13-10-2009, 17:00 | #1 |
.
|
رؤيه نقديه / لفيلم الطوق والأسوره
الطوق والإسوره / إنتاج عام 1986 بطولة / فردوس عبدالحميد - شريهان - عزت العلايلي - أحمد عبد العزيز - أحمد بدير - محمد منير - عبدالله محمود . منذ اكثر من عدة سنوات وانا اشاهد هذا الفيلم العجيب جداً .. وفي كل مره نفس الشعور ونفس الإحساس ونفس الشغف يراودني نفس الدهشه .. لم تتمتع السينما العربيه منذ سنين بنقل الحدث الفلكلوري ان صح التعبير او نقل الحقبه الزمنيه بحذافيرها كما صورها لنا مؤلف ومخرج الطوق والإسوره أبدع الكادر التمثيلي كل الإبداع في إتقانه لإداءه الأدوار التي اسندت إليهم .. فقد إندمجنا في الدور حتى ضننا إن شريهان لاتلعب دوراً سنمائياً بل تحكي واقعاً ملموساً تنقله لنا كاميرات كانت غائبه كلياً عن أذهاننا .. رغم كثرة مشاهداتي له انا شخصياً فقد شاهدته اكثر من عشر مرات وفي كل مره أحس اني اكتشف شيئاً جديداً فيه .. لعبت فيه شريهان دور الأم ثم الأبنه بحيث انها لعبت دورين مختلفين وفي كلاهما يغيب عن اذهاننا انها لعبه سينمائيه ونندمج كلياً وننصهر مع الأحداث .. لايقل دور فردوس عبدالحميد عن دور شريهان ابداً ان كان يوازيه في البطوله ومن وجهة نظري قد تكون البطوله المطلقه لفردوس .. فقد ابدعت كل الإبداع ورسمت لنا الحزن بكل تفاصليه على سحنتها الحزينه وعيناها الذابلتان .. حتى في إبتسامتها وضحكتها تلوون الحزن لنا بإشد صوره وأقسى ألوانه .. الممثلون كلاً على حداً سواء أبدعوا بأسلوب جعل هذا الفيلم يعاد ويعاد ويعاد ليكون هو الشاهد على نقل الصوره بشكل رائع جداً فقد عالج قضايا كثيره جداً سواءاً بالإفصاح عنها والتصريح بها او بالتلميح لها ببعض المشاهد .. قصة الفيلم تدور حول الحياه بجميع أشكالها ونواحيها في مجتمع بدائي يؤمن بالخرافات والأساطير ويعتقد كل الإعتقاد بالروحانيات والجن وسيطرتهم على حياة البشر سيطره كليه .. كان يتكلم عن الحقبه الزمنيه للحياه المصريه القديمه في الأقصر وضفاف النيل للصعيد القريب من النوبه ويحكي تفاصيل الحياه الإجتماعيه والإقتصاديه والنفسيه للمواطنين فقد كان الجهل مسيطراً على روؤسهم والفقر يقطع اوصالهم ويبتّر معنوياتهم ويهدم نفسياتهم ويدمر أحوالهم حتى أشتد الغلاء وأقذع فيهم الفقر ونحت أجسادهم وطغى على مساكنهم التي تتكون من بيوت طين واسقف من سعف النخيل .. وتطرق المؤلف لحرب فلسطين عام الثمانيه والأربعين وسيطرة الملك والأنجليز والرحى الدائره التي تطحن كل بشري مصري في تلك الأيام .. تعددت القضايا في الفيلم وتنوعت المشاكل العضال التي اسقط المؤلف والمخرج الضوء عليها دون النظر الى اسبابها او دوافعها او حلولها ابداً فقد كان هذا هو السر الخفي لنجاح هذه الحبكه الفنيه العجيبه .. فقد كان العبء كل العبء على المشاهد في إستنباط الحلول والكشف عن خبايا مشكلات تلك الحقبه من الزمن .. تطرق الفيلم لقضية الشرف وهي القضيه الأولى في الفيلم وقضية إختلاط الانساب بحجة البحث عن الولد في غياب