02-04-2004, 20:24 | #91 | |
|
إقتباس:
غاليتي .. نوره العجمي .. نعم فهو يملك خيال غير طبيعي في التصوير والتعبير .. في كتابه دمعه وابتسامه .. سأورد هنا بعض كلماته .. أنا لاأبدّل أحزان قلبي بأفراح الناس ولا أرضى أن تنقلب الدموع التي تستدرّها الكآبه من جوارحي وتصير ضحكاً .. اتمنى أن تبقى حياتي دمعه وابتسامه : دمعه تطهر قلبي وتتفهمني اسرار الحياة وغوامضها .. دمعه اشارك بها منسحقي القلب , وابتسامه تكون عنوان فرحي بوجودي .. أريد أن أموت شوقاً ولا أحيا مللاً .. أريد أن تكون في اعماق نفسي مجاعة للحبّ والجمال لأني نظرت المستكفين أشقى الناس وأقربهم للماده .. وأصغيت فسمعت تنهدات المشتاق المتمني أعذب من الرنّات .. يأتي المساء فتضّم الزهره أوراقها وتنام معانقة شوقها , وعندما يأتي الصباح تقبّل الشمس .. فحياة الأزهار شوق ووصال .. دمعه وابتسامه .. تتبخّر مياه البحر وتتصاعد ثم تجتمع وتصير غيمة وتسير فوق التلال والأوديه حتى إذا مالاقت نسيمات لطيفه تساقطت باكيه .. نحو الحقول وانضمت إلى الجداول ورجعت إلى البحر موطنها .. حياة الغيوم فراق ولقاء .. دمعه وابتسامه .. كذا النفس تنفصل عن الروح العام وتسير في عالم المادة وتمر كغيمه فوق جبال الأحزان وسهول الأفراح فتلتقي بنسيمات الموت فترجع إلى حيث كانت .. سعدت بتواصلك ومتابعتك .. أطــيــــب تحــيــــه .. |
|
02-04-2004, 20:30 | #92 |
|
من الرسائل الرائعه من جبران إلى ميّ والتي أستوقفت عندها كثيراً.. لا يامي , ليس التوتر في اجتماعاتنا الضبابيه بل في اجتماعنا الكلاميه , مالقيتك في ذلك الحقل البعيد الهادىء إلا وجدتك الصبيه العذبه العطوفه التي تشعر وتعرف كل الأشياء وتنظر الى الحياة بنور روحها . لكن ماأجتمعنا بين سواد الحبر وبياض الورق إلا رأيتك ورأيتني أرغب الناس في الخصام والمبارزه – المبارزه العقليه المفعمه بالقياسات والنتائج المحدوده . الله يسامحكِ .. لقد سلبتني راحة قلبي , ولولا تصلبّي وعنادي لسلبتني ايماني .. من الغريب أن يكون أحب الناس الينا أقدرهم على تشويش حياتنا .. يجب الا نتعاتب ., يجب أن نتفاهم ولا نستطيع أن نتفاهم الا اذا تحدثنا ببساطة الأطفال .. أنتِ وانا نميل الى الإنشاء بما يلازم الإنشاء من المهاره والتفنن والتنميق والترتيب . قد عرفنا انتِ وانا , أن الصداقه والإنشاء لايتفقان بسهوله .. القلب ياميّ شيء بسيط ومظاهر القلب عناصر بسيطه , أما الإنشاء فمن المركبات الأجتماعيه .. ماقولك في أن نتحول عن الإنشاء إلى الكلام البسيط ؟ " انتِ تحيين فيَّ وأنا أحيا فيكِ , أنتِ تعلمين ذلك وأنا أعلم ذلك " أليست هذه الكلمات القليله أفضل بما لايقاس من كل ماقلناه في الماضي ؟ ماذا ياترى كان يمنعنا عن التلفظّ بهذه الكلمات في العام الغابر ؟ أهو الخجل أم الكبرياء أم الأصطلاحات الأجتماعيه أم ماذا ؟ منذ البدء عرفنا هذه الحقيقه الأوليه فلماذا لم نظهرها بصراحة المؤمنين المخلصين المتجردين ؟ لو فعلنا لكنا انقذنا نفسينا من الشك والألم والندم والسخط والمعاكسات , المعاكسات التي تحوّل عسل القلب إلى مرارة وخبز القلب إلى تراب .. الله يسامحك ويسامحني . يجب أن نتفاهم , ولكن كيف نستطيع ذلك بدون أن يقابل الواحد منا صراحة الآخر بالتصديق التام ؟ أقول لك ياماري , اقول لك امام السماء والأرض وما بينهما , أنني لست ممن يكتبون " القصائد الغنائيه " ويبعثون بها الى الشرق وإلى الغرب كرسائل خصوصيه , ولست ممن يتكلمون صباحاً عن نفوسهم المثقله وينسون مساءً نفوسهم وأثمارها وأثقالها .. لست ممن يجيدون في ايامهم ولياليهم الفسحات الفارغه فيشغلونها بالمداعبات الغزليه .. ولست ممن يستصغرون أسرار ارواحهم وخفايا قلوبهم فينشرونها أمام أيــّة ريح تــهبّ أنا كثير الأشغال مثل بعض الرجال الذين يتوقون إلى العظيم والنبيل والجميل والنقيّ , وأنا غريب مستوحد ومستوحش مثل بعض الرجال , لاأميل إلى البهلوانيات عند الناس بأسماء حسنه وبنعوت أحسن .. أنا يامي ّ مثل جارك وجاري .. أحب الله والحياة والناس , ولحد الآن لم تطلب مني الأيام أن ألعب دوراً لايليث بجارك أو بجاري . لمّ كتبت إليك في البدايه كانت رسالتي دليلاَ على ثقتي بك .. لما جاوبتني كان جوابك دليلاً على الشك .. كتبتُ مضطراً أجبتني متحذّره .. حدثتك عن حقيقة غريبه فأجبتني بكل لطف قائلةٌ " عافاك ياشاطر ماأحسن قصائدك الغنائيه " أنا أعلم جيداً أنني لم أتبع إذ ذاك السبل المألوفه .. وأنا لم أتبّع ولن أتبع السبل المألوفه .. وأنا أعلّم تحذّرك كان من الأمور المنتظره , وهذا .. هذا سبب ألمي لأنني لم أنتظر المنتظر .. ولكن هل بأمكاني اظهار تلك الحقيقه لغير ميّ ؟ والغريب أنني لم أندم بعد ذلك .. لا لم اندم بل بقيت متمسكاً بحقيقتي راغباً في اظهارها لكِ , فكتبت اليكِ مرات عديده وكنت أحصل بعد كل مره على الجواب اللطيف من كاتمة أسرار ميّ , وهي صبيه ذكيه تعيش في القاهره بمصر , ثم ناديت وناجيت , وكنت احصل على الجواب ولكن ليس من تلك التي " أحيا فيها وتحيا فيَّ " بل من امرأه متشائمه تأخذ وتعطي معي كأنها المدعّي العمومي .. وكأنني المدّعي عليه . وهل أنا ناقم عليكِ ؟ كّلا , لكنني ناقم على كاتمة أسراركِ . وهل حكمت عليكِ حكماً عادلاً أم غير عادل ؟ كّلا . لم أحكم أبداً .. إن قلبي لا ولن يسمح بايقافك أمام منصةّ القضاء , قلبي لا ولن يسمح لي بالجلوس عليها .. أن مابنا يقصينا عن جميع المحاكم , ولكن لي رأي في كاتمة أسرارك وهو هذا : كلما جلسنا لنتحدث تدخل علينا حضرتها وتجلس قبالتنا كمن يستعد لتدوين وقائع جلسه من جلسات مؤتمر سياسي . أسألكِ .. أسألكِ ياصديقتي هل نحن بحاجه إلى كاتمة الأسرار ؟ هذا سؤال مهم إذا كنتِ حقيقةً بحاجه إلى كاتمة أسرارك فعلّي .. إذاً أستدعي كاتم اسراري لإنني أنا ايضاً أريد تسيير أشغالي على الطراز الأول ! أتريدين كاتم أسرار أسراري أن يكون معنا ؟ انظري ياميّ : ههنا طفلان جبلاويان يمشيان في نور الشمس , وهناك أربعة اشخاص أمرأه وكاتمة أسرارها ورجل وكاتم اسراره .. ههنا طفلان يسيران يداً بيد .. يسيران بارادة الله .. وهناك أربعة أشخاص في مكتب يتجادلون ويتحاجّون ويقومون ويقعدون .. وكل منهما يحاول اثبات مايظنه بطلاً في الآخر.. ههنا طفلان , وهناك اربعة اشخاص فألى أي جهة يميل قلبك ؟ قولي لي إلى أي جهة؟ آه لو تعلمين مقدار تعبي مما لا لزوم له .. لو كنت تعلمين مقدار حاجتي الى البساطه .. لو كنتِ تعلمين مقدا حنيني إلى المجرد .. المجرد الأبيض , المجرد في العاصفه .. المجّرد الذي يبكي لايستر دموعه .. المجرد الذي يضحك ولا يخجل من ضحكه – لو كنتِ تعلمين , لو كنتِ تعلمين .. " وماذا أنا فاعل في هذا المساء " ليس الوقت مساءً نحن في الساعه الثانيه بعد منتصف الليل فالى أي مكان تريدين أن نذهب في هذه الساعه المتأخره ؟ الأفضل أن نبقى هنا في هذه السكينه العذبه .. هنا نستطيع ان نتشوق حتى يدنينا الشوق .. هاقد قبّل النعاس عينيكِ .. نامي ياصغيرتي .. نامي فأنتِ في وطنك .. أما أنا فسوف أسهر وحدي .. علي أن أبقى خافراً حتى الصباح .. قد ولدت لأبقى هكذا .. الله يحرسك دائماً جبران |
