01-01-2009, 14:50 | #1 |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
ثلاث وصايا .. لصغيري محمد ..!
هو صباح لاطائل منه الا انتظار صباح آخر .. أو البكاء فيه على صباح مضى ... يولد الأبناء من أحلام آبائهم .. لكن الشعراء يولدون من بكاء الأمهات وحقائب النساء والمواعيد المؤجلة ... 0 0 لكي يطْرحَ النَّخْلُ تمرًا يؤوب له الجائعون زمانًا عليكَ سقاية كلِّ الفسائلِ في قريةِ الحزنِ قبل الرحيلْ ! فخذ دلْوَ جدّكَ صُبّ على الأرضِ ماء َانتظاركَ تشربُ منهُ العصافيرُ عندَ المقيلْ !! وحين تزورُ المدينةَ تختارُ من ضوئِِها لونَ عينيكَ فازْرعْ على بابِها الدائريِّ النخيلْ سيمرقهُ المتعبونَ نهارًا يدوخونَ في ظلِّ نخْلِكَ .. يسْتحْلِبونَ الكرى المستحيلْ !! *** بنيّ الصغير وهبْتُكَ صوتي فخذه إلى آخرِ الجرحِ نادِ بهِ هدْأةَ الوقتِ .. في شفةِ الصامتين !! فإنِّي تمرَّدتُ حتى وهنْتُ وقلتُ إلى أن تركتُ فمي عندَ بابِ التسوِّلِ يسْتعطِفُ الحزن للضاحكين !! أنا أوَّلُ الرَّاحلين .. وأنتَ المُقامُ مكانًا لصوتي الذي ضاقَ منهُ الترحُّلُ بين الصراخِ وبين الأنينْ وهبتكَ صوتي ..فقل مثلما شئتَ يأخذني الذنبُ فيهِ .. وتمحو ويأخذني الموتُ فيه ..وتصحو ويلجمني الجرحُ فيهِ فلا أسْتكينُ ولا يستكينْ !! *** بنيَّ الصغير إذا خانني الوقتُ وا كتضَّ صيفُ الرِّمالِِ على صدري الهشِّ واستنشقتني أنوفُ القبورْ ! فكن مثلما كنتُ .. حينَ رمقتُ أبيْ يصبُّ المياهَ على نخْلةِِ الدَّارِ يخصبُ أعْذاقَها للطيورْ ..! ويقرئني ( سورةَ الفجْرِ ) يهجسُ بي صوتُه كلَّما حطَّ في نخلةِِ الدَّارِ عصفورُ نورْ !! فماتَ ... ومازالتِِ النخلةُ الآنَ تشربُ من ماءِ ِ عينيَّ تسألني سورةَ الفجرِ والطيرُ مازالَ بكْرَ الحضور ..!! *** بنيَّ الصغيرَ .. وهذي المساءاتُ ممتدةٌ بيننا والصباحاتُ تسألُنا ( أيننا ) ؟ والحنينُ انكسار ..!! فكن مثلما كنتُ .. حين تكوَّرتُ في حضنِِ أمي .. تمدَّدتُ بين مساماتِ راحتها المستضيئةِِ بالطُّهرِ حتى امتشقتُ المدارْ ......!! ستأتيكَ أمي على راحتيَّ وتأتيكَ أمُّك في ساعديَّ ويأتيك .. بعد الظلامِ النهارْ ...! فكل المواعيدِ منقوشةٌ في فضاءِ العيونِ وكلُّ الذي ظلَّ يجمعنا ..سوف يبقى احتضارْ ..! وتبقى كما أنتَ إن مُتُّ أو عدتُّ أو ..فرَّقتنا الديارْ قصيدةَ حلمٍ تماهيتُ فيها فصارتْ ..جميع القصائد عندي ... انتظااار ..! |
03-01-2009, 08:37 | #2 |
شـــاعرة
|
رد : ثلاث وصايا .. لصغيري محمد ..!
مبدع ياأستااااذنا نص مؤثر لأبعد مدى طولة العمر لك إن شاء الله |
03-01-2009, 08:53 | #3 |
مراقب عام
|
رد : ثلاث وصايا .. لصغيري محمد ..!
مبدع كما تعودنا منك في كل كتاباتك تظل رائع دائما |
05-01-2009, 09:36 | #4 |
|
رد : ثلاث وصايا .. لصغيري محمد ..!
