من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > ذاكرة العرب
تحديث هذه الصفحة حزن .. يبعثه المطــــــــر..!
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-04-2007, 20:50   #1
لون الورد
عضو شعبيات
 

004 حزن .. يبعثه المطــــــــر..!

في خضم الفرحة بالمطر ..
إلا أن شعور الحزن يعبث في قطراته ..
لابد من لحظات حزن أثناءه !!


قصتي القصيرة
حزنــ يبعثه المطر ..

,,,,,,,,,,,,,,,,




توقفت أنفاسي الحقيقية منذ أمد..
أصبحت كدمية خالية من الروح كل المكونات أحملها ..
إلا الروح !
يقولون أحزاننا نحن من يصنعها ..
حزني هذا لم أصنع منه شيئا ..
هو اغتالني وارتمى في أحضان قلبي .. ولم يرد الرحيل ..
لم أكن أعلم أن الذي يمدني برشفات عذبة من مايسمى بـ(السعادة) يوميا ..
هو نفسه الذي سيذيقني اليأس مخلوطا بالألم
في كل ثانية تعانق فيها ضربات قلبي عقارب الساعة ..
ولم أتصور أن الذي لو طلب مني الروح ..
أقسم أني لن أبخل بها عليه .. هو الذي بادر بطعنها بأشياء
لا تشبه السكاكين .. ولا السيوف بل آآآآآآلم !







سكنا في حينا هذا وأنا طفلة ..كان حيا جديدا ..
لم يكن به سوى بيوت قلة والبقية أراض خالية .. حي أشبه بصحراء ..
تنامت المنازل شيئا فشيئا .. بني بيت بجانبنا ..
فرحت بانتهائه لعلي أجد متنفسا لوحدتي مع ابنة جيران قريبة .. أزورها وتزورني ..
خاب ظني وتبددت أمنياتي .. حين علمت أن جميع ذريّة أم عصام (ذكور)..






ليتك ياعصام في حياتي لم تكن !!





بلغت السادسة عشر آنذاك ..
غرفتي هي ملاذي الوحيد وعالمي ..
انصهرت بين جدرانها لكأنني جزء منها..
أقفلت باب غرفتي ذات ليلة ..
جلست أمام مرآتي الصامتة ككل شيء حولها ..
تتوقت إلى أن أتنفس هواء جديدا ..
فتحت النافذة من خلف الستارة ..لم يكن هناك نسيما قويا ..
فلابد من تحريكها وازاحتها قليلا حتى يبدد الهواء تعاستي ..
أغمضت عيناي باستمتاع انتعشت لرائحة المطر ..الذي فوجئت به ..
سحبت كرسيا حتى أتطلع إلى المطر وهو يرتمي بكل حب على الأرض ..
كانت أمي ترفض وضع حواجز الحديد الخارجية على النوافذ
فهي تخاف جدا من حوادث الحريق ..
جلست بكل جنون على إطارهاحتى ينالني من القطرات ماينالني ..
هناك امتزاج خفي بيني وبين تلك الذرات جعلني
أعيش عالما آخرا.. أخذت أغني بصوت مسموع ..
مطر ..
مطر ..
انشودة المطر ..
في كل قطرة من المطر ..
هي ابتسام في انتظار مبسم جديد ..
أو حلمة توردت في فم الوليد ..
في عالم الغد الفتي واهب الحياة ..
مطر .. مطر .. مطر ..





دبت في عروقي رجفة مباغتة ..حين سمعت صوتا رجوليا
يصيح بي ..
(انتبهي أيتها المجنونة ستقعين !)




سميت وقتها مئة مرة .. لم أعلم اين الصوت وما مصدره ..
تلفتّ حولي ..
كانت نافذته التي هي مقابلة لنافذتي .. ليس تماما جدا ولا بعيدة جدا..
صوته كأنه أول صوت رجل يمر في مسامعي ..
سرت نبرته في ّ مفعول السحر كل شيء تجده غريب ..
التفت تجاهه وعيني تنظر إليه .. في سوادها رجفة الخوف ..
انه ابن الجيران الجدد ..
دوما الحظ نافذته مفتوحة وضوؤه مشعل لكن لم ألحظه ولا مرة سوى اليوم ..
كان ينظر اليّ بدهشة يتأملني بجرأة ..
شعري قد نزل على جنبات وجهي ممتلئا بزخات المطر ..
طغى في نفسي شعور متأرجح بين خوف وبين رعشة سرت في أجزائي لم تمرني قبلا ..
تحركت لأنزل من النافذة واهتزّ توازني .. وكدت فعلا أقع !!
( انتبهي انتبهي .. على مهلك .. )
ابتسم ..
ولكأنه ألقى في خارطتي متاهة .. شيءما لا أعرفه .. ابتدأ يدب في وجداني ..
كل البدايات تبدو سهلة في الحب ..
لكنها علقما مؤذيا في آخره ..
تمر في إطار الذكريات فتحولها سهاما مسمومة ..
وجدتني بلا شعور .. أتأمله .. كما هو يفعل ..
كان الصمت يعم المكان سوى حبات المطر ..
لمحت في خده غمازة تزداد عمقا كلما ابتسم ..
اصبحت بعدها لا أسميه الا بها .. (ذو الغمازة )
انتقلت عينه الى السماء لحظات .. ثم غاب عن وجهي ..






