31-01-2009, 13:20 | #1 |
كــاتـب
|
جذب إلى قصة قصيرة..
. . اجذب الأماكن والأشخاص إلى النص، جذبها في قصة قصيرة يخلق لك مجالاً أوسع للمناورة والحوار، حتى القراء يحبون أن تشغلهم بأماكن لم يروها من قبل: بيئات أخرى مختلفة، وشخصيات تتصرف بطريقة مغايرة وتبرز لهم ذواتهم الإنسانية كما لا يحبون أن يروها أو كما كان يمكن أن تتفاعل مع من وما حولها بطريقة أخرى، افعل ذلك بطريقة لا يجيدها إلا فنان. كيف أجذبها؟! لم أسأل صديقي الذي كان يوضح لي رأيه في مجموعة من القصص القصيرة، ويقدم نقداً مؤدباً لأني لم أجذب أماكن كثيرة كما يحب أن أفعل ولأن المدى الذي أدور حوله صغير، كما أن الشخصيات كما أعرفها أو أتخيلها تستحق مني المزيد من النحت والتفكير قبل كتابتها على ورقة، وتصويرها ضمن قصص. لم أسأله لأن الجذب مهمتي حين أكتب وأفكر وأقرر وأرسم العلاقات الإنسانية، وأمارس التوصيف بين الزمان والمكان والإنسان. مهمتي تلك وليست مهمته. قد يعني جذب المكان أن تنقل المقدس إلى غير المقدس ثم تتأمل القدسية وقد تهاوت وتتأمل غير المقدّس وقد تقدس بين الإيمان والرياء. وقد يعني جذب الأشخاص أن تُحَزِنَ غانية لفوات سنة ركعتي الفجر ثم تُراقب إحساسها في تلك اللحظة. الجذب لخبطة كل زمان، والعبث بكل مكان، ثم الإتيان بالإنسان وبعث تصرفاته وأحواله من جديد لقارئ مشغول بإنسانيته، لا في إطارها الضيق المحدود في ذاته، لكن في إطارها الكبير الممتد بلا حد ولا نهاية بين أزل وأبد. قال أيضاً إن النص القصير قائم على المفارقة بين البداية والنهاية، وأحياناً بين المتوقع والحاصل فعلاً، وربما بين علامة التعجب وعلامة التساؤل ثم التوقف عند نقطة أخيرة لا تفيد لِم التعجب، ولا تجيب عن التساؤل. النص القصير حيرة أخرى، وتفكير مختلف يؤدي إلى تفكير مغاير، ومسؤولية إضافية. (الكاميرا) تصور ما هو أقل من الثانية، تحبس اللمحة. كاميرا الفيديو تصور زمناً أكبر من اللمحة، زمناً ممتداً بلمحاته المتصلة وأشخاصه وأحوالهم وعلاقاتهم، تقيد المتابع لزمن أطول. ذلك فارق سريع بين قصة قصيرة وقصة طويلة أو رواية. الرواية ضجيج والقصة القصيرة همسة. والرواية جذب متواصل بينما القصة جذب خاطف. والمسؤولية التي تحدث عنها الروائي عبد الرحمن منيف ؟ هي مسؤولية لازمة، ما دمت تقرأ فلا بد أن تتحمل مسؤولية ما، لكن ما هو حجم المسؤولية التي يحدثها نص في ذواتنا، قد توجد المسؤولية بضآلة شديدة تقارب العدم، وقد توجد لتكون دافعاً إلى قول أو فعل ما، وقد توجد لننساها بعد ثوان أو دقائق أو أيام أو سنوات دون أن تخلق فعلاً يتجاوز هذا التذكر. أنطوان تشيكوف أثر عبر قصته (عنبر رقم 6) في فلاديمير لينين الذي تذكر هذه القصة يوم قاد ثورته، وكان جمال عبد الناصر معجباً بقصة توفيق الحكيم (عودة الروح)، ولم يُسكِتْ هذا الإعجاب الكاتب الكبير فأصدر كتابه (عودة الوعي) بعد وفاة عبد الناصر وتحديداً عام 1972م ناقداً زمن الرئيس الراحل. وذلك يعني أن العمل الفني بما يحمله من مسؤولية للقارئ قد يخلق أثراً يتجاوز القراءة العابرة إلى الثورة الراغبة في تغيير المجتمع كله، ثورة يبدأها كاتب ويعمل بوحيها قارئ. وهناك المحاكاة التي تتطلب نقل الواقع