من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > ذاكرة العرب
تحديث هذه الصفحة شو*..!
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20-06-2009, 16:09   #1
يعرُب
 

شو*..!


الليل مأساة كل عاشق ، لكني وجدت أن يومي بأكمله مأساتي التي لا تنتهي ، في لحظة حزن تسيطر على جسدي ، أتعجب من جسدي وهو في حالة حزن ، كنت أحسب أن الأرواح والقلب والعقل هم من يحزنون فقط ، في زمن رددت " مهموم عايز أبكي " كما يقول حليم .

أجد الغلبة للشرود الذي يسيطر على كل جزء من تكويني ، لكني لم أكمل بقية كلمات الأغنية والتي تبدأ مرة أخرى بكلمة " حبيتها " فالحزن الذي يتغلغل روحي وجسدي لا يتوقف عند هذا الحد بل يتجاوزه بكثير ، فالشعور بالتيه أمر ليس بذلك الذي يمكن أن تستقر فيه على حل يخرجك منه .

كل الأمور تذهب بي نحو نقطة مكررة في حياتي ، فهي الزاوية التي أنطوي بداخلها ، فأجد آثاراً سابقة ، تدل على أني قد أتيت لها ، فبكيت حتى بللت محملي ، أتحسس وأتلمس بين الجدران ، لعلي وقفت على لحظة فيها ضحكة أو ابتسامة ، غير أني لا أجد منها أي شيء ، فيصيبني اليأس ، وأضع نفسي مع تلك المجموعة من الناس ، في الركن الآخر ، قابعين تحت لوحة ، مكتوب عليها " شرّ البرية " ، اختلطت فيها الأجناس والأصناف ، فلا أعلم إلى أيهم أنتمي ، جلست بجوار عاشق ، يخبر أنها خانته وتزوجت ، وآخر يردد " صبنت الكأس عنّا أم عمرو " ، وراق لي من يقول " الكون دائرة أنا مركزها " ، حاولت أن اشترك معه في ذلك المركز ، لكنه رفض وطردني ، قلت هو خذلان مبين ، وعرق يتصبب من جسد حزين ، ورجفة تصرعني بين حين وآخر ، فيزداد لهيب جسدي ، وأسير حول محيط دائرة ، أبحث عن مخرج من هذا الكون ، وأنا أسير زاوية ، تركت فيها شيئا منّي ، أعود له في كل مرة فأزيد عليه ، حتى أشمّ رائحة الطين الممزوج بماء ، وأرتقب نبتة الحزن ، أجتهد في رسم لها صورة داخل خيالي ، لكني أعجز عن ذلك ، فلا أعلم كيف تكون أوراقها وفروعها وسيقانها ، واسأل نفسي هل تنبت لها زهرة ، وإن فعلت ماذا سيكون مصير النحلة إن استقرت عليها وارتوت من رحيقها ؟ .

نحلة مسكينة سوف تصطدم بحائط الزاوية لأنها مظلمة ، وتسقط على الأرض وتختلط بالطين لتعيش فيه ، هذا مصيرها لأنها اقتربت من زهرة شجرة ، نبتت على الأحزان ، هل يصل التفكير بنا في نحلة حزينة تطير مع مجموعتها داخل خلية ، وكيف نستطيع أن نميزها عن الأخريات ، أو أن نراقب ذئب تلبسه الحزن بين مجموعة ذئاب ، خرجت للبحث عن فريسة ، في مساء شتوي ، خرج معهم وهو يحمل أحزانه في جوفه ، وداخله يصارع الجوع من أجل البقاء ، لو أن لديه ما يقتات في الشتاء ربما انزوى في ركن .

قال جدي " كنت قد رأيت دمعة حمار ، يضربه ابن ساقي الحي ، وأحسب ذلك من ألم الضرب الذي يحصل عليه ، لكني أدركت مع الوقت أن تلك الدمعة ما هي إلا حزن على شيء قد لا أعلمه ، وقد أعلمه ، لكني لا أدرك ما يكون "

