[المهرة]

أشهد بالمطر على السقف الشفاف للمقهى الباريسي يوم 28/ 3/85 الساعة 11,15 أن أنساك اشهد بحدسي على خيانتك وأحاكمك واستحضرجلادي: ممحاة الزمن أشهد بالتخاطر على دهشتي حين عدت الى فندقي ووجدتك قد هتفت لي من الطرف الآخر من العالم في الساعة 11,15 تماماً في لحظة قسمي الرجيم على هجرك تحت السقف الشفاف المغسول بالمطر في ذلك المقهى أشهد بالمطر: أحببتك 00 وسأنساك ! 28/ 3/ 1985

[المهرة]

انه عالم غريب ياحبيبي فخبئني داخل صدفة حبك وأحكم إغلاقها عليَّ كي لا أرى حمامة السلام وقد حملت رشاشاً وانطلقت تحصد رفاق الأمس! لا أريد 000 27/10/1986

[المهرة]

قبل أن أعرفك كنت أصدق الجسد وأسخر من ظله بعدما أحببتك تعلمت كيف استحم في الزرقة بدلاً من الموجة وكيف أعشق الطيران بدلاً من عشق الأجنحة وكيف استمتع برفة العصفور بدلاً من متعة الصيد لأأستطيع أن أصدق مايحدث لي: ذلك السقوط الهزلي المجيد لقد جررت أقسى البحارين وقراصنة النساء إلى موت الأعماق وعلى شفاههم ابتسامة شكر! لقد فتكت بأشد فتيان القبيلة الذين حاولوا العبث بي وسخرت من هراواتهم وعلقت جماجمهم زينة لكهفي المتوحش فيكف تعيدني من جديد متسولة على أبواب تكايا الوجد عارية القدمين والقلب في بلاط سيدي الحب ؟ أفتقدك الليلة بحزن عميق كما يفتقد جريح ذراعه المبتورة كيف جزرتك من حياتي؟ وكيف سأطيق بعد الليلة ثقل برج إيفل فوق صدري وصقيع حديده الأسود المحايد؟ وكيف أتجلد أمام زمن غربتي وأنا التي كنت أحتمي بزمن حبك؟ وكيف اتعايش وتوقيت الوحشة وكان توقيتي مواعيد شروقك وغيابك؟ أجلس وحيدة في ليل التقاسيم المنفردة على عود الذاكرة وأفتقدك وأقلب صفحات دفتر آثامنا فأجده خاوياً يله من حب عذب لم يسقط ضحيته أحد إلا العاشقين ! لم أجرب حباً بهذا النقاء الحزين الأبكم الشفافية لم أتعود من قبل أن ازوج الألم إلى الصمت في أعماقي المجنونة أتحرك صوبك كما يتحرك كل حي صوب الضوء وأهمس باسمك كما يهمس السجين البريء باسم الحرية وأحبك بأسلوبي الخاص المتوحش الأبكم أنام وأنا أعشقك أصحو وأنا اكرهك أصرخ ملء صوتي صباحاً :لا وعندما يضيء الليل المفترس مصابيحه السود الكشافة في وجهي: أعترف كأي مجرم ذنبه الحب 00 نعم أشتهي اختلاس رغيف حبك إذن افترقنا وها أنا من جديد أزف إلى الخواء وزحام باريس المقفر شهودي الحزن والضجر وضيوفي زحافات الغربة فوق ثلوج الزمن المتجلد هل يمكن أن يحدث ذلك حقاً لامرأة مثلي أتقنت فصاحة الحب واكتشفت عبرك أنها تجهل أبجديته؟! معك عدت إلى ينابيع القلب وجذور الروح وحبك أعاد احترامي لمملكة الهمسات البريئة بعدما نسيتها في غمرة انشغالي بتضاريس جسدي أعترف لك شئ مافي داخلي يخيفني ذلك الذي يضمه صدري وينبض باستمرار أهو القلب ؟ أم عبوة موقوتة؟ ومتي ستنفجر؟ 2/ 4/1986

[المهرة]

ولم تكن جملة معترضة في حياتي ولا فاصلة بين جملتين كُنتَ حياتي كلها نقطة في آخر السطر وكلمة واحدة من أول السطر: أحبك

[المهرة]

أتعامل مع الشمس كما لو كانت ساعة يد وأتعامل مع الجنون كما لو كان دستور العشاق وحين أنتظرك في المقهى وتتاخر في الحضور أمد يدي إلى السماء بسطوة الحب وأعيد الشمس قليلاً إلى الوراء كعقرب ساعة وأبدّل نواميس الكون كأية عاشقة حمقاء لن تنضج تخشى أن ينكسر قلبها لأنك تأخرت عن الحضور !

[المهرة]

لاتخف ستشرق الشمس غداً حتى ولو متنا ولم نصحُ مع الديكة !

[المهرة]

أفتش عن ذلك البنك الذي يقرضني عمراً جديداً لأعيشه معك ثم أعلن بعد ذلك إفلاسي!

[المهرة]

اللغة أداة سوء تفاهم وحده الصمت لغة العشَّاق !

[المهرة]

معك أقمت في بيت من خيوط العنكبوت لكنني عرفتُ معنى الاستقرار

[المهرة]

سأعيش معك حتى التوهج لاحتى الاحتراق فن الحب هو أن يعي المرء متى ينسحب ويكتب على شاشة الأفق عبارة : وداعاً

[المهرة]

حين تختار أن ترحل معي على متن طائرتي الورقية الملونة بدلاً من طائرتك الخاصة النفاثة تصير حبيبي !

