16-01-2010, 02:02 | #1 |
كاتب
|
بدوي وفرنسية (قصة قصيرة )
تستمع لصوت فيلسوف وجودي... (............في صحارى العدم تبحث عن طريق مفقود، هامت روحك في كل طريق تبحث ولكنها لاتجد إلا خلاء هائلا...لانهاية له..رملا ..ممله..متشابهه..صفراء..أنت تظن نفسك ضائعأ..لا...لا..لقد أخطأت...أنت لا وجود لك ! )... وتخشى الضياع والجنون..وجراثيم الحضارة اللعينة..التي تجرك بإصرار غريب نحو القاع...وأنت مركب بلا شراع.... وتبحث عيناك عن مرفأ..أي مرفأ... أتخاف الجنون؟ انه الكمال بعينه! كانت تتكلم الإنكليزية بلكنة فرنسيه....منتهى الإغراء ، رائحتها لا تشبه رائحة فتيات قبيلتك ! سألتك هل تذكر متى قام مانسون ببقر بطن شارون تيت ؟ فأجبتها هل تذكرين متى قام نابليون بغزو مصر؟ القطط عيونها زرقاء...أنت لاتحب القطط... قالت لك: ابق معي يا صديقي وسوف أعلمك الفرنسية كما يتكلمها الدبلوماسيون. فأجبتها: لا..لا..بل أريد أن أتكلمها كما يتقنها تجار الاسلحة! كانت تريد أن تعرف كيف يبول البعير؟ البعير يا صديقتي ميشيل يبول إلى الخلف..دائما إلى الخلف..هل تعرفين لماذا؟ لكي لا يلوث أرجله. سألتك ما هي أطول كلمه في اللغة العربية؟ فقلت لها:العطش ! وفى الإنكليزية؟ فأجبت:إنكلترا. أما ففي اليابانية فهي:العمل. احب الألوان إليها كان اللون الوردي أما احبها إليك فكان: العمى ! القرن المفضل لها كان القرن الثامن عشر الذي بدأت به الثورة الفرنسية أما قرنك المفضل فكان السابع للميلاد. احب الحروف لديها الحرف الذي تبدأ به كلمه حب واحب حروف لغتك هو حرف الكاف ! سألتك لماذا حرف الكاف بالذات؟ فأجبت: كلب..كرم..كرامة..كتاب..كفن . colonialism...وأشياء أخرى ! قالت لك : أنت تشرب البيرة...كما تشرب الماء.. فأجبتها بل أعبها عبأ كما كان والدي يشرب لبن الإبل.. سألتك هل ما زال والدك بدوياً ؟ فقلت لها : ليتني كنت والده ! تساءلت إن كانت الحضارة قد وصلت إلى بلدك ؟ فأجبتها : إنني أجد صعوبة في نطق كلمة حضارة ( Civilization ) و لكن نطق كلمة (Syphilis ) بســـــــيط للغاية !! أنت تحسد كل القادرين على النسيان...الذين ينامون نوما هادئا ولا يحلمون..وتحب الألم الذي لا شأن له بالجسد...والقلق الذي يجعلك تفكر..هذه الأرض تجمع تنهدات كثيرة منبعثة من أفواه كثيرة...ومن عيون الناس البدو البسطاءالذين تحبهم يطل الذهول..وكل ما يجري يهمك أمره ويعنيك...فيضانات في الباكستان...جفاف في أفريقيا... إنتعاش صناعة السيارات في اليابان..حادث سيارة في الرياض..ولكن تذكر أن الصحراء التي أحببت لا توجد على الخارطة بل في قلبك ! كانت جراثيم الحضارة اللعينة تسحبك بإصرار نحو القاع وأنت مركب بلا شراع..أتخاف الجنون؟ انه الكمال بعينه! تتجه ناحية الكتب...الكتاب الأول ..الألة في خدمة الإنسان ...قلم..قلم! تشطب العنوان: تكتب تحته: الإنسان في خدمة الألة !.تلقيه في سلة القمامة.الكتاب الثاني: أمراض الفكر في القرن العشرين : الغربة..العبث..التمرد..اللامعقول...تجمعها كلها..تلقيها في سله القمامة..الكتاب الثاني...كيف تعامل زوجتك وتكسب الأصدقاء؟..في سله القمامة... الوجود و العدم لجان بول سارتر..في سله القمامة...المغترب لالبير كامو..