" وحزن تمدد في المدينة " * نال الجميع حتى الحيوانات أخذت نصيبها ، وقت قسمة ربما تكون ضيزا ، الحياة في أحيان كثيرة لا تنصفنا ، ونظرتنا إلى من هم أسوء منّا حالا ، لا يعني هذا ، أن لا وجود للإنصاف ، قد يكون وهو في حالته تلك قد نال ما هو أكثر مما يستحق ، وكانت الحياة معه منصف بشكل كبير وتميل الكفة إلى صالحة ، ونرتمي وسط العذابات ، كما هو الحال مع من هم أفضل منّا حالا ، النظرات مختلفة والحياة منصفة ، وغير ذلك ، إنما هو مكر مكرتموه في المدينة ، فتضاربت أقولي بين أنها منصفة وغير منصفة ، يرجع ذلك لخلق عذراً لنفس كسولة تبحث عن الرخص في كل شيء ، حتى سكنت في حجرات قلبي المظلمة ، خشية أن ترى عيوني النور ، وتظهر لها الأشياء على حقيقتها فتكون الصدمة ، وأني تدثرت الخوف من الغد ، خوفا من المجهول ، وأجدني واقع في الضلالة مخالفا قوله تعالى " ما فرطنا في الكتاب من شيء " وأن قدري هو أمامي لن يتخطاني في شيء ، ولا تتضارب أفكاري مع حديث " لا يرد القدر إلا الدعاء " أمزج بينهم وأظهر بعقيدة سليمة مؤمنة بأن الحياة منصفة لنا في كل شيء .

حتى أن الذئاب لا تأكل إلا الحملان التي ابتعدت عن الحظيرة ، ولعل ابتعادها ناتج عن حزن تلبسها وغرقت فيه ، لكني لم أصل إلي الشيء الذي يمكن أن يجعل رضيع حيوان في حالة حزن تغشاه ، قد نشاهده وهو تائه في المرعى بعد أن نال الذئب من والدته ، وأحيانا نشاهده واقفا على بقاياها ، يذهب ويعود مع ذلك الصوت الذي يخرجه ، مما يجعلنا نتعاطف معه وندخل في حالة الفقد التي هو فيها ، فنجد مأساتنا منطلقة من مشهد للطبيعة ، تقوم أسس الحياة البرية عليه ، برغم ذلك نحزن ، كما أن الموت بطرقه المتعددة هو جزء من حياتنا التي نعيشها ، وأمر لابد منه ونعرف أنه واقع لا محالة ، ثم نجد من يعترض بطرق قد لا تكون مباشرة أو تصدر منه عن عدم وعي بها ، فنعذره لحزن قد نال منه .

أعود إلى المجموعة التي أنتمي لها أصحاب لوحة " شرّ البرية " فلا أجد ناطق ، غير سيدة في عقدها الخامس ، تتحدث عن سيل العرم الذي أخذ منها أولادها وزوجها ، وأن لا حياة بعدهم ، وأن الزمن لم ينصفها والقدر قد اغتالها ، فاتخذت لها مكانا في مجموعتنا ، تندب حظها ، تارة هي في خصام مع الزمن ، ومرة أخرى مع الحياة ، فاختلطت علىّ الأمور من حيث الفرق بينهما ، وكنت اسألها ، آنا وأنت ولوحة شرّ البرية ، هل نعيش في الزمن أم في الحياة ؟ غير أنها لم تجاوبني بأكثر من أنهم ثلاثة صبيان أحدهم عاش في الزمن والآخر في الحياة وثالثهما جمع بين الحياة والزمن ، وعندما سألتها عن زوجها ، قالت عاش في برميل زبالة .

ما لذي يمكن أن تجده في زبالتك ، غير تلك الأشياء التي ترى انك لا تحتاجها وان لابد من التخلص منها لأنها أصبحت تشكل عائقا لك في المكان الذي تقبع ، قد تشكل قرفا أو تجدها أخذت مساحة من المكان أنت في حاجة لها أو أنها أصبحت بالية وتحتاج ان تجد البديل الأفضل ، ولو رجعت إلى زمن الشراء من أعوام سبقت ومقارنته بنفس اليوم والوقت من سنوات متأخرة وبحثت في الفرق بين ساعات ودقائق ذلك اليوم ، وقارنتها بنفس ساعات اليوم الذي أنت فيه ودقائقه ، مع مقارنة أخرى لنفس الغرض بين الوقتين ، أين تتوقع أن تجد الفروق ؟ ، قد تسأل نفسك لماذا تبلى الأشياء لماذا لا تبقى على حالها كأول الأمر ، لماذا تصبح بعد حين في مزابلنا ، لا نجد أي نظرة حزن عليها أو عاطفة داخل أيام بحلوها ومرها ، فهل البشر أيضا ممكن أن تكون خاتمتهم في مزبلة ، ينتهي بك المطاف أن ترمي صديق أو قريب بعد مرور الوقت عليه في برميل زبالة ؟ ، في نظري أن الكثير قد يوافقني أن بعض من عرفناهم يستحقون تلك المزابل ، وكما يسمّيها الكثير مزبلة التاريخ ، نحاول أن لا نعود لفتحها إلا لحاجة ماسة ، نبعثر قليلا مع علمنا بان قرفاً كبيراً قد يصيبنا من ذلك البحث .

