17-12-2010, 21:35 | #31 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : شخصيات
. القمة التي عرفت ولم تكتشف حمزة شحاتة ( 1908م - 1972م) - يمثّل “ حمزة شحاتة ” قمة فكرية كان يقول عنها عزيز ضياء : إنـها عرفت ولم تكتشف. وعدم اكتشاف خبايا هذه القمة مع شموخها مردّه “ إلى غرابة الجوهر ونفاسته ”. فحمزة شحاتة غرائبي في كل شيء، غرائبيٌ وجوهري في حياته، وفي فقهه للواقع، وإدراكه لكنه الحياة والأشياء والكائنات، وبحثه عن الجوهر النادر في الأفكار والأشياء، وفي شعريته الخلاّقة، وفلسفته العميقة، فقد اجتمع له من الخصائص مالم يجتمع لغيره من روّادنا، وصُـنّاع شهودنا الثقافي، من عبقرية الفنان، وعظمة الفيلسوف، ونقاء الإنسان، وشرف المثقف العضوي. سيرة ومسيرة: أديب مكة وشاعر الحجاز وفيلسوف الحرية في الجزيرة العربية والصرخة الأخلاقية التي سبقت زمانها، وناثرٌ بمضامين عميقة، وخطيب مفوّه بانطلاقات أخلاقية وأفكار نهضوية. وعازف على العود وملحن وموسيقي بارع, وإرهاصة الشعر الحديث في ثوبها الريادي على مستوى الحجاز والسعودية، والجزيرة العربية أجمع. يعتبر من فرسان الكلمة شعرًا ونثرًا, وأحد أهمّ روّاد الأدب السعوديّ المعاصر, ولد بمكة المكرمة (مشرق النور ومهبط الوحي), عام 1328هـ/1910 م.. ونشأ بجدة, ودخل بها مدرسة الفلاح ( كانت أشهر وأكبر مدارس الحجاز), وتخرج منها. سافر إلى الهند موظفًا ببيت زينل التجاري, وأقام أربع سنوات.. تعلّم خلالها الإنجليزية وطرفًا من الأوردية والفارسية, ثمّ عاد إلى الحجاز, وتنقل بين العديد من الوظائف, لعلّ من أهمها: سكرتيرًا للمجلس التجاريّ بجدة, ثمّ مديرًا لإدارة سيارات الحكومة والنقليات العامّة, ثمّ رُقيّ إلى وظيفة مساعد لرئيس ديوان المحاسبات العمومية بوزارة المالية السعودية, ثمّ عاد إلى الأعمال الحرة, وأخيرًا حلّت به نكبة فهجر بلده واستوطن مصر سنة 1944م وهو ذات التاريخ الذي توقف فيه توقفا تاماً عن نشر أي إنتاج أو أدب، كما لم يشأ قط التواصل مع أدباء مصر على رغم عز الأدب في مصر في تلك الفترة، ورغم كل المحاولات التي قام بها عبد الله عبد الجبار وعبد المنعم خفاجي من تقديمه لأدباء مصر. إلا أن الإباء كان سمة من سمات الشحاتة الواضحة. عاش في مصر منعزلاً في شقته صارفا اهتمامه في آخر سنواته إلى تربية بناته الخمسة وتعليمهم، والكتابة والتلحين دون نشر أو تسجيل. فقد البصر قبل وفاته. توفي في الثاني عشر من شهر ذي الحجة سنة 1392هـ/ 1972م في القاهرة، ودفن في مكة المكرمة في مقبرة المعلاة، عن عمر يناهز الـ64 عاما, رحمه الله رحمةً واسعة. ذاع صيت الشحاتة في المشهد الثقافي بالحجاز في محاضرة مطولة وشهيرة ألقاها في خمس ساعات متواصلة في جمعية الإسعاف الخيري بمكة المكرمة في عام 1938م، حيث عنونها بـ(الرجولة عماد الخلق الفاضل) بدلا من (الخلق الفاضل عماد الرجولة) الذي اختارته الجمعية عنوانا لمحاضرته ولم يتقيد به، في مشهد أثار به فتى الثلاثين ربيعا فضول واندهاش شيوخ ومثقفي مكة من بلاغته ونمط تفكيره، حتى أن الحضور كانوا قد صفقوا له أكثر من 30 مرة دلالة على ما حمله خطاب الشحاتة من أبعاد فكرية ومضامين فلسفية وإجادات لغوية جاءت باكرة. كان شديد