◊◊ إنْدِلاَعُـهَا ، وَمَوْعِـدُ نُشُوْبِهَــا|!
|
|
|
|
№ ...مُـذ الوَهْـلَةِ البِكْرْ ، وَالنَظْرَةِ الخَاطِفَةِ المُلْقَـاةِ عَلَىْ عَاتِقٍ أثْقَلَهُ كَمْ التَرَفِ
بِهَا ، وَهُـوَ فِيْ عَيْنَيِهَا لَهُ حِكْمَةٌ وَمَـآرِبُ أُخْرَىْ ، وَفِيْ عُمْرِهَا مُقَـامٌ
وَلَهْوٌ وَمُجْتَمَـعٌ إِلَىْ حـِيْنٍ ، وَبُدُونِ كَفْـيّهَـا يَرَى بِـ أَنَّهُ لَمْ يُمَارِسْ كِتَابَتَهَا
وَلاجُنُوْنَهُ بِهَـا ، وَلا هِيَ كَتَبَتْهُ قِصْةً قَصِيْرَةً جِدْاً .. كَـ
صُدْفِ صَـالاتِ المُغَـادَرَةِ .. المَبْثـُوْثَةِ عَبْرَ مَـوَاسِمِ الصَيْـفِ وَهُمَـا .. وَنِدَاءِ مُضِيفَةٍ أرْضِـيّةٍ
بِـ سُرْعَةِ التَـوَجُهِ إلَىْ البَوَّابَةِ ، وَالأفُـقِ ، وَدَرَجَـاتٍ لِـ الحُـلُمْ يَمْتَطِيَهَا العَــابِرُوْن ...!.!
ـ عَفْـوَاً .. كَمْ السَـاعَةُ الآَنْ .؟!
ـ مُمِيْـتَةٌ وَأنْتِ .. لَحْظَـة .!.. إِلاَّ أنَـا لَسْتُ مُنْبَهِرٌ بِـ تَوْقِيْـتِـك ، حَتَّى لِـ قُنْبُلَـتِكْ ...!!
ـ رَقْـرَاقٌ كَـ عِـطْــرٍ مِنْ ( هَـالْيُوْم ) ، تَـنْسَكِبُ مِنْ جَـوْفِ الرِيْـحٍ .!
ـ فِيَّ إنْدَلَعْتِـيْ .! بِلا عَلامَـاتِ إنْذَارٍ ، أوْ تَنْبِـيهٍ بِـ مَوْعِـدِ نُشُـوْبِكِ .!
ـ أَقْدَارِيْ مِنْ وَقْفَتِكَ عُنْـقُودٌ يَتَـدَلَّى .!
ـ أغْـلاَلٌ ...!! فَـ أنْتِ مَهْجَـرُ شِـعْرِيْ ، وَتَوْقِـيْتُ يَــدِيْ .!
ـ إسْـتِدْرَاكَاتُ الْـ لَكِـنَّ ، أنْتِ مُسْتـَثنَىْ مِنْهُـنَّ بِـ أجْدَادِ الْـ إلاَّ .!
ـ إقـطِفنيْ حَتَّىْ أوَّلِ بُذورِ ( البِنْت الشَلَبِيْة ) فِيَّ ، وَمِنْ أَخِــرِ بُرعُـمٍ أَشْعَـــلَ فِيَّ
( يَـادَارَة دُورْي فِيْنَـا ) ..!
.
.
.
...( أنَّىْ لَكَ بِـ مِثْلِيْ وَمِثْلِ جُنُوْنِيْ .؟! )
[ هَكَذَا قَالَتْ ، وَعَلى وَجْهِهَا مَابَيْنَ الإبْتِسَامَةِ وَالقَهْقَهةِ ].!
نَظَرَ إلَىْ عَامِلِ النَظَافَةِ القَادِمُ مِنْ خَلْفِهَا ، تَجَاوَزَها بَخَطْوَاتٍ يُؤشْرُ لِـ العَامِلِ بِـ وَلاَّعَةِ سَجَائِرٍ ،
ويَرُدُّ عَلَىْ مَاسألَتْهُ .. وَرُبْمَا عَلَى مَا إعْتَـلَى وَجْهَهَـا ..
... ( وَأنَّىْ لَكِ بِـ مِثْـلِيْ فِيْ حُضُــوْرِهِ تَنْبُتُ البَرَاعِـمُ حَيْثُ مِسَاحَاتٍ خُضُرٍ بِـ حُدُوْدٍ مِنْ
إسْـتَبْرَقٍ ، وَكُلُّهَـا لَمْ تُمَـسْ .؟! ) ...