03-04-2004, 06:00 | #93 |
شـــاعرة
|
ماقولك في أن نتحول عن الإنشاء إلى الكلام البسيط ؟ " انتِ تحيين فيَّ وأنا أحيا فيكِ , أنتِ تعلمين ذلك وأنا أعلم ذلك " أليست هذه الكلمات القليله أفضل بما لايقاس من كل ماقلناه في الماضي ؟ ماذا ياترى كان يمنعنا عن التلفظّ بهذه الكلمات في العام الغابر ؟ أهو الخجل أم الكبرياء أم الأصطلاحات الأجتماعيه أم ماذا ؟ منذ البدء عرفنا هذه الحقيقه الأوليه فلماذا لم نظهرها بصراحة المؤمنين المخلصين المتجردين ؟ لو فعلنا لكنا انقذنا نفسينا من الشك والألم والندم والسخط والمعاكسات , المعاكسات التي تحوّل عسل القلب إلى مرارة وخبز القلب إلى تراب .. الله يسامحك ويسامحني . يجب أن نتفاهم , ولكن كيف نستطيع ذلك بدون أن يقابل الواحد منا صراحة الآخر بالتصديق التام ساعود لرسالة الأعترافات من أجمل الرسائل !!!! اخر تعديل كان بواسطة » نورة العجمي في يوم » 03-04-2004 عند الساعة » 06:49. |
22-06-2004, 03:25 | #94 |
|
رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!
ما أعذب رسالتك في قلبي. ما أحلاه في قلبي يا مي. ذهبت إلى البرية منذ خمسة أيام،و لقد صرفت الأيام الخمسة مودعا الخريف الذي أحبه و رجعت إلى هذا (الوادي)منذ ساعتين،و رجعت مثلجا، مجلدا ذلك لأني قطعت مسافة أطول من تلك المسافة الكائنة بين الناصرة و بشري في سيارة مكشوفة. ....ولكن....ولكن رجعت فوجدت رسالتك ، وجدتها فوق رابية من الرسائل و أنت تعلمين ان جميع الرسائل تضمحل من أمام عيني عندما أتناول رسالة من صغيرتي المحبوبه فجلست و قرأتها مستدفئا بها ز ثم أبدلت أثوابي ،ثم قرأتها ثانية ، ثم ثالثة ، ثم قرأتها ولم أقرأ شيئا سواها. أنت معي في هذه الساعه ، أنت معي يا مي ، أنت هنا ، هنا ، و أنا أحدثك و لكن بأكثر من هذه الكلمات أحدث قلبك الكبير بلغة أكبر من هذه اللغه و أنا أعلم أنك تسمعين ، أعلم أننا نتفاهم بجلاء و وضوح، وأعلم أننا أقرب من عرش الله في هذه الليله منا في أي وقت من ماضينا. أحمد الله و أشكره . أحمد الله و أشكره ، فقد رجع الغريب الى وطنه و عاد المسافر الى بيت أمه و أبيه . في هذه الدقيقة مرت بخاطري فكرة جليلة ، جليلة جداً . فاسمعي يا صغيرتي الحلوة : اذا تخاصمنا في المستقبل (هذا اذا كان لابد من الخصام) يجب أن لا نفترق مثلما كنا نفعل في الماضي بعد كل معركة . يجب أن نبقى ، برغم الخصام ، تحت سقف بيت واحد حتى نمل الخصام فنضحك ، أو يملنا الخصام فيذهب هازّاً رأسه . ما قولك في هذا الرأي ؟ لنتخاصم ما شئنا و شاء الخصام ، فأنت من إهدن و أنا من بشري ، و يبدو لي أن المسأله إرثية ! ولكن مهما جرى في أيامنا الآتية علينا أن نبقى ناظرين الى وجهينا حتى تمر الغمامة . و إذا جاءت كاتمة أسرارك و جاء كاتم أسراري ، و هما دائما سبب خصامنا ، يجب أن نخرجهما من بيتنا بكل لطف ، و لكن بأسرع وسيلة . أنت أقرب الناس الى روحي ، و أنت أقرب الناس الى قلبي و نحن لم نتخاصم قط بروحينا أو بقلبينا . لم نتخاصم بغير الفكر و الفكر شيء مكتسب ، شيء نقتبسه من المحيط ، من المرئيات ، من مآتي الأيام . أما الروح و القلب فقد كانا فينا جوهرين علويين قبل أن نفتكر . وظيفة الفكر الترتيب ، و هي وظيفة حسنة و لازمة في حياتنا الأجتماعية و لكن لا مكان في حياتنا الروحية القلبية . يستطيع الفكر (الجليل) أن يقول (إذا تخاصمنا في المستقبل يجب الاّ نفترق) يستطيع الفكر أن يقول هذا رغم أنه هو هو نفسه سبب كل خصامنا ، و لكنه لا يستطيع أن يقول كلمة واحدة عن المحبة لا يستطيع أن يقيس الروح بمقاييس كلامه و لا يستطيع وزن القلب بموازيين منطقة . أحب صغيرتي ، غير أني لا أدري بعقلي لماذا أحبها ، و لا أريد أن أدري بعقلي . يكفي أني أحبها . يكفي أني أحبها بروحي و قلبي ، يكفي أني أسند رأسي الى كتفها كئيبا غريبا مستوحداً فرحاً مدهوشاً مجذوباً ، يكفي أن أسير الى جانبها نحو قمة الجبل و أن أقول لها بين الآونة و الأخرى (انت رفيقتي ، انت رفيقتي) . يقولون لي يا مي إني من محبي الناس ، و يلومني بعضهم بأني أحب جميع الناس ، نعم ، أحب جميع الناس ، أحبهم بدون انتخاب و بدون غربلة أحبهم كتلة واحدة ، لكل قلب قبلة خاصة ، لكل قلب وجهة ذاتية يتحول اليها ساعات انفراده لكل قلب صومعه يختلي فيها ليجد راحته و تعزيته لكل قلب قلب يشتاق الى الأتصال به ليتمتع بما في الحياة من البركة و السلامة أو لينسى ما في الحياة من الألم . شعرت منذ أعوام بأني وجدت وجهة قلبي ، و كان شعوري حقيقة بسيطة واضحة جميلة . ها قد بلغنا ساعة متأخرة من الليل و لم نقل بعد سوى القليل القليل مما نريد أن نقوله . الأفضل أن نتحدث ساكتين حتى الصباح . و عند الصباح ستقف صغيرتي المحبوبة بجانبي أمام أعمالنا الكثيرة . و بعد ذلك ، بعد انقضاء النهار و مشاكله ، سنعود و نجلس أمام هذا الموقد و نتحدث . و الله يحرسك |
22-06-2004, 03:38 | #95 |
|
رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!
لقد كان يومنا هذا مفعما بالأعمال . منذ الساعة التاسعة صباحا حتى هذه الساعة و نحن نودع قوما لنسلم على قوم آخرين . غير أني كنت أنظر نحو رفيقي بين الدقيقة و الدقيقة و أقول لها : أحمد الله و أشكره ,أحمد الله و أشكره فقد تلاقينا ثانية في غابتنا و في جيب كل منا رغيف من الخبز بدلا من كتاب أو لوح تصوير . أحمد الله و أشكره فقد عدنا لنرعى قطيعنا في الوادي الهادئ بعد ان كنا أستاذين في مدرسة ! أحمد اللهو اشكره لأن مريم الحلوة تسمعني صامتا مثلما اسمعها صامته , و تفهمني مشغوفا مثلما افهمها عطوفه . لقد حمدت الله و شكرت النهار و طوله لأن مي كانت طول النهار تتكلم بلساني و تأخذ بيدي و تعطي بيدي . و كنت طول النهار أنظر بعينيها فأرى اللطف في وجوه الناس , و أصغي بأذنيها فأسمع العذوبة في اصواتهم . و انت تسألين عن صحتي , و عندما تسألين عن صحتي تتحول بنيتي الى أم كلها حنان . صحتي جيده جدا . فقد ذهبت تلك العله و تركتني قويا متحمسا رغم البياض الذي تركته في شعر صدغي ! و الغريب انني داويت نفسي بنفسي فكنت عمليا اجرائيا بعد ان تقرر لدي ان الأطباء خياليون هائمون في اودية الظنون والتخمين . لقد كانوا يهتمون بدرس النتائج و يحاولون ازالتها بالعقاقير أما الأسباب فلم يحفلوا بها . و لما كان (صاحب البيت أدري بالذي فيه ) ذهبت الى البحر و الغاب وصرفت بينهما ستة اشهر متوالية فزالت الأسباب و زالت التتائج . ما قولك في وضع كتابفي(الطب الحديث)؟ هل تشاركيني بتأليفه ؟.... امامنا الأن مسأله مهمة علينا ان نبحث فيها :تذكرين طبعا انك اظهرت لي منذ اسابيع (سرا) هائلا . و تذكرين انك لم تظهري (السر) الا بعد ان اقبل (شروطك) , و الغريب اني قابلتها قبل ان اعرفها . فما هي تلك الشروط ؟ تفضلي يا ستي مريم و قولي لي ما هي شروطك فأنا مستعد لتنفيذها . لقد ترددت كثيرا في اماطة النقاب عن (السر) فاصبحت بدون شك مشتاقة الى تمزيق النقاب عن الشروط .قولي ماذا تريدين ؟ و ما هي الضمانات او التعويضات التي ترغبين فيها ؟ انما الشروط شروط , و على المغلوب قبولها و تنفيذها و لكن ـ و لكن لا أخفي عنك اني بعد تحقيق تلك الشروط سأنظر في امر هذه النقرة او شبه النقرة , التي تضحك من ذقني ! اتظنين اني اصبر على شئ منخفض في ذقني يضحك مما برز منها ؟ كلا! سوف استر هذه النقرة الشريرة التي لا تحترم محيطها ( الموقر بجموده و نقمته) , سوف ادفنها في لحية كثيفة و طويلة , سوف اكفنها بما ابيض من شعري ثم اضعها في تابوت مما بقي من سواده . نعم سوف اثأر لنفسي من هذه النقرة الوقحة التي تجهل انها ملتصقة بمن اذا غضب غضبت الكائنات , و اذا ابتسم ابتسمت معه ! سنعود غدا الى حديثنا , اما الآن فلنصعد الى السطح و نقف امام نجوم الليل هنيهة ... قولي لي يا صغيرتي المحبوبة , هل الليل اعمق و اروع من قلب الإنسان ؟ و هل مواكب النجوم اهيب و اجمل مما يتمشى في قلب الإنسان ؟ و هل في الليل او بين النجوم شئ أقدس من هذه البيضاء الشعلة ؟ جبران |
22-06-2004, 03:43 | #96 |
|
رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!
بماذا أجيب على كلماتك بشأن كتاب (النبي)؟ ماذا اقول لك ؟ ليس هذا الكتاب سوى القليل من الكثير الذي رأيته و اراه في كل يوم في قلوب الناس الصامتة و في ارواحهم المشتاقة الى البيان . لم يقم في الأرض من استطاع ان يأتي بشئ من عنده كفرد واحد منفصل عن الناس كافة . و ليس بيننا اليوم من يقدر على أكثر من تدوين ما يقوله الناس له على غير معرفه منهم. انما (النبي) يا مي اول حرف من كلمة ... توهمت في الماضي ان هذه الكلمه لي وفي مني لذلك لم استطع تهجئة اول حرف من حروفها , و كان عدم استطاعتي سبب مرضي بل و كان سبب ألم و حرقة في روحي . و بعد ذلك شاء الله و فتح عيني فرأيت النور , ثم شاء الله و فتح اذني فسمعت الناس يلفظون هذا الحرف الأول شاء الله و فتح شفتي فرددت لفظ الحرف : رددته مبتهجا فرحا لأني عرفت للمره الأولى ا ن الناس هم هم كل شئ و اني بذاتي المنفصلة لست شيئا . و انت اعرف الناس بما كان في ذلك من الحرية و الراحة و الطمأنينة انت اعرف الناس بشعور من وجد نفسه فجأة خارج حبس ذاتيته المحدودة . و انت يا مي , انت صغيرتي الكبيرة , تساعدني الآن على الاصغاء الى الحرف الثاني و سوف تساعديني على لفظه , و ستكونين معي دائما . قربي جبهتك يا مريم , قربيها ففي قلبي زهرة بيضاء اريد ان اضعها على جبهتك . ما اعذب المحبة عندما تقف مرتعشة مخجولة امام نفسها . . الله يحرس صغيرتي المحبوبة . |
22-06-2004, 03:47 | #97 |
|
رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!
