22-12-2006, 11:57 | #16 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : تُــرَاث.!
. تحرير الخطابات: تحرير الخطابات وسيلة لإيصال الرسالة في شكل مكتوب. يحرر الناس الخطابات لأسباب تتصل بالعمل الرسمي وكذلك لأسباب شخصية. تعد رسائل الأعمال عمومًا أكثر رسمية من الرسائل الخاصة. وتشمل الخطابات الرسمية طلبات التقديم للوظائف وخطابات التظلم، والخطابات التي تروج لبيع سلع أو خدمات، كما تشمل الخطابات التي تهدف إلى تذكير المرسل إليه بموضوع ما. أما الخطابات الشخصية فتشمل الخطابات المتبادلة بين أفراد الأسرة، أو تلك التي تكون بين الأصدقاء، وبطاقات الدعوة وخطابات الشكر. وتشير بعض الدراسات إلى أن بعض الأشخاص الذين يتقنون فنَّ الكتابة، ينتظرهم على الأرجح مستقبل واعد، وهذا ليس لازمًا. ويمكن أن تُحدث المهارة في صياغة الخطابات تغييرًا كبيرًا في حياة الشخص، فعلى سبيل المثال، فإن طلب التقدم لوظيفة، المكتوب بصورة جيدة، من شأنه أن يزيد من فرصة الحصول عليها، كما يمكن أن يؤدي الخطاب الشخصي جيد الصياغة، إلى إقامة علاقة صداقة متينة. مميِّزات الخطاب الجيد/ يتعيَّن أن يكون الخطاب الجيد واضحًا ودقيقًا وشاملاً ومختصرًا ومتَّسمًا باللطف. وأول خطوة نحو إعداد خطاب جيد، هي تحديد ما ترغب في ذكره في الرسالة، ثم وضع قائمة بالموضوعات التي تود التحدث عنها والقيام بترتيبها، ثم تحديد الكيفية المثلى لترجمة أفكارك إلى كلمات. قد يكون من المفيد كتابة مسوَّدة لوضع الكلمات على الورق. وأخيرًا ارجع إلى المسّودة للتأكد من سلامة تركيب الجمل الطويلة ذات التراكيب المعقدة، وقم بصياغة كل عبارة بأسلوب يسهل على القارئ فهمه. تأكد من صحة كافة التعابير الواردة في الخطاب، ويلاحظ أن الشركات التجارية تقوم يوميًا بتحرير خطابات لمجرد تصحيح أخطاء في خطاباتها السابقة، وتصبح مثل هذه الخطابات الإلحاقية غير ضرورية، إذا ما تحرى المحررون الدقة في صياغة خطاباتهم السابقة. وعلى كاتب الخطاب أن يتأكد من أن المرسل إليه عرف موضوع الخطاب وأن الرسالة تحتوي على كل ما يرغب المرسل إليه في معرفته، إذ إن إغفال موضوع واحد من شأنه أن يؤدي إلى اللبس. وإذا كان القصد من الخطاب تحديد موعد، فيجب ذكر المكان والتاريخ والوقت. قل ما تريد قوله فقط، ففي كثير من الأحيان، تزدحم الخطابات بعبارات مطولة، وتعابير مملّة، وتفاصيل غير ضرورية تؤدي إلى إضعاف أثر الخطاب. ادخل مباشرة في موضوع الخطاب مستعملاً لغة طبيعية وواضحة وسلسة. كما أن نبرة الرسالة لا تقل أهمية عن لغتها. وبوجه عام، اجعل أسلوبك وديًا مؤدبًا، وركز على النقاط التي تهمّ قارئ الخطاب. أجزاء الخطاب/ يتكون الخطاب من ستة أجزاء أساسية هي: 1ـ الترويسة 2ـ العنوان الداخلي 3ـ الاستهلال 4ـ متن الخطاب 5ـ الخاتمة 6ـ التوقيع. الترويسة/ تحتوي الترويسة في الخطابات الرسمية على عنوان محرّر الخطاب والتاريخ. وتقع الترويسة في أعلى الخطاب، وتتكون عادة من ثلاثة أسطر. يبين السطر الأول الشارع الذي يقطن فيه كاتب الخطاب، أما السطر الثاني فيبين اسم المنطقة والرمز البريدي، بينما يظهر تاريخ تحرير الخطاب في السطر الثالث. ومعظم الخطابات الشخصية لا تحتوي على عنوان مُرسل الخطاب ولكنها دائمًا تحدد تاريخ تحرير الخطاب. تقوم المؤسسات الكبيرة بطبع أوراق تحمل ترويسة ثابتة، تتضمن اسم المؤسسة وعنوانها ورقم هاتفها. كذلك يشمل بعضها اسم أو وظيفة محرر الخطاب أو إدارته أو قسمه. العنوان الداخلي/ يبرز العنوان الداخلي اسم وعنوان المرسل إليه، وفي العديد من الخطابات الرسمية، يكتب العنوان الداخلي في ثلاثة أسطر. يكون اسم المرسل إليه في السطر الأول وعنوان الشارع في السطر الثاني، وفي السطر الثالث يتم تحرير الرمز البريدي. ويجب أن يشتمل العنوان الداخلي في الخطابات الموجهة إلى موظف على وظيفته واسم المنشأة، كما تجب كتابة الأسماء والوظائف كاملة. إلا أن هنالك اختصارات تُستخدم عادةً وهي على وجه الخصوص: الأستاذ، سعادة، معالي، الأستاذة. يوضع السطر الأول من العنوان الداخلي أسفل التاريخ بسطرين على الأقل. ويُكتب العنوان الداخلي في أي خطاب رسمي، على حين أن كتابته في الخطابات الشخصية تكون اختيارية. الاستهلال/ ويُطلَق عليه أيضًا التحية. يجب أن يبدأ الاستهلال أسفل العنوان الداخلي بسطرين على الأقل. وأكثر الاستهلالات شيوعًا في الخطابات الرسمية تجمع بين اللقب والاسم الأخير، كأن تقول حضرة الأستاذ فلان أو سعادة الدكتور فلان. وإذا كان المخاطب غير معروف أو كان الخطاب مرسلاً لشركة، فإن الخطاب يُسَتهل بعبارة سعادة الأستاذ أو الأستاذة. أما أصدقاؤك فخاطبهم بالاسم الأول أو الكنية كأن تقول : أخي محمد أو أختي العزيزة أم عبدالله، واستخدم فاصلة بعد التحية في الخطاب الرسمي أو الخطاب الشخصي. متن الخطاب/ ويتضمن موضوع الخطاب الرئيسي. يبدأ متن الخطاب المطبوع على الآلة الكاتبة بنحو سطرين بعد الاستهلال. ويجب أن يترك فراغ مقداره سطر واحد بين فقرة وأخرى. الخاتمة/ إذا كان الاستهلال يرحب بالقارئ، فإن الخاتمة تودِّع القارئ عند نهاية الخطاب. ويجب أن يكون كل من الاستهلال والخاتمة متناسبين في درجة الرسمية. الخطاب الذي يستهل بسعادة الأستاذ تكون خاتمته المخلص لكم. وفي بعض البلدان، كالولايات المتحدة الأمريكية تعد عبارات مثل المخلص لكم أو المخلص، مناسبة كخاتمة للخطاب. أما إذا استهل الخطاب بعبارة المكرم الأستاذ أو المكرمة السيدة فإن الخاتمة تكون بكل وفاء. والواقع أن تعبير المخلص لكم أو المخلص لكم حقًا هي الأنسب في أمريكا وغيرها من الدول الناطقة بالإنجليزية. وفي الخطابات غير الرسمية، يكون من المناسب استعمال عبارة خالص الود أو أطيب التمنيات. أما إذا استهلت الرسالة بتعبير عزيزي فإن الخاتمة تكون المخلص لكم أو مع أحر التمنيات. وتوضع الخاتمة على مسافة سطرين أسفل متن الخطاب وتنتهي بفاصلة. التوقيع/ هو اسم محرر الخطاب ويكتب باليد تحت الخاتمة. وفي الخطابات المطبوعة على الآلة الكاتبة يجب أن يكون اسم محرر الخطاب مطبوعًا على مسافة أربعة أو خمسة أسطر أسفل الخاتمة، على أن يتم التوقيع بخط اليد بين الخاتمة والاسم. ويمكن أن يضيف محرر الخطاب لقبه بين قوسين. وفي بعض البلدان حلّت كلمة الآنسة محل كلمة السيدة حيث تفضل العديد