النفور من الشهرة وحريص على العزلة من المشهد الثقافي على الرغم من إجماع أقرانه على ريادته وعبقريته وتقديمهم له. عُد شعره ونثره -من قبل النقاد- كطليعة الأدب الحجازي، ضمن الرعيل الذي ضم إلى جانبه إبراهيم فلالي، وحسين عرب، وآخرون. قال عنه الدكتور: بكري شيخ أمين: كان حمزة شحاتة يملأ الساحة الأدبية في أيامه, يصاول ويجادل, يصالح ويخاصم, ويقف كالطود في كثير من القضايا وأمام عديد من الناس, حتى ليصدق فيه قول القدماء عن أبي الطيّب :" مَلأ الدّنيا وشغل الناس". وكَتب رفيق دربه الأديب: عزيز ضياء, بحثًا في المؤتمر الأول للأدباء السعوديين المنعقد في مكة المكرمة في الفترة مابين 1ـ5 من ربيع الأول عام 1394ه عنوانه:" في أدبنا قمة عرفت ولم تكتشف", تناول فيه فكر وفلسفة حمزة شحاتة العميقة, وبعد نظراته وتأملاته, وطلاوة حديثه, وسرعة خاطره, وقال: شخصيًا لم أعرف له نظيرًا حتى اليوم, على كثرة من عرفت في المملكة العربية السعودية وفي غيرها من نبغاء, ولا أقول أنّه ولد عبقريًا, إذ خصيصة العبقري أن يولد بطاقة قد تبكّر في الظهور وقد تتأخر إلى أن يتاح لها التفجر أو الاندفاع, بينما حمزة, قد بدا منذ عرفه عشاق الحرف والكلمة قمّة, لا تدري كيف تكونت".! كما امتلأت المكتبة النقدية بالدراسات النقدية حول شعره وخصائصه، مثل كتاب الدكتور عبدالله الغذامي (الخطيئة والتكفير) والمنشور عام 1983م، إضافة إلى كتاب الدكتور عاصم حمدان ((قراءة نقدية في بيان حمزة شحاتة الشعري)) والذي كتب مقدمته رائد النقد الحديث بالسعودية الأديب عبد الله عبد الجبار، إضافة إلى العديد من الدراسات والمقالات النقدية. كما كرمه مؤخراً (عام 2006) الملتقى السادس لقراءة النص بنادي جدة الأدبي الثقافي تحت رعاية وزير الثقافة والإعلام السعودي السابق إياد مدني، في احتفالية وظاهرة نقدية كبيرة امتدت إلى خمسة أيام. وتتجه الجهات الثقافية الرسمية إلى إعادة طباعة منتوجه الفكري والأدبي. بعضٌ من أجواء ديوانه الشعري: ] مُنَاجَاة [ هيهات لا أملٌ أجدى ولا لهف وهل يفيدك في عُقبى المُنى أسفُ؟ ما لا تبلغك الأفعال جاهدةً فكيف تضمنه الآمال والصدفُ؟ قلبي! وهل كنت قلبي يوم تحملني على أمانيك يحدو زُورَها السّرَفُ؟ غرّرت بي فأضعت الحزم مندفعًا على ضياء خيالٍ تحته السدّفُ ]يا فتنة النهر[ أُلهمت والحب وحيٌّ يوم لقياكِ رسالةَ الحُسنِ فاضت من مُحيّاكِ يابنت حواء! إن أبعدت غادرةً وفّى الخيالُ على بعدٍ فأدناكِ وما الخيال بمغنِ عنك نائيةً لكنّها نفثة المحرور ناداكِ ما كنت يا قَدَري العاتي سوى امرأةٍ ممّن عَبَرنَ بقلبي لو توَقّاكِ! ]جدّة[ النُّهى بين شاطئيك غريقُ والهوى فيكِ حالمٍ ما يُفيقُ ورُؤى الحُبِّ في رحابك شتّى يستفز الأسيرَ منها الطليقُ ومغانيك في النفوس الصديّات إلى ريِّها المنيعِ, رحيقُ إيهِ, يا فتنةَ الحياةِ لصبٍّ عَهدهُ في هواكِ عهدٌ وثيقُ من أقوال حمزة شحاتة من خطبته الشهيرة «الرجولة عماد الخلق الفاضل» : - الرذيلة لا تنتصر إلا متى كان صوتها قويا، وصوتها لا يكون قويا إلا إذا نفخت في بوق الفضيلة. - كانت القوة في الرجل مصدر الإعجاب والتقديس، والقوة ما تعرف الهوادة في تأمين سبيل حياتها ومطالبها. ـ عندما يكون الإقدام