لو كانت أمي تعلم أن نافذتي تطل عليه .. لجعلت هذه النافذة جدارا!
احتجت الى ان أثرثر عن كل ماحصل في هذه الدقائق القليلة لساعات ..
بلاتفكير اسرعت الى صديقتي نوف وهاتفتها بكل لهفة
كانت نوف فنانة في الاستماع .. تترك كل الكون وتتجه لي ..
كانت تعطيني كل اهتمامها ..وروحها ووقتها..
حتى إن كانت منشغلة ..صديقة الطفولة .. منذ أيامي الأولى في الإبتدائية ولم أزل ..
هي روحي .. خلية من خلايا جسمي .. بل هي القلب والكيان
بل هي أنا .. أجل أنا ..
:





:
بعد حادثتي هذه أصبحت يوميا أتعمد فتح النافذة علي ألمح طيفا ..
لا أعلم لم أنا حريصة على أن أتابع الوضع بانتظام ..
لم يكن حبا بعد .. إنما كان تغيرا في جو حياتي الرتيب ..
ألمحه احيانا يمر لكنه أبدا لم يقف كما فعل في المرة السابقة ..
يارب رجوتك .. المطر ..!!






جلست مع عائلتي بهدوئي المعتاد ..
لم يكن أمامي خيارا آخر إما هم أو غرفتي ..
سمعت صوت أمي وهي تردد اسم الله كعادتها حين يهطل المطر..
وضعت كوب القهوة ..ارتجت وتدفق بعض منها على الأطراف ..
ركضت لغرفتي أقفلت الباب وفتحت النافذة على عجلة ..
صفعات الخيبة كانت متتابعة حينما كنت لاأرى نورا في غرفته..
تخالطت دمعة غبية مع قطرة من مطر فامتزجت برودتها مع حرارة دموعي ..
مكثت لخمس دقائق ..
صوت صرير نافذته وهي تفتح .. كلحن جعل قلبي يرقص ..
بل يصرخ .. بل يرتجف .. إلى حد التوقف !




استهجنت فعلتي .. أنتظر شخصا لاأعرفه ..
بمشاعر لا أعرفها..بطريقة أيضا لم أتخيلها ولا حتى في أحلامي !!
ابتسم مرة أخرى ..
ولاحت لي غمازته .. وبدات تعبث في رئتي .. فأصبحت لاأتقن الشهيق .. ولا الزفير كما عهدت ..!
هممت بالكلام ..
بعد أن رددت الابتسامة بالابتسامة..
أشار لي .. ووضع سبابته مقابل شفتيه..أن أصمتي..
وأشار أسفل..أنهم قد يسمعونك!
تعلمت لغة الشفة ..ولغة الإشارة ..





تكررت الفعلة كثيرا ..
أدمنته !!
صرت لا أفارق غرفتي بنسبة أعلى من ذي قبل ..
لم أعد أريد الخروج إلى شيء ..سوى المدرسة ..
حتى وقتي في المدرسة كنت أهذي به لصديقة عمري ..
كانت تستمع لي بشغف ..
مؤخرا صارت هي من يبادر بالسؤال عنه !
كلمة السر بيننا "الغمازة "
نضحك سويا ماأن نذكرها ومن حولنا لا يعلم مالحكاية , وماالغمازة ..
مع أني لا أراه في اليوم الواحد إلا بضع دقائق قبل نومه..
إلا أنها كانت هي المحسوبة في حياتي ..






ليتك ياعصام في حياتي لم تكن !