من النساء هذا اللقب لأنه لا يكشف الحالة الاجتماعية للمرأة، يمكن أن تضيف المرأة في تلك البلدان اسم الزوج بين قوسين بعد اسمها القانوني، كأن تكتب محمد علي وتحتها (السيدة محمد علي) بين قوسين. وتقوم بعض الشركات بكتابة اللقب المهني لمحرر الرسالة أو الإدارة في السطر التالي للاسم كما يُقرن اسم الشركة أحيانًا باسم محرر الخطاب. الشكل: يتوقف شكل الخطاب على الكيفية التي يتم بها ترتيب الأجزاء الستة للخطاب في الصفحة. والشكلان المستخدمان بكثرة هما الإكليشيه ونصف الإكليشيه ويُستخدم كلا الشكلين في الخطابات الرسمية والخطابات الشخصية على السواء. الخطاب الكامل الإكليشيه/ الشكل الأسهل والأسرع في الطباعة. وتبدأ طباعة كل أجزاء الخطاب الإكليشيه من الهامش الأيمن في العربية. ولا يترك فراغ عند فقرة جديدة ويفصل الفقرات فراغ مقداره سطر واحد. الخطاب نصف الإكليشيه/ أقل رسمية من الكامل الإكليشيه وتوضع الترويسة في أعلى يمين الخطاب. ويُطبع كل من الخاتمة واسم محرر الخطاب في وضع رأسي مع الترويسة. وتبدأ كل أجزاء الخطاب الأخرى من الهامش الأيمن في العربية مع ترك فراغ عند بدء فقرات جديدة. وكما هو الحال بالنسبة للخطاب الإكليشيه، يفصل بين الفقرات سطر إضافي في الخطاب نصف الإكليشيه. عنوان الظّرف/ يماثل العنوان الداخلي في العادة العنوان الذي يُكتب على الظرف. وفي أغلب الأحيان، يوضع هذا العنوان في وسط الظرف. ويتعين أن يكون طول العنوان ثلاثة أسطر على الأقل. كما يتعين وضع الرمز البريدي على السطر الأخير مع اسم المنطقة جنبًا إلى جنب. وفي بعض البلدان، يوضع عنوان محرر الخطاب في الزاوية العليا على يسار الظرف. وعادة لا يترك فراغ بين كل سطرين في العنوان الخارجي. الخطابات الرسمية/ هناك العديد من أنواع الخطابات الرسمية. ومع ذلك تنطبق القواعد العامة نفسها التي تحكم تحرير رسالة جيدة على كافة تلك الأشكال، ويوضح هذا القسم الخطابات الرسمية النموذجية التالية 1ـ خطابات الطلبات 2ـ خطابات التظلم 3ـ خطابات البيع 4ـ خطابات التذكير، كما يتضمن هذا القسم أيضًا بعض المقترحات التي تساعد في تحرير أغلب الخطابات الرسمية. خطابات الطلبات/ ويقوم بتحريرها أشخاص يبحثون عن وظائف. وتتألف هذه الخطابات عادة من قسمين: رسالة الشرح والسيرة الذاتية. ويعمد الشرح إلى تعريف صاحب العمل بطالب الوظيفة ويكون مشفوعًا بسيرة ذاتية وهي ملخّص للحياة الأكاديمية أو العملية. تبين الفقرة الأولى من رسالة الشرح الوظيفة التي يرغب مقدم الطلب في شغلها وكيفية معرفته بها. وفي الفقرة التالية أو الفقرتين التاليتين يلقي طالب الوظيفة الضوء على تلك الأجزاء من خلفيته العلمية التي تتصل اتصالاً وثيقًا بالوظيفة. وفي بعض الأقطار يمنع القانون أصحاب العمل من توجيه أسئلة معينة لطالب الوظيفة، كتلك التي تتعلق بجنس طالب الوظيفة أو عرقه أو ديانته أو جنسيته أو حالته الاجتماعية. يصبح تضمين مثل هذه المعلومات في الطلب اختياريًا. ويجب ألا يزيد الشرح على ثلاث أو أربع فقرات. وعند نهاية الخطاب، يطلب مقدم الطلب من صاحب العمل بأدب، أن يرد على رسالته ويحدد موعدًا لإجراء المقابلة الشخصية. ويمكن أيضًا أن يدمج في خطاب الطلب معلومات السيرة الذاتية مع مضمون الرسالة. يتكون خطاب الطلب عادةً من صفحتين أو ثلاث صفحات. وكما هو الحال بالنسبة إلى الشرح، فإن الطلب يحدد الوظيفة التي يرغب محرِّر الخطاب في شغلها، كما أنه يوضح الخبرات الأكاديمية والعملية التي تتناسب مع متطلبات الوظيفة. ويفضل معظم أصحاب العمل كتابة سيرة ذاتية موجزة في خطاب الطلب نفسه، وذلك لأن السيرة الذاتية وخطاب الطلب يكونان أكثر إيجازًا وأكثر سهولة في القراءة. وفي بعض البلدان يتُوقع من مقدِّم الطلب، أن يرسل خطاب متابعة بعد إجراء المقابلة الشخصية، وهو خطاب قصير يشكر فيه صاحب العمل على إتاحة الفرصة له لإجراء المقابلة الشخصية، ويُرسَل مثل هذا الخطاب خلال يومين من إجراء المقابلة. والغرض من خطاب المتابعة هو طمأنة صاحب العمل، بأن مقدِّم الطلب مازال يرغب في شغل الوظيفة. خطابات التظلم/ ويتم تحريرها بهدف لفت نظر القارئ لمشكلة ما وإقناعه باتخاذ إجراء تصحيحي تجاهها. ومع أن التعبير عن خيبة الأمل وعدم الرضا يعد مقبولاً في مثل هذه الخطابات، إلا أنه من غير اللائق إثارة الأحاسيس العنيفة كالغضب والسخرية اللاذعة ولكن لا مانع من اللجوء إليه بعد إرسال عدة خطابات ويمكن أن تكون نبرة الخطاب باردة وصارمة، ولكنها يجب أن تتسم في الوقت نفسه باللطف والأدب. ولذلك ينبغي عرض الشكوى على نحو واضح مع بداية الخطاب، وذلك مع تضمين المعلومات التي قد يحتاجها قارئ لاتخاذ قرار، كالتواريخ ذات الصلة وصور من الفواتير أو الشيكات الملغاة، كما يمكن طلب إجراء محدد ثم التماس الرد بلطف وأدب. وبالقدر نفسه يجب أن يتسم خطاب الرد على الشكوى باللطف والأدب وأن يستهل بشكر مقدم الشكوى على خطابه. وإذا تم قبول الشكوى بناء على التبريرات المبينة فيها، اعتذر عن حدوث المشكلة وبيِّن الإجراء الذي تزمع اتخاذه لمعالجتها، وإذا لم يكن للشكوى تبرير، فعليك أن تشرح بلباقة الأسباب التي تجعلك ترفض القيام بالإجراء المطلوب. وينتهي الرد دائمًا بالتعبير عن موقف إيجابي حول التعاملات المستقبلية وبخاتمة ودية. خطابات البيع/ تهدف إلى إقناع القارئ بشراء سلعة ما. وتقوم الشركات في بعض الأحيان بإرسال خطابات بيع على نحو متتال، تبدأ بخطاب افتتاحي وتتبعه عدة خطابات متابعة، وأيًّا كان هدف الخطابات المتتالية، فإن كافة خطابات البيع يجب أن تتوافر فيها عناصر معينة. فالفقرة الأولى يجب أن تشد انتباه القارئ وتثير فيه رغبة الشراء. ويكون لها هذا التأثير إذا احتوت على سؤال ينطوي على التحدي، أو إذا تضمنت التصريح بوقائع يكون لها دَويٌّ هائل. وتصف الفقرات التالية السلعة أو الخدمة موضوع الخطاب وكيف يمكن أن تكون ذات نفع للقارئ. تأكد أن الخطاب يزوِّد القارئ بمعلومات عن خاصية وجودة السلعة أو الخدمة المعروضة. أما الفقرة الأخيرة، فيجب أن يكون لها تأثير إقناعي على وجه الخصوص، ولهذا فإن عليك أن تطلب ردًا محددًا من القارئ. خطابات التذكير/ أي عمل تجاري لا يُكتب له النجاح مالم يتسلم أصحاب العمل ثمن البضائع أو الخدمات المبيعة. وعليه، فإن الشركات تقوم بإرسال خطابات تذكير بهدف الحصول على مستحقاتها من العملاء الذين تأخروا في دفع الفواتير، على أن يصاغ خطاب التذكير بأسلوب من شأنه أن يؤمِّن سرعة الدفع، دون أن يثير غضب العميل. ويجب أن تتسم نبرة مثل هذا الخطاب بالتفهم والود مع توخِّي الدقة في المطالبة بالدفع وعدم إغفال تحديد مبلغ الفاتورة ومدة التأخير في الدفع. ترسل بعض الشركات خطابات تذكير على نحو متتال كما هو الشأن بالنسبة لخطابات البيع. وعادة ما يكون الخطاب الأول معتدل النبرة، حيث يقوم بتذكير العميل بالمبالغ المستحقة ويطلب منه التعاون بالدفع. وتكون النبرة في أي خطاب تال أكثر حدَّةً من الخطاب السابق. وفي بعض الأحيان تُشير الشركة إلى أن تسديد هذه الفاتورة سيساعد العميل في المحافظة على وضعه الائتماني وأخيرًا تطالب الشركة العميل بالتَّسديد وتفيده بالإجراءات التي تزمع اتخاذها في حالة عدم الدفع، كاللجوء إلى شركة تحصيل ديون أو اللجوء إلى محام. تحسين صياغة الخطابات: يُفضّل أن يعالج الخطاب الرسمي عادة موضوعًا واحدًا. وهذا من شأنه أن يسهل على القارئ وضع الخطاب في الملف المناسب بعد الرد عليه. وإذا كنت ترغب في مناقشة أكثر من موضوع مع الشخص نفسه، فمن المستحسن إعداد أكثر من خطاب. وفي حالة إعداد خطاب رسمي، استخدم إشارة مرجعية للخطاب. تتكون الإشارة المرجعية من الاختصار (مو) ويعني الموضوع، وعبارة قصيرة تصف موضوع الخطاب. وتكتب الإشارة المرجعية مباشرة أسفل العنوان الداخلي وبعد الاستهلال. فإذا بدأت رسالتك بعبارة مثل (الموضوع: عيب في تصميم منتجكم الجديد)، فإنك حتمًا ستساعد القارئ على فهم موضوع رسالتك من الوهلة الأولى. ولكي توضِّح للقارئ النقاط التي أنت بصدد إثارتها ضع عنوانًا لأي موضوع جانبي. فمثلاً، يمكن أن تصل صورة من خطابك لاثنين أو أكثر من الأشخاص تختلف درجة إلمامهم بموضوع الخطاب. وفي هذه الحالة يكون مناسبًا أن تعنون جزءًا من الخطاب، كأن تُقدِّم خلفية عن الموضوع عند نهاية خطابك. والواقع أنَّ الأشخاص الذين يحتاجون هذه المعلومات الإضافية بإمكانهم أن يطالعوا الخطاب سريعًا حتى نهايته، في الوقت الذي يجد فيه الأشخاص الملمُّون بالموضوع الحقائق المهمة تحت عنوان نتاج البحث مثلاً في بداية الخطاب. الخطابات الشخصية: يستخدم الناس عادة في الخطابات الشخصية أسلوبًا أقل رسمية من الخطابات الرسمية، ويترتب على ذلك وجود قواعد أقل لشكل الخطابات الشخصية مقارنة بالخطابات الرسمية. ومع ذلك، فهنالك بعض القواعد التي تجب مراعاتها خصوصًا عند إرسال الدعوات أو الرد عليها. ويهدف هذا القسم إلى توضيح بعض أسس كتابة الدعوات الرسمية وغير الرسمية. وخطابات الشكر وغيرها من المكاتبات الشخصية. الدعوات الرسمية/ تُكتَب الدعوات الرسمية في صيغة الغائب. على سبيل المثال، قد تبدأ الدعوة لحضور حفل زواج كما يلي (محمد علي وعثمان أمين يدعوانكم لحضور حفل زواج ابنتهما ليلى محمد .). ومعظم الدعوات تكتب باليد بينما يطبع بعضها في أوراق رسمية. تبدأ الدعوة باسم المجموعة أو الشخص صاحب الدعوة، ثم يلي ذلك وصف المناسبة. فعليك أن تحدد نوع المناسبة ـ عشاء، زواج، أو حفل ـ وتاريخها ووقتها ومكانها. ضع عنوان الدعوة الرسمية مباشرة أسفل المتن واكتب التاريخ في السطر الأول على أن يكون العنوان في السطر الثاني. ويكتب التاريخ بالأحرف أو الأرقام أو كليهما. هذا ويجدر أن نشير إلى أن الدعوات الرسمية لا تُوقع. ويجوز استخدام عبارة (رجاءً الرد) أو (نكون ممتنين بردكم). ويظهر طلب الرد في أسفل الزاوية اليسرى من رقعة الدعوة. الدعوات الشخصية. تُكتب عادة باليد، وتكون لهجتها أكثر وداً من الدعوات الرسمية. يظهر عنوان الدعوة في الجزء العلوي، ويجيء التاريخ غير المختصر أولاً ثم يليه اسم صاحب الدعوة. يلي ذلك عبارة الترحيب التي تنتهي بفاصلة، ويشتمل متن الدعوة الشخصية على المعلومات نفسها التي تظهر في الدعوات الرسمية. وفي بعض الدعوات تُعدُّ قائمة يبين فيها اسم الدَّعوة وموقعها وتاريخها ووقتها، على النحو التالي: الموقع: 17 نهج العروبة بنزرت ـ تونس التاريخ: 29 يناير ـ 2004 الوقت: 6 مساء إلى 10 مساء الهاتف: 604289 ـ 823934 (081). وتنتهي الدعوة غير الرسمية بالخاتمة والتوقيع. مذكرات الشكر/ هي ببساطة خطابات قصيرة تشكر المرسل إليه على تقديم هدية أو توجيه دعوة عشاء أو أي شكل من أشكال المجاملات الأخرى. وتعبّر مذكرات الشكر عن الامتنان للمرسل إليه، كما تعبِّر عن حسن أخلاقه. ويجب أن تعطي مذكرة الشكر الشخص المرسل إليه إحساسًا، بأن كاتبها يتحدث معه شخصيًا. وعادة ما تُكتب مذكرات الشكر باليد في بطاقات أو في أوراق خاصة. الخطابات الشخصية الأخرى/ وتشمل خطابات التعارف والخطابات المتبادلة بين الأصدقاء والأقارب. وليس هنالك قواعد محددة لكتابة هذه الخطابات، ذلك أن الغرض منها هو تبادل الأخبار والأفكار والخواطر بين الأصدقاء أو الأقارب. تتيح خطابات التعارف للشباب فرصة، للتعرف بأشخاص في مثل سنِّهم داخل البلد أو خارجه. والواقع أن العديد من المؤسسات والهيئات والمجلات تنشر أسماء الأشخاص الذين يرغبون في التعارف. وهؤلاء الأشخاص يتبادلون الرسائل وتنشأ بينهم علاقات صداقة متينة ربما تنتهي باللقاء. . |
22-12-2006, 17:05 | #17 |
|
رد : تُــرَاث.!
مجهود رائع فوزي .. وفكرة جميلة جداً .. سأعود للقراءة مراراً والمتابعة .. |
23-12-2006, 03:26 | #18 |
المشرف العام
|
رد : تُــرَاث.!
موضوع ثري ومفيد بما يحويه من معلومات يستاهل التثبيت لاعدمناك يافوزي الف شكر |
24-12-2006, 18:05 | #19 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : تُــرَاث.!
الخطابة: الخطابة/ هي القول المنطوق المخاطب به جمع من الناس بقصد التعليم أو الإقناع أو التسلية. والتدريب على مخاطبة الجماهير جزء أساسي من التدريب على القيادة في أي مجال للنشاط. فعلى سبيل المثال ينتمي معظم الأشخاص تقريبا إلى منظمة من نوع ما، وهناك الكثيرون الذين ينتمون إلى أكثر من منظمة، وتتوفر فرص عديدة لإلقاء الخطب في اجتماعات المجموعة أو النادي. ومن المحتمل أن يصبح أولئك الذين يتحدثون بشكل مؤثر زعماء لهذه المجموعة. ويبدو أنه من المحتمل لأولئك الذين يسمحون للآخرين أن يقوموا بعملية التحدث كاملة أن يصبحوا أتباعا لهم. ويوصف الخطباء الذين يصنعون لأنفسهم هدفا جيدا وينجحون في تحقيقه بأنهم مؤثِّرون. ويتم ذلك إذا حاولوا أن يوضحوا بعض المعلومات الحقيقية، ونجحوا في جعل أفراد جمهورهم يفهمون هذه الحقائق. وإذا حاولوا أن يقنعوا أفراد جمهورهم بأن يوافقوا على عمل شيء ما أو أن يغيِّروا آراءهم نجحوا في تحريك جمهورهم للقيام بالعمل أو تغيير أفكارهم. طريقة الخطاب/ على المتكلمين أن يأخذوا بعين الاعتبار أربع نقاط: 1ـ الموضوعات 2ـ الجماهير 3ـ المتكلمين أنفسهم 4ـ المناسبات التي يتكلمون فيها. الموضوعات/ إن المصدرين العامين لموضوعات الخطيب هما المباشر وغير المباشر من تجارب المتكلمين. التجربة المباشرة وهي معرفة تم الحصول عليها بالمشاركة الفعلية في الأحداث عن طريق الرؤية الشخصية، والسماع، والشعور، والذوق. أما التجربة غير المباشرة فهي معرفة تم الحصول عليها عن طريق الإصغاء إلى تجارب الآخرين. وعن طريق قراءة ماكتبه الآخرون. ويستطيع المتكلمون عادة أن يقوموا بعرض أكثر فعالية للموضوعات التي لهم فيها تجربة مباشرة، من الموضوعات التي يأخذونها من تجارب الآخرين. ويُشترط في الموضوعات أن تحفز المتكلمين ليقوموا بأقصى مجهود لهم. وعليهم في نفس الوقت أن يجدوا تقبلا من الجمهور وأن ينسجموا مع معرفة وتجربة المستمعين. ويمكن تقسيم الموضوعات إلى ثلاثة أنماط: النمط الذي يُعلِّم والنمط الذي يُقْنِع والنمط الذي يُسلِّي. وفيما يلي بعض الأمثلة على الموضوعات التعليمية: كيف تلعب الشطرنج. عادات الأفاعي. كيف يعقَّم الحليب. ومن الأمثلة التي تقود إلى الإقناع: ينبغي تبني التقويم ذي الثلاثة عشر شهرا. ويجب على حكومة الأمة أن تؤمّن الموارد المالية والتسهيلات الكافية لضمان بقاء الآداب وغيرها من النشاطات الثقافية. وفيما يلي بعض الأمثلة على الموضوعات المسلية: الحياة الخاصة لمدرسينا. الاختراعات التي لم تعمل قط. الحيوانات الأليفة كأفراد في العائلة. الجماهير/ إن الخطباء الذين يتحدثون عن مواضيعهم بلغة معرفتهم الخاصة وبلغة حاجاتهم دون أي اعتبار لمعرفة وحاجات جماهيرهم سيفشلون بشكل مؤكد تقريبا. وكخطوة أولى ينبغي على الخطباء أن يكتشفوا مايعرفه أفراد جمهورهم عن الموضوع. تختلف مشكلة تفسير طريقة عمل مدفأة كهربائية جديدة لا نار ولا حرارة فيها لمجموعة من المهندسين الكهربائيين اختلافا كبيرا عن تفسيرها لجمهور من الناس لا يعرفون سوى القليل عن الكهرباء. وينبغي على الخطيب الذي يحاول إقناع جمهور من الطلاب بدراسة الاقتصاد أن يعرف مواقفهم وآراءهم حول دراسة الاقتصاد/ وإذا كان الخطباء يعرفون منذ البداية أن جمهورهم معارض جدا لتصديق ما يقترحون، فهم يدركون أنهم يواجهون مشكلة مختلفة، وأكثر صعوبة من مشكلة إقناع جمهور حيادي أو إيجابي بعض الشيء. وعلى الخطباء أن يعرفوا إن كان أفراد جمهورهم يرغبون في أن يستمعوا إلى موضوع ما، إذ يصغي الناس عادة عندما يعتقدون أن أفكار المتكلم ستكون ذات فائدة لهم، عن طريق تلبية واحدة أو أكثر من حاجاتهم جزئيا أو كليا. المتكلمون. ربما كانت شخصية الخطباء أكثر العوامل أهمية للتأثير على الجماهير، وعلى الخطباء أن يعطوا دائما بعض القيمة لأنفسهم. المناسبات/ على الخطباء أن يفكروا بعناية في زمان إلقاء خطبهم ومكانه، وأن يتساءلوا إن كانت المناسبة مواتية للموضوع الذي اختاروه. فاجتماع ناد للقوارب الشراعية ليس مناسبا لحديث قصد منه بيع أدوات منزلية. غير أن مثل هذا الاجتماع يكون مناسبا لحديث يُقْصد منه جمع المال من أجل شراء قوارب شراعية جديدة. تخطيط الخطبة/ عندما يفكر الخطباء بعناية في مواضيعهم وجمهورهم وشخصياتهم والمناسبة التي سيتكلمون فيها. فإنهم بذلك يُعدّون للحديث نفسه. الهدف/ على الخطباء أن يحددوا هدفهم العام. هل يرغبون في أن يعرضوا معلومات صحيحة أو أخبارًا؟ أي أن يعلموا هل يرغبون في تغيير معتقدات أو أفكار؟ أو هل يرغبون في أن يمتعوا أو يسلوا جمهورهم؟ عليهم أن يعدوا بيانا مختصرا بهدفهم المحدد في أذهانهم. فيما يلي أمثلة على الأهداف المحددة: تعليمي: إخبار الفصل كيف يلعب الشطرنج. إقناعي: إقناع الجمهور أن على الحكومات الوطنية أن تُؤَمِّن الموارد المالية الضرورية والتسهيلات لضمان استمرار الآداب والنشاطات الأخرى. تسلية: تسلية تجمع مدرسة ما لنقاش عادات الأساتذة. الأفكار الرئيسية/ يجب أن تكون الخطوة التالية هي اختيار الأفكار الرئيسية أو التقسيمات الرئيسية للموضوع كما هو مقرر في الهدف المحدد. وفي الخطب الإعلامية، ينبغي أن تحدِّد الأفكار الرئيسية الهدف المحدد بالإجابة عن الأسئلة. (من؟، و ماذا؟، و أين؟، ومتى؟، ولماذا؟، وكيف؟). وفي الخطب الإقناعية، يجب أن تكون الأفكار الرئيسية هي الأسباب الرئيسية الداعية للاعتقاد المطلوب أو العمل المطلوب. وفي الخطب المسلِّية، يتحتم أن تكون الأفكار الرئيسية هي أقسام الموضوع الذي يمكن أن يكون مسليا للجمهور. المادة المساندة/ بعد اختيار الأفكار الرئيسية، ينبغي على الخطباء أن يختاروا المادة المساندة. وهذا يشمل أشياء مثل الوصف، والسَّرْد، والمقارنات، والأمثلة، والأدلَّة والإحصاءات، والمعينات البصرية، مثل: (الرسوم البيانية، والشروح والشرائح، والخرائط، والأفلام، والصور الضوئية، وعينات أو نماذج) والتكرار (إعادة بيان أفكار هامة لزيادة فرصة تذكُّرها). إن اختيار الأفكار الرئيسية وإعادة المساندة يكمل الجزء الرئيسي من الخطاب. المقدمة/ يجب على الخطباء أن يضعوا بعد ذلك خطة للافتتاحية. ولهذه عادة جزءان، الافتتاحية وذكر الهدف المحدد. ففي الافتتاحية، يجذب الخطباء اهتمام جمهورهم ويثيرون الاهتمام بموضوعهم. ويخبر الخطباء الجمهور بما يريدون عمله في خطبهم بشكل دقيق في بيان هدفهم المحدَّد. الخاتمة/ يأتي الإعداد للخاتمة بعد ذلك. ففي الخطب الإعلامية، يجب أن يكون هذا الجزء ملخصا للأفكار الرئيسية والهدف الدقيق. وفي الخطب الإقناعية، ينبغي أن تجمع الخاتمة أمرين: أولهما ملخص والآخر توجُّه للجمهور لأن يتقبل أوجه النقاش المعروضة. وتنتهي الخطب المسلِّية عادة بنقطةٍ مسليةٍ جدا دون أي نمط من أنماط الخاتمات الرسمية. . اخر تعديل كان بواسطة » فوزي المطرفي في يوم » 24-12-2006 عند الساعة » 18:14. |
24-12-2006, 18:21 | #20 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : تُــرَاث.!
. الخَطَابة: فن الخطابة أحد الفنون النثرية، وظيفته الإقناع، يختلف عن غيره بحضور المتلقي. فهو نص مُشافَهٌ به، ولذلك، لابد من توفر مواصفات في النص وفي مؤديه ليتحقق الإقناع والتأثير في الجمهور المتلقي. وقد اهتم النقاد العرب بمواصفات المؤدي وهو الخطيب، ومواصفات الأداء أي الإلقاء، ومواصفات النص الملقى. فتطلبوا في الخطيب جهارة الصوت وجمال الهيئة وحُسن النبرة وسلامة جهازه الكلامي من العيوب، كما أوصوا المؤدِّ ي بحسن الإلقاء وتوزيع مواضع الوقف توزيعًا جيدًا، وأن يقلل مما يُنفَر منه مثل التنحنح والسعال، وبعض الحركات المثيرة كالعبث باللحية والحركات المشينة. واشترطوا في الخطبة سهولة اللغة، بحيث يتحقق الإقناع، وأن يراعى في لغتها مناسبتها؛ فطالبوه بألا يستعمل ألفاظ الخاصة في مخاطبة العامة ولا كلام الملوك مع السوقة، بل يعطي لكل قوم من القول بمقدارهم. كما طالبوا الخطيب أن يراعي المتلقين واحتمالهم لمواصلة التلقي، ومن ثم يضع الإيجاز موضعه، والإطالة موضعها، أي يراعي في النص الملقى طولاً وقصَرًا استعداد المتلقين للتلقي، وعبروا عن ذلك بقولهم: لكل مقامٍ مقال. وتتنوع الخطابة بتنوع موضوعاتها؛ فهناك الخطابة الدينية والخطابة السياسية والخطابة الاحتفالية والخطابة القضائية. الخطابة عند العرب/ شاركت الخطابة الشعر في الإقناع والتأثير، إلا أنها كانت دونه في الانتشار والذيوع، وذلك لقابلية الشعر أن يُحفَظ وأن يُتناقَل وأن يُتداوَل في غير لحظة إذاعته، بخلاف الخطابة إذ هي صعبة الحفظ لنثريتها، وحاجتها للمشاهدة لتكون خطبة. الخطابة في العصر الجاهلي/ كانت مهمة الخطابة في الجاهلية النصح والإرشاد، والمنافرة والمفاخرة والدعوة للسلم وحقن الدماء. ومسرحها الأسواق والمحافل والوفود على الملوك والأمراء. ومن أشهر خطباء الجاهلية قس بن ساعدة وسهيل بن عمرو الذي أسلم وحسن إسلامه، وكذلك لبيد بن ربيعة وهَرم بن قُطْبة الفَزاري وغيرهم كثير. وما وصل إلينا من تلك الخطب يغلب عليه السجع وهو على خطب الكهان أغلب. الخطابة في الإسلام/ اعتمد الإسلام الخطابة لحاجته إلى الخطابة أداةً في التبليغ وتفنيد حجج الخصوم، وإعلان قيم الإسلام ومُـثُله وآدابه وأحكامه، فأصبحت وسيلة الدعاة المفضلة، بل صارت شعيرة من شعائر بعض العبادات. فهي جزء من صلاة الجمعة الأسبوعية وصلاة العيدين وصلاة الاستسقاء. وهي القناة لإبلاغ المسلمين عندما يحزبهم أمر أو يُلم بهم خَطْب أو تظهر الحاجة لاستنهاض الناس واستنفارهم. وبتقدم التاريخ العربي الإسلامي وتعدد الفرق الإسلامية، كانت الخطابة أداة الدعاية ومصارعة الخصوم، فاشتهر عدد من الخطباء حُفظت خطبهم وظلَّت تُتداول وتحفظ في مدونات الأدب والتاريخ. في صدر الإسلام كان الرسول ³ أخطب العرب قاطبة، وأشهر خطبه تلك التي خطبها في حجة الوداع. وبالمثل كان الخلفاء الراشدون خطباء مفوهين، وعلى رأسهم علي بن أبي طالب، رضي الله عنه. وأصبح للخطبة تقليدٌ ومنهج، فهي تبدأ بحمد الله والسلام على رسوله، وتبعد عن السجع وتوُشَّى بآيات القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبويَّة والأثر مع الاستعانة بالأمثال والأشعار والحكم. في العصر الأموي ازدهرت الخطابة وبلغت ذروتها، وتنوعت أغراضها بين السياسي والديني والعقلي. وكان للأحزاب السياسية دور كبير في نهضة الخطابة، إذ كانت سلاحًا من أسلحتهم في الدعوة لأحزابهم ومبادئها. ويُعدُّ من أشهر خطباء الخوارج قَطَريّ بن الفجاءة وأبوحمزة الشاري الخارجي. ومن أشهر خطباء الشيعة الحسين بن علي والمختار الثقفي. أما لدى الزبيريين فإن عبدالله بن الزبير كان خطيبهم غير مدافع. وبالمثل كان الحزب الأموي الحاكم يوظف الخطابة لأغراضه السياسية، وكان الحجاج الثقفي وزياد بن أبي سفيان سيّدي المنابر غير منازعَيْن. وبجانب الخطابة السياسية، ازدهرت خطابة المحافل حين تفد الوفود على الخلفاء والولاة. ومن أشهر هؤلاء الخطباء سحبان وائل صاحب الخطبة التي سُمِّيت بالشَّوهاء، والأحنف بن قيس. وكذلك نهضت في هذا العصر الخطابة الدينية والوعظية والمنافرات، ومن أشهر من سادوا في هذا المجال الحسن البَصْري وواصل بن عطاء وخالد بن صفوان وغيرهم. وقد اشتهرت بعض الخطب مثل: خطبة زياد البتراء لعدم ابتدائها بالتحميد وعدم افتتاحها بالتمجيد. والخطبة الشوهاء لخلوها من الاقتباس من القرآن، وعدم تضمنها للصلاة على النبي ³. في العصر العباسي نشطت الخطابة السياسية؛ إذ اتخذت أداة في بيان حق العباسيين في الحكم. وكان الخلفاء العباسيون أنفسهم من أبرع الخطباء، مثل أبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور. ثم لما ماتت الأحزاب السياسية بقضاء العباسيين عليها، أخذت الخطابة السياسية تضعف وتضمحل، وكذلك الخطابة المحفلية، إذ لم تعد وفود العرب تفد على قصور الخلفاء بعد قيام نظام الحجابة في الحكم. أما الخطابة الدينية فقد ظلت على ازدهارها. ويعد من أعلامها صالح بن عبد الجليل واعظ المهدي وابن السماك واعظ الرشيد. وبنهاية العصر العباسي الأول تتوارى الخطابة: سياسيُّها ومحفليُّها ووعظيُّها لتصبح الرسالة المكتوبة هي الأداة الأقدر على المخاطبة والتعبير. انظر: الرسائل. والخطابة، وإن كانت فنًا قديمًا، فما زال لها حضورها في المحافل السياسية والمنابر الدينية. فن الخطابة في الأدب الغربي/ ظهرت جملة من الدعاوى القضائية عندما قامت الديمقراطية في سيراقوسة في جزيرة صقلية في عام 466ق.م. وقد أقام هذه الدعاوى المنفيون السابقون الذين صادر الطغاة ممتلكاتهم. كان العديد من هذه الدعاوى يعود إلى عدة سنوات خلت، وكثيرًا ما كانت تفتقر إلى الدليل الموثق. وكان المدّعون بحاجة إلى المساعدة في عرض قضاياهم. وأول من قدّم مثل هذه المساعدة إغريقي من صقلية يُدعى كُوراكس. وقد اعتُبر كوراكس مُؤسس فن الخطابة. فقد أوجد منظومة من القواعد لمخاطبة الجماهير في عام 460 ق.م بمساعدة تلميذه تيسياس. وقال كوراكس إن الخطبة ينبغي أن تضم عادة خمسة أجزاء: 1ـ المقدمة 2ـ السَّرْد 3ـ المناقشات 4ـ الملاحظات الثانوية 5ـ الخُلاصة. ومن بين أساتذة البيان الأوائل: بُروتاغوراس الذي طوّر مبادئ المناظرة، وجورجياس الذي ركَّز على الأسلوب، وهيبياس الذي اهتم باستخدام الذاكرة بالدرجة الأولى، ولسياس الذي أظهر كيف تجتمع الأناقة الكاملة مع البساطة. امتدت دراسة الخطابة إلى أثينا. فخلال القرن الرابع قبل الميلاد، كان مُعظم سكان أثينا الذكور ينضمون إلى الجمعية العامة، حيث تُناقش السياسات في إدارة شؤون العدل. وفي المحاكم كانوا يضطلعون بدور المحلّفين. وكانت مسؤولية القرار تقع في كل قضية على عاتق المحلّفين، إذ لم يكن هناك قُضاة. وكان المدعون والمدعى عليهم على حدٍ سواء يترافعون أمام المحكمة مدافعين عن قضاياهم. وقد أدى ذلك إلى دراسة الخطابة. الخطباء الكلاسيكيون/ كان بيركليس أول خطيب إغريقي مفوه. وقد أخبر ثيوسيديديس عن خُطبه في مؤلفه المشهور تاريخ البيلوبونيز. وأشهر خطب بيركليس الخطبة الجنائزية. أما أشهر خطباء الإغريق فكان ديموسثينيس. وأشهر خطبه الخطب الفيليبية وهي خطب هاجم فيها فيليب الثاني المقدوني بوصفه رجلاً يهدد الاستقلال الإغريقي. وكان أرسطو هو الكاتب الإغريقي المبرّز في فن البيان. وقد حدد فن البيان بأنه المقدرة على اكتشاف الوسائل المتوفرة للاقناع في كل حالة. أكد أرسطو على اتباع ثلاث طرق للبرهنة: 1-الطريقة الأخلاقية؛ وتعتمد على تأثير شخصية الخطيب. 2- الطريقة العاطفية؛ وتعتمد على تأثير استخدام الخطيب للمناشدة العاطفية. 3- الطريقة المنطقية؛ وتبين مدى تأثير استخدام المبادئ الأصولية المتبعة للمحاجّة بالبرهان. ويحتل شيشرون المقام الأول بين الخطباء الرومان المهمين الأوائل. وتعتقد بعض المراجع أن شيشرون هو الذي كتب ريتوريكا أدهيرينيوم حوالي عام 86ق.م. وفيها يُقرر أن الخطيب ينبغي أن يقسم إعداد الخطبة إلى خمس خطوات وهي: 1- الاستنباط: تحليل موقع الخطبة والجمهور، وكذلك مادة الموضوع ودراستها بالإضافة إلى انتقاء مواد الخطبة. 2- الترتيب: ترتيب مواد الخطبة وفق ما نسميه الآن مُقدمة، ومناقشة وخُلاصة. 3- الأسلوب: استخدام وتجميع كلمات للتعبير عن الأفكار بوضوح ودقة وحيوية وبطريقة ملائمة. 4- الذاكرة: طرق تذكر المادة. 5- الإلقاء: العرض الشفوي. ويطور شيشرون في كتابه الأول الخطيب حوالي عام 55 ق.م. موضوع الخطبة فيقول "إن الخطيب العظيم ينبغي أن يكون على درجة كبيرة من العلم، وإن الاهتمام الذي يناسب الخطيب هو لغة القوة والأناقة المتلائمة مع مشاعر البشرية ومعارفها. ويؤكد الكتاب الثاني أهمية الاستنباط والترتيب مع الانتباه الخاص إلى مراعاة فن الخطابة. ويتناول الكتاب الثالث الأسلوب والإلقاء. وهنا يبين شيشرون أن الخطيب يجب أن يتكلم "بصورة صحيحة، وجلية وأمينة وموفية بالغرض". ألف كوينتليان كتابه تدريب الخطيب حوالي عام 90ق.م. وهو كتاب كامل لتدريب الخطباء الجماهيريين. ولا يزال هذا السفر يُعد واحدًا من أكثر الأعمال إحاطة بتدريب الخطباء. الخطباء المتأخرون/ مع مجيء النصرانية، حل الواعظ محل الخطيب السياسي. وكان من أشهر الواعظين الأوائل بُول وجون كريسوستوم وأوغسطين. وكان من أبرز خطباء الإصلاح الديني سافونارولا في نهاية القرن الخامس عشر. ومارتن لوثر وجون كالفن خلال حركة الإصلاح في القرن السادس عشر. ازدهر فن الخطابة السياسية مرة أخرى في القرن الثامن عشر أثناء الثورة الفرنسية، حيث كان الكونت ميرابو يخطب في العامة، يحثهم على مواجهة السلطة الملكية. كما أنجبت بريطانيا العديد من الخطباء المتميزين، ومن بين هؤلاء إدمُوند بُيرك، وبنجامين ديزرائيلي، ووليم جلادستون، وونستون تشرتشل. |
25-12-2006, 15:24 | #21 |
الطــربة
|
تُــرَاث.!
فوزي المطرفي طرح شامل وعظيم .. وفائدته لاحدود لها ..[ وبالأخص للمهتمين بدارسة بعض ماطرحته ] أفكارك دائما تستحوذ على الاهتمام والمتابعه تقديري |
26-12-2006, 12:33 | #22 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : تُــرَاث.!
|
26-12-2006, 12:42 | #23 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : تُــرَاث.!
|
26-12-2006, 12:56 | #24 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : تُــرَاث.!
|
14-01-2007, 11:15 | #25 |
شـاعر
|
رد : تُــرَاث.!
كم انت ثمين لا يقدّر بثمن فوزي مجهود خرافي تشكر عليه لو انه سواليف , فما بالك وهو يحمل ما يحمل من قيمه ! مدهش . يعطيك العافيه |
20-04-2007, 15:05 | #26 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : تُــرَاث.!
|
27-09-2007, 18:43 | #27 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : تُــرَاث.!
. الســـرود حصير مسفوف مدور يمتاز بألوان زاهية وجمعها (سراريد). يستعمل كمفارش لأطباق الطعام أو كقطع فنية لتزين المنزل، ويصنع من خوص النخل بعد أن ينقع بالماء لتليينه والشروع بعمل الجديلة (السفة) ثم تخاط بالمسلة والسير أي الأبرة الكبيرة والخيط , وتكون خياطة السفة بشكل حلزوني وللسرد حجمان: خمسة وعشرون باعا وثلاثون باعا. وأجد إن مفردة السرود هي مفردة أوردتها المعجمية العربية، في مادة (سرد) الدالة على الدروع، ويمنحنا المعجم إضاءة واضحة لتأصيل (السرود ) في السرد من خلال طريقة صناعتها، في التخريز والتتابع والخصف والشكل الدائري ذاته. ففي العين، السرد: سمي سردًا لأنه يُسرد فيثقب طرفا كل حلقة بمسمار فذلك الحلق المسرّد، قال الله عز وجل ( وقدر في السرد ) أي قدر على خروق الحلق، لا تغلظ فتنخرم ولا تدقّ فتفلق، ثم يصف الخليل معنى الخصف فيقول: سميت النعل المخصوفه اللسان مسردًا. وللشماخ في التتابع والتخريز في السرد وهو يصف حمرا: شككن بإحساء الذناب على هوى... كما تابعت سرد العنان الخوارز والعملية كما تبين لنا تشبه على نحو كبير صناعة (السرود) فالمسلة, أي الإبرة الكبيرة لا يمكن استبدالها بواحدة أكبر حجما وأغلظ لأنها ستخرم (السفة) ولا يمكن استعمال مسلّة نحيفة لأنها ستجعل المهمة أكثر مشقّة. أما الخصف: فهي مفردة معجمية انتقلت إلى الجسم اللهجي في مناطق متعددة من العراق لتصف فعل الجدل والسفّ, ففي العراق تطلق مفردة (خصافة) على (سفيفة) الخوص التي تحتفظ بالتمر المكبوس. وتذكر مادة سرد مجموعة من المعجميات المجاورة كالسريانية (الآرامية) والفارسية والتركية . فلقد ذكر الباحث داود الجلبي مفردة (سارود sarood) كأسم آلة للغربال الكبير الواسع الثقوب في اللغة الآرامية, والمفردة من ( سرادا) أو ( سردا sarda ) و وجه الشبه واضح بين الغربال والسرد في التخريز والسفّ والتتابع (تتابع الوحدة الصغيرة وتكرارها على امتداد الغربال او السرد) (5). ويورد الباحث أنيس فريحة مفردة (serda سردا) السريانية لتدلّ على الخوف والوجل, ولهذه المفردة علاقة لاتخفى بعمل السرد ذاته الذي يقي الجسد ويمثّل حماية له تسهم في درء الخوف والخطر عند المواجهة. أما في المعجمية الفارسية فنجدها في مادة (زره) ومنها (زرّاد) التي تعني صانع الدروع وَ (زراد خانه): دار السلاح والذخيرة, ويذكر محمد التونجي في قاموس المعربات: أن سرد معرب زره, ولقد عرّبت كذلك إلى صردة . وصرد (siredha) اسم مكان في فلسطين ذكرته النصوص العبرية, وأجد أن صردة كاسم مدينة قد يكون من مادة (زرد) السريانية التي تدلّ على: الحبل, عقدة, شد, وهي دلالة على اشتراكها مع مادة سرد في الشدّ والعقد والحبل. وسوى مادة زره في الفارسية لا نجد مادة سرد حتى في كتب المعربات القديمة كالمعرّب للجواليقي وشفاء الغليل للخفاجي ولا نجدها أيضًا عند أدي شير ولا عند طوبيا العنيسي, فأدي شير لا يذكر سوى مادة الزرد ويعرّفها بأنها ثوب ينسج من الحديد, يلبس في الحرب وقاية من سلاح العدو, تعريب زره. أما في التركية فترد مادة ( زره zirh ) بمعنى الدرع, ويضيف أدي شير (زرخ) التركية بالمعنى ذاته, ولم يذكر المعجم التركي أو الفارسي أصل المفردة أن كانت الفارسية قد أخذتها عن التركية أو أن التركية هي التي استعارتها من الفارسية. وأجد أن المفردة أصيلة في المعجم العربي والسامي, وخضعت لحقل اشتقاقي ودلالي واسع في اللغة العربية, فهي تدلّ على: سرد القراءة والحديث: إذا تابع بعضه بعضا. والسرّاد: المثقّب والسرد: تقدمة شيء إلى شيء تأتي به متّسقا بعضه في اثر بعض متتابعا. وهذا هو السرود ووصف عمله وصناعته كما جاء في اللسان. ومنه استعارت اللهجة الإماراتية الاسم للحصير المسفوف المدوّر. صلاح حيثاني. |
27-09-2007, 19:02 | #28 |
فـعـل مــاضي!
|
نفس المصدر.
. مفردة ( حجل ) الدالة على الحلي المعروفة .. رأي في أصلها مادة معجمية وجمعها (أحجال وحجول), فلقد وردت في أساس البلاغة حجل: أي خلخال. والحجل القيد ففي المصدر السابق: خرج يجرّ رجليه ويطابق في حجليه, وهما حلقتا القيد . وفي الكامل للمبرّد : "الحجل القيد , ومن قول لعديّ ابن زيد: أعاذل قد لاقيت ما يزع الفتى.... وطابقت في الرجلين مشي المقيّد والتحجييل: التقييد لا يكون باليد واليدين ما لم يكن معهما رجل أو رجلان. وحجل بعيره: قيّده , وأحجله أزال قيده. وفرس محجّل وفي قوائمه حجول. وينقل الزبيدي عن الفراء لعبة للصبيان: دبى حجل, ولم يذكرها صاحب معجم الألعاب . والحجل لفظة تمنح معنى الاستدارة والتدوير بإطلاق , فالحوجلة من صغار القوارير ما وسع رأسها , قال الحجاج : كأن عينيه من الغؤور... قلّتان أو حوجلتا قارور والحواجل والحواجيل: القوارير. ولابن الأنباري: حواجل ملئـت زيتا مجــردة .... ليست عليهنّ من خوص سواجيل وفي الحديث : "كان خاتم النبوّة مثل زرّ الحجلة بالتحريك" , ويستدرك ابن منظور في اللسان ليبيّن أن الحجلة: "بيت كالقبّة يُستر بالثياب ويكون له أزرار كبار , ويتّخذ للعروس، والقبّة تشتمل ضمنا على الاستدارة وجمعه حجال ". والحجيلاء شبه حفرة في البطحاء. والحجلاء: القلت في الصخرة, والقلت النقرة في الصخرة, ومنه قولنا: حجلت العين إذا غارت, والغؤور هو أيضا دلالة أخرى تشترك مع الحفر في إنها تكون عميقة ومحمية. وفي المادة ذاتها ترد مفردة الحجيلاء لتعطي معنى الماء الذي لا تصيبه الشمس, وقد تكون المفردة للدلالة على ما يتركه أثر الماء على الحفرة التي تشتمل عليه مثلما تمّت استعارة التحجيل في مواضع وضوء الإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه لتدلّ على الأثر الذي يُعرف به المؤمن . وفي المعجمية السامية, فأن مادتي (حجل) و (حجر) تعطيان ذات المعنى الدال على الاستدارة والتدوير أو أثرهما الذي تتركانه, فالميم والراء حرفان الإبدال بينهما معروف وواسع . وأجد إنّ مادتي (حجل و حجر) تكملان بعضهما في المعجم العربي والمعجم السامي. ففي الآرامية ( hjal ) : أدار، سوار , قيد. ( hujla) حجلا : خلخال وفي السبئية ترد مفردة حجل لتدلّ على الحقل المحاط بسور أو الحائط. وفي الحبشية ( hjal ) تأتي بمعنى: أحاط، حاصر . ونجد أن مادة حجر لا تنفصل عن حجل في الحقل الدلالي للمفردتين . ففي المعجم العربي : "الحجر ما يحيط بالظفر من اللحم. ومحجر العين ما دار بها. والتحجير أن يسم حول عين البعير بميسم مستدير" وعن الأزهري : الحاجر من مساير المياه ومنابت العشب ما استدار به سند أو نهر مرتفع . والحاجر أيضا الجدر الذي يمسك الماء بين الديار لاستدارته وحجر القمر: إذا صارت حوله دائرة في الغيم. والحجّورة: لعبة للصبيان, يخطون خطّا مستديرا ويقف فيه صبي وهنالك الصبيان معه يحيطون به ليأخذوه . أما في باقي المعجم السامي فنجد إن (حجر) ترد في الحبشية من الثلاثي ( hagar ) ، أحاط ،شد، و في الأكدية البابلية والأشورية (hajaru ) : سوّر , أحاط وفي العبرية ( hajar ) : حوّط , سوّر , شدّ وتأتي مفردة حجر في النبطية بمعنى السياج أو المنطقة ( المكان المقدّس) وذات المعنى ( المكان المقدّس ) يورده ابن منظور في مادة ( حجر ) حين يذكر أماكن نفوذ اقيال اليمن في قوله :" المحجر ما حول القرية , ومنها محاجر اقيال اليمن وهي الإحماء , كان لكلّ واحد منهم حمى لا يرعاه غيره" . وبعد أن رأينا اتفاق المعجميتين العربية والسامية على مادة ( حجل ) ومادة ( حجر ) وصلتهما ببعضهما البعض واتصالهما الذي لا يمكن إلا أن يكون تواصلا في سياق المادة ذاتها، سأنتقل إلى بعض الآراء التي حاولت تأصيلهما من الفعل الثنائي ( حج). فلقد ذكر العلامة ( مرمرجي ) إن مادة حجّ في الأصل العبري تمنح معنى ( حلقة الراقصين ) لأن الرقص كان فعلا طقوسيا دينيا يقوم به الكهنة والعامة حول المذبح, بل وكان يعتبر رتبة من رتب الهيكل . ثمّ اتسع المعنى ليصبح: مجمع, محفل, عيد حافل, زيارة مقدّس, ومن ثمّ اختصّت المفردة بالمعنى الأخير وتنوسيت معانيها الأولى . ويرى (ماراغناطيوس) إن مادة حج عبرية الأصل, أخذتها السريانية عنها ثمّ أعارتها إلى نصارى العرب . وترد مادة حج (haga ) الثنائية في اللغة الآرامية بمعنى : دار , طاف. و ( حجي) haggi : دار في البيعة . و ( حجتا) hugta : دائرة , هالة القمر وفي الحبشية : ( حج) haj : تعبّر عن العيد وفي العربية تدلّ المفردة على القصد والتوجّه , وهناك إشارة إلى أن مفردة حجّ تعني العيد ( كما في اللغات السامية الأخرى ) أوردها المقريزي في خططه . والحج في الإسلام يشتمل على الطواف وهو الدوار حول الكعبة المشرّفة . وهنا نجد الاتصال قائما بين ( الحج والحجل والحجر ) في الاستدارة والتدوير. وأجد إن المعنى ليس ببعيد عن تثليث الفعل الثنائي ( حجّ ) وهو ما كانت تفعله العرب توسّعا للحصول على معان ومبان جديدة من خلال زيادة حروف على الأصول الثابتة في اللغة العربية. . |
02-09-2008, 22:46 | #29 |
|
رد : تُــرَاث.!
فالقراءة بمثابة طائرة تطير بنا بعيدًا عن دواخلنا لتحملنا إلى عوالم أناس آخرين. هذا ما شعرت به وانا اقرأ هذه المتعه ..كثيره المعلومات المذكوره وثمينه اتمنى ان يحتفظ عقلي بها شكرا للامتاع |
05-09-2008, 23:49 | #30 |
فـعـل مــاضي!
|
أهلاً بكِ محلّقة دائمًا ياشايعه
تأصيل مفردة (السنبوك) سنبوك: مفردة قاموسية لنوع من سفن الغوص والأسفار وهناك من يميّز بين نوعين من السنابيك , إذ يصطلح على سنبوك الأسفار والتنقل بالسنبوك اليماني والنوع الآخر يستعمل في رحلات الغوص والأسفار القريبة , ويصل طول السنبوك إلى ما يقرب من 150 قدما وقد تصل حمولته إلى 300 طن ولابدّ من الإشارة إلى عدم التثبّت الذي وقع فيه من تناولوا البحث عن السنبوك من حيث الاتفاق على تأصيل تسميته أو حجمه وحمولته. فأما تسميته بالسنبوك فنجده عند الزبيدي :" السنبوك كعصفور , السفينة الصغيرة وهي لغة أهل الحجاز" . وفي كتاب رفع الإصر تأكيد على التسمية والحجم ( ويقولون على المركب الصغير : سنبوك ) , وفي موضع آخر من الكتاب ( والسنبوق كعصفور زورق صغير والعامة لا تنطق به إلا سنبوك بالكاف ) . وكذلك عند الزمخشري في الكشاف: "وركبت في القارب إلى الفلك وهي سفينة صغيرة تكون مع الملاحين, وسمعت أنهم يسمونه السنبوك" وفي (شفاء الغليل) للخفاجي ترد المفردة باعتبارها مما دخل المعجم العربي فيقول: "السنبوك سفينة صغيرة تستعمله أهل الحجاز ", وعاد ثانية إلى المادة في حديثه عن ( س ن ب ك ) وذكر السنبوق بالقاف وليس بالكاف كل من الجاحظ في كتاب فخر البيضان على السودان, ولعلّه من النصوص المبكرة جدًا التي تناولت السنبوك ولم أرَ أحدًا أشار إلى وجود هذا النصّ ممن تناولوا السنبوك لأن ذكر الجاحظ له وهو من الكتّاب المتقدمين سيدحض من قال بأن تسمية هذا النوع من الزوارق متأخرة ولا ترقى إلى أبعد من العصور الوسطى في أحسن تقدير.