07-04-2008, 12:33 | #1 |
فـعـل مــاضي!
|
بائع الكتب: شحاتة الأحمد
. «كُتُبي تَنامُ على رَصيفِ مَفاقِرِي لو جِئتُ أوقِظُها تثورُ و تـزأرُ نامي، فإنَّ فَقَارَ ظَهرِيَ أُتْلِفَـت من حَملِ أسفارِ الذين تبصَّرُوا» بمثابة تقديم: وحدها الصدفة قادرة على ترتيب المواعيد التي لا تكاد تلتقي بها, حتى لو قمت بجدولة مهامك العملية طول العمر.! في دمشق, وفي أجواءٍ شباطيّةٍ جليديّة, رافقت مسيرة احتجاجٍ شاملة في ساحة الشهداء ـ بسبب ما يحصل في القدس قبلة المسلمين الأولى من عبثٍ وتجبّرٍ وتخريب ـ كان هذا اللقاء مع العم: شحاتة الأحمد. رجلٌ تجاوز الستين من عمره ببضع آلامٍ وفرحاتٍ صغيرةٍ وعابرة كسحابة صيف. متقاعدٌ من العمل العسكريّ, ومهتمٌ بصندوقٍ وكتبٍ وأطفال. قضى شطرًا كبيرًا من سنوات عمره في بيع الكتب على رصيف المارّة وأمام خطواتهم ونظراتهم. هذه المهنة التي تنتشر في أرجاء الشام خاصة, حتى لا تكاد تمر بجادّةٍ إلا وفيها بائع كتبٍ أو بائع كتب!. في اليوم الذي التقيت بملامحه الوضّاءة, وحديثه الرقيق الحاني, قال بعد حمد الله وشكره: لقد بعت بمبلغ 300 ليرة سوري. أستطيع أن أعيش جيدًا هذا اليوم. لم أتوان عن اقتناص هذه المناسبة السعيدة بعمل حوارٍ عابرٍ كصباح الساعة العاشرة من يوم الثلاثاء 23/2/2007 : . |
07-04-2008, 12:38 | #2 |
فـعـل مــاضي!
|
اللقاء:
. ـ شحاتة الأحمد, من أنت؟ ـ أنا رجلٌ يعيش بتفاوتٍ نسبيّ, يزيد وينقص حسب معدل رغبة القراءة والاطلاع لدى الناس. ولدت عام1944 م . أحببت الكتب منذ طفولتي, وتعلمت منها الصبر على لأواء الحياة, فكان أن رأيتني هنا.! ـ ما هي الأوقات المناسبة لمثل هذا العمل؟ الرزق مع البكور دائمًا.. لذلك يبدأ موعدي منذ الصباح الباكر, حتى الساعة الواحدة ظهرًا, مع مراعاة الأحوال الجويّة بالطبع. (يبتسم وهو ينظر للسماء التي تكاد أن تأتي بخير ربها). ـ كم العمر الذي قضيته في هذه المهنة؟ على وجه التقريب لا التحديد: ستة عشر عامًا. (أطرق متأملاً بعد الإجابة, وكأنه للمرة الأولى يشعر بتسابق خطوات الأيام والليالي على مضمار حياته).! ـ هلاّ حدثتني عن يومك المعتاد هنا؟ في صباح كلّ يوم, أتوجه لهذا الصندوق الموثق بلوحة الدعاية البيئية. استخرج منه الكتب والمجلات والروايات والمنشورات, وأصفّها على امتداد حواف الحديقة, وما بقي أعلّقه على رفوفٍ مكتبيةٍ اعتادت على الصبر كلّ يوم.! ـ أولا تخشى السرقة؟ تبسّم حزنًا, وأجاب: يابنيّ: من يسرق بيضةً فقيمته بيضة!, ومن يسرق ملايينًا فقيمته جشع.. هذه معادلة الحياة..كلٌّ إنسانٍ يسرق قيمته. ـ هل تجد في أولادك من يحب هذه المهنة؟ للأسف: لا. فبعد أن جاءت الفضائيات بتربية ضياع الدين وبوار الأخلاق؛ شعرت بفشلي ـ رغم الجهاد المستمرـ في تأصيل حبّ الكتب لديهم, وأيضًا في مواجهة أمّةٍ وقضية.! ـ صداقة الكتاب ماذا قدمت لك؟ الكثير من المحبة التي أتزوّد بها كلّما اشتدت ساعد الزمان قسوةً وعنتًا. لقد اعتاد الناس على قراءة طالع الأيام من هذه المكتبة المتواضعة, واعتادوا ـ أيضًا ـ على متابعة أحداث الساعة من هذا الرفّ الذي أمامك, هذا الأمر يبعث السرور في قلبي. كم هو جميلٌ أن تمنح الناس فرصةً للقراءة العابرة, ويمنحونك ودًا صباحيًا يفوق كلّ مسائل المال والدراهم المعدودة. ـ كيف حصلت على هذه الكتب المنوّعة؟ منذ الصغر وأنا أحب مطالعة الكتب, وارتياد المكتبات, الأمر الذي وطّد العلاقات الكثيرة والجميلة مع أصحاب هذا الشأن, فكانت الثقة في تعاملي معهم, هي مداد ما تراه من هذه الكتب المتنوّعة والمتجدّدة بين حينٍ وآخر. فاصلة: ـ قاطع حديثنا المطر الذي بات ينهمر على لقمة عيشه, ممّا اضطرني إلى إنهاء أول جلسات الحياة, والمشاركة في جمع الكتب داخل الصندوق الصغير الذي أخذني بدهشةٍ عابرةٍ ومحيّرة, فهم مغزاها العم شحاتة, وقال: كأني بك تسأل عن كيفية استيعاب الصندوق لكلّ هذه الكتب؟ وقبل أن أوافقه استطرد, وقال: إنّه أشبه برحم المرأة الصغير, يزيد في الاتساع عند الحاجة.! تنويه: أكتب هذا اللقاء من ذاكرةٍ وهنت كثيرًا, ومما بقي من ملاحظات قصيرة في مدونةٍ زرقاء, اعتدت على حملها عند كلّ سفر. [مجلة تفاصيل] |
21-04-2008, 01:14 | #3 |
عضو شعبيات
|
رد : بائع الكتب: شحاتة الأحمد
الغالي فوزي من أجمل و أمتع اللقاءات أمتعتني إجابات العم شحاته واللقاء بشكل عام رائع جدا كل الشكر والتقدير |
28-04-2008, 05:00 | #4 |
كاتب وصحفي
|
رد : بائع الكتب: شحاتة الأحمد
والله أنّه الأحق بالتكريم والحفاوة .. لو كان لاعب كرة قدم أو بائعـ ... ... لـما أستطعت حتى إلتقاط صورة للذكرى!! شكرا فوزي لقاء أسعدني وأحزنني .. |
15-05-2008, 06:49 | #5 | |
عضو شعبيات
|
رد : بائع الكتب: شحاتة الأحمد
|
|
04-09-2008, 05:42 | #6 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : بائع الكتب: شحاتة الأحمد
|
04-09-2008, 05:48 | #7 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : بائع الكتب: شحاتة الأحمد
|
04-09-2008, 05:51 | #8 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : بائع الكتب: شحاتة الأحمد
|
05-09-2008, 03:43 | #9 |
عضو شعبيات
|
رد : بائع الكتب: شحاتة الأحمد
لقاء جميل ألف شكر أستاذي |
30-01-2009, 12:36 | #10 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : بائع الكتب: شحاتة الأحمد
. أهلاً أماني: الشكر لحضورك أولاً وأخيرًا. |
19-02-2009, 00:46 | #11 |
عضو متميز
|
بائع الكتب : شحاتة الأحمد
فوزي المطرفي .. مساء الروعة والذكريات الجميله فكرة صائبه و موضوع شيق ... شدني إليه وتذكرت معه الحاج محمد الرويح صاحب اقدم مكتبة في الكويت في سوق المباركيه .. والحاج محمد مدبولي بائع الكتب الذي أصبح أحد أشهر الناشرين المصريين العصاميين . جميلة هذه المشاركه كجمال عشقنا للقراءة ... دمت أخي بهكذا تألق وجمال .. |
26-06-2009, 02:41 | #12 |
ينتظر التفعيل
|
رد : بائع الكتب: شحاتة الأحمد
يعطيك العافيه |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|