لم أعد أطيق لغة الإشارة ولا الهمس .. بدأت رغباتي تكبر ..
كذا نحن نرضى بالصغائر في البداية وكل يوم يمر نتطلع إلى ماهو أكبر ..
أشرت له ذات مرة بهاتفي ..
فهم أني أريد أن تنتقل الإشارات إلى نبرات ..
غالبا مايبادر الرجل .. لكني تجاوزت هذه المرة كل القوانين ..
إحتمالي كان ضعيفا ..
سكت لحظة ..
بدا عليه التفكير العميق ..
خفت خفت أني خسرته ..!غاب لثواني قليلة ..
أرسل رقمه "بلوتوثيا "
وانقلنا من نهر ..إلى يم ..






ياإلهي !!
أعلم أني على خطأ.. وما أفعله ربما أندم عليه ..
كني عميت عن كل شيء ..
فتنت به الى حد الجنون ..
كيد من فولاذ انتشلني من صمتي من انطوائي ..
جعل للحياة طعما آخرا ليست إلا عنده ..
كان صوته اليومي كبلسم ..بل كدواء لمرض يلج في أطرافي وجذعي ..
ماأن أنصت اليه .. يسكن اضطرابي ..





عشت في عالم آخر .. عالم لا يراه الا أنا وهو ..
يقودني الى فوق السحب .. عند الغمام ..
لاأصل الأرض إلا حين تنتهي المحادثة ..!
كنت أبث أشواقي رغم حيائي ..ألم أقل أني كسرت كل قوانيني ؟
كان هادئا .. ودودا .. يبعث الطمأنينة .. حينما يردد هامسا في أذني ..
"لاتخافي ,لاتخافي "
حتى وإن لم يرددها أحس بنفس الأمان ..




سنين مرت وأنا لا زلت , وهو لازال !
توطدت علاقة أمي بوالدته كثيرا ..
كنت أفرح بوجودها ..
وزياراتها المتكررة لنا ..
كانت أصغر من أمي بمراحل ..
قوية الشخصية .. تملأ المكان الذي تدخله بالفرح ..
أجمل اللحظات حينما تتكلم عنه ..
أشرب كلامها شربا ..
كان يكبرني بخمس سنوات ..
طباعه تناسبني , يحب ماأحب ويكره ماأكره ..
توافقنا في كل شيء ..





حينما أشكو لهيب حبه لنوف أجدها تواسيني ..
حضنها كان يغدقني ويسرف ..!
لم كذبوا وقالوا أن الصداقة مستحيلة ؟
أراها كل شيء..
بلانوف لاأتخيل كيف كنت سأعيش ولمن سأشكو ؟
شخصيتها مرحة ..حنونة إلى حد الترف ..
تضفي الألوان الطيفية في كل مكان .. بعبق لا يجيد نشره إلا هي ..
بعكسي كنت هادئة يغالبني الغموض القاتل ..





كذا مرة تتصادف أم عصام مع نوف حينما تزورني ..
انسجمتا كثيرا مع بعضهما ..
كذا مرة كنت ألمح نظرة لاتعجبني في عيني والدته وهي ترمق نوف خلسة .. من وقت لآخر ..
ترتجف أركاني ..
لاأعلم لم ؟ لكني أبدا لم أكن مطمئنة ..
كثرت عبارات الإطراء لنوف في حضورها وغيابها ..
عن جمالها ومرحها ودقة لبسها ..
تصيبني أحيانا بغيرة جامحة ..
وماأن أتذكر أنها لصديقة الروح أردد إنها تستحق ..
ومايكون لها يكون لي ..




وأحيانا أخرى أبكي بحرقة ..
وألجأ لهاتفي أحضن رقمه .. وأتأمل صورته .. ثم أرسل رسالة لنوف ..
"ظمأت شوقًا له "
ماأن تصلها حتى تقول :
"أفتحي النافذة وارتشفي من المطر .."!






وأحيانا أخرى أرسل له في أوقات أجد جنوني يسيطر علي ..
"أما آن لنافذتك أن تطلق سراحك ؟ "
أمكث بعدها ثوانٍ قليلة ..فيطل وهو يبتسم ابتسامته القاتلة "بالغمازة "
وهو يحمل لوثة النوم .. وهو يشير بيده .. (مابك ؟ )





ذات مرة ..
أمسك بمخدته وأسند رأسه عليها ..وهو يحتضنها ويهمس ..
سأنام هنا!!
كنت آنذاك في سنتي الجامعية الثانية ..






ولن أنسى أيضا ..ذلك المساء ,,
حين أرسل :" كل الناس علموا أنك تحبين المطر وأنشودة المطر .."
عاندته ورفعت على الصوت أكثر !!