قد نجد من يلهمنا بقولة " الحياة مزبلة والزمن ملعون " ، إن عشت مع الحياة نالت منك القاذورات وان رحلت مع الزمن اصابتك لعنة الدهر ، وعليه نجد أن الابن الثالث لتلك السيدة يعيش بين القاذورات وتلسعه لعانت الدهر ، بؤس غلام عاش بين أمرين ، لكنّا قد نجد من يقول أنصفتني الحياة وعشت زمني ، فهل سنجد من يرد عليه بـ .. " انتا بتكذب .. ياخلف " ؟





التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 24-06-2009, 01:12   #2
نورة العجمي
شـــاعرة
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ نورة العجمي
 

رد : شو*..!

ياالله عليك يايعرب
كعادتك فعلا
لاتكتب الا مايدهشنا بلغتك وابعاد خيالك
كاتب نخب أول
ليس جديد عليك اعجابي بقلمك
ولكن علي ان اكرر كم انا معجبه بكتاباتك المتميزة والمختلفة عن الآخرين
لاحرمنا الله هذا التواجد الغيير

التوقيع: https://www.instagram.com/p/_VLOGDoF...en-by=noouf_mt
انستجرام كاتبتنا
نوف الثنيان (@noouf_mt) • Instagram photos and videos



noouf_mt


نوف الثنيان
قاصّة / كاتبة ..الكتابة سفر الذات منها إليها لايرافقها إلاّ من يؤمن بها ويُدرك أن للنبض-هُنا-حُبّا وغصوناً تعرّش سلاما www.twitter.com/Noouf_M
نورة العجمي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 25-06-2009, 01:12   #3
منتهى القريش
شاعـرة
 

رد : شو*..!

يعرب

لديك قدرة مدهشة في السرد .. مختلف .. متفرد ..
تأخذنا معك لـ داخل النص ننتقل معك للأمكنة لنعيش الأحداث لحظة بلحظة ..
وهذه ميزة لا يجيدها الكثيرون ..

رائع أنت وأكثر ..

ود وورد

التوقيع:
منتهى القريش غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 26-06-2009, 17:08   #4
عنود
بقـايا حُلـم
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عنود
 

رد : شو*..!

مصائب قوم عند قوم فوائدُ
الشعور بالتيه
يوم بأكمله مأساة ليعرب

ونحن برفقة دقائق قضيناها في متعة قراءة لاتُنسى

سجل اعجابي الذي لايكل ولايمل التعبير عنه

التوقيع: عن أبي هريرة ( ما من صدقة أحب إلى اللَّه من قول الحق ) أخرجه البيهقي
وإليه يشير قوله تعالى يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ سورة النساء آية 135 .
عنود غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 31-07-2009, 00:37   #5
يعرُب
 

رد : شو*..!

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة نـــورة العجمي مشاهدة المشاركة
ياالله عليك يايعرب

كعادتك فعلا
لاتكتب الا مايدهشنا بلغتك وابعاد خيالك
كاتب نخب أول
ليس جديد عليك اعجابي بقلمك
ولكن علي ان اكرر كم انا معجبه بكتاباتك المتميزة والمختلفة عن الآخرين
لاحرمنا الله هذا التواجد الغيير




ما أعذب كلمات يا نورة

شكرًا لمرورك مميز هنا

ود
إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة منتهى القريش مشاهدة المشاركة
يعرب

لديك قدرة مدهشة في السرد .. مختلف .. متفرد ..
تأخذنا معك لـ داخل النص ننتقل معك للأمكنة لنعيش الأحداث لحظة بلحظة ..
وهذه ميزة لا يجيدها الكثيرون ..

رائع أنت وأكثر ..

ود وورد
منتهى ..
هل تعلمين أن تركيبة أسمك " منتهى القريش " فاتنة
لن أنساها أبدا

تحية لقبك ..

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عنود مشاهدة المشاركة
مصائب قوم عند قوم فوائدُ

الشعور بالتيه
يوم بأكمله مأساة ليعرب

ونحن برفقة دقائق قضيناها في متعة قراءة لاتُنسى

سجل اعجابي الذي لايكل ولايمل التعبير عنه


عنود ..
لدي ثقة أن قارئة متميزة ومتذوقة
لذلك يهمني رأيك دائما

تحية ..

التوقيع:
مرحبا ان كان ديني جاهلية



يعرُب غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 31-07-2009, 00:52   #6
عَـروب التميمي
كاتبه
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عَـروب التميمي
 

رد : شو*..!

رغم ألم وحزن سردك الذي أخال أنه مؤكد لامس حزنًا كامنًا كل من قرأك وأثار ألمه
لكن ارتسمت على محياي ابتسامة وراحة , حيث نصك يبعث لى ذلك
موغل في فلسفية ترضي من يقرأه
لن يختلف اثنان على جمال ما تكتب وعمقه

التوقيع:
. . . نبض حلم ‘‘
عَـروب التميمي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح

الإنتقال السريع