على المخاطرة ضرورة, لا يعد شجاعة, ومعنى هذا أن النسبية تدخل في حساب الحقائق الفكرية. والضرورة هي التي تدفعني اليوم أن أقف منكم هذا الموقف على إيماني بضآلة شأني في ميزان الفهم العام.. فما كان يسعني أن أرد لجمعيتكم المخلصة طلبين في عامٍ واحد.! ـ لا تكون النظرة إلى حقائق الحياة والفكر خالصة إلا من أناس يرون أنفسهم فوق قيودها وقوالبها, وهؤلاء يدعون بالمجانين تارة, وبالفلاسفة وقادة الفكر تارة, لأن حظ الصفات والمبادئ والنزعات يرتبط دائمًا بحظ الداعين إليها والمتصفين بها, من النجاح والفشل. هذه حقيقة فطن لها الناس منذ القدم, فقالوا كثيرًا ما معناه: الناس من يلق خيرًا قائلون له ما يشتهي ولأم المخطئ الهبل ليس هذا حظ الأحياء فحسب, بل حظ المبادئ والنظريات والفضائل, وحظ موقفي بينكم الليلة أيضًا. ـ ما دام التغير الدائم دأب الحياة وسبيل ما فيها, فهل نقول إن شيئًا كمل, قبل أن يوفي على غايته, ويبلغ تمامه؟ ـ إدمان النظرة إلى صورة جميلة, يفقدها شيئًا من تأثيرها القويّ كلّما تجدد إليها النظر المشغوف, وارتوى منها الحس المنهوم, حتى تفقد مقدرتها على التأثير والأداء. ـ ولقد يواجه المرء خطرًا لا معدى له عن مواجهته, فتكتب له النجاة. فيقول الخليون: إنه شجاع, فإن أسلم روحه قالوا إنه الجهل والتهور واختلال القياس, أو ذهبوا يعددون منادح الخلاص التي يرون أنه كان خليقًا بأن يتفطن لها. ـ معنى الحياء في الرجل أنه الرجل الذي لا يقتنصه القانون ولا تقتنصه القوة ولكن يقتنصه ضميره ويغلبه حياؤه. ـ ومعناه في المرأة أنها المرأة تهزم الشيطان وتطرد المجرم الخطر وتجعل من جسدها حرمًا لا يتدنس وفيها حياة مادامت لها طاقة! ـ لا تحيا أمة إلا بالتربية الصالحة ومانراه من الفروق بين الأمم الناهضة إنما مرده تفاوت أساليبها في التربية. ـ سادتي ـ إخواني: رددوا معي: أين التربية؟ أين المدرسة؟ أين الرجولة؟ لتعرفوا لماذا يقيم تاريخنا مأتمه الباكي! من أقوال حمزة في كتابه رُفات عقل: ـ كان يقول بانفعال: لقد سرقت وكذبت وغررت بالآخرين ولكنّي لم أخن من ائتمنني.. ولم أكذب على من وثق بي..نعم أنا مجرم.. ولست نذلاً.! ـ الداعون لمبدأ الاختلاط بين الجنسين؛ كالداعين لإلغاء التسعيرة, كلاهما يريد تصفيةالسوق السوداء بجعلها حرة! ـ العقل كإشارة المرور؛ يرشد, ويحذر, وينبّه, ولكنّه لا يمنع الحوادث! ـ إن أوّل من استعمل كلمتي "الصالح العام" بمعناها المعروف, إمّا أن يكون "خيّرًا" إلى حد الغفلة, أو مخادعًا إلى حد الإجرام, وهو في الحالتين يجب أن يعد منعباقرة المخترعين, تمامًا كالذين وضعوا أسماء الفضائل! ـ من دعوات البدو: "جعل الله ولدك من ظهرك" وهيدعوة تدل على دقة الفطنة, لحرج مركز الرجل تجاه زوجته؛ إذا قدّر له أن يتلقىأبناءها, باعتبارهم أبناءه! ـ حتى العفريت الذي يركب المرأة, يتعذر عليه الخلاص منها وفيه رمق ـ من الصعب أن تثبت براءتك, عندما تكون بجانبك امرأة تصرخ.! ـ كلّ الأشياء قد تبدو صغيرة عن بعد, وتكبر كلّما دنونا منها.. إلاّ الرجالالكبار. ـ لابد أن تتقبل الهزيمة في هدوء ،وإذعانعندما لايبقى هناك من يفهمك. ـ المؤمن دائماً مايلوم نفسه على فوات المواسم لا ضير الفرح عبادة أيضاً .. ـ إن المعارك الأدبية التي خضتها, كما يسميها البعض بالمعارك؛ لم تكن في رأيي سوى مشاجرات يغلب عليها صبيانية الفكر قبل أن يذبل.. وكانت أسبابها في غاية التفاهة وكذلك موضوعاتها .. ولأني مجرد من الذكاء؛ كانت تفرض على المثقفين في صورة دفاع عن حرماتهم الأدبيّة. والذي يضحك إنّي لم أكن أتقبلها بدافع المروءة.. بل ودائمًا بسبب التورط الذي لا أعرف كيف يحدث,وكيف يتكرر برغم الحيطة والحذر والتحرز؟ ـ عمومًا ما يفرضه الشعور بالغباء أنّها القصة الكاملة .. قصة المشاجرات التي زودتني بعديد من الهزائم يحمل كلٌ منها اسم انتصار .. تفيض نفسي احتقارًا له؛ كلّما ذكرته!! . |
18-12-2010, 00:04 | #32 |
متنبي الشعر الشعبي
|
رد : شخصيات
رائعة يانوره فعلاً حمزة شحاته رمزاً من رموز الأدب والفكر ومن اثرى التجارب الفكرية في الوطن العربي لا السعودي فقط .. كنت ولازلت مفتوناً بـ حزنه في رائعته سطوة الحسن : وتهيأت للسلام ولم تفعل! فأغريت بي فضول رفاقي! هبك أهملت واجبي صلفا منك فما ذنب واجب الأخلاق?! يا معافى من داء قلبي وحُزني وسليماً من حُرقتي واشتياقي هل تمثَّلتَ ثورة اليأس في وجهي وهول الشقاء في إطراقي؟! سطوة الحسن حللت لك ماكان حراما فافتن في إرهاقي!! أنت حر والحر لايعرف القيد / فصادر حريتي وانطلاقي! .. رحمة الله عليك ياحمزة شحاته وعلى موتى المسلمين اجمعين لله درك يانوره على هذه الإضاءة .. الرائع فوزي المطرفي بحكم إطلاعك ومعرفتك عندي سؤال فضولي منذ زمن بخصوص حمزة شحاته رحمة الله عليه هل هو فعلاً من اسرة الجمجوم المعروفه بالحجاز؟ وهل فعلاً كان أخر عمره منفياً في مصر ؟ مع وافر تحياتي وتقديري |
23-12-2010, 01:33 | #33 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : شخصيات
أهلاً بالشاعر الجميل محمّد: سطوة الحسن فتنت الكثير من عشّاق الشعر الأصيل والباهر, وقد جاءت في صدر ديوان الراحل الأديب حمزة شحاتة وفي مطلع قصائد الغزل الخالدة في ذاكرة الأدب. (الديوان من إصدارات النادي الأدبي بجدة). عن سؤالك الأول, ففي سيرته أن نشأ يتيم الأب وتربى في مدينة جدة لدى جاره العم محمد نور جمجوم ــ وهذا مبعث الظن في أنه من بيت الجمجوم ــ وقد قيل أن أصول الراحل مصرية في الأساس. أما عن سؤالك الثاني فلم يكن منفيًا ــ رغم التقلبات في حياته ــ لكن الراحل كان مثقفًا طلائعيًا مزجت تجربته بين النضال السياسي والاصلاح الاجتماعي الأمر الذي قاده للسفر ساخطًا والبقاء في مصر حتى وفاته. والله أعلم. * دمتَ بخير وسلام. . |
01-02-2011, 21:29 | #34 |
شاعرة وكاتبة
|
رد : شخصيات
/ أوّلاً أشكركم على هذه الموسوعة الأنيقة الحقيقة بالإعجاب والمتابعة ثانياً يسرّني أن أنثر بعضاً من عقيق ذائقتي معكم : الشاعر أمل دنقل رحمه الله نبذة عن حياته : ولد في عام 1940 بقرية "القلعة", مركز "قفط" على مسافة قريبة من مدينة "قنا" في صعيد مصر. كان والده عالماً من علماء الأزهر, حصل على "إجازة العالمية" عام 1940, فأطلق اسم "أمل" على مولوده الأول تيمناً بالنجاح الذي أدركه في ذلك العام. وكان يكتب الشعر العمودي, ويملك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي, التي كانت المصدر الأول لثقافة