27-06-2008, 11:40 | #1 | |
شاعر
|
من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي
.. |
|
29-06-2008, 20:00 | #2 | ||
شاعر
|
نايف الجنيدي : مرحبا بعودتك , أسأل الله لمرضاكم الشفاء العاجل
|
||
21-07-2008, 04:26 | #3 |
اِمْرَأةٌ لا يُكَرِّرُهَا القَدَرْ !
|
فـ ليتك لو بقيت لضعف حالي ..
في فنّ الرثاء من الصدق مايرفعه على غيره من الأدب .. ويكفيه سموّاً أن لاغاية تُبتغى من وراءه، إلا ما ندر ! ، أحببت أن أشارككم هنا أوجع أبيات في الرثاء لازمتني -عمراً لايستهان به من الفقد-من قصيدة للشاعر العبّاسي بهاء الدين زهير في ابنه الّذي فقده في زهرة العمر !
فيا مَنْ غابَ عنّي وَهوَ رُوحي = وكيفَ أُطيقُ مِنْ رُوحي انفِكاكا حبيبي كيفَ حتى غبتَ عنّي = أتَعْلَمُ أنّ لي أحَداً سِوَاكَا أراكَ هجرتني هجراً طويلاً = وَما عَوّدْتَني منْ قَبلُ ذاكَا عَهِدْتُكَ لا تُطيقُ الصّبرَ عنّي = وَتَعصي في وَدادِي مَنْ نَهاكَا فكَيفَ تَغَيّرَتْ تِلكَ السّجايَا = وَمَن هذا الذي عني ثَنَاكَا فلا واللهِ ما حاولتَ عذراً = فكُلّ النّاسِ يُعذَرُ ما خَلاكَا وما فارقتني طوعاً ولكنْ = دَهاكَ منَ المَنيّة ِ ما دَهَاكَا لقد حكمتْ بفرقتنا الليالي = ولم يكُ عن رضايَ ولا رضاكا فلَيتَكَ لوْ بَقيتَ لضُعْفِ حالي = وكانَ الناسُ كلّهمُ فداكا يعزّ عليّ حينَ أديرُ عيني = أفتشُ في مكانكَ لا أراكا وَلم أرَ في سِوَاكَ وَلا أرَاهُ = شمائلكَ المليحة َ أو حلاكا خَتَمْتُ على وَدادِكَ في ضَميري = وليسَ يزالُ مختوماً هناكا لقد عجلتْ عليكَ يدُ المنايا = وما استوفيتَ حظك من صباكا فوا أسَفي لجِسمِكَ كَيفَ يَبلى = ويذهبُ بعدَ بهجتهِ سناكا وما لي أدّعي أني وفيٌّ = ولستُ مشاركاً لكَ في بلاكا تموتُ وما أموتُ عليكَ حزناً = وَحقّ هوَاكَ خُنتُكَ في هوَاكَا ويا خجلي إذا قالوا محبٌّ = ولم أنفعكَ في خطبٍ أتاكا أرَى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً = وليسَ كمنْ بكى من قد تباكى فيا مَن قد نَوَى سَفَراً بَعيداً = متى قُلْ لي رجوعُكَ من نَوَاكَا جزاكَ اللهُ عنّي كلّ خيرٍ = وَأعْلَمُ أنّهُ عنّي جَزَاكَا فيا قبرَ الحبيبِ وددتُ أني = حملتُ ولوْ على عيني ثراكا سقاكَ الغيثُ هتاناً وإلاّ = فحسبكَ من دموعي ما سقاكا وَلا زَالَ السّلامُ عَلَيكَ منّي = يرفّ مع النسيمِ على ذراكا كلّ الشكر يازميل .. اخر تعديل كان بواسطة » ريما العلي في يوم » 21-07-2008 عند الساعة » 04:34. |
21-07-2008, 22:48 | #4 |
شـــاعر
|
رد : من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي
يرى الباحثون في الأدب بأنَّ أعذب الشعر أكذبه ، وهذا منهج الرومان أما عندَ العرب فـ أعذبه أصدقه ، ولا أصدق من المراثي . فـ هذا العالم والشاعر / محمد بن الحسين بن موسى الملقب بـ " الشريف الرضي " يقول في رثاء والدته : أبكيك لو نقع الغليل بكائي .............. وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بِدائي وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّياً .............. لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ عَزائي طوراً تكاثرني الدموع وتارة .............. آوي الى اكرومتي وحيائي كم عبرة موهتها باناملي .............. وسترتها متجملاً بردائي ابدي التجلد للعدو ولو درى ............... بتَمَلْمُلي لَقَدِ اشتَفَى أعدائي ما كنت اذخر في فداك رغيبة ............... لو كان يرجع ميت بفداءِ فَارَقْتُ فِيكِ تَماسُكي وَتَجَمّلي ............... ونسيت فيك تعززي وإبائي وَصَنَعْتُ مَا ثَلَمَ الوَقَارَ صَنيعُهُ ............... مما عراني من جوى البرحاءِ كم زفرة ضعفت فصارت انة ............... تَمّمْتُهَا بِتَنَفّسِ الصُّعَداءِ لَهفَانَ أنْزُو في حَبَائِلِ كُرْبَة ٍ ............... مَلَكَتْ عَليّ جَلادَتي وَغَنَائي وجرى الزمان على عوائد كيده ............... في قلب آمالي وعكس رجائي قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أكونَ لكِ الفِدا ............... مِمّا ألَمّ، فكُنتِ أنْتِ فِدائي وَتَفَرُّقُ البُعَداءِ بَعْدَ مَوَدَّة ٍ ............... صعب فكيف تفرق القرباءِ في كل مظلم ازمة أو ضيقة ................ يَبْدُو لهَا أثَرُ اليَدِ البَيْضَاءِ ذَخَرَتْ لَنا الذّكرَ الجَميلَ إذا انقضَى ................ ما يذخر الآباء للابناءِ قَدْ كُنْتُ آمُلُ أنْ يَكُونَ أمامَها ................ يومي وتشفق ان تكون ورائي آوي الى برد الظلال كأنني ................ لِتَحَرّقي آوِي إلى الرّمضَاءِ لي عوداتٌ إن شاء الله |
23-07-2008, 11:44 | #5 |
شـــاعـر
|
رد : من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي
شكرا نايف على هذا الموضوع.. أما أنا فأجمل ما قرأت وحفظت في الرثاء هو رثاء الزير سالم (المهلهل) ابو ليلى عندما أغتيل أخاه كليبا (وائل) وقال....
كليب لا خير في الدنيا ومن فيها=إذ أنت خلّيتها فيمن يخلّيها كليب أيّ فتى عزٍّ ومكرمة=تحت السقائف إذ يعلوك سافيها نعى النّعاة كليبًا لي فقلت لهم:= مالت بنا الأرض أو زالت رواسيها الحزم والعزم كانا من صنيعته=ما كل آلائه يا قوم أحصيها القائد الخيل تردي في أعنّتها=رهودًا إذا الخيل لجّت في تعاديها من خيل تغلب ما تلقى أسنّتها=إلاّ وقد خضبوها من أعاديها يهزهزون من الخطّيّ مدمجة=صمًا أنابيبها زرقًا عواليها ليت السماء على من تحتها وقعت=وانشقّت الأرض فانجابت بمن فيها |
24-07-2008, 02:00 | #6 |
شـــاعر
|
رد : من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي
وهذه من أبلغ ما قرأت في الرثاء وهي لأبي الحسن التهامي يرثي فيها ابنه الذي مات وهو لم يكمل الـ 14 عاماً بعد يقول : حكم المنية في البرية جار ............. ما هذه الدنيا بدار قرار بينا ترى الإنسان فيها مخبراً ............. حتى يرى خيراً من الأخيار طبعت على كدر وانت ترومها ............. صفواً من الاقذار والاكدار ومكلف الأيام ضد طباعها ............. متطلب في الماء جذوة نار والعيش نوم والمنية يقظة ............. والمرء بينهما خيال ساري والنفس إن رضيت بذلك أو أبت .............. منقادة بازمة المقدار فاقضوا مآربكم عجالاً إنما .............. أعماركم سفر من الأسفار وتركضوا خيل الشباب وبادروا ............... إن تسترد فإنهن عوار فالدهر يشرق إن سقى ويغص ان ................ هنى ويهدم ما بنى ببوار ليس الزمان وإن حرصت مسالماً ................ خلق الزمان عداوة الأحرار يا كوكباً ما كان أقصر عمره ................ وكذاك عمر كواكب الأسحار وهلال أيام مضى لم يبتدر ................ بدراً ولك يمهل لوقت شرار عجل الخسوف عليه قبل اوانه ................ فغطاه قبل مظنة الابدار فكأن قلبي قبره وكأنه ................ في طيه سر من الأسرار ان يحتقر صغر فرب مفخم ................ يبدو ضئيل الشخص للنظار إن الكواكب في علو محلها ............... لترى صغاراً وهي غير صغار ولد المعزى بعضه فإذا انقضى ............... بعض الفتى فالكل في الأدبار أبكيه ثم أقول معتذراً له ................ وفقت حيث تركت الام دار جاورت أعدائي وجاور ربه ................ شتان بين جواره وجواري ولقد جريت كما جريت لغاية ................ فبلغتها وأبوك في المضمار فإذا نطقت فأنت أول منطقي ................ وإذا سكت فأنت في اضماري لو كنت تمنع خاض دونك فتية ................ منا بحار عوامل وشفار قوم إذا لبسوا الدروع حسبتها ................ سحباً مزورة على اقمار وترى سيوف الدار عين كأنها ................ خلج تمد بها اكف بحار من كل من جعل الظبي انصاره ................ وكرمن فاستغنى عن الانصار واذا هو اعتقل القناة حسبتها ................. صلا تأبطه هزبر ضاري يزادد هما كلما ازددنا غنى ................. والفقر كل الفقر في الاكثار اني لارحم حاسدي لحرِّ ما ................ ضمنت صُدُورِهُمُ من الاوغار نظروا صنيع الله بي فعيونهم ................ في جنة وقلوبهم في نار قيل أن التهامي رُئيَ بعد موتِهِ في المنام فـ سُئل أن " ما صنع الله بك ؟ " قال : أدخلني الجنّة قيل : فيما ؟ قال : في قولي " جاورت أعدائي وجاور ربّه ... شتان بين جواره وجواري " اللهم ارزقنا الجنّة اخر تعديل كان بواسطة » ثامر الشعيفان في يوم » 24-07-2008 عند الساعة » 19:36. |
24-07-2008, 20:40 | #7 |
شـــاعر
|
