03-12-2005, 10:11 | #106 | |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
أيتها الأخت النبيلة ... لاغرابة .. في أن تكون العذوبة والملوحة معا .. زمنًا لتاريخ لايجيء ..! للرحيل نكهة من أريج الحنين دائما ، حين يقبل بحرير الكلام .. أيتها الــ..... نبيلة سأصدقك مطلقا .. كانت عذوبة النهر دائما بداية ، وكانت الملوحة في أحايين كثيرة رحيل النهر للبحر والذوبان في ملوحته .. أليس قدرا أن تركض الأنهار جميعها نحو البحر لتذوب عذوبتها بملوحته .. ألا يعني هذا أن الملوحة أعم وأشمل ؟! يا الله .. حتى المطر حينما ( يفلتره ) الفضاء بسموّه وارتفاعه تعود أمطاره وسيوله وأنهاره جميعها للبحر .. فلا تؤثر به بعذوبتها المستحدثة ولا تنقصه حينما تغادره بفعل تسلّط الضوء عليه ...! هذه هي رؤيا العذوبة والملوحة ..فالغيم لاينقص البحر حين يغادره للسماء .. ولاينقص من ملوحته حينما يعود إليه عذبا ... أما عني فأقف في جهة خامسة دائما تحت مظلة الضياع الوجودي .. أبحث عن غصن زيتون عائم منذ زمن ( فاتن ) وآمل مطلقا أن لايأخذه النهر معه لملوحة البحر : ...! : كيف لي بعد أن لمَّني البحرُ في رغوةٍ أن أعودَ إلى النهرِ غصنا لزيتونةٍ ذابلةْ ..! ؟ كيف لي أن أمرَّ ببابكِ لا أسألُ الريحَ عن جهةِ القافلةْ .. ؟! الصباحُ الذي ينتقي الطيبين صباحي الجراحُ التي خالجتهم جراحي ..! قلتُ للوقتِ : يا سيدي : من تكونُ التي منحتْ شَعرها قبلةً ثم غابتْ من تكونُ التي كفرت بالهوى ثم تابتْ ؟! كيف لا أسأل الطيبين الذين يقولون إن المدينةَ ليستْ كما وردتْ في كتابكَ ... ليست كما تشتهي ( فاضلة ) ..! قلتُ للقلبِ من أين نبدأ أيُّ السجائرِ تحتاجها الآن كي تحترقْ ..؟ أنَّ ثم اختنقْ ..! كاد أن يتبلَّل بالموتِ حتى غرقْ ..!! كيف لي بعد أن لمَّني البحر في رغوةٍ أن أعودَ إلى مقصفِ الحبِّ أعنية في فم النادلة ..!!!؟ أيتها النبيلة تظل معاودتك هنا صباحًا آخر ينقش الضوء في رؤوس المآذن .. لاحرمني الله أريحية روحك .. |
|
03-12-2005, 14:20 | #107 | |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
يانورة ... يا أخت البياض الشعر ماحاك في نفسك وحرصتَ بإطلاع الناس عليه ... ! دعيني أتحدَّث معك عن سيرة الإيقاع أو موسيقى الشعر بشكل عام .. فأقول بجرأة وموضوعية تاريخية صرفة إن نظرية العروض بشكلها الكامل والناضج على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي كانت في الأصل نظرية تربوية لانظرية فنية ..على اعتبار أن الشعر العربي القديم تحمّل بمفرده مؤونة حفظ اللغة والتاريخ العربي قبل عصر التدوين .. فمما لاشك فيه ان الخليل بن احمد الفراهيدي.. شخصية عبقرية فريدة في تاريخ القصيدة العربية.. من خلال نظرية العروض الشهيرة التي جاء بها في اواخر القرن الهجري الثاني.. فقد رسم ببراعة فائقة (النوتة) الموسيقية للقصيدة العربية على اختلاف ايقاعاتها المعروفة.. والموروثة آنذاك.. وهو قفزة عبقرية فذة في مجال التعامل مع الصوت قياساً بتلك الحقبة الزمنية.. لكن السؤال الجدير بالطرح هنا.. ما هو الدافع وراء وجود هذه النظرية.. طالما جاءت تطبيقاً على ما هو موجود..؟ هل الهدف من وجود هذه النظرية.. هو تعلم الشعر؟ وهل الشعر لا يكون الا بدراسة هذه النظرية واتقانها؟ الحقيقة، المنطق يخالف ذلك بدليل انتشار الشعر وشيوعه بل وتغلغله في نفس العربي.. قبل نظرية العروض الخليلية الشهيرة هذه.. وفي المقابل يبدو الدافع من وجودها هو العبقرية التربوية التي سيطرت على ذهن الخليل بن احمد حين تكشف له وبوضوح ان الشعر خاصة وعاء التاريخ والعلوم والثقافة العربية.. وهذا تحديداً هو ما يفسر لنا تجاهل الخليل لبحر المتدارك الذي جاء به بعده تلميذه الاخفش.. ولم يكن سهواً من الخليل بقدر ما كان عدم شيوع هذا البحر الشعري هو من اهم مسوغات تجاهله.. ذلك انه لا يخدم نظريته التربوية التي اشرت اليها.. مثل هذه الفكرة تفتح لنا آفاقاً من التأمل والملاحظة.. بل وتفتح ابواباً من التأويلات الحلمية.. لعل اهمها.. هو ماذا لو ان عقلية عبقرية كالخليل.. طرقت باب الشعر بنظرية فنية لا تربوية..؟ ان ما قدمه الخليل بن احمد للشعر.. كقيمة (وعائية) يفوق كثيراًما قدمه من الناحية الفنية.. ولعل السقوط الشنيع للشعر في عصر الدول المتتابعة أو عصر ( الانحطاط ) كما يحلو للبعض تسميته شاهد حي على الاحتفال بالصنعة التي سعى اليها الخليل دون قصد.. وهي ذاتها المفسر الوحيد للغياب شبه الكلي للقصيدة التقليدية ذات الآفاق الشعرية.. في الوقت الحاضر .. والحديث هنا يتعلق بالقصيدة الفصحى .. إذا ومن هذا كله يتبين لنا أن نص التفعيله حاول جاهدًا تفعيل الدور الموسيقي في الشعرية العربية بشكل عام وباختصار أكبر ولمزيد من التوضيح ..يمكننا تشبيه النص العمودي بالأغنية ذات اللحن الواحد في حين تبدو قصيدة التفعيلة أغنية بـ ( كوبليهات أو ألحان ) متعددة يتماهى كل لحن أو إيقاع مع الجو النفسي للقالب الشعري .. أما فيما يتعلق بالنثر .. فأجمل النصوص النثرية هي تلك القادرة على إلغاء ذاكرتنا العربية المموسقة ..بمعنى آخر ذلك النص الذي يدهشنا بشحنته التعبيرية والتصويرية الفائقة فننسى أنه خالٍ من الموسيقى أو الإيقاع الشعري ونفتتن بقالبه الإبداعي سواء على شكل صورة شعرية منثورة أو التقاطة رؤيوية فارهة ... وهو النص الأكثر حضورا في الساحة العربية في الوقت الراهن ربما بدعوى أن الموسيقى الشعرية تشغل حيزًا كبيرا من الشاعرية لصناعة الإيقاع أو ضبطه .. والواقع أن ظهور الصنعة في الشعر في فترة ما جعلت الكثيرين ينفرون من الموسيقى الشعرية للكتابة النثرية في بعض الأحيان ... بالنسبة للموشحات الأندلسية .. جاءت في هيئتها العامة على مجزوء الأوزان التقليدية كبحر الكامل أو المتقارب .. لكنها اكتفت أحيانا ببتره .. وتميزت عن بقية أنواع الشعر بمايسمى بالخرجات في الموشح ... وحقيقة كانت الموشحات بصفة عامة مخصصة للغناء واقتصر دورها عليه كذلك استفادت بلغتها من تمازج الحضارة العربية بالأوروبية على مستوى الرؤيا الإبداعية .. ومع تهاوي الحضارة العربية في أسبانيا ضمُرَ هذا الفن .. وأصبحت عملية إحيائه تعتمد على اجترار ماكُتِب نتيجة اقترانه ببيئة وحضارة زائلة .. ياأخت الصدق .. لاتزال عملية معاودة هذه الصفحة محل تقديري وامتناني .. لاحرمني الله قلوب إخوتي وحسن ظنهم بي.. |
|
03-12-2005, 22:43 | #108 | |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
ثامر ..ياصديقي البهي .. مرحبًا بك مجدَّدا سأوجز لك رؤيتي حول هذا الأمر في محورين رئيسين .. وآمل بالفعل أن تشتمل على مايزيل حيرتك .. أو تشكيكك في أهمية المنهج النقدي المعرفي لدراسة الفنون الأدبية ومنها الشعر بنوعيه الفصيح والمحكي ... أولاً : أدوات الناقد المعرفي .. على الناقد المعرفي ( وأقصد به النقد الموضوعي المنهجي الذي يتجاوز عملية الحكم على النصوص بالجودة والرداءة إلى التنظير للفن والتقعيد له ) لا النقد الانطباعي أو ما أشرت الى صاحبه في مداخلتي السابقة بمصطلح ( المثمّن ) .. فأقول إن على أي ناقد منهجي يتصدّى لنص ما الإلمام بكل ما يتعلق بالنص وأهمها لغة النص .. ولهذا تحديدًا يختص ناقد معين بشعر معين في حين ليس من الضروري أن يكون كل ناقد أكاديمي مثلا قادرا على نقد كل النصوص حينما لاتكتمل أدواته النقدية حولها ... وهذا ماجعل مثلا ناقدًا مثل الدكتور عبد الله المعطاني أستاذ الأدب بجامعة الملك عبد العزيز يختص بقراءات متميزة في الشعر الشعبي من خلال دراساته لنصوص الشاعر خالد الفيصل في الوقت الذي اختص غيره بنقد نصوص محكية أخرى بلغة أكثر عصرية ورؤى أقرب معاصرة وهكذا .. وكل هذا بالتخصص المعرفي والمنهجي .. ثانيا : طبيعة الشعر المحكي لأن الشعر الشعبي أو المحكي هو في الأصل فن تلقائي عفوي انطباعي في مجمله يتفاوت بحسب الذوق العام للمجتمع من خلال اللغة والمعنى يظل المنهج النقدي الذي يمكن أن يؤطره منهجًا خاصا جدا .. لدرجة أنه قد يبدو للبعض متأرجحا وعائما وغير واضح المعالم .. وهذا ماأثار اللبس لديك وأدخلك في دائرة الحيرة التي ذكرت .. وعدم وضوح هذا المنهج الشعري الواضح أدى كثيرا إلى غياب الناقد المنهجي وبرز حينها دور ( المثمّن ) .. لكننا بصدق لايمكن أن نسلّم برأي انطباعي وعشوائي لايتكئ في الأصل على نظريات أدبية واضحة المعالم أو أسس موحدة .. فافتقد بالتالي في كثير من أزمنته التاريخية المتراتبة إلى منهجية النقد لتقتصر الرؤيا الفنية فيه على الحكم بالجودة والرداءة فقط .. صحيح أن الجانب الموروثاتي والعرفي القابع في ردهات الخبرة والعرف السائد في هذا الشعر ذو أهمية كبيرة واعتمد عليه الشعر كثيرا عن طريق مايعرف بـ ( المثمن ) الذي يصفه الأستاذ الباحث عبد الرحيم الأحمدي في كتابه أهل الكسرة بقوله : ( هو الناقد الذي يرجع إليه في الحكم على جودة القصيدة الشعبية من ضعفها إذا ما اختلف الشعراء حول قضية فنية في القصيدة فإن المثمن يفصل بينهم ، ويكون حكمه مقبولا ...) لكن هذا المثمن ظل بذرة نقدية نمت وذوت في التربة ذاتها ..! وأصدقك ياصديقي البهي لايمكنه اليوم في عصر المنهجية النقدية والأسس والنظريات العامة للنقد أن تتاح له بانطباعيته أو خبرته حمل لواء النقد أو تقويم الشعر المحكي الذي تتعاطاه الآن طبقة مثقفة جدا مهما نبع منه وإليه في طور محاولاتنا الجادة للدخول بهذا الفن الاجتماعي الخاص كشعر ناضج إلى وهج التنظير والتقعيد النقدي المنهجي والموضوعي معا .. طاب وقتك دائما ياثامر |
|
03-12-2005, 23:44 | #109 |
النجدية
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
مازلنا بصدق نواصل الاستمتاع والفائدة ..ونحاول جاهدين استثمار هذه الفرصة الأدبية المؤثرة جدا في هذه الصفحات .. تبعا لكرمك الكبير ورقي إجاباتك وحوارك .. 0 0 0 نظرة خاطفة سريعة .. لما يتركه الوافي في صفحاته ، تكشف لنا بوضوح كبير انشغاله الكثيف بالمرأة كعنصر شعري أو لنقل غرض شعري ولا غرابة في ذلك حين انشغل بها الشعراء جميعهم ..حتى نكاد نجزم على أن التاريخ لم يشهد شاعرا لم يتغزّل بامرأة دائما .. وإذا كنا نؤمن بطبيعة النشر الالكتروني ..وتقديم السائغ منه للقراء .. فإن نظرة قرائية عميقة في تجربة الشاعر الوافي التوثيقية وأعني بها الطباعية تضعنا أمام دوران فني مؤثر في تجربته فـ ( رماد الحب 89 م ) امرأة فقيدة كما ذكرت هذا في أكثر من مناسبة ، و( وحدها تخطو على الماء 2004 ) امرأة قصيدة وبينهما رائحة الزمن الآتي ( 97 ) وما ( سقط سهوا 2000م ) ، هل يمكننا أن نعتبر من خلال هذا الدوران حول المرأة أن هناك مركزية للأنثى في تجربة شاعرنا ، مهما تعددت الأغراض الشعرية وتنوعت لديه ..؟ طاب حضورك دائما . |
