بلدة صغيرة ، ذلك هو شارعها الرئيسي يفصل جنوبها عن الشمال ، كان انتقالنا للجهة الشمالية . على طول الشارع توجد المحلات والمقاهي في جهتي الشارع ، وإذا تسللت بنظرك بين المنازل نحو البعيد هناك في الأفق سوف تجد البياض يتلصق بزرقة السماء ، وأنت تنظر ترغب في أن تغمض عينيك وتمد يديك مثل طائر يحلق ، عندها تلامس وجهك نسمات هواء باردة قادمة من هناك مع تحمل رائحة الثلج .
التفت لها بعد إن افترقنا ، خطوات ليست بالكثيرة ، توقفت عند رجل يقف بجوار بوابة محله ، تتحدث معه وهي تلوح بيدها بحركة أن غدا ، لست أدري ما سيكون بينهم في الغد ، لكن بينهم ما يجمعهم في يوم جديد ، أو ربما تقصد بتلك الإشارة أنها حين تعود .
الناس محملة بخباياها ، التفكير فيها قد يجعلك تغوص في مستنقع الوهم والتفكير ووضع التفاصيل التي ربما في نهاية الأمر تكون كله مهملة لا تقترب من الحقيقة .
ما لذي يجعلها تتحدث لغريب ؟
أكثر ما يحيرني لماذا لو سألت أي شخص في البلدة سوف يدلني عليها ؟ ، التفكير في الأمر خطيئة ، أقصد به ذلك الأمر الذي يستفزني الشيطان على أن أضعه كأول خياراتي ، لن أقترب من تلك الخطيئة ، حين نحمل أنفسنا الخطايا فالصالحات لا تزيلها مهما عملنا، فقط قد تتجاوزها في الكمية لكنها لا تزول أبداً .
سرت حتى توقفت عند المقهى الشمالي ، هكذا يسمونه يقابله المقهى الجنوبي في الطرف الآخر من الشارع ،التعصب في تلك المقاهي موجود ، فسكان الجهة الشمالية من البلدة لا يذهبون للمقهى الجنوبي وهكذا الجنوبيون، تأتي لحظات تتداخل الطلبات بينهم من شدة التنافس في رفع الصوت ، كنت في حيرة أي المقاهي أجلس فيه أخاف أن لو جلست في الشمالي تكون نسيم جنوبية ، هكذا اسمها نعم مازالت ذاكرتي جيدة برغم أن الزمن الذي ابتعدت عنها وهي تذهب لا يتجاوز عمر سيجارة ، وإن قررت أن أكون مع الجنوبيين لابد من العودة للمكان المخصص لقطع الشارع ، لو فعلتها بنظام المدينة التي أسكنها ، هناك نقطع الشارع من أي مكان ، ربما يقتلونني بحجة أن عملي ذلك يدعو للفوضى والتمرد وقلب النظام في المدينة ، وربما تكون نسيم شمالية.
اتخذت من عمود إنارة في الشارع حائطًا أستند عليه ، لا يبعد سوى خطوت عن المقهى ، هناك كنت أقف أتنقل بنظري بين الرصيفين ، كنت أمثل لهم الشخص الغريب في البلدة ، أيضا يزيدني على غربتي عندهم الوضع الذي أنا اتخذته لمشاهدتهم ، تعبت وجههم من ملاحقة تصرفاتي وحركاتي حتى انشغلوا بأنفسهن عني ، تقدم غلام لا يتجاوز الخامسة عشر وشاركني المكان ، وكأنه يريد أن يهمس بشيء ، حتى التفت له بابتسامة الإذن ، سألني هل أتيت من أجل الرذيلة ؟ كتمت ضحكة بداخلي حتى لا أعيد الوجوه لملاحقتي ، قلت لا .. لكن يا غلام ما الذي جعلك تعتقد أني كذلك ، هل هناك ما يشير أني أبحث عن شهوة ؟
قال هل تشاهد ذلك الرجل الذي خلف الطاولة الكبيرة؟ إنه صاحب المقهى ، تراهن مع صاحب المقهى الجنوبي على حبيبته الشمالية ، من يصنع لها كوب شاهي تراه هو الأجود يكون زوجها ، لقد اختارت كأس الجنوبي ، برغم أن الرواية تقول لم يكن به سكر كان شديد المرارة ، لكنها فعلت كنوع من العقاب لحبيبها لأنه جعلها في محل رهان ، لم تتزوجه إلى الآن حتى بعد موت الجنوبي ، يقولون أنها تجهز لرهان قادم لا تعلم البلدة عنه شيء سوى أحاديث نساء في الحدائق الخلفية للمنازل .
