21-10-2006, 10:48 | #31 |
أديـب و شــاعــر
|
"طيش الياقوت" لسليم بركات
بأيدٍ رُخامٍ يمسِّدُ الغيبُ شهواتِهِ، والمكانُ يطحنُ المكانَ، لتستوليَ الحقيقةُ، نَهْبَاً، على إرثها أيها الموت، يا المآتُ ذو الصِّحاف المُثَلَّمةِ كأنْ عضَّها الأزلُ فأدمى الأبديةَ. .. .. .. أيها الموت؛ يالحاذقُ كوحشةٍ، أيها الإرثُ النورانيُّ للنسيان النورانيّ، ستتبعني مُذْ ساقَكَ اليقينُ في يأسِكَ إليَّ، وحرَّضني الأملُ – بكلماتِ النهاية – أن أعتذر إليك عن جُرْحٍ خصَّكَ به الموتُ أيها الموت. .. .. لا تتثائب منتحلاً نعاسَ الصباح، لأنني سَهَرُك المطبقُ على الأبديِّ. وخفِّضْ من صوتك حين تحدِّثُ الغد، لأن جيراننا على قَلَقٍ، والحدائق على قَلَقٍ، والنهارُ الممسوسُ موشك أن ترتجف يداه بالكؤوسِ الزجاج التي ينقلها إلى الغاضبين. .. .. حين تفتعل صَخَبَك لا أسدُّ أذني، بل أنقر بأصابعي نقراً خفيفاً على خشب المنضدة، هامساً إليَّ: هاهو القَلِقُ يلتمس التفاتاً إلى قَلَقِهِ من الضجريْنَ وأيامهم. .. .. ولك، جاريَ أيها الموت، إطراقتُك النبيلة التي لا تُخفى، كَمُرْشِدٍ يكتمُ الأملَ، ويبوح باستعاراته المُبتلَّة في قواريرها الزرقاء. لك عِلْمُكَ الذي أطبقْتَ عليه دَفَّتَي الحياة ذاتِ الورق الصقيل. وحنينُكَ؟ أيُّ وَصْفٍ إلى حنينكَ؟ أُمَّهات كالندى يدحرجن، في المياه، حنينَكَ إليك، كأنك لا تتفكَّر إلاّ في الذي يتفكَّر فيك؛ كأنك تتأمَّل البذخَ الأعمَّ للمغيب، وتصغي إلى الجماد يُنْشِدُكَ ما تتلكَّأُ النعمةُ، من ارتباكها، في إنشادِهِ. .. .. كن رزيناً كما يليق بمُتْرَفٍ أن يكون، وأنت تقسِّمُ النهارَ حصصاً كالذهب على المتاهاتِ. واتبعني بذاكرتك الحداد، بالسُّعاة القنَّاصين يضيِّقون بين أجفانهم في مسافة الجُرْفِ الأزليِّ المشرف على الهاوية ذاتها، التي يَعْرَقُ ظلامُها حياءً حين ينقل اللهُ القيامةَ فيها من لوحٍ إلى لوح. .. .. حزينَاً تتذكَّر، أيها الموت، طفولتَك التي لبسناها كأقنعة في الأعياد؛ حزينَاً تتذكَّر حنينَك المجروحَ بأعمارنا؛ حزينَاً تتقدَّم إلى نَفْسك، وحيداً، باردَ القدمين في حذائك المثقوب. والمساءُ المرير، الذي يكلِّمك، ينسى مراراتِهِ إذ يسألك: "أين تمضي، بعد هذا، أيها الموت؟". شفقةُ العدم عليك أيها الموت؛ شفقةُ المنسيّينَ عليك يعودون إلى الحياة بفكاهاتهم. شفقةُ الفكاهة عليك وهي ترمي بالأقدار إلى سريرك المُمزَّق وقد تفلَّعَ حَشْوُهُ القطنُ وقضبانُهُ النحاسُ. وفي توقك إلى النهاية تختطفُك النهايةُ إليك، لا إليها. فيا ابن الفراغ الذي يتقصَّى بأمومته نهارَك التائهَ، أيها الموت: رَكْلَةٌ تفتحُ البابَ؛ رَكْلَةٌ تفتح الأبديةَ على فجورها؛ رَكْلَةٌ تفتح بابَ الفردوس في ثغرة من سياجك المصنوع من قصب الذُّرة؛ رَكْلَةٌ خفيفةٌ تدحرج الكونَ إلى إعجازه. .. .. آهِ، كم تتبرَّجُ بالفكاهاتِ التي أسردُها، أيها الموت، كم تتبرَّج بيقينك وأنت تسردُ الفكاهةَ على الحياة. رسولُك المساءُ إلى جنائن النهار المنكوبة، وأختامُك أختامُ الأنين أيها الموت. .. .. ما من مشهدٍ يعبُرك قَلِقاً أيها الموت، كأنما وحدَكَ – في المشهد - قَلَقُ المكانِ تخرجُ عليه جهَاتُهُ. ومفاتيحُكَ؟ يا لها. تتدلّى من السلسلة الرقيقة التي منها الأفقُ. وهي، على أيٍّ، سلسلة من الصّنف ذاته الذي تتدلّى منها ساعاتُ الحَسَبَة، ومفاتيحُ الصَّيْرَفيين، والأقدارُ المطليَّةُ بالنيكل على صداري البائعين، هؤلاء، وراء آلاتهم الحاسبة كملائكةٍ حوصِرَتْ في الحديد، وهم يُخْرجون الحقيقةَ عن طَوْرها بابْتِسَاماتهم المُلْغِزة. صفاؤك الآن، قرب سياج البيت، صفاءُ الخسارة أيها الموت. ورِهانُك الرابحُ رهانُ الحُمّى.... .. .. على رَسْلك، أيها الموت: من شاهقٍ تُذَرْذِرُ الثلوجُ نيرانَها على المرايا، ويجازفُ النهارُ باللَّيْل الذي يزوِّرُ الأختامَ. المكانُ لعبةٌ في جِدالك، المكان يتسوّل من يديكَ الحقيقةَ فكاهةً فكاهةً. والرياح تتلقَّفُ كُراتِك المرمريةَ بأيديها التي من أَسْرٍ؛ بأيدي ابتكارها وهي المشغولةَ بالذي يجعلُها رياحاً تتلقَّفُ ذاتَها. أوقتُك غمامٌ، أيها الموت؟ حَسْبُك تطوّقُ بكسلِك المساءَ الذي يحلم حُلْمَهُ المُغْلَقُ على نهارٍ مُغْلَق على نهارٍ مُغْلَق على مساءٍ مُغْلَق على الضياء ينشجُ نشيجَ الريح إذْ تضيق الريحُ ذَرْعاً بالهبوب الذي هي فيه. .. .. كلُّ شيء على عجلٍ: المكانُ، والحظوظُ، والأبديةُ؛ كلُّها على عجلٍ، وأنت كشاف اللهُ أيها الموت، عَجُولاً تُشرفُ على المُنْتَهَبِ، وتشاكسُ المَقْدُوْر. ________________________________________ مقاطع من: "طيش الياقوت" لسليم بركات (منشورات دار النهار، بيروت 1996) (نقلٌ حرفي من الكتاب. 8 ص. 21/10/2006) |
21-10-2006, 11:03 | #32 |
أديـب و شــاعــر
|
من "القلب"
كلُّ عامٍ وأنتم بخيرٍ وفرح كلُّ عامٍ وأنتم في كنفِ ألفةٍ وودّ كلُّ عامٍ وأنتم في حضرةِ الفأل كلُّ عامٍ وأنتم في مواسمِ الألق |
21-10-2006, 18:44 | #33 |
"..بُكاءُ الياسَمين.."
|
رد : اقتباس..
ضمّ إليكَ القادمين من القصائدْ يرتمــون أمامَ تبسـّم ِ الأهدابْ أو عبق ِ الـجنون من عمر ِ آدم يومَ أغوته الحبيبة بـ الوصالْ فـ أوغلا في رحلة ٍ لـ الحب ِ تبدأ من جنــان الله ثمّ تـؤوب في شغف ٍ إلى صخــر الـ جبالْ...!! إلى الـ جذور ِ وَ كنتَ أنتَ السرَّ حيــن أبيحَ .. تخصبت ِ الـ بذور أيـا ... السعدْ تنتشر هنا " بيننا وَ لنــا " حُ ـلُماَ مارداً يُطوّف فوق تسابيح العمر وَ يغني كَـ طفل ٍ يلمُّ بقايا المحار كـ شمس ٍ تـُصلـّي لـ أحلى .. نـ هـارْ أعجابي // وردي صـَ // |
27-10-2006, 10:41 | #34 | |
أديـب و شــاعــر
|
رد : اقتباس..