تلقت مي مغلفا يتضمن بطاقة بريدية تحمل رسالة قصيرة في اسفل الصورة و أتمها على ظهرها هذا نصها : كان هذا الوادي في الصيف الغابر يذكرني بأودية لبنان الشمالية . لا , لا اعرف عيشا اهنأ من عيش الأودية . و احب الأودية يا ماري في الشتاء و نحن امام موقد , و رائحة السرو المحروق تملأ البيت , و السماء تنثر الثلوج خارجا و الريح تتلاعب بها , و قناديل الجليد مدلاة وراء زجاج النوافذ و صوت النهر البعيد و صوت العاصفة البيضاء يتآلفان في مسامعنا ... و لكن اذا لم تكن صغيرتي المحبوبة قريبة مني و لا الوادي , و لا الثلج , و لا رائحة عود السرو و لا بلور و قناديل الجليد و لا أنشودة النهر , و لا هيبة العاصفة ... بعدا (لها كلها) اذا كانت صغيرتي المباركة بعيدة عنها و عني . و اسعد الله مساء الوجه الحلو المحبوب. جبران |
26-06-2004, 15:38 | #98 |
شــاعر
|
رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!
[c] امر كلما دخلت النت هنا واسجل حضوري واتناقص احرفي بنظري واشطبها اردد في اعماقي .. شكرا للجازي وامضي ... اسمحي لي بتدوينها اليوم لتقرئيها من القلب ... شكرا تحياتي سالم [/c] |
27-06-2004, 01:08 | #99 |
رفيــق الحــزن
|
رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!
الجازي .. ربما اكون متأخرا كثيرا ولكن صدقيني كنت في هذا الموضوع لحظة بلحظة رسالة برسالة وكلمة كلمة .. لم امل القرائة وكان سبب تاخير ردي لكي لا يكون رد والسلام وتادية واجب .. ولكن عندما رايت الرقم وقد تجاوز الـ 99 اخترت ان اكون الزائر رقم ميه ليكون رقمي مميزا في موضع جدا رائع ومميز على مستوى النت بأكملة وهذي حقيقة وليست مجاملة .. ولكن لدي تساؤل بسيط هل لوكان جبران ومي يعيشون تحت سقف واحد سيكونان بهذا الزخم العاطفي الكبير ؟ انا لا اعتقد ذلك لان البعد والاشتياق قد تولد العاطفة وتجدد المشاعر وتؤجج القلوب . لك كل التقدير وكل الشكر على موضوعك الرائع وسأبقى متابعاً وبشغف . تحياتي . |
27-06-2004, 14:59 | #100 |
شــاعر
|
رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!
[c] اليوم دخلت ... ومررت ... بحثا عن البقيه ساعود لاني لم اجدها ... ربما غدا تحياتي [/c] |
01-07-2004, 07:24 | #101 |
|
رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!
نحن اليوم رهن عاصفة ثلجية جليلة مهيبة , و انت تعلمين يا ماري اني احب جميع العواصف خصوصا العواصف الثلجية . احب الثلج , احب بياضا و احب هبوطه و احب سكوته العميق . و احب الثلج في الأودية البعيدة المجهولة حيث يتساقط مرفرفا ثم يتلألأ بنور الشمس ثم يذوب و يسير منشدا اغنيته المنخفضة . احب الثلج و احب النار , و هما من مصدر واحد , و لكن لم يكن حبي لهما قط سوى شكل من الأستعداد لحب اقوى و اعلى و اوسع. ما الطف قول من قال : يا مي عيدك يوم ... و انت عيد الزمان لا بأس ـ على اني اخشى بلوغ النهاية قبل الحصول على هذا الشرف و هذا الثواب . لنعد هنيهة الى (عيدك) اريد ان اعرف في أي يوم من ايام السنة قد ولدت صغيرتي المحبوبة . اريد ان اعرف لأني اميل الى الأعياد و الى التعييد . و سيكون لعيد ماري الأهمية الكبرى عندي . ستقولين لي (كل يوم يوم مولدي يا جبران) و سأجيبك قائلا (نعم , و انا اعيد لك كل يوم و لكن لا بد من عيد خصوصي مرة كل سنة) . تقولين لي انك تخافين الحب . لماذا تخافينه يا صغيرتي ؟ أتخافين نور الشمس ؟ أتخافين مد البحر ؟ أتخافين طلوع الفجر ؟ أتخافين مجئ الربيع ؟ لما يا ترى تخافين الحب ؟... انا اعلم ان القليل في الحب لا يرضيك , كما اعلم ان القليل في الحب لا يرضيني . انت و انا لا و لن نرضى بالقليل . نحن نريد الكثير . نحن نريد كل شئ . نحن نريد الكمال . اقول يا ماري ان في الارادة الحصول لا تخافي الحب يا ماري , لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي علينا ان نستسلم اليه رغم ما فيه من الألم و الحنين و الوحشة و رغم ما فيه من الالتباس و الحيرة . اسمعي يا ماري : انا اليوم في سجن من الرغائب . و لقد ولدت هذه الرغائب عندما ولدت . و انا اليوم مقيد بقيود فكرة قديمة , قديمة كفصول السنة , فهل تستطيعين الوقوف معي في سجني حتى نخرج الى نور النهار و هل تقفين الى جانبي حتى تنكسر هذه القيود فنسير حرين طليقين نحو قمة جبلنا ؟ و الله يحرسك يا رفيقة قلبي الحبيبة |
01-07-2004, 07:27 | #102 |
|
رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!
