10-08-2006, 13:13 | #1 |
شموس لا تحدها سماء
|
جذر الياقوت
ربيا معا,تفتحت عينيها على عنبر عينيه في المناغاة الأولى,اذ تعدد الطفلة بداياتها, تجده أول من حملها للأرجوحة المعلقة في فناء الدار,أول من لاحقها في الحبو,حتى لا تختطفها جنية البئر,تلك التي تستدرج القمر كل ليلة ,ليسقط الى صدرها,أول من أمرها بلهجة حادة,أن أدخلي للمنزل حين لمح عيني ابن الجيران تتسلل بزوغ نهدها. دونا عن أخواتها وأخوتها..سكنت الى حضن أمه..أستمتعت بيديه اذ تقلبان جديلتيها في سطوع الظهيرة..تسأله بغنج الطفولة البكر :ما لون شعري.؟ ليخشى الكشف ثم يتناول حفنة رمل ذهبية ويسطو بالمدية على ابهامه ثم يخلطها بالرمل..ويقول: لو أنني أملك اراقة عيني ايضا لكان لون شعرك بني محمر بلمعة ذهب مخاتلة.. من يومها ما خلعت (بخنقها) الا لعينيه, لا أحد أستحقه الا من وشى للرمل بدمه..خفقان نبضها يراود الورد عن غصنه فيميل في عبورها ليلثم القدمين,هكذا عبرت اليه,هكذا عبر اليها. ما ألتفتت يوما للون بشرته..أحبت ذاك الأبنوس الشامخ كرمح عصي على الكسر,كم رقبته وهو يرفع الأشياء بلا جهد,يحرث الأرض فتلتمع عضلات يديه وتنتصب ساقيه كأنما لتثبت الأرض.. أفاقت ذات صباح على قرار بترحيلها لبيت عمها, قالت الأم أن (العبدة) سحرت ابنتها فتعلقت بالأسود,وقال الأب انهم لا يجرأون,قررت العمة ,ابعد الشرر عن السنابل, سربت لها أختها الصغرى الخبر,طارت تبحث عنه ,صدها صدر ابيها ,أن هيا الى العربة,أمتثلت وأعتلى ابيها الحصان, كيف سيستدل عليها؟ وجيب قلبها لا يصله,بغته سحبت مشبك شعرها,غرسته في عرق رسغها,أخرجت يدها من العربة,راسمة لخطوه الطريق,واثقة من رائحة العشق في دمها لجلبه, وصل الحصان بابيها بعد مشي ليلة,أستدار لينزل ابنته,وجد البخنق منزوعا,الألوان في شعرها- والتي ما عرفها -تتلألأ في ضوء الفجر,ابتسامة انتظار متيبسة على شفتي الزرقة منها..وقطرة دم تحمدت على رسغها الأيسر.. قال من عبر ميمما شطر الحكاية في ليال عشق أخرى..أن جذر الياقوت الأحمر الممتد في الناحية تكون تلك الليلة.. |
11-08-2006, 01:15 | #2 |
بقـايا حُلـم
|
رد : جذر الياقوت
حب يمتزج بصبغة الحزن به عند النهاية الحب ابتهالات القلوب , جعلتيني أعيش أجواء الـصفاء تنتهي بي الخطوات عند حدودك سيدتي اقبليني تلميذة لقلمك دمتِ جـميلة ولكِ تحية المساء |
11-08-2006, 17:36 | #3 | |
شموس لا تحدها سماء
|
جميلتي عنود
إقتباس:
كلنا نتعلم في الحياة الخطوة الأولى، لا نزال صدقيني العفو يا غاليتي ، يكفيني طرباً أن تمري بي كثيرٌ عليّ أن تبادليني الود أتقبل المحبة وأعتبرها هبةً ربانية الحمدلله أن منحك النص وقتاً تحتفلين به وتحفلين كوني بخيرٍٍ وودٍ ومحبة كما تستحقين سيدتي لكِ كل الفرح الذي يليق بقلبك حُلوتي |
|
12-08-2006, 11:49 | #4 |
|
رد : جذر الياقوت
. ومن الحب ماقتل ! مهارات كوثر الكتابية تنتصر دائماً في ميدان اللغة .. مرونة تقربنا من الإحساس بالجو العام للقصة .. متمكنة من (صنعة) القصة القصيرة بـ فن وقدرة رائعة .. أستمتعت جداً بقراءتك .. بقدر تأثري من الأحداث .. أرق تحية .. . |
14-08-2006, 13:21 | #5 |
النجدية
|
هكذا هو الحب ياكوثر .. يعيش قرب الأحتواء ويقتات على ما تلقيه الأيام من تلك التفاصيل الحانية .. ليأتي التفاني والتضحية بـ هذا المد من التجذر في أعماقها .. سرد واقعي بـ أسلوب أدبي جميل .. أثار أهتمامنا وأمتاعنا .. دمتِ لنا أخت .. / كاتبة رائعة نزهو بها .. |
17-08-2006, 04:56 | #6 | |
شموس لا تحدها سماء
|
الجميلة الجازي
إقتباس:
أتمنى ان أستحق قليلاً من ثناءكِ عساي اليق أهم ما في الأمر أنكِ إستمتعتِ وهذا كفيل بإسعادي صدقيني، لا أرى الدنيا الا قصص هنا وهناك تفاصيل قد تخفى علينا تخلق فرقاً ما قد نضع يدنا على الجرح وقد لا نفعل المهم اننا العابرون الأخف لكِ أجمل ما في الكون من تحايا ولكِ فرحٌ يكلل جبينك سيدتي |
|
17-08-2006, 16:59 | #7 | |
شموس لا تحدها سماء
|
غاليتي نجدية
إقتباس:
قرأتكِ هناك سأحاول مجاراة قريحتك المميزة معانيك المتعمقة في النفس ، المتجذرة في الإحساس الرقيق أسعدني ان أعجبتكِِ خربشاتي، مولعةٌ بالحكايات انا يا نجدية هي موروثي من ليالي القيظ على الأسطح اللبنية رائحة المطر الحميمة والمختلطة بروح النخيل في قريتي لكِ مني ما يحملك الى سعادة لا تفارقكِ للحظةِ ولكِ من الفرح ما يطرز لياليك بدثارات بهجة سيدتي نجدية |
|
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|