[سرحان الزهراني]

مرّيت ..
وباعتني هالأحداق .. لدموعي !!
يا ليتني ما جيت .. واصبر على جوعي !
أو ليتني مرّيت ..
من دون هـ الأحداق !!
كان الألم .. ارحم

مرّيت ..
والعمر مشوارك ..!
سنين مرّت بي .. مشتاق لديارك !
واسأل عيون الليل :
وش يحتري العاشق ..؟!
غير الفضا الشارق ..
ولا الشعاع المنزوي .. خلف الرياح ..
ولا رسالة حب ..
شلتيها برفوفك!
كان العطر شاهد .. و ريحة كفوفك ..

يا مجرّحة هـ الليل ..
لا صانك التوديع .. ولا جفّت احداقك
انهدّ فيني حيل ..!
ذاب الحنين المرّ .. في وسط خفاقك ..



حبيبك اللي راح ..
لا مرّته نسمه .. ولا قدر يرتاح !!

حبيبك الخوّاف !

[سرحان الزهراني]

بدا وكأنّهُ مزار!
ليلٌ مليءٌ بالغبطّةِ وبالشّهود ,
وكيف أنّني لذتُ بالفرار إلَيه
فجأةً وبدون تَرنّح !

وبعدَ ذلك تنهّدتُ
حتّى أنّني لم أدعهُ يُقاطِعُ تلك التّنهيِدَةْ ,
أَولَجته في الحرب ,
وزرع بي الكثير من إيحاءات الإشتهاءْ !

بدا ليْ مُعظمه ..
ففقدتُ بصيرتي وولدَ بي العمى ..
فتملّكني الخوف من الألوان ..
وهربت!
هربت إلى أنت ..
فتركتني في عتمة البقاء ..
وما ذهبتُ لغيرك!

يُبدّدني الإنتماء لغيرك ..
وأنتَ لا تُريد ذلك .. وأنا لا أريدُ أيضاً ..
فمنذُ الورد وأنا أتنفّسك كقهوتي ,
وكعيد ميلاد مرّ عليه الغد دون أن يُدرك توقيته!
فغرق في الماضي ,
ولم يبتعِد إلى السماء.
ثُمّ فَزِعَ إليّ .. مِنْك !

أشعُرُ بالأسى كثيراً ...
وبالفراغ المملوك , وبالصّبحِ البليد.
ولا تأتي !
جزافاً أُقدِمُ على الرّجوع ..
وتذهب!

أنا قادم ..
فلا تقُل لي بأنّك لن تجعل الطّريق تحتفي بقدومي ,
فأنا مملوءٌ بك حدّ التّخمة ..
فكُن فِـ انتظاري ,
فذلك يُعجِبُني جداً .


وَها أنَا ذَا ..
أُمثّل دَوري في الحَياةِ عَلى أكمَلِ وَجه!
كَمَا لَوْ أنّنِيْ أصْبَحتُ عَدوّيْ.
فَاقعٌ حُزنيْ
وقَلْبِيْ شَبيِهٌ بالأَسَى الْنّابِتْ فَوقَ حدوُد الْمَفَارِقْ !
أوَارِيَ هَذَا الْحُزْنْ..
بِعِرفَانِ الّلِيْل الْصّامِتْ
علَى شِفَاهِ الْزّهْرِ الْمُنتَظِرْ
لِصَبَاحِ الْشّمْس.
وَلا يَأتِيْ الْصّبَاحْ!

أُوَاريَ هَذا الْحُزْنَ بِلُطْفٍ غَريِبْ ,
وكَأنّنِيْ فَقَطْ أنَا !
مُنذُ أنْ بَقيِتُ أنَا !!

[سرحان الزهراني]

ما هزّني غير البياض ..
اللي تعلّى شاربك !
ودّي اسألك :
جفّ البحر ؟!
ولا تحطّم قاربك ؟!!! ....... "


تعوّدت :
بالليل ترثيك الرياض ..
الحين ..
شِف .. تبكي الرياض !