يا ماري ـ انت تعرفين سبب سكوتك اما انا فأجهله . و ليس من العدالة ان يكون جهل المرء مصدرا لتشويش ايامه و لياليه . الأعمال و الاقوال بالنيات اخبرني يا صغيرتي المحبوبة عما حدث لك اثناء العام الغابر . اخبرني و اكسبي اجري . و الله يحرسك و يملأ قلبك من انواره . |
01-07-2004, 07:32 | #103 |
|
رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!
ما اعذب صغيرتي المحبوبة تذكرني في صلاتها كل يوم . اعذبها و ما اكبر قلبها و ما اجمل روحها . و لكن ما اغرب سكوت صغيرتي المحبوبة , ما اغرب سكوتها . ذلك السكوت الطويل كالأبدية ـ ذلك السكوت الذي لا يترجم الى أية لغة بشرية . الا تذكرين انه لما جاء دورك في الكتابة لم تكتبي ؟ أولا تذكرين اننا تعاهدنا على معانقة الصلح و السلام ؟ و انت تسألين عن حالي , و عن (خاطري) , وعن الأمور التي تشغلني , اما حالي فهو مثل حالك مثل حالك تماما يا ماري . اما خاطري فلم يزل في الضباب حيث اجتمعنا ـ انت و انا ـ . اما الأمور التي تشغلني في هذه الأيام فهي من الأمور المضطربة المشوشة , تلك الأمور التي لا بد لمن كان مثلي من اجتيازها رغب فيها , او لم يرغب . الحياة يا مريم اغنية جميلة , فبعضنا يجئ نبرة في تلك الأغنية و بعضنا يجئ قرارا . و يبدو لي يا مريم اني لست بالنبرة و لست بالقرار . يبدو لي اني لم ازل في الضباب في ذلك الضباب الذي جمعنا منذ الف سنة . على اني رغم كل شئ أشتغل مصورا اكثر الأيام و في بعض الأيام اهرب الى مكان بعيد في البرية و في جيبي دفتر صغير ـ و سوف ابعث اليك بشئ من هذا الدفتر يوما ما . هذا كل ما اعرفه الآن عن (انا) فلنعد ان شئت الى موضوعنا المهم , لنعد الى حبيبتنا الحلوة : كيف حالك و كيف حال عينيك ؟ وهل انت سعيدة في القاهرة مثلما انا سعيد في نيويورك ؟ و هل تمشين ذهابا و ايابا في غرفتك بعد منتصف الليل ؟ و هل تقفين بجانب نافذتك بين الآونة و الأخرى و تنظرين الى النجوم ؟ و هل تلتجئين بعد ذلك الى فراشك , و هل تجففين ابتسامات ذائبة في عينيك بطرف لحافك ـ هل انت سعيدة في القاهرة مثلما انا سعيد في نيويورك ؟ افكر فيك يا ماري كل يوم و كل ليلة , افكر فيك دائما و في كل فكر شئ من اللذة و شئ من الألم . و الغريب اني ما فكرت فيك يا مريم الا و قلت لك في سري (تعالي و اسكبي جميع همومك هنا , هنا على صدري) و في بعض الأحيان اناديك بأسماء لا يعرف معناها غير الآباء المحبين و الأمهات الحنونات . و ها اني اضع قبلة في راحة يمينك , و قبلة ثانية في راحة شمالك , طالبا من الله ان يحرسك و يملأ قلبك بأنواره , و ان يبقيك احب الناس الى ... جبران |
01-07-2004, 07:40 | #104 |
|
رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!