رد : من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي
كتب نزار قباني قصائد عدّة في رثاء الرئيس جمال عبدالناصر وهو شاعرٌ مُجيدٌ غيّرَ أنّه بالغ كثيراً وتجاوز ، وهذه إحدى مراثيه المؤثرة حذفت منها ما رأيّته غير مناسب ، يقول :
زمانك بستـــان وروضـك أخضـــــر =وذكراك عـصفور من القـــلب ينقــر دخلت عـــلى تاريخــــنا ذات ليــــــلة =فرائحـــــــة التـــــاريخ مسك وعنبر تأخرت عن وعـــــد الهوى يا حبيبنا =وما كنت عن وعـــــــد الهوى تتأخر سهدنا وفكرنــــــــا وشاخت دموعنا =وشابت لياليــــــــــنا وما كنت تحضر تعاودني ذكـــــــــراك كل عشيــــــــة =ويورق فكــــــري حين فيــــــك أفكــر وتأبى جــــــراحي أن تضم شفـــاهها =كأن جــــراح الحـــــب لا تتخــثـــــر أحبك لا تفسيــــر عنــدي لصبــــوتي =أفسر مــــــاذا ؟ والهــــوى لا يفسر تأخـــرت يا أغلــى الرجال فليــــلنا =طــويلٌ وأضـــــواء القنـــاديل تسهر تأخرت فالساعـــــــات تأكــل نفسها =وأيامنـــــا في بعضهـــــــــا تتعـــثر تضيق قبـــــــــور الميتين بمن بها =وفي كل يوم أنت في القبـــــــر تكبر تأخرت عنا فالجيـــــــــــــاد حزينة =وسيفك من أشـواقــــــــه كاد يكفر حصانك في سينـــــاء يشرب دمعــه =ويا لعذاب الخيــــــــــــــل إذ تتذكـــر نســـــاء فلسطين تكحــــلن بالأسى =وفي بيت لحـــــم قاصرات وقصـــر وليمون يافــــــا يابس في حقــــوله =وهل شجر في قبضـــــة الظلم يزهر رفيق صــــــلاح الدين هل لك عـودة =فإن جيوش الروم تنهى وتــــــــــأمر رفاقك في الأغوار شــــدوا سروجهم =وجنـــدك في حطين صــــــلوا وكبروا تغني بك الدنيــــــــــــا كأنك طــارق =على بركات الله يرسو ويبــــــــحر تنــــــاديك من شـــوق مـــــآذن مكة =وتبكيــــك بـــــدر يا حبيبي وخيــــــبر تعال إلينا فالمــــــروءات أطـــــرقت =وموطن آبــــــائي زجــــــاج مكســـر هزمنا وما زلنــــــا شتـــــــــات قبائل =تعيش على الحقد الدفين وتثــــــــــأر يحاصرنا كالموت ألف خليفــــــــــــــة =ففي الشرق هولاكو وفي الغرب قيصر أبا خالد أشكــــــــــو إليــــك مواجعي =ومثلي له عـــــــــــذر ومثـــــلك يعذر أنا شجر الأحـــــــــــزان أنزف دائما =وفي الثلج والأنواء أعطــــــي وأثمر ......................................... =جميعا ومن بوابة المــــــوت أعبر وأترك خلفي ناقتي وعبــــــــــاءتي =وأمشي أنا في رقبة الشمس خنجر وأصرخ يا أرض الخرافات احبلي = ...................................... |
24-07-2008, 20:56 | #8 | |
شـــاعر
|
رد : من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي
فوزي المطرفي ذائقةٌ لا أملُّ قرائتها إقتباس:
|
|
20-01-2010, 00:37 | #9 |
عضو شعبيات
|
رد : من أجمل ماقرأت في الرثاء العربي