إقتباس:
نرقبُ عودتكِ سيدتي نداء وعلّكِ تجدينَ هنا بعض ما يليق برقيّ ذوقكِ. .. دمتِ |
|
27-10-2006, 11:09 | #35 | |
أديـب و شــاعــر
|
دوائرُ في حدودِ النبض
إقتباس:
تبارك هذا الحلولُ- الهديّةُ هذا القدومُ المشُوفُ وهذا المجيءُ المواسي. ترامي إلى حفلِ رأسي ترامي إلى ما ترينَ: تبسّم في خطوكِ القلبُ والهُدبُ والعابرون. استبدّ البنفسجُ والوردُ جنّ استفاقَ المسارُ الحرونْ. .. أنا في الذّهولِ كلّهُ سيدتي الشاعرة مأخوذٌ، واللهِ، بالإيقاعِ واللغةِ وثمالةِ قدح العبارة. مأخوذٌ، إلى نخاعِ الصحو إلى قاعِ ذاكرةٍ كليلة وأبتهلُ لضوء. .. سربُ خزامىً يحتشدُ في بهجةِ أن يمطركِ. اخر تعديل كان بواسطة » عبدالرحمن السعد في يوم » 27-10-2006 عند الساعة » 11:15. السبب: ضمّةٌ سقطت سهواً. لا أكثر من عقدة و |
|
20-12-2006, 12:50 | #36 |
أديـب و شــاعــر
|
مختارات من الشعر العالمي (1)
من الشعر السلوفيني: "بلاغا ديمتروفا" ( 1922- . . . ) أن تكوني امرأة أن تكوني امرأة – هذا ألم .. تتألمين حين تصيرين وحين تصيرين حبيبة تتألمين وتتألمين إذ تصيرين أماً. ولكن مالا يطاق على الأرض هو ألم أن تكوني امرأة لم تعرف هذه الآلام كلها. ............................................... إبتسامة يحتاج العالم إلى شجاعة إلى كلمات جريئة وقضايا إلى نظرات صافية لا تسقط أمام أحد. إلى إيماءات عريضة تشمل الأفق وإلى ابتسامة أنثوية من أجل أن تستيقظ الرجولة. ............................................... . ترجمة النص: ميخائيل عيد ............................................... (المصدر: "مجلة أفق الثقافية" الأربعاء 01 نوفمبر 2000)اخر تعديل كان بواسطة » عبدالرحمن السعد في يوم » 20-12-2006 عند الساعة » 13:05. |
20-12-2006, 13:04 | #37 |
أديـب و شــاعــر
|
مختارات من الشعر العالمي (2)
من الشعر اليوناني: يانيتس ريتسوس (1909- 1990) قصة مهملة في طفولتها خرقوا أذنيها، ......................................... ترجمة النص: فاروق فريد ......................................... (المصدر: "مجلة أفق الثقافية" الأربعاء 01 نوفمبر 2000) |
20-12-2006, 13:20 | #38 |
أديـب و شــاعــر
|
مختارات من الشعر العالمي (3)
من الشعر الألماني: تور آلفن (1903 - 1990) مقاطع قصيرة البعض ......................................... ترجمة النص: طارق حربي ......................................... (المصدر: "مجلة أفق الثقافية" الأربعاء 01 نوفمبر 2000) |
20-12-2006, 13:42 | #39 |
أديـب و شــاعــر
|
مختارات من الشعر العالمي (4)
من الشعر النرويجي: "ميشيل بروك" معك عندما تضيع منك الطريق ....................................... ترجمة: عبدالرحمن أمين المنشاوي ....................................... (المصدر: "مجلة أفق الثقافية") |
20-12-2006, 14:27 | #40 |
أديـب و شــاعــر
|
مختارات من الشعر العالمي (5)
من الشعر البولندي: "فيتسوافا شيمبورسكا" (نوبل 1996) العاشقان ثمة هدوء فينا هكذا، بحيث نسمع أغنية غنيت أمس: ........................ ترجمة: هاتف الجنابي ........................ (المصدر: "مجلة أفق الثقافية")[line] مقدمة المجلة: التلقائية في الحب ووضوح العلاقة هما ما يجعل المسافة بين الرجل والمرآة قريبة إلى حدود قصوى وخالية من المنغصات النفسية فالبعد عن التكلف وتجنب التصنع يعطيان مساحة إنسانية من خلالها تظهر الأفعال والتصرفات على حقيقتها دون اللجوء إلى البحث عن تأويلات أو تفسيرات لها، التي توقِع الشخص في دائرة من الظنون والشك، فتشهد علاقته العاطفية بسببها مزيداً من التوتر والقلق ومعرضة للانقطاع المؤسي. وترى (فيسوافا) أن الانهماك في الذات مع مراعاة الصدق والصراحة وترك الأقنعة في التعامل مع الطرف الآخر، والابتعاد عن الميل الشديد نحو الصور والأشكال الخارجية باعتبارها مركزاً لتحريك حالة العشق، هو سر بقاء واستمرار العشق بينهما. "أفق" |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|