... عِنْدَهَا عَـلاَ صَوْتُ المُضِيفَةِ بِـ نِدَاءُ الرْحْـلَةِ 607 ، وَالمُغَادِرةُ إلَى خَارِجِ البِــلادْ .! فَـ
صَرَخَتْ بِهِ فِيْ إضْطِرَابــٍ/ـمٍ ...
ـ إلَى أَيِّ بَـلَدٍ سُـ تُغَــادِرُ بِـ رُوْحِيْ أيُّهَـا الفَاضِـحْ .؟!قُـلْ بِـ سُـرْعَـة أَيْنَ سَـ
تَقْضِـيَ صَيْفَك هَذَا العَـامْ ..!!
ـ أنَـا لَمْ أَتِ إلَىْ هُنـَا مِنْ أَجْلِ السَفَـرِ ، ثُمَّ لِمَ هَذَا الصُـرَاخْ .؟!
ـ لَنْ تُسَـافِرْ .؟! ( قَالَتْهَا وَهِيَ عَلَىْ بُعْدِ خَطَوَاتٍ مِنَ مَدْخَلِ المَمَرِّ المُؤدْيَ لِـ الطَائِرَة ) .!
ـ أَجـلْ ، أَتَيْتُ لِـ أشْـتَرِيَ السَجَائِرَ مِنْ الكُشْكِ فِيْ الأعْلَى ، فَقَدْ أمَرَ الوَالِيْ بِـ مَنْـعِ بَيْعِهِـا
فِيْ مَدِينَتِنـا بَعْدِ غُـرُوْبِ الشَمْسِ .!
ـ سَجَـائِرْ ..!!! سَـ تَعُــوْدْ ..!!! لِمَ أَصْـرُخْ ..!!! لَيْتَهُ أمَرَ بِـ غُـرُوبِ شَمْسِكْ
بَدَلاً مِنَ السَجَائِرِ ..!!! ( قَالَتْهَا بإحْسَاسٍ نـّـَاقِمْ ) .!
.
.
ـ أَنَـا كَـ ضَرِيْبَةِ سَجَـائِرٍ ، وَلَكِـنْ مَاذَا عَنْ ضَرِيْبَةِ غِيْرِهَـا ، كِـ تِلْكَ فِيْ يَمِيْنـِكِ ..!
.
.
№ ... غَـادَرَتْ هِيَ أرْضَ الوَطَــنْ ..
وَعَـادَ هُوَ مُشْعِـلاً سِيجَـارَةً أُوْلَى ، وَمِنْ عُلْبَةٍ جَدِيْدَةٍ .!
№ ... فِيْ الطَرِيقِ الوَاصِلُ مَابِينَ المَطَارِ وَالعَاصِمَة ، وَدُخَانُ التِبْغِ يُلاحِقُ طَائرَةً تُقِلَّهَـا عَبْرَ نَوَافِذِ
سَيَّارَتِهِ الصَغِيرَة .. كَانَ أقْرَبُ مِنْهُ إلَىْ غُرُوبٍ يَعْشَقَهُ ، فَـ إنحَرَفَ بِـ سيّارَتِهِ عَنْ الطَرِيقِ
العَـامْ .. فَـ كَأنَّهُ يُرِيْدُ أنْ يَبُوحُ لِـ كُثْبَـانِ الرَمْلِ المُحِطَةِ بِـ مَدِيْنَتِهِ ....
№ ... كُـلُّ مَاتَقَعُ عَلَيِهِ عَيْنَـاهُ – المُتَسَوّلتَانِ لنَظْرَةٍ إلَىْ نُقْطَة – حَتْمـَاً سَمَـاء ، مُمَـدْدٌ كَسَفْحِ
كَثِيْبٍ تَفْتَرِشَـهُ جُثَثٌ ، لِـ يُقَرْبُهُ مِنْ كُلِّ تِلْكَ السَمَـوَاتِ التِيْ تُرَواِغُ زَائِـغَ نَظَــرَاتِهِ ، يُحَرْكُ
قَدَمَـاهُ فَقَط .. بِشَكْلٍ مُتَعَامِدٍ علَىْ إمْتِدَادِهِ ، فَـ نَحْوَه تَــارَةً ، وَإنسِيَـاقَاً وَرَاءَ جَـزْرِ البَحْرِ الذيْ
تَسْتَقْبِلانَهُ تَارَةً أُخْرَىَ ، تَبْدُوَانِ لِـ النَاظِرِ كَـ كَفّيْ مُـؤدَيّ قَسَمٍ وَسَطَ مَجْلِسِ شُـيُوْخٍ لَيْسُــوا
أفَــاضِلْ ، هَكَذَا يَقُـوْلُ المَشْهَدُ .!
№ ... فَقَطْ ... زُرْقَةٌ بـِ لاحُدُوْدٍ ، تُظِلُّ أُخْرَىْ لايَنْتَهِيَ مَايُخَالِطُهَا مِنْ رُكْامُ الغُيُـوْمِ بِـمِلْحٍ أجْـاجٍ ،
وَشَهِيْقُ الدَّوْامَاتِ ، وَزَمْهَـرِيْرُ الزَوَابِـعِ ، وَإنِ إبْتَـغَىْ غَيْرَ ذَلِكَ سَبِيْلاً أعْيَـاهُ صُلْبٌ لا يَقْـوَىَ
عَلَىْ حَمْـلِهِ ، وَلا حَمْـلِ ذَرَّاتِ رَمْلٍ قَدْ تُمَارِسُ زَحْفَاً لا يَلْحظهُ لِـ يَنْقَلِبَ رَأسَـاً عَلَى عَقِبِ الكَثِيْبِ
، فَـ تَبْتَعِدُ أدْنَىْ السَمَـوَاتِ عَنْ أطْرَافِ مَايَرْتَديِهِ مِنْ إزَارْ .!
... السَمَـاءُ لا يَعْتَرِيْهَا سِوَى أشِعَةٌ مَنْ عَرَقِ الجَبِيْنِ ، بالإضَافَةِ إلىْ سَــدِيمٍ سـ يَسْـتغْرَبَ
تَزَامُنَهُ مَعْ قَيْظٍ كَـ عَيْنِ شَمْسٍ ، وَلَكِـنْ بَعْدَ أنْ غَـادَرَهُ وَأَوَىْ إلَىْ حُجْرَتَِهُ / لاَحِقَاً .!
№ ... ــ لَنْ نَتَفِقَ فِيْمَا يَبْدُوْ فَـ إخْتِلاَفُنَـا ذُوْ سَعَةٍ ، وَلَكِنْ أنْ نَفْتَرِقَ أكْبَرُ مِنْ أيِّ إخْتِلاَفٍ ،
حَتْىَ وَلَوْ كُنّـا كَـ اللْيْـلَ وَالنَهَارَ . وَشْوَشَ بِـ هَذِهِ العِبَـارَاتِ نَفْسَهُ ، وَ أسْتَوْقَفَهُ نَهَـارٌ أَخَرٌ
جَاءَ يَخْطُوَ عَلَىْ ذِكْرِ النَهَــارِ الزَمَنْ .!
№ ...إسْتَعَادَ شَرِيْطَاً لِـ زَمَنِ قَصِيْرٍ قَدْ مَضَىْ ، إرْتِبِطَ فِيْهِ بِهَا ، وَمُنْذُ أنْ بَدأَ يَتَّسِعُ لَهَا قَلْبُهُ ، وَوَقْتُهُ
، عَلَىْ الأقَلِّ بَعْدَ أنْ ضَاقَ بِهَا الجَمِيْعُ ، حَتَّى المَطَارَات الدْوّلِيّة ..!
№ ... بَلْ أن دَاخِـلَهُ إحسَاسٌ يَرَاهُ مَوْلُودٌ مَعَهُ ، لَمْ يُكْتَشَفْ .!
№ ... أخَذّ بإسْتَعْرَاضَ ذَاكَ الإحْسَاسِ القَدِيْم ، بِـ كُلَّ تَفَاصِلِهِ وَبُذُوْرَاً تَعَاهَدَا عَلَىْ سَقْيِهِا وَلَوْ بِـ
فَيَضَانِ أرْوَحِهِمْ ، وَلَمْ يَنْسَ أَنْ يَعْرُجَ عَلَىْ الشَرِيْطِ الَّذِيْ كَانَ يُخْرِجَهُ كُلَّ صُبْحٍ مِنْ كَوَالِيْسِ شَعْرِهَا ،
وَيُعِيْدَهُ إلَىْ مَسْرَحِهِ بُعَيْدَ الظَهِيْرَةِ .!
№№№ ( كَانَتْ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ مُصَادَفَةٍ فِيْ زِحَـامِ الصَيْفِ ، وَالنَـاس .! هَكَذَا يَرَاهَا ، فَـ مَازَالَ وَاقِفَاً
بِجَانِبِ طَفْايَةِ السَجَائرِ .. تِلْكَ القَابِعَةُ أخِرَ صَـالَةِ القُدُوْمِ ..!! ).
.
.
وَكُلَّ الود والحُبَ لَكُـمْ .. |
|
|
|
|
|