الشاعر. فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة, فأصبح, وهو في هذا السن, مسؤولاً عن أمه وشقيقيه. أنهى دراسته الثانوية بمدينة قنا, والتحق بكلية الآداب في القاهرة لكنه انقطع عن متابعة الدراسة منذ العام الأول ليعمل موظفاً بمحكمة "قنا" وجمارك السويس والإسكندرية ثم موظفاً بمنظمة التضامن الأفرو آسيوي, لكنه كان دائم "الفرار" من الوظيفة لينصرف إلى "الشعر". عرف بالتزامه القومي وقصيدته السياسية الرافضة ولكن أهمية شعر دنقل تكمن في خروجها على الميثولوجيا اليونانية والغربية السائدة في شعر الخمسينات, وفي استيحاء رموز التراث العربي تأكيداً لهويته القومية وسعياً إلى تثوير القصيدة وتحديثها. عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" (1969) الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه. صدرت له ست مجموعات شعرية هي: البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" - بيروت 1969, تعليق على ما حدث" - بيروت 1971, مقتل القمر" - بيروت 1974, العهد الآتي" - بيروت 1975, أقوال جديدة عن حرب البسوس" - القاهرة 1983, أوراق الغرفة 8" - القاهرة 1983. لازمه مرض السرطان لأكثر من ثلاث سنوات صارع خلالها الموت دون أن يكفّ عن حديث الشعر, ليجعل هذا الصراع "بين متكافئين: الموت والشعر" كما كتب الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي. توفي إثر مرض في أيار / مايو عام 1983 في القاهرة. وهذه قصيدة انتقيتها إهداءً (خمس أغنيات إلى حبيبتي ) على جناح طائر مسافر.. مسافر.. تأتيك خمس أغنيات حب تأتيك كالمشاعر الضريرة من غربة المصب إليك: يا حبيبتي الاميره الأغنية الأولى مازلت أنت.....أنت تأتلقين يا وسام الليل في ابتهال صمت لكن أنا ، أنا هنـــــــا: بلا (( أنا )) سألت أمس طفلة عن اسم شارع فأجفلت..........ولم ترد بلا هدى أسير في شوارع تمتد وينتهي الطريق إذا بآخـر يطل تقاطعُ ، تقاطع مدينتي طريقها بلا مصير فأين أنت يا حبيبتي لكي نسير معا......، فلا نعود، لانصل. الأغنية الثانية تشاجرت امرأتان عند باب بيتنا قولهما علي الجدران صفرة انفعال لكن لفظا واحدا حيرني مدلوله قالته إحداهن للأخرى قالته فارتعشت كابتسامة الأسرى تري حبيبتي تخونني أنا الذي ارش الدموع ..نجم شوقنا ولتغفري حبيبتي فأنت تعرفين أن زمرة النساء حولنا قد انهدلت في مزلق اللهيب المزمنة وانت يا حبيبتي بشر في قرننا العشرين تعشقين أمسياته الملونة قد دار حبيبتي بخاطري هذا الكدر لكني بلا بصر: أبصرت في حقيبتي تذكارك العريق يضمنا هناك في بحيرة القمر عيناك فيهما يصل ألف رب وجبهة ماسية تفنى في بشرتها سماحة المحب أحسست أني فوق فوق أن اشك وأنت فوق كل شك وإني أثمت حينما قرأت اسم ذلك الطريق لذا كتبت لك لتغفري الأغنية الثالثة ماذا لديك يا هوى اكثر مما سقيتني اقمت بها بلا ارتحال حبيبتي: قد جاءني هذا الهوى بكلمة من فمك لذا تركته يقيم وظل ياحبيبتي يشب حتى يفع حتى غدا في عنفوان رب ولم يعد في غرفتي مكان ما عادت الجدران تتسع حطمت يا حبيبتي الجدران حملته ، يحملني ، الى مدائن هناك خلف الزمن اسكرته ، اسكرني من خمرة أكوابها قليلة التوازن لم افلت من قبضة تطير بي الى مدى الحقيقة بأنني أصبت،....اشتاق يا حبيبتي / |
