منتصف الليل حتى أجده على السطح وبأعلى صوته يردد " يا حلوه حلواه " لا أعلم ما يكون ذلك الذي يا حلوه حلواه ، لكني أعتقد أنه اكتشف مؤخرا أين يضع ذكره بعد أن كان يجامع زوجته في أذنها ، لعل الأمر كذلك بحسب توقعي .

يمكننا أن نخوض في كثير من الأشياء التي تخص الآخرين ، لكننا عاجزين في كثير من الأحيان أن نخوض في دوائرنا الخاصة والتي نعتبرها شيء من المحرم أن نخوض فيه حتى بحديث الهمس ، برغم جمال الهمس في أذن صبية أن القمر يتحرك على إيقاعات مشيتها .

لا يمكنني الجزم بمعرفة الحديث الذي لا يمكنني أن أخوض فيه حتى همساً ، وربما استطيع أن أحدث نفسي على استحياء وبتحذيرات شديدة في عدم الخوض فيه مرة أخرى ، غير أني قادر بالجزم على أن الساعة تجاوزت العاشرة والنصف .





التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس