09-04-2006, 23:17 | #16 |
أديـب و شــاعــر
|
صِيَاغَةٌ جَدِيْدَةٌ لنَجِيْع (ذاكرةٌ تنزّ)
(أستاذي الكريم) هكَذَا غَدَا في وَعْيِهَا أو في شُرُوْدِهَا، أو هكَذَا شَاءَتْ أن تخْتِمَ حُضُوْرَها الأخِيْر. لكنّهَا كانَتْ هذَا الخَطْوَ أقْرَبَ إلى وَقْعِِهَا الذِي يَعْرِفْ، أبْعَدَ من الجُرْحِ الذِي يَقْتَفِيْهِ، الذِي كانَ فِيْهِ، الذِي كانَ يَنِزّ آخِرَ مَرّةٍ إذْ شَاءَ أنْ لايَنْكَسِر! انْتَشَلَ عِظامَهُ ومِزَقَ رُوْحِهِ من مَسَارٍ كانَتْ فيهِ القِبْلةَ والضّوْءَ والخَطو؛ اتّكَأ عَلى أرْبَعَةِ عُقُوْدٍ، وفألٍ يجِيْدُ صَنَاعَتَهُ، ونهَضَ، عَظمَةً عَظمَة، شَهْقَةً شَهْقَة، زَفْرَةً وشَقِيْقَتَها التي لا تَشَاءُ الخروجَ، لكنّمَا نهَض. يَقِفُ مَرّةً ويُحَدّقُ في الما وَرَاء، يَنْتَابُهُ الجنوْنُ، يَهْوِي على يَدِهِ، على ذَاكِرَتِهِ، يُكَمّمُ الصّوْتَ، يكْسرُ ظهْرَ اليرَاعِ الماثِلَ في الرأسِ مثْلَ نخْلَةٍ لا تُريْدُ أنْ تَنْحَني. لا يُفِيْق. لم يُفِقْ مَرّةً كمَا يَشَاءْ، أو كمَا يَنْبَغِي، أو كمَا وَشَى بِهِ همْسُهَا! إذْ يُدِيْرُ رَأسَهُ، يَقْتَفِي جَهَةً ما، في أمَامٍ ما. تَنْتَابُهُ رَجْفَةٌ وهَاجِسٌ وتَرَاتِيْلُ منْ أسَىً، ويَهْوِي إلى كلّ شَيء. يَتَدَثّرُ بِلحَِافِ الخَلقِ الأوّل، كمَا طائَِرٍ يَذُوْدُ عنْ دَمِهِ، ولا يَرْتمِي في فَمٍ مُشْرَعٍ لنسْرِ هَلاك. خُطىً وجُنُوْنْ. رَكْضٌ لا يُرِيْدُ إلا النّأيَ عنْ سَعِيرٍ يَرَى؛ نأيّ وحَسْب. يُعِيْدُ كلّ مَرّةٍ تَرْتِيْلَ أبجَدِيّةِ الرّكْض. يحَاوِلُ، ولِكلّ شَفَقٍ تَعَبٌ وانْكِسَارَات. لكنّه يمْضِي في عَدْوٍ مجْنُوْنٍ صَوْبَ مايَقِيْهِ لهَبَ السّقُوْط. يَتّقِي طعنَات قَلبِهِ بِقَلبِه. يَذْوِي. لا يَنْتَحِب. ذَا شُرُوْقٍ، خَضّبَ احْتِضَارَهُ عَبَقٌ غَيْرُ مُتَوَارٍ يجِيْدُ قرَاءَةَ أنّاتِهِ الخفِيْضَةَ. يُحْسِنُ تِلاوَةَ وَجَعِهِ، حُزْنِهِ، لُغَتِهِ، وفِرَارِهِ الذِي لمْ يَتَعَقّبْ تفاصِيْلهُ أحَد. كانَ مُشَتّتَاً، لكنّمَا يُتَمْتِمَ، مَعَهُمْ، أو معَ أقْرَبهُمْ؛ أو ربما بَعْدَه. إذْ كانوا يُوَارُوْنَ أوْقَاتَهُ الأوْلى؛ حِيْنَ الخُسُوْفُ ابْتِدَاءُ شُرُوْقٍ؛ والمطرُ مُهَيّأ للإبحَار..... وما بينَ وما تَلا. لايَعْرِفُ، لايَعْرِفُوْنَ أينَ تَوَلّت أوْقَاتُهُ الأخْرَى، كَيْفَ أضْحَتْ، وفي أيّ مَدَارٍ تُقِيْم! __________________________ ع.. 2005 اخر تعديل كان بواسطة » عبدالرحمن السعد في يوم » 10-04-2006 عند الساعة » 00:12. السبب: نصبٌ مخاتل! |
09-04-2006, 23:37 | #17 |
أديـب و شــاعــر
|
نثارْ (...أستدني الحرفَ، لا بُدّ لي!)
في جَوْفِ أيّة صَخْرَةٍ تقبَعُ الآنَ أيّهَا الحُلْم؟ هَل أنزَعُ الصّخُورَ منْ وَجهِ الأرْضِ كَيْمَا تَتَثَائَبَ مَرّةً وتَسْتَقِيْم؟ رأيْتُكَ مَرّةً حينَ تخَليْتُ عنْ رأسي، امْتَزَجَتْ أمَامي وفي طَقْسِيَ الألوَانُ والأشْيَاء. حينَ اسْتَفَاقَ الصّوْتُ، صَارَ يَطيرُ، يَرْسُمُ دَوَائرَ مُلوّنَةً، حينَ التَمّ الأصْفَرُ بالأخْضَرِ، بالبذْرَاتِ، بِقَشّ العُشّ القَابِعِ في الرأسِ، لا يَزَال! رأيْتُكَ أخْرَى، إذْ غَمَرَني شَلالٌ أزْرَقٌ وأنْسَلّتْ عَيْنَاي مابَينَ وَميْضٍ (وصَوْتٍ هَادِرٍ) وانهِمَارٍ مُتَوَهّجٍ مِثْلَ كسْرَاتِ نجوْمٍ. اتّسَعَت الأرْضُ كيْمَا يَتَوَزّعَ الارْتِدَادُ في مَسَارَاتهَا المبَللة. نَبْتَةٌ لا وَجْهَ لهَا، مَطَرٌ مُحْتَشِدٌ، ترَابٌ، خُضْرَةٌ، لوْنٌ، بَيَاضٌ، غَابَةُ ألوانٍ مُحْتَقِنَةٌ ومُتَشَابكَةٌ قبَالَةَ الضّوْء. جَسَدٌ، بِصَلابَةِ سَاقِ نخْلَةٍ بلا نهَايَةٍ، فَلَقَ صَخْرَةً وامْتَزَجَ في نِثَارِهَا، يَتَطَاوَلُ في الفَضَاءِ، يَسْتَأذنُ تَمَاوُجَ الضبَابِ، يَسْبَحُ صَوْبَ المافَوق، يَرْكضُ جِهَةَ أمَامٍ لا تُحَدّ، كأنما يُعَانق شمْسَهُ، أو كأنما يَلثمُ السّمَاءَ، أو، كأنما يَحْتَسِي الغَيْم. .................. في قَوْسِ داَئِرَةٍ يَنَامُ الحُلْمُ، في شَغَفِ الزّوَايَا يَغْرِسُ اسْتِغْرَاقَهُ في الرأسْ. (.. هَا نَبْتَةٌ مَجْنُوْنَةٌ تَجْثو أمَامَكَ إنْ تُجَادِلْهَا تَفِرّ إلى أمَامٍ آخَرٍ...) ،، ذَا ضُحَىً مِثْلَ بُسْتَانِ ضَوْءٍ غَفَى لَحْظَةً، في شُرُوْدِ المَرَافِئِ، فاسْتَدْنَت الريْحُ مَوْجَاتهَا، وسَفِيْنَةٌ كَانَتْ تُوَاتَي الفَنَارَ، المَدَارَ اسْتَوَتْ غَيْمَةً في مَدَى جَدْبِهِ ثُمّ، ذَا بَارِقٍ، هَتَفَتْ ليَزْفرَ فَاعْتَرَتْ أنْفَاسَهُ، ألقَتْ عَلَيْهِ شِبَاكَهَا فَانْثَالَ في الأيْدِي. _______________ ع.. 2005، ذَا تعب! |
10-04-2006, 00:35 | #18 |
أديـب و شــاعــر
|
حلم!
ليتَ بعض مسارٍ فاردٍ ذراعيهِ أو يشاء، أو يعِد. ليتَ أغادرُ تيهَ اللحظةِ، أو بعضَ تيهِ المايلي. وليتَ أقبض حبليَ الصوتيّ؛ أهتف في طريقٍ تقتفيهِ: "تباركتْ بك خطوةٌ حُبلىً بضوءِ الحلمِ" وليتَ أملك أن أجادل عطرها ذا شاهقٍ، شهمٍ، حريّ بالذي هيَ فيهِ، بي، بدمي، بكلّ النبضِ، بالخفقاتِ، بالأوقاتِ، بالدفقاتِ من شعري ومن نَزِّ الفؤادِ وما استقامت من فجاءاتٍ إلى الحدقاتِ وما يلي. _______________ ع.. 2005، ذَا صحو! |
10-04-2006, 00:50 | #19 |
أديـب و شــاعــر
|
بَرِيْدٌ لنْ يَصِل! (Just 2 Reduce Pain)
سَيّدَةُ الوَقْتْ؛ سَأعْتَذرُ كَثيرَاً لرَميْمِ بهْجَة سَأبتَهلُ لغفْرَانِ روْحٍ أَطهَرَ من لوْثَاتِ مَسَائي وسَأرتمي في وحْدَتي الخالدَة. هَلْ ثمّة رَحمَة تَتّسعُ لإثمٍ كَالذي اقتَرَفْتُ فَألْبثَ في مَهْجَري مَرْضيّاً عليّ؟ لَيْتَ ذَاك، أو.. فلأمْضِ في أقَلّ في أدْنى منْ فرْدَوْسِ خُلوْد؛ أشَاءُ، ليْسَ إلا أنْ تَغفري بَعْضَ زَلاّتٍ سَيَّدَتي بَعْضَ زَلاتٍ تَقِيْني عِبْءَ نَدَم أكثَر! بَعْضَ مَوْتٍ لا يَتِمّ. كُنْتُ، كُنْتُ، وحَدَثَ أن تَعَاظَمَتْ كيْنونَتي هُنا وهُنَالِكْ! بَدَأتُ، تَنَامَيْتُ، مَنْفَذَ أَلمٍ لَكِ يَرُوْحُ الوَقْتُ، يَغْدُو تَكبرُ اللقَاءَاتُ تحْتَدِمُ المآقِي تَتَقَافَزُ القَهْقَاتُ يَنْهَمِرُ الرّمْلُ فَوْقَ هَامَتَيّ صَغيرَينِ سَادِرَيْنِ في غَيّ هُنَيْهَةِ لَهْو وَيَؤوْبُ فيّ النّجِيْعُ الماثِلُ إلى عَتْمَة! يَسُوْق آخرَ هَوَاءٍ إلى اخْتنَاق آخِرَ صَحْوٍ إلى شُرُودٍ، ثمّ إلى أَجّ ثَوَانٍ من جَحِيْم! يحدُثُ كَثيرَاً أن لَيْسَ عَدَاكِ في مَرمَى الشظايَا فَتوْجِع طُهْرَكِ فَوْرَةُ الحِمَمْ تَلبثِينَ في صَبْرٍ إثرَ صَبْر حَتى تُفِيْقينَ قبَالةَ حَريقْ. غَدَوْتُ غَيرَ صَالحٍ لحوَارٍ أو بَعْض حوَار حَاولي سَيّدَتي أنْ تَصْفَحِي لبَعْضِ جُنُوْنٍ منْ طَوْدِ مَا لقِيْتِ فَقَطْ، ليسَ إلا؛ لأمْضِي/أقضي بِوَجَعٍ أَقَلّ. _______________ ع.. 2026، ذَا رحيل! |
12-04-2006, 00:26 | #20 | |
أديـب و شــاعــر
|
ســ أنتظر
إقتباس:
نسخة للتذكير ________________________________________________ (<<<محصّل الأخ! والا مسويّ فيها "شركة الاتصالات"؟ أركد، ترا بيستثنونك من المنحة)! ... لستُ (فالحاً) جداً. يحدث أن أتعثر بفاصلة ... لكن، سأصمتُ، ألبثُ في الصمتِ حتى (ابيض/ أسود) ... |
|
20-04-2006, 01:46 | #21 |
أديـب و شــاعــر
|
رؤيا
(... رؤيا: هَرَبَتْ مدينتُنا فركضتُ أسْتجلي مسلكَها ونظرتُ – لم ألمحْ سوى الأفق ورأيتُ أن الهاربينَ غداً والعائدينَ غداً جَسَدٌ أمزّقه على ورقي.)* هَلْ أنْتِ منْ كانَتْ ترَاقصُ الحرُوْفَ لَيْلَتَهَا؟ تَسْتَدْعي إيقَاعَاتِ الكلامِ وتَتَمَايَلُ سِحْراً بِرِفْقَةِ صُوَرِ العِبَارَة وَدَهْشَةِ الأخْيلة؟ تَنْثَني مثْل نَوْرَسٍ يَقتَفِيْ الرّذَاذ. نَوْرَسٍ غَير مُهَادن، مُنْحَازٍ صَوْبَ غُروْب، يُشَكّل أطرَافَ الريْشِ ومَوجَاتَ الأجْنحَةِ ما بين الشّفَقِ وحَدَقةِ الوَله. هل أنْتِ تلكَ؟ هل أنْتِ ذَاك؟ بَعْضَهُ؟ كلّه؟ أوّلهُ؟ بقاياه؟ لوّحتُ لكِ أيتها السّخيّة. لوّحتُ، وتَعبْت. أن تَدلفينَ بسْتَانَ لهفَتي دونَ "أهلاً"! أن تردّينَ دونَ بنتِ شَفةٍ أو حَفيدَة حَرْف! فلا غَيرَ أنْ أعتَلي تلالَ أناي، و..... أشِيْمُ، ثم أرتَدي غلالة صَمْت. ..ع.. 2005 * (من "أغاني مهيار الدمشقي" لـ "أدونيس"..) |
20-04-2006, 13:31 | #22 |
أمــــل
|
نحن الآن في اليوم العشرين من نيسان المجيد ... فماذا سيحصل بعد الرؤيا الأخيرة ... ؟!! . . رائعه .. وتنبض بعد |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|