01-02-2011, 21:40 | #35 |
شاعرة وكاتبة
|
رد : شخصيات
/ ولأنّ ذلك النائح هو وطنه فقد آثرت اختيار هذا الباسقة : (ضد من) لـ أمل دنقل في غُرَفِ العمليات, كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ, لونُ المعاطفِ أبيض, تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات, الملاءاتُ, لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن, قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ, كوبُ اللَّبن, كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ. كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ! فلماذا إذا متُّ.. يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ.. بشاراتِ لونِ الحِدادْ? هل لأنَّ السوادْ.. هو لونُ النجاة من الموتِ, لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ, *** ضِدُّ منْ..? ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ?! *** بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء.. الذينَ يرون سريريَ قبرا وحياتيَ.. دهرا وأرى في العيونِ العَميقةِ لونَ الحقيقةِ لونَ تُرابِ الوطنْ! / |
01-02-2011, 21:52 | #36 |
شاعرة وكاتبة
|
رد : شخصيات
/ الشاعر فاروق جويدة شاعر مصري معاصر ولد عام 1946، و هو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر، نظم كثيرام ن ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري. *قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي. *ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الانجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية. *تخرج في كلية الآداب قسم صحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بالأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام. قصيدة ( من قال أن النفط أغلى من دمي ) من قال إنّ النفط أغلى من دمي؟! ما دام يحكمنا الجنون.. سنرى كلاب الصيد تلتهم الأجنة في البطون سنرى حقول القمح ألغاماً ونور الصبح ناراً في العيون سنرى الصغار على المشانق في صلاة الفجر جهراً يصلبون ونرى على رأس الزمان عويل خنزير قبيح الوجه يقتحم المساجد والكنائس والحصون وحين يحكمنا الجنون لا زهرة بيضاء تشرق فوق أشلاء الغصون لا فرحة في عين طفل نام في صدر حنون لا دين..لا إيمان..لا حق ولا عرض مصون وتهون أقدار الشعوب وكل شيء قد يهون ما دام يحكمنا الجنون أطفال بغداد الحزينة يسألون .. عن أيّ ذنب يقتلون يترنحون على شظايا الجوع .. يقتسمون خبز الموت.. ثمّ يودعون شبح الهنود الحمر يظهر في صقيع بلادنا ويصيح فيها الطامعون.. من كلّ جنس يزحفون تبدو شوارعنا بلون الدم تبدو قلوب الناس أشباحاً ويغدو الحلم طيفاً عاجزاً بين المهانة..والظنون هذي كلاب الصيد فوق رؤوسنا تعوي ونحن إلى المهالك..مسرعون.. أطفال بغداد الحزينة في الشوارع يصرخون جيش التتار..يدق أبواب المدينة كالوباء.. ويزحف الطاعون أحفاد هولاكو على جثث الصغار يزمجرون صراخ الناس يقتحم السكون أنهار دم فوق أجنحة الطيور الجارحات.. مخالب سوداء تنفذ في العيون ما زال دجلة يذكر الأيام.. والماضي البعيد يطلّ من خلف القرون عبر الغزاة هنا كثيرا..