04-12-2005, 06:38 | #110 | |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
تعرفين أيتها الفاضلة .. يبدو لي بالفعل أنها مداخلة عميقة جدا و سؤال مكثّف كثافة الأنثى ذاتها .. أيتها البيضاء .. أليست السماء أنثى ، والشمس أنثى ، والأرض أنثى ، والسحابة أنثى .. هذا التأنيث العظيم للكون يدفعنا دائما إلى الوقوف أمام الأنثى ( الشجرة ) ذات الأوراق والأغصان المتشابكة ، وقفة تدبّر وتأمل .. قد تقفها الأنثى كثيرا فلا تحتفل بها قرينتها حين تنتظر وقفة الذكر وحده ليتأملها .. وهذا ماجعلها على مدى التاريخ تبحث عن مرآتها في عينيه ، والرجل ذاته لم يجد في جمال الكائنات ماهو أجمل منها ولهذا شغلته دائما فشغلها معه بها .. هذه طبعا رؤية عقلية وجدانية عامة على المستوى الحياتي العام كما أشرت سابقا ، والشعر ذاته صوت الجوهر الإنساني الذي تحمّل هذه الرؤية واستعذبها .. ولهذا ـ وكما تفضلتِ ـ بالقول نكاد لانجد في تاريخ الشعر في العالم شاعرًا لم يتغزّل بامرأة .. فالمرأة ( وهي ) أجمل ماخلق الله من فئة ( الأنثى ) على اعتبار أن الله تعالى خص الإنسان بالخَلْق القويم ظلّت نقطة مركزية للشعر عامة .. اشترك في مناجاتها شعراء الأرض جميعهم ولعلي واحدا منهم ... وعن تجربتي الشعرية الخاصة فليس بمقدورنا بالفعل أن نؤطّر التجربة أيتها النبيلة ، ربما لم يستوفِ رماد الحب ذو النزعة البكورية على مستويات متعددة التجربة العاطفية حينما تكون المرأة أكبر من ذاكرة ، وأكثر بكثير من هم خاص ، وحدها تخطو على الماء ، حاولتُ جادا أن أجعل من الأنثى فيه وعاء حياتيا يتوازى مع مكانتها على مر التاريخ ، لابوصفها خدينة القلب أو رفيقة السمر الوجداني بل بوصفها حياة متكاملة تستوعب كل قضايانا وهمومنا القومية والاجتماعية ، وقد سبق للصديق الشاعر يحي الأمير أن أشار بهذا في معرض تقديمه للمجموعة في صحيفة الرياص ،وعليه فإن حضور المرأة في المجموعة الجديدة حاول أن يتجاوز تقليديته .. كذلك تقول الناقدة ( ليلى الجهني ) في معرض استعراضها للمجموعة بصحيفة الرياض : هكذا هي المرأة القصيدة التي حق لها أن تخطو على الماء وحدها حينما منحها الوافي ذاكرته ورؤاه معا ، بعد أن استطاعت أن تحدث انقلابا شعريا ممثلا بالوافي الذي عرف بغزارة انتاجه حين تمكَّنت من أن تكون الإبرة التي تتأرجح عليها إشكالية القصيدة ذات الصبغة الرومانتيكية والمتماهية مع رؤيا العصر الفنية والنفسية .. واستطاعت بالتالي أن تشكل من الوافي موسوعة للشعر الوجداني على امتداد عصوره بدءا بالعذريين وانتهاء بنزار قباني .. وحين نتجه للمرأة في مجموعة الشاعر إبراهيم أحمد الوافي الشعرية الجديدة ( وحدها تخطو على الماء ) الصادرة في الأيام الأولى من العام الميلادي 2004م لا نقصد بذلك توجيه النص لها مباشرة حين تبدو كل النصوص ( امرأة واحدة ) تتمدد على سرير القصيدة في طقوسها وانفعالاتها ضمن اعتراف ضمني بقدرتها على أن تشكل القصيدة ، ولكن لأنها كما