برغم أن الأشياء في البلدات تكون تحت العيون ، وكل شيء فيها لا يمكن له أن يختبئ ، إلا أنهم يجيدون الصمت ، ويعرفون كيف يتركون الأشياء على ما هي عليه دون الخوض الجماعي فيها ، يتهامسون ، يتحدثون من خلف الجدران وبين النوافذ ، لكنها تبقى في حدود البلدة .
لعلي أبدا من أول نقطة ، من عند نسيم هي من ستحدثني عن هذه البلدة ، وهي من بادرت لتقديم المساعدة ، سأعيد مشهد عبور الرصيف مرّة أخرى كما قالت ، ربما أجد من يدلّني عليها ، تابعت السير نحو الرصيف الجنوبي وتوقفت هناك أنتظر إشارة السماح بالمرور ، الغريب أن المكان ازدحم فجأة بالمارة ، وكأن الجنوبيون قرروا الانتقال للشمال ، نحصل على إذن بالعبور وفي أول الخطوات سألت من كتفه يلامس كتفي ، هل تعرف نسيم ؟
توقف الجميع ، ضحك الجميع بنوع من الهستيرية وتفرقوا والضحكات تملأ المكان ، تقدم نحوي رجل يحمل مجلداً مثل ذلك الذي تسجل فيه الزيارات ومنحني رقم 79 بعد المئة بعدن أن دون اسمي أمام الرقم وحين أغلقه لمحت ما هو مكتوب على غلافه كان " أغبياء المدينة " .
بين رصيفين أقف، والريح تجلدني ..
لم تمنحني كثيراً للاختلاء بنفسي وسط ذلك الشارع الذي يفصل بلدة شمال وجنوب ، تقدمت وهي تصفق بمرح والابتسامة لا تفارقها تضحك أحياناً وتقفز بانتصار ، توقفت أمامي وقالت اسمي نسيم ابنة السيدة التي تملك المقهى الجنوبي ، هل تتفضل وتشرب معنا كوب قهوة من صنع يديها هي جيدة في ذلك .
قلت وإن يوماً رغبت في شرب قهوة شمالية هل سيسمحون بذلك ، قالت من أجل عيوني سوف تشربها هناك وقت ما تشاء ، أنا ابنة الحبيبة .
أخذت لنا طاولة خارجية على الرصيف ، طلبت من العامل أن يبعدها قليلاً عن فوضى المكان جلسنا نتأمل المكان ، الناس تتحدث فقط في هذه البلدة لا يعملون شيئاً غير الحديث وشرب الشاي والقهوة ، كل الأعمال تتم خلف المنازل هناك حيث المزارع والحقول ، أعتقد أنهم ينتظرون الحصاد ، فالبلدة هادئة من حركة السيارات وحركة الناس ، كانت العاشرة صباحاً ، وهي مازالت تبتسم في وجهي بين حين وآخر ، كنت فريسة سهلة بالنسبة لها ، تقول دخلت تاريخ البلدة من خلال سجلها ، ،أنت كنت صيدي الخامس هذا العام ، لا يزور بلدتنا الغرباء كثيراً ، من قبلي كانت فتاة اسمها لينا ، حين تزوجت منعها زوجها من ممارسة هذه الحيلة خوفاً على قلبها أن يتعلق بغريب يمرّ من هنا ويخطفه معه فتهجره .
نظرت في عيوني ..