ثم راحوا.. أين راح العابرون؟؟ هذي مدينتنا..وكم باغ أتى.. ذهب الجميع ونحن فيها صامدون سيموت هولاكو ويعود أطفال العراق أمام دجلة يرقصون لسنا الهنود الحمر.. حتى تنصبوا فينا المشانق في كل شبر من ثرى بغداد نهر..أو نخيل..أو حدائق وإذا أردتم سوف نجعلها بنادق سنحارب الطاغوت فوق الأرض.. بين الماء..في صمت الخنادق إنا كرهنا الموت..لكن.. في سبيل الله نشعلها حرائق ستظلّ في كل العصور وإن كرهتم أمة الإسلام من خير الخلائق أطفال بغداد الحزينة.. يرفعون الآن رايات الغضب بغداد في أيدي الجبابرة الكبار.. تضيع منّا..تغتصب أين العروبة..والسيوف البيض.. والخيل الضواري..والمآثر..والنّسب؟ أين الشعوب وأين العرب؟ البعض منهم قد شجب.. والبعض في خزي هرب وهنالك من خلع الثياب.. لكلّ جّواد وهب.. في ساحة الشيطان يسعى الناس أفواجا إلى مسرى الغنائم والذهب والناس تسال عن بقايا أمّة تدعى العرب! كانت تعيش من المحيط إلى الخليج ولم يعد في الكون شيء من مآثر أهلها.. ولكل مأساة سبب باعوا الخيول..وقايضوا الفرسان في سوق الخطب فليسقط التاريخ..ولتحيا الخطب!! أطفال بغداد يصرخون.. يأتي إلينا الموت في الّلعب الصغيرة في الحدائق ..في المطاعم..في الغبار تتساقط الجدران فوق مواكب التاريخ.. لا يبقى منها لنا ..جدار عار..على زمن الحضارة..أيّ عار من خلف آلاف الحدود.. يطلّ صاروخ لقيط الوجه.. لم يعرف له أبداً مدار ويصيح فينا: "أين أسلحة الدمار؟؟" هل بعد موت الضحكة العذراء فينا.. سوف يأتينا النهار الطائرات تسد عين الشمس.. والأحلام في دمنا انتحار فبأيّ حق تهدمون بيوتنا وبأي قانون..تدمر ألف مئذنة.. وتنفث سيل نار تمضي بنا الأيام في بغداد من جوع..إلى جوع....ومن ظمأ..إلى ظمأ وجه الكون جوع..أو حصار يا سيد البيت الكبير.. يا لعنة الزمن الحقير في وجهك الكذاب.. تخفي ألف وجه مستعار نحن البداية في الرواية.. ثم يرفع الستار هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار هل صار تجويع الشعوب.. وسام عزّ وافتخار؟! هل صار قتل الناس في الصلوات.. ملهاة الكبار؟! هل صار قتل الأبرياء.. شعار مجد..وانتصار؟! أم أن حق الناس في أيامكم.. نهب..وذلّ ..وانكسار الموت يسكن كل شيء حولنا.. ويطارد الأطفال من دار..لدار ما زلت تسأل: "أين أسلحة الدمار.؟" أطفال بغداد الحزينة..في المدارس يلعبون كرة هنا..كرة هناك..طفل هنا..طفل هناك قلم هنا..قلم هناك..لغم هنا..موت..هلاك بين الشظايا..زهرة الصبار تبكي والصغار على الملاعب يسقطون بالأمس كانوا هنا.. كالحمائم في الفضاء يحلقون فجر أضاء الكون يوما.. لا استكان ولا غفا يا آل بيت محمد..كم حنّ قلبي للحسين..وكم هفا غابت شموس الحق .. والعدل اختفى مهما وفى الشرفاء في أيامنا.. زمن "النذالة" ما وفى مهما صفى العقلاء في أوطاننا.. بئر الخيانة ما صفى.. بغداد يا بلد الرشيد.. يا قلعة التاريخ ..والزمن المجيد بين ارتحال الليل و الصبح المجنح لحظتان .. موت و عيد مابين أشلاء الشهيد يهتز عرش الكون في صوت الوليد ما بين ليل قد رحل.. ينساب صبح بالأمل لا تجزعي بلد الرشيد.. لكلّ طاغية أجل طفل صغير..ذاب عشقا في العراق كراسة بيضاء يحضنها..وبعض الفلّ.. بعض الشعر والأوراق حصالة فيها قروش..