ومساء آخر ..
آآآآه ..
اتصل وقال :
(لا أريد أي كلمة .. سأنام وأنا أسمع صوت هدوئك..)


؛
؛
؛



مر علي أسبوع كئيب منذ أن عرفته ..
كان أسبوعا مخيفا ..
لم يرد على اتصالاتي .. ولا على رسائلي ..ولاحتى ترك نافذته مفتوحة ..!
أهو مريض ؟ مابه ؟
وجدتني أكاد أجن .. بل جننت ..
استأذنت أمي وذهبت إلى نوف .. بحجة قرب الإختبارات لندرس سوية ..
كنت أريد منها أ، تطفيء لوعتي .. كما كانت تفعل دائما ..
:
في عينيها شيء .. لم أره طوال السنين التي ولت ..
جاملتني وقالت لي كلاما كثيرا مبعثرا .. ليس من قلبها ..
ظني لايخيب .. ثمة خطب !!





قبل أن أخرج .. أمسكتها من كتفيها ..وقلت:
(لاأعلم ماتخفين ..لكن إياك ِ أن يكون شيئا مريعًا!)
فرطت دمعة ساخنة .. سريعة ..من مقلتها ..
قبّلت الدمعة .. وخرجت ..




عدت للمنزل ..
وجدته جالسا داخل سيارته ..
مررت بنافذته .. ووقفت عندها ..
لمحت بعينه نفس النظرة التي لمحتها في عيني نوف ..
لكنه كان يحمل معان أخرى أقوى ..
تخللت جدران قلبي بكل قوة ..
وشيئا من الخوف عند من كان يمنحني الأمان !
تحركت بهدوء ..
دخلت المنزل ..لم أعلم لم لم أصرخ به وأقول ما بك ؟
ولا أدري لم السؤال بات لي مخيفا جدا ..
والإجابة أشد إخافة !
عدت لغرفتي وأنا أرتعد ..
أخذت عطرا..
أهدانيه ذات صباح وضعه على مقبض الباب وأنا خارجة للجامعة ..
أغرقت وسادتي به ..
دفنت رأسي فيها .. وبدأت رحلة النحيب !
:
:





مرت فترة الاختبارات بثقل عظيم !!
لاهي صديقتي تلك التي أعرفها ..
ولا هو عاود و أجاب على رسائلي واتصالاتي ..
كالغبية كنت أسير ..
وبعد انتهاء آخر مادة ..
زارتنا أم عصام ..
وكم كنت أتشوق لزيارتها تلك ..
أريد أن أهدأ .. أن أنام ..أن أعرف ما الذي لا أراه ..!





أقبلت بالشاي ..
سمعتها تقول بكل فرح ..بكل سعادة تغمرها كأم ..
""أن نوف وافقت على خطبتها من عصام ..
وأنها كانت تنتظر ردها منذ أمد !!""





لم أسمع بعدها إلا صوت الحطام ..
زجاج يتكسر .. ماء ساخن يتدفق ,,يملأ المكان ..
سمعت صوت أمي تصرخ ..
ومعها أخرى تهدئها..وتعينها على حملي ..
غابت الأصوات .. غابت الأنوار .. لاشيء يتحرك ..!







روحي كانت تزهق في كل ساعة مئات المرات ..
تتالت في ذاكرتي آلاف الصور وآلاف الكلمات ..
خمس سنوات .. كان هوائي الذي أتنفسه ..
خمس سنوات ..كان نبضي ..
خمس سنوات..
وأنا أعشق المطر ..وأضحك وقت المطر ..وأسعد برائحة المطر ..
لأنه كان سببا بعد الله لمعرفتي له ..
لم أعلم أن المطر سيكون ذكرى أليمة ..
صار سهاما موجعة ..
لاتقتل لكنها تشابه آلام القتل ..