[سرحان الزهراني]

( وانا جالس أخيّط بالي المشقوق ! )

إهمالي لك .. خلّى برودك .. ينتظرني ؟!
والفراغ ؟!
الفراغ اللي ورى صوتك .. بعد كلمة أحبّك ؟!
لحظة انّي .. كنت اصبّك !
في عروقي , و ارتوي ..
وانتي تزيدين العناد !
آتقهواني معك .. وانتي البعاد !!
وآتصبّر ..
آتصبّر لي متى ؟!
يا قوّ قلبك !
و انتي من بعد الفراغ اللي صنعتيه ببرودك ..
باردة !




( ............... )

قِل فراغ !
والفراغ أشْيَن من انّه يحتريني ..
قل تعب !
و التعب عمره طويل , أرْبَك سنيني !
ايش طيّب ..
شعر ؟!
غصب و الا طيب .. شاعر
ما كفاني الوقت شرّه ..
قلت يا حظّي .. " بَلَشْنِي " !
كيف اقلّب عين ما شافت عيونك .. ؟
وافـ / رفوف الذاكرة :
ذاكرة شابت .. بذكرى عاهرة !
قلت ادوّرني بـ / فراغك ..
واشتعلتك ليل .. بارد !
ليل .. يا عزّ الخوي ..
عطني سيجارة :


( ............... )

للهدوء .. اللي سكن كلّ الفراغات بـ/ كيانـي = للسما , للون الأزرق في الشوارع و البيوت !
فلسفة ! و اكتب مزاجيّة فراغ و شخص ثاني = اِنحدارات و صعود , و تيه في صحراء موت !
اِيْ مزاجي .. ما افتكرني غير انا و الا زماني = راح للرف البعيد , اوزيت همّي جوف حوت !

و قبل لـَ / الفرصة تفوت ..
قلت أموت ..
قلت أموت ..
يمكن القاني بدونك !!!!



( ............... )

جــدة .
16 ايلول 2008م

[سرحان الزهراني]

,

ما قلت لك ?!

اليوم انا .. سافرْت لك !
لمّن تذكّرت .. المدن .....
وانت البعيد اللي على متنك سفينة من زمن ..
ما أبحَرَتْ !
بالله قلّي يـ الحبيب :
هذي المدن لو ضمّها حزن الغروب .. وما سرَت ؟!
هقوتك , تحزن مثلنا ؟!
ترسم على كلّ المقاهي أغنيه .. لليل
قل .. ينبت شجن ؟!

لو تعتقد .. طاري الحنين يهزّني ..
يمكن صدقت !
بس الأكيد انّي تذكّرتك مدن ..
صارت سفن !
خطّت حدود .. صارت وطن !

[سرحان الزهراني]

,

ورى هالباب .. آبْ !
ودمعتين .. وبنت .. عطشانه
سجينة , للسراب .. الموحش الغلاب !
ورى هالباب .. عمر , وضحكتين , احباب !

أفيق !
وكل ما حولي نبت فيني !!!
( وصرت اشجار ) !
ظمَيت ( انتي ) .. ينابيع , ورذاذ انهار
بقى فيني حنين .. وسِرّ .. حان القيه !
( تقيأتْ ) الفراغ بداخلي
واقفيت .. للتّشويه !

أسيرْ ..
أملى شقوق الأبنيه .. بالتّيه!
معالم تختفي / تظهر / تغيب
( إنسَيه )
حلاة الما .. وانا عطشان ..
الَينْ الحين .. مـ اسقيتيهْ !
دخيل عيونك الحلوين ..
روحي .. اسقيه !

جفاف .. وبردْ
وآكلنيْ .. كذا ع الحافّ !
بردت ولا لقيتك للعيون لحاف
وصرت أبرد !
وصرت أبرد !
وصرت أبرد !

مثل هذا الرّغيف الجاف !

[سرحان الزهراني]

صباح الخير :

صباحك ورد يالون الربيع .. وجـوّي الممطـر
.......... صباحك فُلّ .. يا عطر السماء وشمسي وظلّـي
صباحك عذب .. من شوفتك شعري صار يتمخطر
.......... فديتك تحـت أمـر عيونـك النجـلا أنـا كلّـي



sms من أحمد المطوع ( باللون الرماي ) كتبها بإحساسه العذب وارسلها , أعجبتني .. فكمّلت عليها :

من يسقي القيظ :
بـ / عَرَق موعد .. ومن هو يجمعه ؟!
من يعتق الليل المسافر من عيونك للجفون ؟!
تعبت وآنا اتأمّله !
من يذرا في صمتي سنابل
من عيونك .. واتبعه !
تعبت كثر الأسئلة .. وانا الغريب اللي كثر لون الغروب
الصبر كلّه تجرّعه ..
أحبابي ذكرانا القديمة !
والمسافـــــــات .. / اشتياقي
والهروب / الأقنعــــة !
مـ اقسى من أخبار الفراق ..
في السكــــة شفها .. موزّعه !
رحمة .. هي أخبار اللقا ..
في الزحمة أحزان الورق .. كومة و ( نوت )
مقطّعه !
ياصاحب القلب النظيف ..
تشري همومي .. بالرّغيف ؟!

جنوبيّات :
( 1 )

يا حالية قامة ويا زهر رمّـان
.......... يــا ورد نـــدّى نـديّــة
جودي بوصلك مرّةٍ طول الازمان
.......... واهـديـك قلـبـي هـديّــة


( 2 )

يا مرحبا واهلين يا كامل الزين
.......... يـا عــود مــوزٍ تثـنّـى
في كفّتك ترجح جميع الموازين
.......... روحــي لـروحـك تعـنّـا



................... :

مع اوهامي
غفى هالشوق لعيونك .. ونوّمته
تعب قلبي من ظنونك .. وما لمته !

في الطريق لـِ المقهى :

قلت لعبدالعزيز المالكي : يا عبدالعزيز فكّنا ياخي .. ما أبغى ألحّن لك شي !
قال : تكفى يا عمر كدرس !
قلت : الله يرحمه .. لحّن ليلة خميس لابو نورة .. لا تتّريق !
قال : توّني ادري منك !
قلت : المهم .. شف لنا شي نسمعه .
قال : عندك في الدرج " سيلين ديون " .
قلت : الحين من عمر كدرس لـ سيلين ديون مره وحده ؟!
فتحت السي دي .. وقلت له : فيه أغنية Im Alive ؟
قال ايه .. رقم 4
أوّل ما بدت تغنّي قال عبدالعزيز :
(( الله يخرب بيتها ..
يوم تفتح فمها أحس يطلع فراشات ! ))

( اليوم الثاني قرأت في موقع العربيّة انّ سيلين ديون دخلت المستشفى بسبب مشاكل في حنجرتها !!!!!!! )


في أعلى قمّة بمدينة الطائف .. كتبت :

حزين الطائف الليلة ..
حزين ..
ونام فـِ : الشارع .. كما المسكين !
حزين .. ودمعه المصلوب في صيف الفراق سنين :
كما التنّور
كما لون السجاير بـ اوردة صدري !
كما هالعالمين ..
اللي سمعتي صوتهم يبكون !
وعلى فكرة :
أنا وحالي .. وعذّالي
وصمتٍ مر في بالي ..
وهذاك النورس المحزون ..
نفكّر فيك
لو تدريـــــــــن !


دعاء :

اللهم انّك ترى خوفي منك ..
وقوّتي بك
وأنت تعلم يا الله .. سرّي وظاهري
فاغفر لي وارحمني ,
ويسّر لي أمري ..

[سرحان الزهراني]

أنا مُستاء !