كما هو في حس القاص ووفق الزاوية التي ينظر منها، لا كما ينبغي أن يكون، ولا كما يحب له قارئ النص أن يكون، وليست مهمة القاص تلميع الواقع أو تجميله أو تقبيحه، هو ينقل الواقع ليحمّل القارئ مسؤولية ما، هذه المسؤولية التي يحمّلها الكاتبُ القارئ هي رأيه الأخير في العمل الفني المكتوب أو المسموع أو المُشاهد، وقد يتفق معه القارئ وقد لا يتفق وفقاً لثقافة هذا الأخير وتبعاً لمعاييره حين يرصد الجمال. والجمال في العمل الفني هو ما نحسه لا ما نراه، الرؤية وسيلتنا إلى الجمال مثل بقية الحواس. لكن مكمن الجمال فينا، ما توصله إلينا الوسائل هو ما يعزز إحساسنا بالجمال، هل ما نراه يتفق مع إحساسنا أو لا يتفق؟ نحن المقياس وليس ما نراه، الإحساس وليس الإحاطة، لذا يكون إحساسنا بالجميل متفاوتاً، وبقدر ما لدينا من حس يكون مكسبنا من جمال الآخر، والآخر هو الفكرة أو الشخص أو الشيء. وللإحساس بالشيء علاقة بتذوقنا له، وللتذوق مصادر بين العقل والروح والجسد، المريض لا يبالي كثيراً بما يحسه، والروح الباحثة المفكـرة غير الروح المشغولة بالأشياء الأقل جمالاً والأقل قدرة على بعث الإحساس الجميل بالجمال. وقد يفسد الذوق فلا يحس بالجمال، وقد تتلوث المصادر فلا تنشئ العارف بالجمال أومتذوقه. يشعر الأعمى بالجمال، وكذا الأصم، وهناك وسيلة إلى الجمال تغني عن وسيلة، ودوماً هناك شعور جميل يرتقي مع آخر، على أن تكون لنا عيون ترى الجمال، وآذان تسمعه، وأكف تنعم به، وقلوب وأرواح تتأمله وتفرح به. لذا كانت الإساءة الأكبر هي أن نقول لإنسان ما إنه بلا إحساس، لأن (بلا إحساس) هذه تحوله إلى جماد، تجعله سقط متاع. . . |
01-02-2009, 03:27 | #2 |
|
رد : جذب إلى قصة قصيرة..
القصة القصيرة برأيي أمتع كثيرا قصيرة مكثفة وربما نستشعرها في لقطة واحده لكنها تحمل فكر وتراكمات حدث أو موقف ربما تحمل تجربة الكاتب أو الآخرين ونقلها لنا المهم أننا نخلق من المواقف علامة استفهام او تحثنا على وقفة للمراجعة والنهاية المفتوحه أمتع وأمتع تظل كاتب قصة جميل أستاذ عبدالواحد .. كثيرا أحرص على متابعة الجديد معك .. |
03-02-2009, 06:31 | #3 |
شـــاعرة
|
رد : جذب إلى قصة قصيرة..
الاذواق مختلفه ياسيدي الكريم اللوحة الفنية احيانا الكل يراها بقراءة خاصة تخضع لثقافته وخياله فما بالك بالقصة القصيرة , تختلف بالمعايير لكل شخص حياك الله ياكاتبنا الرائع أشتقنا لك جداً واشتقنا لتفاعلك واراءك مرحبا بحضورك مليون ولا يكفون |
08-02-2009, 13:04 | #4 |
كــاتـب
|
رد : جذب إلى قصة قصيرة..
. . الاخت الجازي: قصة قصيرة، رواية، قصيدة، لوحة تشكيلية، فيلم سينمائي، مسرح، أغنية... هنا مغايرة وتفاوت في شكل الإبداع ومضمونه، لكن يجب أن نهتم كثيراً بقدرة هذا الإبداع على التأثير في المتلقي، وبقدر حجم هذا التأثير وبقدر ما يحمله من مسؤولية على المتلقي يأتي التجاوب، ولا شك أن لثقافة المتلقي دور كبير في مدى هذه المسؤولية ومدى التفاعل معها وبعدها. أشكرك.. . . |
08-02-2009, 13:05 | #5 |
كــاتـب
|
رد : جذب إلى قصة قصيرة..
. . الأخت نوره.. أسعدني حضورك، وأشكرك. . . |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|