لم يحذرني منه ..!
لم يقل لي أنه سيقتلني يوما وأنا نائمة .. غافلة ..
كنت تنام على صوت هدوئي ..
لم يعد لي هدوء .. صرت أجلجل ..!
هل هي ذي الخيانة التي يقولون عنها ؟
لاأتوقع .. هذه لايطيقها بشر !
ضعيف جسدي أمام هذه الجراح ..
سكين تتأرجح في خاصرتي ..
تنام معي وتصحو معي وتمزقني كل لحظة ..
دعني منك ومن حبك .. لم أخترت روحي ؟
أنانية منك ؟




تتزوج صديقة عمري ؟ لم لم تختر غيرها ؟
حتى أشكوك لها ..
أشكو غدرك .. أشكو ظلمك .. لمن تركتني ؟




صديقتي خدينة روحي ..
ناديتك هذا المساء بين جدراني لم أسمع لك ردا..
كيف تبيعين قلبي بأرخص الأثمان ؟
كيف تهدينني جرحا لابرء منه .. لابرء !
لم يرقك غيره ؟



كيف ستضحكين معه .. قد ضحك معي ؟
كيف ستهمسين له .. همست له قبلك مرارا ..؟
ستعبث بك الغيرة ..
كيف سيجمعكما .. بيت واحد سقف واحد ..
وعيناي تلحظكما في كل مكان ..؟
ستريني في علبة زينتك ..في أدراجك .. في ملامحك ..
في وجهه .. في نافذته .. في كل يوم يحمل معه مطر ..!
في غمازته يانوف .. في ابتسامته ..!




غضبه عرفتيه مني ..
حبه عرفتيه مني ..
روحه سرقتها مني .





أصحو إن غفيت على مرارة في جوفي ..
أشرق بدمائي ..
بقيت بين ليلة وضحاها بلا أحد ..
لا أحد.. لا أحد ...





أنا لستُ آسفةً عليك
لكن على قلبي الوفي
قلبي الذي لم تعرِفِ
ماذا لو انكَ يا دني
أخبرتني
أني انتهى أمري لديكَ
فجميعُ ما وشوشتني
أيامَ كنتَ تحبنيَ من أنني …
بيتُ الفراشةِ مسكني
وغدي انفراطُ السوسنِ
أنكرتهُ أصلاً كما أنكرتني..
.لا تعتذر....
نزار قباني





كسرت عطرته في الحائط وانثرت رائحته تعطرها بشكل أزلي !
كل شيء يذكرني فيه حتى الهواء ..!
حتى احتياجي وانكساري ..
حتى خضوعي وذلي ..
حتى أمي حين تراني وتبكي على حالي ..
تظن أن مابي مس أو عين ..
حتى أمي أتعبتموها.. عذبتموها..
بعض البشر يمتهن التعذيب . .
فما أن يعذب شخصا ..
حتى ينتقل لآخر ..




أماه ..
أتركيني أموت .. في حضن الفجيعة ..
ماذا أنتظر , وأنا هنا في الفراغ أسبح ..
وفي الهم ألهو ..
افطر عليه .. التهمه بعد الظهر ..
وإذا قارب النوم ..
أكلت منه جرعتين !!




لم تعد تتصل علي طبعا ..
وأنا لم أكن في وضع يسمح حتى للمعاتبة ..
الأمر عظيم ..عظيم.. عظيم ..




أما هو فأحس أن الريح تبعث أنفاسه ..
لتحرك الحنين ..
واذا هطل المطر .. جاءني طبيب ليحقنني مسكنا,,
لأتوقف عن الهذيان ..
تلوح لي صورة نوف .. تتلاشى شيئا فشيئا ..
أهم أن أحتضنها ..
فيطغى المسكن .. وتمتليء الأجواء برائحة المطر ..





أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعثالمطر؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هوالمطر !



بدر شاكر السياب .







مكثت كثيرا على حالي ..


تبقى على حفل التقائهما .. أسبوع فقط !
أسبوع واحد وتنعم به .. وينعم بها ..
قتلتني الفكرة وقتلني حتى الخيال !






رفعت هاتفي ..
أرسلت له ..
(عصام ..
إسألها.. كم رقمك في القائمة ؟لكن أن قالت أنك أولها فهي تكذب ! .. )
اتصل مرات عديدة على هاتفي ولم أرد ..




بعد يومين ..
علمت ان الزواج تأجل لأجل غير مسمى ..





اتصل علي ذات مساء ..
قررت أن أرد ..
استغرب تغير صوتي ..
غالبا المجرم يزداد جرما بكلماته !
سألني عنها ..
الله .. الله .. الله .. !
أصبحت حلقة الوصل بينهما !
هزلت ..
أرحموني !!!





أقسَم انه لن يخبر احدا عن هذه المعلومات .. حتى هي ..
قلت له أنها أحبت كثر .. وعشقها أكثر ..
إن لم تصدق .. زدتك ..






بعد عشرة أيام ..
ألغي الزواج نهائيا ..
لم أستطع أن أستمر باخلاصي ..
فلو رأيتهما معا سأموت ..
لم أكذب عليها ..
لكني أفشيت أسرارها ..
كما سرقت أغلى كنوزي ..
سرقت فرحتها ..
واغتلت ثقته في كل نساء الأرض !
..