يا ماري ـ كنت في السادس من هذا الشهر افكر فيك كل دقيقة بل كل لحظة و كنت اترجم كل ما يقوله لي القوم الى لغة ماري و جبران ـ و تلك لغة لا يفهمها من سكان هذا العالم سوى ماري و جبران ... و انت تعلمين طبعا ان كل يوم من ايام السنة هو يوم مولد كل واحد منا ... ان الاماركيين ارغب شعوب الأرض في التعييد و في ارسال الهدايا و الحصول عليها . و لسر خفي عني يعطف الاماركيون علي خلال هذه المواسم و في السادس من هذا الشهر اوقعتني شدة عطفهم مخجولا امام نفسي مغمورا بعرفان الجميل . و لكن يعلم الله ان الكلمة الحلوة التي جاءتني منك كانت احب لدي و اثمن عندي من كل ما يستطيع الناس جميعهم ان يفعلوا امامي . الله يعلم ذلك , و قلبك يعلم . و بعد التعييد جلسنا , انت و انا , بعيدين الا عما بنا و تحدثنا طويلا , و قلنا مالا يقوله سوى الحنين و قلنا ما لا يقوله سوى الامل . ثم حدقنا بنجم بعيد و سكتنا . ثم عدنا الى الكلام فتحدثنا حتى الفجر . و كانت يدك المحبوبة فوق هذا المكان الدقاق حتى الفجر . والله يرعاك و يحرسك يا مريم . . و الله يحفظك لمحبك . |
01-07-2004, 08:19 | #105 |
|
رد : صفحات خالده من جبران خليل جبران إلى مي زياده ..!!
يا ماري . قد سببت لك تلك المحفظة الصغيرة القلق و الأنزعاج , فاغفري لي . و لقد توهمت انني ارسلتها على احسن السبل و اسهلها فجاءت النتيجة بالعكس , فسامحيني يا صديقتي و اكسبي اجري . اذا قد قصصت شعرك ؟ قد قصصت تلك الذوائب الحالكة ذات التموجات الجميلة ؟ ماذا يا ترى اقول لك ؟ ماذا اقول و قد سبق المقص الملام ؟ لا بأس , لا بأس . علي ان اصدق ما قاله لك ذلك المزين الروماني... و لم تكتفي صديقتي المحبوبة بأنها اخبرتني عن تلك الخسارة الفادحة بل شاءت ان تزيد (على الطين بلة) فأخذت تحدث (فنانا شاعرا شغف بشعر الحضارة و الشقرة فهو لا يروقه الا الشعر الذهبي , و لا يترنم الا بجمال الشعر الذهبي و لا يحتمل في الوجود الا الرؤوس ذات الشعر الذهبي) ربي , اغفر لماري كل كلمة من كلماتها وسامحها و اغمر هفواتها انا ارى مظاهر حسنك و جمالك في كل مكان و في كل شيء . و انه يترنم بجمال الشعر الحالك مثلما يترنم بالشعر الذهبي . و انه يتهيب امام العيون السوداء مثلما يتهيب امام العيون الزرقاء . لنعد الآن الى حال عينيك . كيف حال عينيك يا ماري ؟ انت تعلمين , انت تعلمين بقلبك ان حال عينيك يهمني الى درجة قصوى . و كيف تسألين هذا السؤال و انت تشاهدين بعينيك ما وراء الحجاب . انت تعلمين ان القلب البشري لا يخضع الى نواميس القياسات و المسافات و ان اعمق و اقوى عاطفة في القلب البشري تلك التي نستسلم اليها و نجد في الأستسلام لذة و راحة و طمأنينة مع اننا مهما حاولنا لا نستطيع تفسيرها او تحليلها . يكفي انها عاطفة عميقة و قوية . فلم السؤال و لم الشك ؟ و من منا يا ماري يستطيع ان يترجم لغة العالم الخفي الى لغة العالم الظاهر ؟ من منا يستطيع ان يقول (في روحي شعلة بيضاء اما اسبابها فكذا و كذا , و اما معناها كذا و كذا , و اما نتائجها فستكون كذا و كذا ) ؟ كفى المرء ان يقول لنفسه (في روحي شعلة بيضاء). قد سألت عن عينيك يا ماري لأنني كثير الاهتمام بعينيك , لأني احب نورهما , و احب النظرات البعيدة فيهما , و احب خيالات الاحلام المتموجة حولهما . و الله يحفظك دائما . جبران |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|