قدرة الزوج عن الإنجاب وإيعاز الاسباب للسحر والشعوذه وإعتراف المجتمع بهذا الطفل الذي تحمل به أمه من المعبد بحيث ان هناك شخص يسكن في المعبد ويعاشر النساء الآتي يودن الحمل لتحمل بعدها تلك السيده ويكون سراً بين الام والابنه والزوج فقط .. وتثور ثائرة الزوج لعلمه بقصوره عن الانجاب ولكن ! في الاخير يعترف بهذا الطفل .. شاء ام ابى . الكهنه والمشعوذين والدراويش والاسياد ومايسمونهم ( الاولياء الصالحين ) وغيرهم من الهرطقات التي يؤمنون بها ويتبركون بها كانت مسيطره على عقولهم .. الاسقاط على دور المرأه القويه التي تقوم بدور الرجال وتتحدى أحزانها ولكنها تفشل في تربية حفيدتها التربيه الصحيحه لأسباب كثيره منها فقدها لأبنتها جعلها تفرط في تدليل حفيدتها حتى اصبحت هذه الطفله بين التذبذب الروحي والعقلي في حاله وسط اشبه بالانثى الكامله التي تحمل سفاحاً وتكتم سر الذي أغتصبها برضاها .. وبين شقاوة الطفله البريئه التي لاتعلم ماالذي تخفيه هذه اللعبه التي يلعبها معها الشاب الذي تربت معه كأخته .. يعود الخال الذي غاب عشرين سنه وأمه بإنتظاره بعد وفاة الأب والابنه محاولاً نقل مفاهيم جديده لمجتمع مصاب بالتخلف قائم على الإستماع ونقل الشائعات والسلبيه في مواجهة الظلم والطغيان والرزح تحت وطأة الجهل والفساد .. ومن ثم يفشل فشل ذريع ليعلن صرخته المدويه في نهاية الفيلم عن فشله في إحداث تغيير لو طفيف في جسد هذا المجتمع .. أحداث كثيره رائعه جداً وإسقاطات مذهله للغايه صاغها المؤلف بشكل يجبر المشاهد في كل مره على البحث والتقصي بشده .. أثارني الفيلم وابديت رأيي المختصر جداً عنه وأحببت أن تشاهدوه فهذا الفيلم هو الفيلم الذي تفخر السينما العربيه بإنتجاه .. فيلم مشبع للحواس والعقل بشكل ادبي رائع جداً تحيه ملؤها التقدير والاحترام للكاتب / يحيى الطاهر عبدالله .. ولكاتبي السيناريو / يحيى عزمي, خيري بشارة .. ولكاتب الحوار / عبد الرحمن الأبنودي .. وللمخرج المبدع / خيري بشاره .. وللرائعه حد الروعه / فردوس عبدالحميد .. والمبدع حد الإبداع / عزت العلايلي .. والجميله حد الجنون / شريهان .. وجميع الكادر التمثيلي الذين صوروا أحداث من أجمل الاحداث .. كتبته / رسيس |
14-10-2009, 02:22 | #2 |
شـــاعرة
|
رد : رؤيه نقديه / لفيلم الطوق والأسوره
الله يرحم خيري بشارة فعلا كان فيلم خرافي في وقت كانت تنتشر الأفلام التجارية بكثافة ذائقة رائعه نهنيك عليها |
14-10-2009, 09:28 | #3 |
.
|
رد : رؤيه نقديه / لفيلم الطوق والأسوره
نوره لمرورك أكليل من الورد ورحم الله خيري بشاره ( معلومه غائبه عني ) شكراً لك ياانيقه |
10-11-2009, 14:09 | #4 |
عضو فعّال
|
رد : رؤيه نقديه / لفيلم الطوق والأسوره
لم اشاهد العمل ولكن بدا لي من شرحك انه اكثر من رائع دوما الاعمال الناجحه تجد من ينصفها كل التقدير |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 10 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 10 | |
|
|
|