في سله القمامة . المعلقات السبع في سلة القمامة ، ديوان المتنبي في سلة القمامة. Ulysses لجيمس جويس في سلة القمامة موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح في سلة القمامة . تنظر إلى السلة بأسف :لقد إمتلأت : لم يعد فيها متسع لك ! بقى على الطاولة كتابان...الحقيقة في نظر الغزالي وكتاب عرب الصحراء..تضعهما على الرف ولكن لا يقفان...تحاول مره أخرى..يسقطان..تبحث في أرضيه الغرفة..كتاب اصفر قديم...الكيمياء الحديثة..ترفعه..تسند به الكتابين..يقفان ! يوجد على الطاولة أشياء كثيرة أنت لا تحتاجها ، فرشاة الأسنان في سلة القمامة ..سائل في زجاجة من أجل رائحة فم زكية..وأخر مزيل للعرق..دواء لتقوية شعر الرأس..وأخر يزيل الشعر بطريقة سحرية..صورة فوتوغرافية لمنواليزا دافنشي.. مفكرة المواعيد... في سلة القمامة ، عشره أشرطه من موسيقى البوب.. السيمفونية التاسعة لبتهوفن ..تلقيها كلها في سله القمامة..نظرة قلق تلوح في عينيك.كيف ستعيش بلا موسيقى؟ اجل...اجل...سوف تتعلم طريقه العزف على الرباب ! كان والدك يقول لك:عندما تنام في الصحراء دائما انطح الريح برأسك! ولكن والدك لا يعرف أحذية السلامة وهؤلاء الذين يجرونها في الرواق أمام غرفتك. طرف الغطاء الذي من جهة الرأس يجب أن يبقى من جهة الرأس لذلك وضعت عليه علامة...خيطا أحمر ! إختراع بدوي ! للأقدام رائحة كريهة تترك أثرا على طرف الغطاء...ولكن لم يجرب والدك قوه الريح القادمة من الشمال .. ريح عاصفة .. باردة هوجاء لا تبقي و لا تذر ! ولم يعرف والدك أيضا العمل في شركه بترول..ولم يملك مثلك ثلاث ساعات منبه تدق وتدق و تدق ! لتجبرك على رمى القطن الذي تحشو به أذنيك...أنت في حاجه إلى منبه في حجم الكون! يدق..ويدق..و يدق ليوقظك من سباتك الذي تجاوز ألف عام !! لو كان النوم بمفتاح ! لتفكر الأن بصيغة الإعلان الذي ستنشره في الصحف..هل توصلت إلى قرار بشأنه ؟..أجل..أجل..سيكون كالتالي : ( بعير ولد في إسطبل..يظن نفسه حصانا..يبحث عن عمل ..أي عمل..شريطة أن لا يكون ملزما بالدوام في مواعيد محددة..وأن لا يرأسه أحد...)..وستأتيك عروض كثيرة ..من أماكن كثيرة...وعندما تحتار في قبول إحداها ستجري عليها القرعة... والقرعة يا غبي إختراع بدوي أخر ! عندما صحوت من غفوتك في مقهى الشانزليزيه لم تجد ميشيل !؟ وجدت مكانها ورقه مطوية ، فتحتها فقرأت فيها: مسكين أيها البدوي . ..لن نقضي بقيه الإجازة معاً .. لأنك تمارس الحب بعقلك! ------------------------------- |
16-01-2010, 04:16 | #2 |
شـــاعرة
|
رد : بدوي وفرنسية (قصة قصيرة )
اهلا بك ياعبدالمحسن حضور الشمس ضوءك قصه عميقه ممتلئه على كثير من الأسقاطات التي تنم على قلمك وفكرك الناضج سعداء بحضورك ومشاركتك كل الود والورد |
17-01-2010, 19:09 | #3 |
بقـايا حُلـم
|
رد : بدوي وفرنسية (قصة قصيرة )
ربما لو البدوي استمد من اصالته طباعها ربما وجدت رجلا مختلفا تتشبث به امرأة تعودت على السطحيه في الأهتمامات والمطالب ليته بقي مثل والده عبدالمحسن المرشد قلم رائع انضم إلى ملتقى الأدب |
26-04-2010, 04:20 | #4 |
عضو شعبيات
|
رد : بدوي وفرنسية (قصة قصيرة )
قصه تختصر ثقافات ابدعت شكرا لك |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|