لماذا لم تسأل الفتى عن نسيم ؟
قال رجل تجاوز الستين في طاولة مجاورة ، " أجساد النساء في الصباحات الباردة أمكنة جيدة لنبحث فيها عن الدفء " ثم رفع سيجاره وأخذ منه نفساً عميقاّ أخفاه بداخله قليلاً ثم زفره بحسرات ، قلت بهمس لا يسمعه إلا هي ، العمر يقهر الرجل ، حين تكون بين يديه فتاة لم تبلغ العشرين ذات جسد يحتاج أن يتفتق بين يديه ولا يحصل إلا على لعاب مقرف يحتاج أن يغتسل منه سبعاً إحداهن بالتراب ، ضحكت وقالت سوف يفهمون أنك تقصدهم وقتها لن أحميك .
سألتها أين والدتك ؟
هي تتشبب سوف تأتي لكنها تحب أن تكون في مظهر جيد لاستقبال الغرباء ، مازال ذاك الرجل مفتون بها ، ربما لو أنه لم يجازف كنت أنا أبنته ، لكن الرجولة أحيناً تكون طائشة ، تجني الشوك أثناء الحصاد ، ما الرجال إلا كائنات تتشابه في الشكل ، لكن الرجولة تُفرق بينهم ، وهي تظهر حين لابد من الاتزان ، الرجل الذكي لا يغامر باتزانه مقابل شهوة أو متعة ، ثم توقفت ونادت أحد العمال في المقهى وهمست له ببعض كلمات بعدها بدأنا نسمع صوت .. سيدتي الحلوة
اقتربت مني قليلاً بجسدها والضحك يملأ عيونها وقالت والدتي تحب أن يكون أول ظهور لها مع غريب على هذه الأغنية .
كانت تهمز برجلها ساقي ، كنت أظنها مداعبة فتمنيت الخلوة على عجل ، لكنا كانت ترديني بأمر آخر ، تريدني أن أقوم وأسحب الكرسي لوالدتها القادمة ، كنوع من التقدير والاحترام للسيدات ، لكني كنت في صدمة عبور الطريق وصوت الضحكات مازال في أذني ، كنت أحمق البلدة اليوم ، بلدة ملعونة تبتسم على عذبات الآخرين وتصغيرهم أمام أنفسهم ، تقول كنت أحمق بزيادة حبتين ، ألا تعتقد أن السؤال عن نسيم لا يكون إلا في ذاك المكان وتُعيد المشهد ، تستطيع أن تسأل بائعة الزهور أو الحلاق حتى ، أو أي صبي في البلدة ، أنا المعلمة هنا والناس تعرفني وتحاول ملاطفتي من أجل أبناءهم ، الناس هنا تحدثني في كل الأوقات حتى في المساء يطرقون بابي وأنا لا أتردد في مساعدة أحد .
قالت ..
- ماذا تفعلون مع السيدات في المدينة ؟
نبصق عليهن ويبصقن علينا ، نتبادل ذلك باحترافية ، هي تنازلت عن دورها كسيدة وأدخلت في رأسها فكرة أخرى أن تكون رجلاً في كل شيء ، تعمل تصرف على البيت تخرج في الوقت الذي تريد ، لا تعرف شيء عن المنزل لديها خادمة وسائق ، والبعض لا تشتهي الأكل إلا من يد طبّاخ ، ونحن نجد في أخذ نقودهن متعة .
نظرت في والدتها ، ثم استطردت بـ كيف هو الشعور حين تعلمين أن هناك من ينتظرك وينتظر رضاك ؟ ، كان لابد بعد ما أنهيت سؤالي ، أن أرسم على ملامح وجهي ابتسامة صغيرة ، ظناً أنهم في البلدة هكذا يفعلون مع السيدات .
طيّب ..
هكذا كان جوابها على سؤالي ، ثم التفتت للعمال تحركهم بيدها وتملي عليهم بعض الأعمال المختلفة ، ثم ترجع برأسها نحوي مرة أخرى وتمررجملة واحدة " ثم أيوا " بمعنى واصل حديثك وتعود وكأنها منشغلة وأن وقتها مزدحم لا تملك إلا دقائق تسرقها لتمنحني شيئاً منها .