وذكره الفيروز أبادي بالقاف: "السنبوق كعصفور زورق صغير" , وكذلك العيدروس في النور السافر في حديثه عن تغريق القاضي أبي السعود. وذكره ابن بطوطة لأربع مرات وليس لمرتين كما ذهب إلى ذلك (هانس كندرمان ) , فلقد ذكر المادة في رحلته من البصرة إلى الأبلّة, وعند وصوله إلى مقديشو, وفي حديثه عن نيّته في مغادرته الحجاز إلى عيذاب من ساحل البحر الأحمر، وكذلك عند تناوله الحديث عن ظفار وعادة خلع الكسوة السلطانية على المراكب الوافدة من الهند وذكره بالصاد والقاف ( صنبوق ) ابن المجاور في (صفة بلاد اليمن) وللمقدسي في أحسن التقاسيم تسمية أبدل فيها السين شينا وحذف النون من المفردة ( شبوق ) , وإلى هذا الرأي ( حذف النون ) ذهب الزبيدي في التاج. وفي تأصيل السنبوك بين المعجميات المختلفة نجد أن هناك تنوعًا كبيرًا فمنهم من يرجعها إلى اللغة الفارسية في مادة (سنبك ) كما عند الخفاجي في الشفاء ( قيل من سنبك الدابة على التشبيه , ولم نره في كلامهم قديما ), وهو رأي أدي شير أيضا في كتاب الألفاظ الفارسية: ( تعريب الفارسي سنبك , وأصل معناه الرجل وطرف الحافر، فكانت السفينة تصنع على هيئة الرجل أو الحافر أو النعل فسمّيت بها ), ونقل عن البرهان القاطع قوله ( سنبك بسكون النون وضمّ الباء ، سفينة صغيرة ومنها مأخوذ ما نسمّيه الآن سنبك: وهي سفينة صفيرة مصنوعة على هيئة النعل ). وهو مذهب طوبيا العنسي أيضا في كتاب تفسير الألفاظ الدخيلة في اللغة العربية. أما من ذهب إلى إن المفردة ذات أصل يوناني أو لاتيني فهناك انستاس الكرملي: السنبوك والسنبوق لغتان معربتان وهما بمعنى واحد , وهو نوع من العود كانت تصنع منه هذه السفن على هيئته فسمّيت به. وهذا ذات ما كتبه المستشرق الهولندي دوزي أيضا , في معجمه إن : "سنبوق من أصل لاتيني Sambucus وهو مركب يحمل ثمانين طنا ومائة طن وله شراع كبير " وكذلك كاظم الدجيلي في بحثه ( السفن في العراق ) الذي يذهب فيه مذهب الكرملي وللسيد هانس كندرمان آراء طريفة نقلها في كتابه مصطلح السفينة عند العرب عن باحثين حاولوا تأصيل المفردة في لغات كثيرة كاللغة الهندية والمدغشقرية والماليزية, ففي محاولة إرجاعها إلى المعجم الهندي ينقل عن Vullers : هو زورق صغير قوي مرافق ويرجع أصل الكلمة ربما إلى الهندية ( شنبوك ) بمعنى الصدفة أو بيت حيوان الحلزون , ويرجع Gal أصلها إلى الكلمة المدغشقرية ( سامبو ) Sambou أو Tsambou أو من لغة ماليزية Sumbeu ولكن محاولة صاحب التاج هي الأهم والأكثر جدية رغم إنها لم تجد من يتبنّاها , إذ يرى أنها جزء من الفضاء المعجمي العربي : "فلقد أكدّ إنّ اللفظة ليست مما استدرك على الجوهري, بل إن النون عنده زائدة, لذلك أورد المفردة في مادة ( س ب ك ) وهو ضرب من العدو, قال ساعدة بن جؤية: وظلّت تعدّى من سريع وسنبك...تصدّى بأجواز اللهوب وتركد ويؤكد الزبيدي إن ( في أصالة النون نظر ) وينقل عن الصاغاني في التكملة : هو فنعول من السبق . وقد يفسّر لنا هذا النص سقوط النون في لفظة شبوق التي نقلها المقدسي في كلام له عن الأشياء في تسميتها أهل الأقاليم , فلو أسقطنا النون عن سنبوق فسيبقى ( سبوق ) وهنا يكون إبدال السين شينا أمرا مألوفا أو قد جرى على التصحيف , فالزبيدي يرى إن السنبوق مصحّفة عن السبوق من السبق وهي إشارة دالّة على سرعته التي يوفّرها صفر حجمه وعمله في السواحل القريبة , ففي اللسان نقلا عن التهذيب إنّ العرب تقول للذي يسبق من الجيل : سابق وسبوق , قال الفرزدق : من المحرزين المجد يوم رهانه... سبوق إلى الغايات غير مسبّق والزبيدي لم يكن ببعيد عنها وهو اليماني الذي نقل لنا عن الصاغاني إن السنبوق لغة جميع أهل سواحل اليمن . أما زيادة النون فلو لم نأخذ برأي الصاغاني والزبيدي من إنها زائدة وفي أصالة وجودها في السنبوق نظر , فأنها ربما تكون قد أضيفت إليها فيما يُعرف بين علماء اللغة بتربيع الفعل الثلاثي , وهو معروف في العربية ولهجاتها وفي اللغات السامية الأخرى . وتنشأ صيغة الإضافة هذه على الأغلب من وزن فعل المضاعف العين بعد فكّ التضعيف وإدخال حرف على الثلاثي يكون إما بعد فاء الفعل وإما بعد عين الفعل وهذا تعويض عن التضعيف مع دلالة جديدة في المعنى وفي مادة سبق يكون حرف النون قد دخل الفعل بعد فائه ( سنبق ) فالنون أحد الأحرف الزلقية المجهورة الثلاث ( ل ن ر ) التي تدخل على الفعل الثلاثي لتربيعه وزيادة معناه. فالعربية لغة اشتقاقية وتركيبها يكون مزجيا لا نحتيا, لذا فهي تعتمد في نمائها وزيادة معانيها لمواكبة عصرها والتواصل معه من خلال توليد الكلمات من أصول عامة وذلك بإضافة أحرف معينة إلى تلك الأصول أو تكرار بعض الأحرف أو تقديم وتأخير مع الاستعانة بتغيير الحركات. وينقل البير مطلق رأيا آخر في تأصيل المفردة وإرجاعها إلى المعجم العربي لـ ( كاهانه ) فأنها عنده من أصل عربي ( Shabbak ) تحوّل في الايطالية إلى ( Zambesso ) وانتشر في القرن السابع عشر في البحر الأبيض المتوسط , فلقد عُرف في اسبانيا بـ(Chamambequi) وعاد اللفظ إلى العربية عن طريق التركية, ولفظه في التركية ( سومبكي ) . ورغم طرافة هذا الرأي فأنه لا يخلو من تعسّف ظاهر في عملية الاشتقاق التي قادت المفردة إلى معجميات مختلفة لترجع إلى اللغة الأم بنطق غير مستقر ومختلف عليه بين سنبوق وصنبوق وسنبك وسنبق كما عند تيمور في معجمه الكبير وشبوق وسنبوك . وأشير هنا إلى إن وجود نصّ مبكر للجاحظ لم يتناوله بالإشارة من تحدّثوا عن السنبوق أو لم يقعوا عليه يؤكد أن المفردة كانت متداولة منذ العصر العباسي الأول وربما أسبق من هذا التاريخ لورودها بصيغة مستقرة تماما في هذا النصّ, وتنقض رواية الجاحظ ما نقله الزبيدي عن الخفاجي من إن السنبك ليس من الكلام القديم. وقد يريد الخفاجي في روايته ـ كما نقلها الزبيدي ـ" السنبك الدالّ على الزورق لا الدالّ على حافر الدابّة لأنها معروفة بهذا المعنى في اللغة العربية منذ الجاهلية وعصر صدر الإسلام, ففي شعر لعلقمة الفحل : لا في شظاها ولا أرساغها عنت .... ولا السنابك أفناهن تقليم" والمادة معروفة في المعاجم العربية. بقي أن أشير إلى حجم السنبوك وسعته وأماكن انتشاره واستعمالاته, ففي أقدم إشارة إليه ( الجاحظ ) نخرج بصورة عن مركب كبير يتّسع لألف رجل محارب بعدّتهم وعتادهم : ( إن ملك الزنج إذا غضب على أهل مملكته ولم يتّقوه بالخراج , بعث ألف سنبوقة في كلّ سنبوقة ألف رجل ), وهي إشارة تعزّزها بعض روايات ابن بطوطة من أن السنبوق كان يستعمل في السفر والتنقل في البحر الأحمر وسواحل اليمن. أما الروايات التي نقلها الرحالة والجغرافيون الأوربيون وأصحاب المعجمات العربية فتشير إلى أن السنبوق يتّسع إلى خمسين طنا وأحيانا إلى مئة وثمانين طنا ويدفع ( خالد محمد سالم ) الحمولة لتصل إلى ثلاثمائة طن والطول إلى مئة وخمسين قدما , وبإمكانه الوصول من نقطة انطلاقه من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى الصين. وكان السنبوك حسب إشاراتهم من سفن النقليات الشراعية الكبيرة التي يمكن مشاهدتها في البصرة والخليج والبحر الأحمر لنقل الحجاج إلى مدينة جدة في الحجاز وموانئ البحر الأحمر الأخرى. وأما الإشارات إلى صغر حجمه فهي كثيرة أوردها الزمخشري والخفاجي والصاغاني والزبيدي وابن بطوطة وأدي شير والعنيسي وأحمد تيمور ودوزي .. ولا يخرج توصيفهم عن إنه سفينة صغيرة تستعمل في النقل والإبحار في مسارب الأنهار وفي البحر قرب السواحل لاستقبال السفن الكبيرة الوافدة من مناطق بعيدة والرحلات البحرية القريبة وفي الحمولة والتوجه المغاصات. أن السنبوق جزء أساسي من نمط العيش في العراق والخليج العربي وبحر العرب وخليج عمان وسواحل اليمن والحجاز ولقد أتسع نطاق استعماله حتى شمل حوض البحر المتوسط , فلقد انتشر السنبوق في القرن السابع عشر حتى عُرف في اسبانيا وتركيا وايطاليا واليونان , وكان معروفا في صيدا باسم سنبك ولقد عُرف منذ زمن بعيد وليس كما حاول البعض إرجاعه إلى فترات متأخرة . والمفردة كما أرى إليها تأصيل واشتقاق من جذر سبق كما أشار إليها الجوهري وأكدّها الزبيدي في تاج العروس. منازل ـ صلاح حيثاني |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 5 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 5 | |
|
|
|