- 7 -


هذا الوضع الرهيب الّذي مازلت أعاني منه - منذ مُدّة - لا يُناسبني.
أشعر بأنّني محتاج أن أكتب كثيراً , وفي كل وقت.
أنا أشعر بهذا الضغط الرهيب منذ مدّةٍ ليست بالقصيرة , ولكنّني أحاول الثبات , على أقل تقدير كي لا أسقط مُجدّداً.
أنا مستاء .. تكرار الشيء يولّد الملل , ولكنّه أيضاً يولّد الرغبة , كما أنّهُ أيضاً يولّد الإندفاع !
الأشياء تولد من الأشياء ..!
إلا الحزن , عندما يأتي فإنّهُ يتكاثر وحيداً !
أنا لا أحب الحزن , ولكنّهُ يحبّني .. لذا أنا مُستاء
أحياناً كثيرة , لا أود البقاء وحيداً , فأذهب إلى من أحب .. ولكنّني لا أستطيع البقاء معه طويلاً !
اللحظات الجميلة تعود أحياناً , ولكنّها لا تبقى .


- 5 -

عندما عانيت من المرض - أنا منذ ولادتي أعاني منه .. حتى اللحظة - وتقول والدتي بأنّها من شدّة خوفها من مرضي رمتني بحضن جدّتي وذهبت تبكي إلى جهةٍ غير معلومة !
المشكلة أنّني كنت لا أشعر بحزنها عليّ ..
كنت أذا صحوت من المرض أبتسم .. وهي تبكي !

ليس لهذا شأنٌ بالحزن .. ولكنّ لهُ شانٌ بي .. وأنا أرافق هذه الصفة منذ يومي الأول في الحياة.
أرجوا أن لا يُفسّر كلامي على أنّهُ اعتراض .. أنا فقط أٌثرثر لأنّني أحب ذلك .. وفي هذا الرصيف بالذات أريد أن أثرثر..


- 3 -

بالأمس ذهبت إلى أحد المقاهي الجميلة , والهادئة .. كان في استقبالي أنا وصديقي .. نادل المقهى , الذي أحبّه لكمية المودّة التي يشعرني بها عندما أشاهد ملامحه.
سألت صديقي .. ماذا لو أقفل هذا المقهى .. ؟!
فقال لي كيف وأنت تقول بانّ المقاهي تتغير والشعر يبقى ثابتاً على كل حال ؟!
ربّما دفعني هذا التساؤل إلى لا شيء !!
لا شيء ..!


-1 -

كفيف .. وشاف عصفورة !
تنادي للفرح .. زهره
تبسّم , قال في نفسه :
الله .. ما أجمل الصورة !


- 4 -

لماذا أشعر بأنّني أكثر شخص - توقع شخصي - وادع / فارق ؟!


- 6 -

في هذه المدينة .. الكلّ يختلف في السلوك , ولكنهم يتّفقون على حب التغيير!
في مدينتي .. الكل يتّفق في السلوك , ولكنّهم يختلفون في حب التغيير !
لا أحب الكل , ولكنّني أيضاً لا أكره.


- 2 -

ما زال لي قلبٌ ينبض ..

[سرحان الزهراني]