كانت أجمل من أبنتها لكنها لم تكن عذبة مثلها ، تمثل دوراً أرستقراطياً يليق بها كسيدة في بلدة بعيدة ، يأتي لها الغرباء لسرقة محصولها وأرضيها حتى نساءها في بعض الأحيان .
قُرب البلدة من جبال الثلج يجعل بشرة السيدات وكأن الدم يريد أن ينفر من خلالها ، بيضاء محمرة في كل الأوقات ، وخدود دائماً وردية ، لو لحست ظهر إحداهن بطرف لسان لترك أثره عليها عدة أيام .
قامت من كرسيها وأشارت بيدها لـ نسيم أحضريه معك للمنزل يتناول معنا الغداء ، ورحلت تتجول في المقهى ، وكأن الزمن لم يُشفي جراحها ، وعذابات حبها الأول ، هناك تزحف بين الطاولات كـ أنثى نمر شرسة لكنها جريحة .
- لماذا أمك تعاملني وكأني كيس بطاطس ؟
لقد أكرمتك كثير في نظر أهل البلدة ، أنت حصلت على مجاورة لها على طاولة حتى وإن كان الوقت قصيراً ولم تحصل على محادثة جيدة إلا أنك كنت محظوظاً بما حصلت .
تجاوزت الساعة الثانية عشر ظهراً ، سألتني هل تجيد السباحة ، هناك خلف الجبل نبع ، المياه فيه دافئة ، سوف تنعشك وتزيل عنك عناء السفر ، أخذتني في شاحنتها ، كانت من نوع فورد مثل تلك التي نشاهدها في الأفلام الأمريكية ، تركنا الديار خلفنا ونحن نتجه نحو الشمال ، وكأنها تريد أن تخترق البياض بشاحنتها المسرعة نحوه ، نقطع السهل نحو أسفل الجبل ، حين نمرّ بالمزارع الناس تتوقف عن أعمالها من أجل التلويح لها ، تعرف الجميع كما قالت ، تبتسم حينما تسمعهم يصرخون باسمها ، لم تمنحني ولا نظرة طوال الطريق صامتة تبدل ملامح وجهها بين حين وآخر ، لكن ابتسامتها لا تفارقه وكأنها تخطط لشيء ، هذه البلدة توقّع منها أي شيء ، التفت بنا حول الجبل لنقف أمام نبع أحسبها ملكها ، ليس به آثار كثيرة ، لعلها تجد خصوصيتها هنا ، لذلك توقف أهل البلدة من زيارة المكان احتراماً لتلك الخصوصية .
قلت لها ..
- هل تجازون خيراً بهذه الطريقة كل من يقف في منتصف الطريق ويسأل من يلامس كتفه كتفه ، هل تعرف نسيم ، ثم تضحكون ؟
- قالت نعم فقط من لم يسأل الغلام عن نسيم .
بقي من ملابسها بدي علاقي لونه أبيض يُظهر تفاصيل كل بروز في جسدها حتى ولو كان صغيراً ، وجنز التصق بجسدها برمودا ، ثم نزلت إلى الماء ، هناك كانت تنتظرني .
لم نذهب لتناول الغداء في منزلهم ، بقينا مع جمال المكان ، أظنها تعشقه لسبب لا أعرفه أتمنى أن تخبرني حكايتها في هذا الأصيل ، هي لحظات جيدة أن نحدث أنفسنا ونجد هناك من يتلصص على حديثنا ، حين نسترخي وننظر لحدود النبع أين تنتهي وتنبت بعدها بدايات الجبال .
تتركني للحظات حيث تتحسس آثارها من قبل ، تحاول أن تضع عليها بصمتها من جديد ، ربما هي عادة في كل مرّة تتبع نفس الأثر ، ثم تعيد حركتها وهي مغمضة عيناها رافعة ذراعيها حتى تحافظ على توازنها في المشي ، تخطئ أحياناً لكنها في الأغلب أنها تجيد ذلك .