بالفعل الصورة مُلهمة لكل هذا الإبداع وأكثر حفظك الله لـ محمد وحفظه لك .. |
19-02-2009, 19:02 | #5 |
عضو شعبيات
|
رد : ثلاث وصايا .. لصغيري محمد ..!
بنيَّ الصغير إذا خانني الوقتُ وا كتضَّ صيفُ الرِّمالِِ على صدري الهشِّ واستنشقتني أنوفُ القبورْ ! فكن مثلما كنتُ .. أحسنت ياأديب على هذا البوح الذي يرسم لنا مستقبل مانتمناه لاولادنا والاختيار الرائع للصوره المذهله والتي بدأت هي تتكلم نيابة عن القلم تقبل مروري مع تحياتي0000 وضـــــــاح المــــــــــانع |
27-02-2009, 12:52 | #6 |
عضو شعبيات
|
رد : ثلاث وصايا .. لصغيري محمد ..!
القراءة للوافي،تحتاج ترتيب النفس جيدا وتأهيلها لــكَمِّ الصور المبتكرة والشعر الذي يغدق بترفه فينا أبدأ من حكاية الأبناء الذين يولدون من أحلام الآباء تعتقل هذه الجملة بين طرفيها تاريخ انساني واجتماعي باسق وبليغ وحقيقي، فكم من أب.. أوقفه الزمن في منتصف طريقه لحلمه، رافعا إشارة "ممنوع المرور" بشتى الظروف والحواجز" ومن دون أن يقصد وأحيانا يقصد يوجه هذا الأب خطوات ابنه إلى نفس الطريق ليكمل ما لم يكلمه بنفسه. أما الشعراء الطالعين من دموع أمهاتهم وأحضان حبيباتهم..وأسرار الدفء في مواعيدهم... فهذه الحكاية الأجمل التي نغوص فيها جميها وإن كنا ننكر أنها أهم ما يبلور شخصياتنا أحيانا بالعودة إلى الوصايا أنا قرأت أربع أو "وضوء وثلاث وصايا" فلا يمكن أن يكون نخل ابنك وقرية الحزن ووصيتك بأن يختار من المدينة لون عينيه إلا وصيّة.. هذه الاشراقة الشعرية للصبح الذي بدأ يشحذ نوره من عينيه اللتين تمارسا انفتاحهما على الدنيا هي مقدمة لتلاوة الوصايا بطهر أكبر لذلك أقول "وضوء" الوصية الثانية.. أراك هنا أبا و...شاعرا يا ابراهيم أردت لحنجرته أن تحمل أثقال صوتك وتمضي بكل شجونه أردت أن تسلمه فمك ليتابع...صوته الركض كنت أبا من دون أن تتخلى عن نفحة الشعر ومن دون أن تعتق الذاكرة من أجمل مشاهدها الوصية الثالثة حين اكتظّ الصيف في صدر رمل الأرض التي شهدت ولادة هذه الوصية، اكتظّ قلبي بالبكاء الذي يغالب النًفــَس فأن يجتمع "أبي وسورة الفجر والنخلة التي تشرب من ماء عيني ومات" في نداء واحد..هذا ورب البيت عملاق وأكثر : فكن مثلما كنتُ .. حينَ رمقتُ أبيْ يصبُّ المياهَ على نخْلةِِ الدَّارِ يخصبُ أعْذاقَها للطيورْ ..! ويقرئني ( سورةَ الفجْرِ ) يهجسُ بي صوتُه كلَّما حطَّ في نخلةِِ الدَّارِ عصفورُ نورْ !! فماتَ ... ومازالتِِ النخلةُ الآنَ تشربُ من ماءِ ِ عينيَّ تسألني سورةَ الفجرِ والطيرُ مازالَ بكْرَ الحضور ..!! هنا بكيت بعمق روحي.... لذلك لن أقفز فوق هذا الإحساس الذي استدرجه بي هذا المقطع،، وأكمل قد أعود لأتابع قراءتي..لبقية وصاياك التحية اخر تعديل كان بواسطة » ماريّا في يوم » 27-02-2009 عند الساعة » 20:09. السبب: علامات الترقيم واشياء أخرى |
01-03-2009, 02:17 | #7 |
شاعر
|
رد : ثلاث وصايا .. لصغيري محمد ..!
اجمل التحايا لشخصك الكريم يالوافي |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|