على قافلة المراثي أتيتكم : ) إن من أشهر المراثي التي مرت على الأدب المعاصر هي قصيدة [ ما أصعب الكلام ] للشاعر الثائر المتمرد / أحمد مطر ,وقد كتبها بعد اغتيال صديق النضال ورفيق التمرد / ناجي العلي , بحكم قراءتي البسيطة لم أقرأ في الرثاء قصيدة مشابهه أو قريبة لقصيدة أحمد مطر أعتقد أنها درة أو عين تفجرت شاعرية بعد مصيبته في زميله فعلاً ما أصعب الكلام وأنا أكتب مقدمة لها أترككم معها. ِشكراً على التأبينِ والإطراءِ يا معشرَ الخطباء والشعراءِ شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم في غمرةِ التدبيـج والإنشاءِ وعلى مدادٍ كان يكفي بعضُـه أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ وعلى دموعٍ لو جَـرتْ في البيدِ لانحلّـتْ وسار الماءُ فوق الماءِ وعواطفٍ يغـدو على أعتابها مجنونُ ليلى أعقـلَ العقلاءِ وشجاعـةٍ باسم القتيلِ مشيرةٍ للقاتلين بغيرِما أسمـاءِ شكراً لكم، شكراً، وعفواً إن أنا أقلعتُ عن صوتي وعن إصغائي عفواً، فلا الطاووس في جلدي ولا تعلو لساني لهجةُ الببغاءِ عفواً، فلا تروي أساي قصيدةٌ إن لم تكن مكتوبةً بدمائي عفواً، فإني إن رثيتُ فإنّما أرثي بفاتحة الرثاء رثائي عفواً، فإني مَيِّتٌ يا أيُّها الموتى، وناجي آخر الأحياء ! *** "ناجي العليُّ" لقد نجوتَ بقدرةٍ من عارنا، وعلَوتَ للعلياءِ إصعـدْ، فموطنك السّماءُ، وخلِّنا في الأرضِ، إن الأرضَ للجبناءِ للمُوثِقينَ على الّرباطِ رباطَنا والصانعينَ النصرَ في صنعاءِ مِمّن يرصّونَ الصُّكوكَ بزحفهم ويناضلونَ برايةٍ بيضاءِ ويُسافِحونَ قضيّةً من صُلبهم ويُصافحونَ عداوةَ الأعداءِ ويخلِّفون هزيمةً، لم يعترفْ أحدٌ بها.. من كثرة الآباءِ ! إصعَـدْ فموطنك المُـرّجَى مخفرٌ متعددُ اللهجات والأزياءِ للشرطة الخصيان، أو للشرطة الثوار، أو للشرطة الأدباءِ أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ من العروشِ لقتل كلِّ فدائي الهاربين من الخنادق والبنادق للفنادق في حِمى العُملاءِ القافزين من اليسار إلى اليمين إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحِرباءِ المعلنين من القصورِ قصورَنا واللاقطين عطيّةَ اللقطاءِ إصعدْ، فهذي الأرض بيتُ دعارةٍ فيها البقاءُ معلّقٌ ببغاءِ مَنْ لم يمُت بالسيفِ مات بطلقةٍ من عاش فينا عيشة الشرفاء ماذا يضيرك أن تُفارقَ أمّةً ليست سوى خطأ من الأخطاءِ رملٌ تداخلَ بعضُهُ في بعضِهِ حتى غدا كالصخرة الصمّاءِ لا الريحُ ترفعُها إلى الأعلى ولا النيران تمنعها من الإغفاءِ فمدامعٌ تبكيك لو هي أنصفتْ لرثتْ صحافةَ أهلها الأُجراءِ تلك التي فتحَتْ لنَعيِكَ صدرَها وتفنّنت بروائعِ الإنشاءِ لكنَها لم تمتلِكْ شرفاً لكي ترضى بنشْرِ رسومك العذراءِ ونعتك من قبل الممات، وأغلقت بابَ الرّجاءِ بأوجُهِ القُرّاءِ وجوامعٌ صلّت عليك لو انّها صدقت، لقرّبتِ الجهادَ النائي ولأعْلَنَتْ باسم الشريعة كُفرَها بشرائع الأمراءِ والرؤساءِ ولساءلتهم: أيُّهمْ قد جاءَ مُنتخَباً لنا بإرادة البُسطاء ؟ ولساءلتهم: كيف قد بلغوا الغِنى وبلادُنا تكتظُّ بالفقراء ؟ ولمنْ يَرصُّونَ السلاحَ، وحربُهمْ حبٌ، وهم في خدمة الأعداءِ ؟ وبأيِّ أرضٍ يحكمونَ، وأرضُنا لم يتركوا منها سوى الأسماءِ ؟ وبأيِّ شعبٍ يحكمونَ، وشعبُنا متشعِّبٌ بالقتل والإقصاءِ يحيا غريبَ الدارِ في أوطانهِ ومُطارَداً بمواطنِ الغُرباء ؟ لكنّما يبقى الكلامُ مُحرّراً إنْ دارَ فوقَ الألسنِ الخرساءِ ويظلُّ إطلاقُ العويلِ محلّلاً ما لم يمُسَّ بحرمة الخلفاءِ ويظلُّ ذِكْرُكَ في الصحيفةِ جائزاً ما دام وسْـطَ مساحةٍ سوداءِ ويظلُّ رأسكَ عالياً ما دمتَ فوق النعشِ محمولاً إلى الغبراءِ وتظلُّ تحت "الزّفـتِ" كلُّ طباعنا ما دامَ هذا النفطُ في الصحراءِ ! *** القاتلُ المأجورُ وجهٌ أسودٌ يُخفي مئاتِ الأوجه الصفراءِ هي أوجهٌ أعجازُها منها استحتْ والخِزْيُ غطَاها على استحياءِ لمثقفٍ أوراقُه رزمُ الصكوكِ وحِبْرُهُ فيها دمُ الشهداء ولكاتبٍ أقلامُهُ مشدودةٌ بحبال صوت جلالةِ الأمراء ولناقدٍ "بالنقدِ" يذبحُ ربَّهُ ويبايعُ الشيطانَ بالإفتاءِ ولشاعرٍ يكتظُّ من عَسَـلِ النعيمِ على حسابِ مَرارةِ البؤساءِ ويَجـرُّ عِصمتَه لأبواب الخَنا ملفوفةً بقصيدةٍ عصماءِ ! ولثائرٍ يرنو إلى الحريّةِ الحمراءِ عبرَ الليلةِ الحمراءِ ويعومُ في "عَرَقِ" النضالِ ويحتسي أنخابَهُ في صحَة الأشلاءِ ويكُفُّ عن ضغط الزِّنادِ مخافةً من عجز إصبعه لدى "الإمضاءِ" ! ولحاكمٍ إن دقَّ نورُ الوعْي ظُلْمَتَهُ، شكا من شدَّةِ الضوضاءِ وَسِعَتْ أساطيلَ الغُزاةِ بلادُهُ لكنَها ضاقتْ على الآراءِ ونفاكَ وَهْـوَ مُخَـمِّنٌ أنَّ الرَدى بك مُحْدقُ، فالنفيُ كالإفناءِ ! الكلُّ مشتركٌ بقتلِكَ، إنّما نابت يَدُ الجاني عن الشُّركاءِ *** ناجي. تحجّرتِ الدموعُ بمحجري وحشا نزيفُ النارِ لي أحشائي لمّا هويْتَ هَويتَ مُتَّحـدَ الهوى وهويْتُ فيك موزَّعَ الأهواءِ لم أبكِ، لم أصمتْ، ولم أنهضْ ولم أرقدْ، وكلّي تاهَ في أجزائي ففجيعتي بك أنني.. تحت الثرى روحي، ومن فوقِ الثرى أعضائي أنا يا أنا بك ميتٌ حيٌّ ومحترقٌ أعدُّ النارَ للإطفاءِ برّأتُ من ذنْبِ الرِّثاء قريحتي وعصمتُ شيطاني عن الإيحاءِ وحلفتُ ألا أبتديك مودِّعاً حتى أهيِّئَ موعداً للقاءِ سأبدّلُ القلمَ الرقيقَ بخنجرٍ والأُغنياتِ بطعنَـةٍ نجلاءِ وأمدُّ رأسَ الحاكمينََ صحيفةً لقصائدٍ.. سأخطُّها بحذائي وأضمُّ صوتكَ بذرةً في خافقي وأصمُّهم في غابة الأصداءِ وألقِّنُ الأطفالَ أنَّ عروشَهم زبدٌ أٌقيمَ على أساس الماءِ وألقِّنُ الأطفالَ أن جيوشهم قطعٌ من الديكورِ والأضواءِ وألقِّنُ الأطفالَ أن قصورَهم مبنيةٌ بجماجمِ الضعفاءِ وكنوزَهم مسروقةٌ بالعدِل واستقلالهم نوعُ من الإخصاءِ سأظلُّ أكتُبُ في الهواءِ هجاءهم وأعيدُهُ بعواصفٍ هوجاءِ وليشتمِ المتلوّثونَ شتائمي وليستروا عوراتهم بردائي وليطلقِ المستكبرون كلابَهم وليقطعوا عنقي بلا إبطاءِ لو لم تَعُـدْ في العمرِ إلا ساعةٌ لقضيتُها بشتيمةِ الخُلفاءِ ! *** أنا لستُ أهجو الحاكمينَ، وإنّما أهجو بذكر الحاكمين هجائي أمِنَ التأدّبِ أن أقول لقاتلي عُذراً إذا جرحتْ يديكَ دمائي ؟ أأقولُ للكلبِ العقور تأدُّباً: دغدِغْ بنابك يا أخي أشلائي ؟ أأقولُ للقوّاد يا صِدِّيقُ، أو أدعو البغِيَّ بمريمِ العذراءِ ؟ أأقولُ للمأبونِ حينَ ركوعِهِ: "حَرَماً" وأمسحُ ظهرهُ بثنائي ؟ أأقول لِلّصِ الذي يسطو على كينونتي: شكراً على إلغائي ؟ الحاكمونَ همُ الكلابُ، مع اعتذاري فالكلاب حفيظةٌ لوفاءِ وهمُ اللصوصُ القاتلونَ العاهرونَ وكلُّهم عبدٌ بلا استثناء ! إنْ لمْ يكونوا ظالمين فمن تُرى ملأ البلادَ برهبةٍ وشقاء ِ؟ إنْ لم يكونوا خائنين فكيف ما زالتْ فلسطينٌ لدى الأعداءِ ؟ عشرون عاماً والبلادُ رهينةٌ للمخبرينَ وحضرةِ الخبراءِ عشرون عاماً والشعوبُ تفيقُ مِنْ غفواتها لتُصابَ بالإغماءِ عشرون عاماً والمفكِّرُ إنْ حكى وُهِبتْ لهُ طاقيةُ الإخفاءِ عشرون عاماً والسجون مدارسٌ منهاجها التنكيلُ بالسجناءِ عشرون عاماً والقضاءُ مُنَزَّهٌ إلا من الأغراض والأهواءِ فالدينُ معتقلٌ بتُهمةِ كونِهِ مُتطرِّفاً يدعو إلى الضَّراءِ واللهُ في كلِّ البلادِ مُطاردٌ لضلوعهِ بإثارةِ الغوغاءِ عشرون عاماً والنظامُ هو النظامُ مع اختلاف اللونِ والأسماءِ تمضي به وتعيدُهُ دبّابةٌ تستبدلُ العملاءَ بالعملاءِ سرقوا حليب صِغارنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟ كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ فتكوا بخير رجالنا، مِنْ أجلِ مَن ْ؟ كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ هتكوا حياء نسائنا، مِنْ أجلِ مَنْ ؟ كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ خنقوا بحريّاتهم أنفاسَنا كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ فتحوا لأمريكا عفافَ خليجنا كي يستعيدوا موطِنَ الإسراءِ وإذا بما قد عاد من أسلابنا رملٌ تناثر في ثرى سيناء ! وإذا بنا مِزَقٌ بساحات الوغى وبواسلٌ بوسائل الأنباءِ وإذا بنا نرثُ مُضاعَفاً ونُوَرِّثُ الضعفينِ للأبناءِ ونخافُ أن نشكو وضاعةَ وضعنا حتى ولو بالصمت والإيماءِ ونخافُ من أولادِنا ونسائنا ومن الهواءِ إذا أتى بهواءِ ونخافُ إن بدأت لدينا ثورةٌ مِن أن تكونَ بداية الإنهاءِ موتى، ولا أحدٌ هنا يرثي لنا قُمْ وارثنا.. يا آخِـرَ الأحياءِ ! |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|