يا جدة , همّ مجداف الشعر صاغك أفـق بحـار! = على آخر لحن لمّة حنيـن الـبَـوت لـ اصحابـي
يا جدة , صار يتنرجس عبير الليل فـي المحـار = تصحّين النوارس | والشجن | في سهرة أحبابي!
وحيد الليلة .. أغسل ذكرياتي , وانشر الأسـرار = تواقيع فـجبين الليـل , عتمـة درب لـ اتعابـي
غريب .. ادري غريب وكل هالدنيا صوَر تذكـار = أمشّط أرصفة هـالتيه | تثمـل ريحـة | ابوابـي
أدوّر صعلكة: عبدالعزيز | وما معـي .. اخبـار ! = سوى همٍ لعب فيني .. وتاه بغصّـة / اهدابـي !
ولا مشوار ياخذني معه ويّـاه فـي | مشـوار ؟! = يسولف لي عن الأصداف .. لا نامت على ترابي
يصفّف لي حديث الشطّ | صمت الأشرعة | وانوار = تباغت كرنفال المعمعة | نضحـك علـى اسبابـي
كبر هالليل | واحزاني | نمت , في خاطري أنهار = تهافت بي فراغات المواني ريح واصحـى بـي !
مثل حزني .. وقف شبّاك هـالشارع بدون ازرار = يخيّط للوجوه | اسباب مـن شـكٍ تهقـوى بـي
مثل هذي السّوالف .. تنحني في نظرتي : أسفار = ألوّني بُكا غربة | سهـر فـي فهـرس | كتابـي
أعرّي الصبح من عصفور , أبيع التبغ للسمّار ! = لأنّي مؤمن بـبكرا , تركت المـوت لـ| ثيابـي
أدوّر ريق يبلعني , ولكن صـار لـي مـا صـار = على غفلة .. كتبني الليل فجر وقلت له ما بـي !

[سرحان الزهراني]

واهني عينٍ تشوفك في غيابك = واهني من رافقك ليلة لنومك
يشهد الله حتّى لو كانت: ثيابك = حظّها بك تهتني بك كلّ يومك
يا شريف الحسن بكّاني عذابك = ليت نصّه مرّ ليلك أو حلومك
ودّي آلومك .. ولكنّي أهابك = خايفٍ تزعل إذا قلبي يلومك !

[سرحان الزهراني]

وحدي .. وانا !
مايبقى للشارع مكان , غيري ويابس خطوتي
تحت المطر , تبقى الرياح ..
ونور المصابيح الحزين.

وهذي الليالي تمرّنا !
ما كنّنا .. رفقة تشاركنا الحياة !
ما كنّنا , أوقات نحضن همّنا
ما كنّنا !
يا ظلّي الواقف .. تعال
مابه تعب .. مات الكلام !

وحدي .. وانا !
يبقى المكان / الإنتظار / اسراب ليل الأرصفة
جفّت زوايا الشارع المُمطر ..
وبردت قهوتي
حتّى المسافة بين ظلّي , والوقوف
صارت خصام !!
جفّ العمر ..
وبقيت وحدي في المكان ..

[سُــهــاد]

:





هكذا ظهرت ..
فـ أتمنى لها القبول لديك ..




:

[سرحان الزهراني]

شكراً سهاد ,,
تصميم جميل , أعجبني كثير.

[سرحان الزهراني]

لحظة من حب , جاءت في سؤال :
- يا حبيبي : عندما يدنوا اللقاء , من سيبكي أوّلاً ؟!

- أكِلانا ؟!!!

قُلتُ في نَفسي كثيراً .. رُبّما لن نلتقي !
ليس تَجريحاً , وما شابه .. ولكن
كان قلبي مؤمناً ..
لَن نلتقي !

لَم يُفارقني السؤال , منذُ قررتِ الرّحيل
ها أنا وَحدي أُفكّر :
( مَن سيَبكي أوّلاً ؟! )
قَلبي , أم الأمَل العَنيد !
لا أحبّ اللحظة الحُبلى بحزني !
ويل حُزني ..
كم سيبكي في البعيد !

بيننا يا حبّ عمري ألف ميل
وقناديل دموع .. ورِثاء
بيننا ليل طويييييييل
وحكايات من الأحزان , والأمل العليل
بيننا .. حتّى البُكاء!

بيننا .. لا شيء !
يا قَدَري الجميل

[سرحان الزهراني]

أولاريو كوزمين : غادر بعد أن كتب التاريخ!