حين أسرح بخيالي ، تقول لن يزعجها عدم حضورك ، حتى أنها ربما نسيت أنك ستأتي على الغداء ، كن معي في هذه اللحظات حتى تتذكرها كلمّا مررت بين رصيفين .
هل تعتقد أننا حين ننتقل من رصيف إلى آخر قاطعين الطريق بينهم نحمل سلاماتهم لبعض وننقل بعض أسرارهم عبر أحذيتنا ؟ هل تأتيهم رغبات مجنون من أجل الالتقاء ؟
تخيل يوماً أننا صحينا ووجدنا بلدتنا بلا أرصفة ؟ هربت ضاق بها الحال أنها لا تلتقي ، كيف سنعبر الطريق وكيف نعلم أننا انتهينا من العبور ؟ سنظل دائماً في حالة مشي لا تنتهي .
في الظلمة توقفت سيارتها أمام المنزل ، كانت والدتها تنتظرنا في نافذة مطلة على الباحة ، حين رأيتها تبادر لذهني كيس بطاطس يمشي على الأرض ، في نظراتها أشعر أنني مغري أن أكون على مائدة في وجبة متعددة الأشكال من صنف واحد- البطاطس - اعتقد أنها سوف تتلذذ بطبخي بتلك الطريقة وخاصة فكرة القلي بالزيت حتى الاحمرار .
على المائدة قلت ، في المدينة لا نأكل الطعام مع الفتاة وأمها خوفاً من أن نُفتن بالأمهات ، والخوف يقتلني من ردة فعل لم أعمل لها حسابات دقيقة لذلك نظرت للصحن الذي أمامي وأخذت آكل بشيء من العجلة ، لكنها لم تترك الأمر يمرّ هكذا ، كنت تتمتم ببعض كلمات أظنها تقول متى سيغادر هذا الثور منزلنا أيعتقد أنه في ساحة حمراء يهيجه فيها كل لون أحمر .
بين غرفتينا جدار فاصل وكل غرفة لها باب على شرفة مشتركة بطول الغرفتين ، حين تعرف ما خلف الجدار هذا أمر جيد ، لكنك تقع في حيرة ماذا يفعل في هذه اللحظات ، ما لذي يفصلنا غير هذا الجدار ؟ تتوه في خيالات تجعلك في حالة رجفة لا تستطيع معها حركة ولا تركيز ، ضجيج وأفكار متداخلة وشفاه ضربها الجفاف ، مهما حاولت أن ترطبها بجرعات ماء خفيفة إلا أنها باقية كذلك ، لن ترتوي بهذا الماء .
وجدتها واقفة تحت المطر في طرف الشرفة تنظر لباب غرفتي متى يُفتح ، وكأنها قادتني حتى أكون تحت المطر في تلك اللحظات ، كانت ترتدي البياض حتى منتصف ساقها فضفاض لكن قطرات المطر أفقدتها خصوصيتها وألصقته على جسدها ومع كل نور ترسله السماء على البلدة أشاهد تفاصيلها في لحظة سريعة تخطفها مني ظلمة الليل ، بعدها أنتظر البرق .
في الصباح كانت تربت على ظهري بيدها ، قهوتك جاهزة تناولها سوف أذهب لـ أغتسل وأعود ، لكنها حين عادت وجدت السرير خالياً ، نظرت للنافذة ، كانت هناك سيارة تترك البلدة ، بقيت لحظات هناك تنظر للأفق حيث يلتصق بالسماء لعل تحته مدينة ، عادت بنظرها نحو كوب القهوة لفت نظرها ورقة مدسوسة تحت الكوب مكتوب عليها " لو عزمت على شراء مزرعة ستكون بلدتكم أول خياراتي ، أراضيكم خصبة " .
جلست بهدوء تقلب بين يديها قصاصة ورق لا تحمل عنواناً ، دست القصاصة حيث كانت وتركت المكان وبردت القهوة بعد ذلك وحيدة .