يبدو تحدث انقلابا فنيا ورؤيويا لدى الوافي الذي ظهر في مجموعته الشعرية الثالثة ( سقط سهوا ) متشبِّعا بالتراث مزاوجا فيه بين عمليتي التوظيف والتمثُّل وموجها له جاعلا من القصيدة الفكرية القادرة على معالجة القضايا الإنسانية الجمعية همًّا إبداعيا خالصا ، بعد أن تفاوتت نصوصه في مجموعتيه الأولى ( رماد الحب ) والثانية ( رائحة الزمن الآتي ) بين البكاء على حبيبة مفقودة في الأولى ، ومحاولة الخروج من صدمة البداية وتأسيس رؤيا شعرية خاصة في الثانية ، وكنا حينها نكاد نجزم على أن الوافي اتخذ من النصوص ذات الطابع التأملي والفكري منهجًا له ... إلى أن جاءت مجموعته الرابعة مخالفة لهذا التوقع حاملة بين جنباتها امرأة من عصر الياسمين وفواكه العشق الخالد القادر على أن يجعل من المرأة وعاء إنسانيا يقترب بالشاعر حد ملامسة الجوهر الإنساني والاحتراق به .... ) أيتها الفاضلة .. شكر لحسن ظنكم ..ونقاء نفوسكم دائما .. لاحرمني الله بياض إخوتي |
|
04-12-2005, 07:36 | #111 |
النجدية
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
تكريم الوافي من خلال هذا اللقاء هو محاولة لـ رصد المساحة المرموقة التي أحتلها هذا الشاعر / الكاتب والذي ســ يخلّد أسمه بلا شك على خارطة الأدب والشعر والفكر في العالم العربي .. لم تكن أبداعاته / كتاباته محاكاة شكلية لأنماط غيره وخاصة الرسائل الأدبية التي أتحفنا بها .. بل أعتمدت ريادته.. على موهبته وحسه الفني وثقافته الواسعه والعميقة .. تخلص من كل الزخارف اللفظية السائدة .. وجعل الأسلوب وسيلة وليست غاية له شكل و منهج جمالي يتفاعل ويلتحم ويتحد مع المضمون فيمنح العمل الفني شخصيته التي تميزه عن أي عمل آخر ..وتوسّع من رقعة أبداعاته .. برغم تشابه المضامين والأفكار والموضوعات التي يستخدمها الشعر أو الأدب بشكل عام .. الاّ إن إحساسه بروح العصر .. والأستيعاب الدقيق لتقاليد الشعر والرغبة الحميمة في التنوير في مقالاته النقديه التي تناول فيها قصائد الآخرين ..و معالجته الشعرية لها وليست المعالجة النظميه هي التي تجعله ناقد متجدد ومختلف يجمع بين الأبداع الشعري والمنهج النقدي على حد ٍ سواء .. مزج السرد الروائي بالبناء الشعري الذي أكتسب نوعا من الحبكة .. وخلط بين الرومانسيه والواقعية عند حدوث تفاعل بين الأنا والآخر .. هذا التنويع تم توجيهه ايضا لشعر التفعيله لأحياء روح الأبداع والأبتكار والتجديد والتحديث .. لم يلجأ هذا الشاعر للكتابات النثرية المتنوعة نتيجة عجزه عن قرض القصيدة الشعريه بل بحثاً عن آفاق تعبيريه و مدّه بشرايين تبعث الدماء الساخنه فيه .. لــ تكون أقدر على الوفاء بتجاربه الشعورية والتي تثبت أتقانه على الأستمرار والتجديد . كان هذا اللقاء بــ حق أشبه بـ سياحه ثقافية وأدبيه وشعريه في عالم إبراهيم أحمد الوافي .. لذا أتقدم بعظيم الشكر والتقدير والأمتنان لـ هذا الشاعر والأديب ..على أتساع صدره لكل الأسئلة والمداخلات والرد عليها بـ كل صدق و أريحية وأسهاب .. كما أتقدم بـ الشكر لــ كل من شاركونا الرحلة .. بـ جهودهم في طرح الأسئلة القيّمة والتي كانت سببا من أسباب تسهيل مهمتنا وأثراء المقابلة بــ كل نجاح وأقتدار .. كل الشكر والتقدير نجــديه __ الجازي |
05-12-2005, 09:52 | #112 | |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : الوافي ينثـر الضـوء في فضاء شعبيـات ..
إقتباس:
من بعثني هنا يانجدية..؟! هل هي وشاية شاعر ، أم نميمة أنثى يدعونها ( القصيدة ) ، أم صوتٌ من أقصى السكينة يسعى ..؟! هذا نهار لاظلّ له إلا الليل ولا مقيل فيه الا متعب بانتظار الأصيل ... متعب كلنا يا أخت الصدق ( شاعرٌ عند باب الحقيقة يكذبُ أو شاعر مستحيل ) ...! كانت والله أسئلة لا مفرّ منها إلا بها ، ولا إجابة لها إلا أن تحمل إجاباتها معها كما يحمل الفراغ هويته حينما يمتلئ ..! يااا أختاه والله لم يكن كل هذا الحضور الكثيف للأصدقاء .. لولا أنك حملتِ لواء الصدق أولا والوعي والرقي ثانيا وعاشرا ..حتى بتُّ فيه كبالونة في أعياد النجوم .. وعرّابة لفضاءٍ كنتِ فيه النجمة التي تحيط بي فيستدلُّ بها أولو الصدق والبياض من قرّاء هذا الملتقى .. سأصدقك مطلقا .. هو أجمل الحوارات بالنسبة لي بفضل إدارتك النبيلة له .. وأصدقها اقتداء بصدقك .. وأنبلها حينما لايليق بك إلا كل ماهو نبيل مطلقًا .. يا أختاه .. يدي معلّقة في جبين السطر ، لا أجيد إلا معاشرة الحنين ومباغتة النشوة ، لاشيء نخفيه كي نخافه ياأخت الصدق ، تماما كما أننا لانخاف شيئا كي نخفيه ، فالكتابة كخطوةٍ لايعنيها الطريق حينما يتسع لها إلى أي جهةٍ يفضي بها ، كما أنها لاتمّحي بالرجوع حينما تكون أثرًا أخْلَدَ من حياة .. وأبقى من مصير .. ! هكذا أفاجئ نفسي بالبوح دون أن أبوح لها ، غالبا تسألني الريح عن جهة المطر ، فأشرع للرمل منديلاً أخضرَ كان لليلةِ عرسٍ موءؤدة ، و( فاتن ) آثرتِ الرملَ على ذراعيّ ، وأخذت متكئا تستغيثُ للعشبِ بمنديلها الأخضر ويديها العطيبتين ... وبعد أن يرتوي الرمل من عطش السنوات والحروف يسألني العشب امرأة من زمن الياسمين وفواكه الترف وقافية الراء ، كما تسألني أمّي امرأة من مدينة الطمأنينة والقصائد الخالدة ... نعم ياسيدة الحقيقة .. الحقيقة أنثى والـــدنيا أنثى .. ولأن الحياة أنثى فالقصيدة كذلك أنثى والكتابة امي وقوت أبي وتاريخ غدي ..! كنتم والله هنا .. جميعكم جميعكم تميمة الزمن ، ومثوبة التعب ، وحسن خاتمةٍ لعناق الإخوة .. وتشابك الظلال في مسجد طيني عتيق .. ما أنبلكم وما أسعد حظي بكم ..! أخوكم / إبراهيم أحمد الوافي |
|
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 9 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 9 | |
|
|
|