- في الحياة أمور تخنقك , تُحزِنك , تبعث لك برسالة ألم , تبكيك , تقتلك. وفي الأمل صبر , وعزمٌ جديد , وهمّةٌ واعية , وقدرٌ يأتي بالنجاح الدائم. والهلال أمل .. ووعي عالي الوضوح , وتفوّق جديد .. يريح من ينتسب له.

- لم يكُن تاريخ الوفاء والحب بحاجة لقرار إقالة , أو تعليم للإحترام , ووضع للحدود , والتغنّي في الأخير بمبدأ الوطنية. فقط كان هناك غيرة , وانتظار للحظة ربّما حانت قبل وقتها..!

- هناك أشخاص مؤثرين , لا تستطيع عندما تقرأهم أو تعيشهم أو تتعامل معهم إلا أن تبادلهم الوعي والتقدّم , وأولاريو كوزمين أحد هؤلاء الأشخاص , هذا الشخص معلّم , ومُربّي .. ليس فقط لمن يريد أن يتابع كرة قدم حقيقية , ولكن لمن يريد أن يتعلّم أيضاً كافّة أساسيّات الإحتراف الحقيقي والعمل الجاد المبني على أسس علميّة مدروسة !!

- أولاريو كوزمين وصل لدرجة تتعدّى أن يكون مدرّباً , إنّهُ الملك المهزوم! وهزيمته هذه لم تكُن نتيجة عادلة لعمله الكبير , وإنجازاته العظيمة , ووعيه المُتّقد , لقد كانت هزيمةً أشبه بالنصر , والعزّة , لقد كانت هزيمة أكبر من أن تفرح أعدائه , الباكين على أطلال الذكرى والخطط السيئة الدنيئة , الخالية من الحقيقة , والمتّشحة بالآمال السوداء.

- كنّا بحاجة لمثل هزّة كوزمين ! لنطرح الأسئلة المتكرّرة , والتي عادة لا تُعرض من خلال القنوات المطبلة للزمرة الخططية ! كنّا بحاجة لقرار إقالة كوزمين , لنعلم أن رياضتنا تسير وفق منهج علمي مدروس , وسهر دائم لخدمة الشعب من خلال هذا المجال , كنا بحاجة لمثل هذا القرار الواعي , الذي صدر من الرئاسة العامة لتعاسة الشباب !

- ربّما لا يعلم من أصدر القرار عن تبعاته! حتّى لو كان يعلم .. ما الفرق ؟! فالجاهل في نهاية الأمر يضر نفسه , والآخرين من حوله , حتّى وإن كان هناك متابعة , فالسلطة لا تعطى إلا للحكماء !

- لم يقبل كوزمين بتدريب المنتخب , ولم تقبل إدارة الهلال بذلك , ولم يقبل جمهور الهلال بذلك .. لذلك كان العقاب بهذه الطريقة , خصوصاً وأنّ القمع سياسة معروفة منذ القدم في الجزيرة العربية!

- ما زلت أريد أن أكتب , فالهلال يستحق , والإنجاز يستحق , وكوزمين والهلال والإنجاز ثلاثة وجوه لعملة واحدة!

- يقول كوزمين : من أنا حتى يتدخل الملك في عودتي ؟! وأنا أقول بأنّك يا كوزمين فجّرت الكلام المنسيّ , والأمور البائتة , والمسكوت عنه! فجّرت الأسئلة ورحلت , لم يبقى لنا سوى عريضة شكوى قديمة , مزّقها الآخر بكلمة ( عطني ... ) سيضيع الحق , لأنّ من يطالب به لا يملك سلطة , ولا يستطيع أن يطالب به.

- عيبٌ والله أن تُقرن الوطنيّة بقميص لا يساوي عشرة ريالات ! عيبٌ والله أن نتّخذ قرار يسيء لنا كسعوديّين .. عفواً هل قلت كسعوديّين ؟! ربّما لأنني تأثّرت بالأخلاق السعودية!



- هنيئاً للجبناء ... في كلّ أصقاع الأرض.



سرحان الزهراني
جدة