[المهرة]

أعدو إلى النسيان فيجمح بي حصان الذاكرة أمشي وحيدة على محيط الكرة الأرضية ويركض خلفي ذلك الماضي كله كطفل يبكي 00 بيروت سرقت عتباتك مني خطواتي وأنا أغادرك فكيف أمضي بعيداً؟ في كوابيسي لا أزال أقف كل ليلة أمام أسوارك المزينة بجثث آلاف القتلى والمخطوفين ووجوه الشبان تتدلى فوق أبوابك كالمصابيح المطفأة أقف واستجدي النسيان وأقايضه بعمري الآتي فهلاّ أطلقت سراحي من حبك كي أتزوج من الفتور؟ نمت خمسة عشر عاماً , نمت طويلاً وحين استيقظت كان المذياع يتابع نشرة الأخبار ذاتها والصحف تنشر صور المذابح نفسها وحين حاولت أن أطل من النافذة فوجئت بأنهم سوّروها بالقضبان الحديدية وشاهدت رجالاً يعمّرون الاقفاص الإسمنتية وهم يهتفون باسم الحرية أتذكر زمن الأفق حتى القمر يوم لم يكن التنفس خطيئة مميتة ( ولم تكن عدّادات الهستيريا المسلحة تحصي الأنفاس وتكمّم الحناجر أتذكر زمن الصحو بعيداً عن التنويم المغناطيسي لأكاذيب تنتعل الرصانة قبل أن يأتي آخر الزمان حين تصنع العمامةُ شيخاً ويصنع الرداءُ الكاهن وقبل أن ينصب اللامعقول مسرحه في شوارعنا وقبل سقوطنا في السوريالية السياسية بين يمين الدمار ويسار الكافيار وقبل ذبح الضعفاء باسم ( المستضعفين) وقتل الثورة على يدي ( الثوار) وقبل أن تسود السوريالية السياسية ونصرخ ( كلنا للوطن ) ونذبح الوطن بالتكافل والتراضي وقبل 00 وقبل 00 وبعد00 وبعد وقبل أن نفقد ذاكرتنا وماذا كنت اقول ؟ نسيت ) لقد غدروا بنا منحناهم رقعة القلب وحلم التوحيد والوحدة فقايضوا بنا على رقعة شطرنج الأمم وملأوا بدمنا برك سباحتهم المترفة وشحنوا جثثنا إلى المنافي وقلنا: غداً نعود ورمل الزمن يتابع تدفقه فوق رؤوسنا والآن وحبات الرمل تكاد تملأ حناجرنا مازلنا نؤكد بلاصوت كالمجانين : غداً نعود ذكراك يابيروت مزيج من الدمع والتبغ ورائحة زهر الليمون والبارود ومواكب العطور والغنج والجنازات وخضرة الأرز الداكنة ولهيب الحرائق وملوحة البحر الشهية وعويل سيارات الإسعاف التي عبثاً تكنس الموتى كلهم ذكراك مزيج سوريالي من الموت والحياة والجنون والعقل والإغماء والصحو بيروت شئ من الجنون على حافة المستحيل فراقك 20/2/ 1990

[المهرة]

اقترب شرط أن تظل حيث أنت لاتقترب كثيراً كي لاتصير بعيداً أكرر: أعشق الحب قبل الحبيب فالحب تدفق ضوئي في الاتجاهات كلها وصدر الحبيب قفص لسَجني أقرع رمال الشاطىء تفتح بابها الذهبي تروي لي ذكرياتها معي أيام كنت موؤودة في قاعها قبل أن أطالب بميراثي من الشمس أقرع باب الموج فيفتحه لي بأصابع الزرفة مشيراً بها إلي الأعماق حيث مقالع الأبجديات البكر أطير في الشوارع الخلفية لمسارحك أقرع باب قلبك دون أن ألحظ اللافتة المضيئة التي تقول: ( لم تبقَ أماكن شاغرة) أتابع طيراني الليلي سعيدة برفضك متعتي أن أظل أغرد للحب لا أن أعيشه وأن أعزفه على الأصابع البيض لبيانو الورقة حتى أسقط في منتصف البياض قطرة حبر تحاول رسم أجنحة لتحلّق بها ! 10/4/1992

[المهرة]

هل العصافير رسائل الغيوم المتوحدة إلى الناس؟ أم أن العصافير صرخة الغيمة قبل أن تذوب عشقاً فتصير مطراً؟

[المهرة]

أفتش عن المحامي الذي يترافع عني أمام محكمة الكون ويقول للمحلفين إنني أستحق عمراً آخر لأعيشه حقاً كما كنت أشتهي لأعيش عمراً كدوريان غراي وفاوست أفتش عن المحامي الذي يترافع عني قائلاً إن عمري باطل ( من حيث الشكل على الاقل ) فقد ولدتُ على أعتاب حرب ضياع فلسطين وتعمدت مراهقتي بانقلابات وشبابي بحروب وهزائم ولم أعش حياتي وبالتالي لا أستحق موتي! أريد قرناً آخر من أجل الحب والفرح في كوكب بلا حروب ولامجاعات ولامذابح ولاثقب أوزون ولا تلوث ولا أوبئة فأين ذلك المحامي؟ ومن يضمن لي أنه سيظل ريثما يترافع عني قبل أن يقتله التلوث والأوبئة والقمع والحرب ومجاعات زماننا للحب؟