[فهد العيسى]

--------------------------------------------------------------------------------
وهنان :

يا غُلام : إنها "سُلَيمي" راعية الضاْن,دخلت حانة الجَوْن,فاجلِب لها شيئاً يرقُّ له الفؤاد و ينطلق به اللسان و يطلِقُ للمخيَّلةِ العنان,ليصبح الطَرِب نشوان,ثم أضف حسابه على ديرِ الرُهبان,و قُلْ "جِير جير" يا فتى أجارك المجير بمعنى"بلى",فإن امتنعَ الديرُ عن دفع دينِ "وهنان",فإني أتعجبُ منكم معشر الغلمان,أعِضُكم بالمجان فتسقوني النسء بالمال ,فعلامَ و إيلام يا همام ,تكرم الدنيا المهان و تهين الكرام؟! هاتِ من رحل الشيخ أبي بصير و إن كان ضرير , فهو مشاعٌ للمتلصصة و الصعاليك بعد أن أظلنا بـ "ذات ِ أنواط ",و تلكم "شجرة كانت تعظّم في الجاهلية, لا حرمنا من جِنانهِ الوارفة بظله يعصرُ منها للعيسِ و الركبان,و ليكن أجركَ على الشيخ الجليل قدّسَ الله سرّهُ و بارك روحه,فهو كريمٌ بديعُ الخِصال لولا أن فيه خطب و يغتصب الأشياء غصب.
عِمْتِ صباحاً يا "سلمى" يا ليتَ شعري بتلك المهفهفة؟لعمرك يا"سُلَيمي",لأشربن,"الهفتجة",و الهفتجةُ تلك هي شُرب المُنكر لمدة ثلاثة أسابيع !

و بعد أن ثملت سلمى أخذت تشكو و تبكي,و تقول آه يا ويحي ,أين النائحات المستأجرة؟و قد ذاب الكحل في عيني سلمى و وجنتيها حتى لطخ بنكتها على عشري و بردتي !

سُلمي ذات الأسلمة:

أعلمُ يرحمكِ الله بأنكِ تنتظرينَ العفو منذُ أن استحلَ السُلطانُ الغشوم جسدك النحيل و أدخلكِ مولاكِ المبجل بالنعمِ قصر النعيم و أغلق عليكِ قسرا في الحريم.عليكِ يا جارية إبريقُ بالدعاء صبح مساء و أن يجعلكِ الربّ قبيحة في عين الأولياء,و يُنزل المولى عليه حسبان من السماء فيهلكُ الهلكة النكراء,و تذكري بأنَه كالصنم المبلس من رحمة مولاه,أفسده التاجُ و الصولجان و حلّت به النقمة و الشقاوة و قد جعله المُلك متجبرا على رعيته,و أنَّ امتناعك عنه يفقدكِ مُتعة الطريدة,و قد جبلن النساء على شغف المطاردة فلا تبتئسي يا طريدة! فيصنع من جسدك الشهي خبزا و طحينا.
عفوك يا امرأة :ما هذا الجنين الذي في أحشاؤك يا سلمى؟!!بئس السوءة يا امرأة النحس؟ إليكِ بخنجري المحموم , اغرسيه في المشيمة حولا بعد حول ,حتى أطهّر أحشاءكِ الآسنة,لربما سقيتكِ المكرمة فأغفرُ لكِ الإثم المتواري.
تَتَوجي وصية على النفحة الملعونة و النطفة المتخلقة.

هنا يباع الوجد بالنقد و التقسيط

قلبٌ بدانوق و نفسٌ بدرهم و جسدٌ بدينار.سقا الله ( سُميَّة بنتُ ثعلبة) سيّدة حِسان الدرعمية,كانت لئيمة و هذا طبع الدرعميات.سأفتتح المزاد بقنطار من فضّة لرجلٍ أعرفه يحرّج على ذكرياته بشُعيره فمن يشتريه من غانية بثمنٍ بخس تَبَّت من غانية تعسة ما لبثت محترقة القلب خانعة الجيد هنعة تدلل على نسبها,بعد أن كانت عزيزة متكبرةٌ لاهية تأمر بقطع عنق من لا تستطيب وجهه و تستثقل ظله!

لا زلنا في ركنٍ قصي من أركان الحوانيت الهادئة نحرّج على قلوب العذارى في أسواق التبّانة.بالأمس كانت هذي الأمة شاعرة مليحة متطفلة ,رثيتُ حسنها بأبياتٍ و هجوتها حتى دعت ربها أن تصبح من كرانيف النخل,و العامةُ لا يشترون سوى أجساد الغانيات بسعرِ سوق أسهم ( النخاسة ).و لا علم لي بعدد الحيوات التي حييتها عرضاً فمن راهبٍ يدعى (وهنان) إلى (غاوٍٍ بن عبد العزى) هذا و قد رأيتُ شيخي في حُلم يساورني بالوساوس و سوء الظنون حتى فقدتُ وعيي و قد خيرني الميتة فطلبتها صِرفةً من عذق السيَّاب, حتى فصدتُ حبل الوريد.كان يعرّض بحسناء تأكل التين و تتضرع بأشرعة السفين ,و قد أخبرني بشيءٍ من العلم الجهول ,سمّاهُ العُرف المجهول,و تحدث عن شغف النفس و بقرِ الفحول و شدد على النحو و الصرف بلغة المزامير فالعرب مغرمون بالوزارة و الثروة و النساء,و قال :عليكَ بتصاريف الأفعال يا (نشوان) فإن أردتَ مُلكَ الثقليّن ,اذهب إلى شجر الحظ و الكيف في مواسم الشتاء و الصيف و اقطف ما شاءت نفسكَ النهمة و أسدن ما شئت من الأصنام!و حذار أن تتكالب عليكَ الثُعلُبان و أحتسي العصير من رحيق الثمار و قد حذرني من المتطفلين و العابثين بجنان الرمَّان.و وعدني قائلاً :وهبتكَ سبعونَ جارية كلهن منشآت من الفالوذج و حلاويَ النارجين و رحيق الخزامى و نكهة الزعفران.قاتل الله شيخي الآبق خلته في كل جمعة يقفُ بين الكاعب و الناهد فقلتُ له : أيها الشيخُ الغشوم إليكَ بحوارى نجد و حوارى السعد .ثم هبني من حنانيكَ ياسمينة و خُذ "حماري الضليل" و هبني من سجاياها يقطينة .أريدُ مُهرة بعينها قد شغلها عني بعلٌ أصله بغل تغشّاها في عسعسة الليل و أنجب منها جحش .ملِّكني على العير و صواع الملك حتى أزجهم في السجنِ أجمعين. ملكني عليهم يوم واحد! فقال لي : إليكَ بسيفِ عمرو بن هند ,فهو لا يميّز بين العبد الهارب و الآبق فصره إليكَ و أسعى في مناكبها طوراً حتى تهلك الأرض و الحرث و النسل و لا تلتفت وراءك فتأسى على الخلق .فقلتُ أي شيخ : إليَّ بالسيفِ ذي النصل و الفصل شاهرا بلا غمد حتى أهلك الدنيا من مطلع الفجر حتى مغرب الشمس.و أقسمتُ ساعة على الهرج و المرج.و ما أن وهبني السيف حتى باغته بغتة و قطعت عنقه و تخلصتُ من الشَر ,ثم استغفرتُ ربي سبعين ألف ألف, و دفنت السيف في غياهب الجُب.و قلتُ في العلياء : تباً للشرّ و إن أتى بأسماء,و مرحا بالخير و إن شاهَ الرجاء.

ليلة القبض على ابن عيسى:

اقبضوا على ابن عيسى و أتوا به قبل أن ينتصف حُلمه! سمعه العزيز يتغزل بامرأته و يحيك حولها حكايا ولعه.وشيَ به فنّه و رسمه,و وشمه و طربه.ابن عيسى: أعرض عن أمانيك ,كيف تجرأت على غواية حسناءُ المماليك ؟!
بئس الفتى ابن عيسى زيّن لكَ الشعر نحبك.خذوه ليلا ’قبل أن ينتصف أمله و جروه من كعبيه و دقوا عنقه بأمر سامٍ من السلطان,قاتلَ الله السلاطين .يا ابن عيسى :إن العرافين قد علموا بأمرك و رأوك في أحلامك تغوي امرأة العزيز بكلمات أثارت حنق السلطان لا غيرته.و اتهموكَ بأنك تضع في الأحلام شباكاَ لصيد القطا و قد أمر بحرق قلبك .
فقالَ لهم ابن عيسى:يا قوم ,إن مملكتي قلاعٌ على الورق ,خلتها بين العشق و الأرق,عليكم الله ألاّ تصادروا (حماري) هذا,فهو نديمي و جاري و صاحبي! فقالوا :يا ابن عيسى: قد أحضرنا لك النطع و السيَّاف,و حضرنَ الغواني ليعتبرن بموتك, و قد شرّفكَ السلطان صاحب الجهالة و السلطان بحضوره القصاص .دعه يداعبك بطريقته !!
.فقلتُ لهم :

خذني إلى روما
خذني إلى أنثى المدن
دعني أرفرف
فوق قهواتِ الشجن
خذني إلى أوروبا
اعتقني لوجه المسرح و الفن
خذني إلى اللوفر
حررني من الضيق و الفتن
المنى ليزا عبوسٌ في الوطن
و هناكَ لا تكفُّ عن الابتسام و الحزن

ملاحظة :
القصة بالطبع لا تعبّر عن طبيعة و رأي كاتبها , كما أني بريء منيّ و منها منها و منها !!

[نورة العجمي]

ياهلا بالهاجس فهد العيسى
لي عودة للقراءة المتمعنه والتعليق
كل الشكر لعودتك

[عنود]

سأعود لقافية ابن عيسى الذي أفرحنا بحضوره في قافلة الحكايا
حريٌ بقافلة الحكايا أن يزهو بالتفاتتك إليه
كريمٌ أنت سيدي
تحياتي المعطرة

[نورة العجمي]

كعادتك ياكاتبنا تقدم لنا المعلومه على بساط من الحكايا التي تمتعنا وتذهب بنا بعيداً
نحو عصر آخر نحاول أن نربطه بواقعنا
اسلوب خاص بفهد العيسى
سلمت يداك وفكرك
ننتظر مزيد من الحضور ومزيد من المشاركات
تحياتي وأحترامي