من بقايا العيد.. دمع جامد يخفيه في الأحداق عن صورة الأب الذي قد غاب يوما..لم يعد.. وانساب مثل الضوء في الأعماق يتعانق الطفل الصغير مع التراب.. يطول بينهما العناق خيط من الدم الغزير يسيل من فمه.. يذوب الصوت في دمه المراق تخبو الملامح..كل شيء في الوجود يصيح في ألم : فراق والطفل يهمس في آسى: اشتاق يا بغداد تمرك في فمي.. من قال إن النفط أغلى من دمي بغداد لا .. لا تتألمي.. مهما تعالت صيحة البهتان في الزمن العَمي فهناك في الأفق يبدو سرب أحلام.. يعانق انجمي مهما توارى الحلم عن عينيك.. قومي..واحلمي ولتنثري في ماء دجلة أعظمي فالصبح سوف يطلّ يوما.. في مواكب مأتمي الله اكبر من جنون الموت .. والموت البغيض الظالمِ بغداد..لا تستسلمي.. بغداد ..لا تستسلمي من قال إن النفط أغلى من دمي؟! / |
01-02-2011, 21:59 | #37 |
شاعرة وكاتبة
|
رد : شخصيات
/ الشاعر عمرو ابو ريشة هوعمر أبو ريشة أبوه شافع ولد عمر في منبج عام 1910م وفيها ترعرع ودرج وانتقل منها إلى حلب فدخل مدارسها الابتدائية ثم أدخله أبوه الجامعة الأمريكية في بيروت ثم سافر إلى انكلترا عام 1930 ليدرس في جامعتها على الكيمياء الصناعية وهناك زاد تعلقه بالدين الإسلامي وأراد أن يعمل للدعاية له في لندن ، وراح يتردد على جامع لندن يصاحب من يصاحب ويكتب المقالات الكثيرة في هذا الميدان ، ثم انقلب عمر إلى باريس وعاد إلى حلب عام 1932 ولم يعد بعدها إلى انكلترا، اشترك في الحركة الوطنية في سوريا إيام الاحتلال وسجن عدة مرات وفر من الأضطهاد الفرنسي ، كما ثار على الأوضاع في سوريا بعد حصولها على الاستقلال وقد آمن بوحدة الوطن العربي وانفعل بأحداث الأمة الاسلامية ولقد كانت كارثة فلسطين بعيدة الأثر في نفسه فله شعر في نكبة فلسطين كثير وله ديوان باسم ( بيت وبيتان ) وديوان باسم ( نساء ) وله مسرحية باسم ( علي ) ولأخرى باسم ( الحسين ) ومسرحية باسم ( تاج محل )وله ديوان باسم ( كاجوراو )ومجموعة قصائد باسم 0 حب ) ومجموعة شعرية باسم ( غنيت في مأتمي )، وله مسرحية شعرية سمها ( رايات ذي قار ) أنشأها قبيل عشرين سنة وجعلها في أربعة فصول وله مسرحية باسم ( الطوفان ) وله ملحمة 0 ملاحم البطولة في التاريخ الإسلامي ) وهي اثني عشر ألف بيت وله ديوان شعر باللغة الانكليزية 0 عمل سفيرا لبلاده سوريا في عدة دول ( الارجنتين والبرازيل وتشيلي والسعودية ) وتوفي عام 1990م وقد جمعت قصائده في مجموعة كاملة تحمل اسمه . انتقيت لكم من فرائده هذا النص (ياشعب ) يـا شـعب لا تشك الشقا ** ءولا تطل فيه نواحك لـو لم تكن بيديك مجـــ ** ـروحاًلضـمدنا جراحك أنـت انتقيت رجال أمـ ** ـرك وارتقبت بهم صلاحك فـإذا بـهم يـرخون فو ** ق خسيس دنياهم وشاحك كـم مـرة خفروا عهو ** دك واستقوا برضاك راحك أيسيل صدرك من جرا ** حتهم و تعطيهم سلاحـك لهفي عليك أهكذا ** تـطوي عـلى ذل جناحك لو لم تُبح لهواك علــ ـ** ياءَالحياة لما استباحك / |
25-05-2011, 06:04 | #38 |
عضو شعبيات
|
رد : شخصيات
يسلمـــــــــــــــــــــــو يا قلبي على الموضوع |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 19 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 19 | |
|
|
|