الغريب ..
بل المضحك ..
بل المبكي ..
بل مازادني جنونا ..
أن هاتفي لم يقف رنينه ..
لست إلا جثة ..
لم تعد صالحة للحياة من جديد ..
إلى أن يشاء الله ..!




دعوني ..
لكم لن أعود ..
لن أعود..
لن أعود ..


لون الورد

لون الورد غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 03-04-2007, 23:42   #2
عنود
بقـايا حُلـم
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عنود
 

رد : حزن .. يبعثه المطــــــــر..!



قصة مأسآويه تحدث كثيراً في كل مجتمع
عبرتِ عنها بأسلوب مباشر جداً وأسلوب سهل جميل جداً يناسب كل فئات العمر أستيعابها والأنفعال معها
لكن عندي ملاحظه بسيطه أخرجتني من جو القصه للحظات وهو اثناء تلقيه رغبتك في محادثته تلفونيا
كان عن طريق البلوتوث , والقصة حدثت منذ زمن في بداية دخول السادسة عشر من العمر , اي الحديث بصيغة الماضي البعيد , والبلوتوث لم يدخل في تقنية الجوالات الا من فترة قريبه جداً , كل القصه رائعه ومقنعه لكن تلك ملاحظتي البسيطه عنها , والتي لا يؤثر من جمالها شيئا ابداً

لون الورد
سعيدة جدا لانضمامك قافلة الحكايا
ارجوا ان لا تحرمينا ابداعاتك القادمة
وان تتواصلي معنا على الدوام


التوقيع: عن أبي هريرة ( ما من صدقة أحب إلى اللَّه من قول الحق ) أخرجه البيهقي
وإليه يشير قوله تعالى يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ سورة النساء آية 135 .
عنود غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 04-04-2007, 03:33   #3
نورهـ السبيعي
علبة ألوان
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ نورهـ السبيعي
 

رد : حزن .. يبعثه المطــــــــر..!

رغم ألم القصه الا انها رائعه .. اعجبتني كثيرا ً
اسلوبك رائع يا لون الورد ..
إقتباس:
كل البدايات تبدو سهلة في الحب ..
لكنها علقما مؤذيا في آخره ..
تمر في إطار الذكريات فتحولها سهاما مسمومة ..
جميله جدا هذه العباره

شكراً لإمتاعي هذه الليله

التوقيع:
نورهـ السبيعي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 04-04-2007, 11:19   #4
نوبربلم
عضو شعبيات
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ نوبربلم
 

رد : حزن .. يبعثه المطــــــــر..!

هذا اول موضوع ؟

طيب شوي شوي علينا

لون الورد

تقبلي مني
.. كل الود


التوقيع: سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
نوبربلم غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 06-04-2007, 02:44   #5
نورة العجمي
شـــاعرة
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ نورة العجمي
 

رد : حزن .. يبعثه المطــــــــر..!


لون الورد
قلم رائع انضم لمبدعين قافلة الحكايا
تفاصيل صغيره ومهمه تم التركيز عليها بطريقه دقيقه جدا
اسلوب القصه وسردها برأيي يصلح ان يكون مشهد حي مصور قريب للواقع
لن استغرب حين اقرأ يوما على قائمة اسماء الممثلين في مسلسل سعودي او خليجي
مع الأخراج , قصة وحوار وسيناريو " لون الورد "
خيالك في تجسيد المشاهد بالتفصيل قادر على ذلك
تقبلي اعجابي اختي العزيزة
ونتمنى ان نكسبك قاصّة رائعه بشكل دائم هنا

ودي و وردي


التوقيع: https://www.instagram.com/p/_VLOGDoF...en-by=noouf_mt
انستجرام كاتبتنا
نوف الثنيان (@noouf_mt) • Instagram photos and videos



noouf_mt


نوف الثنيان
قاصّة / كاتبة ..الكتابة سفر الذات منها إليها لايرافقها إلاّ من يؤمن بها ويُدرك أن للنبض-هُنا-حُبّا وغصوناً تعرّش سلاما www.twitter.com/Noouf_M
نورة العجمي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 06-04-2007, 15:52   #6
عبدالله
مصوّر
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالله
 

رد : حزن .. يبعثه المطــــــــر..!

مطر

التوقيع: www.abdullahphoto.me
عبدالله غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح

الإنتقال السريع