آخر 10 مشاركات |
|
||||||||||
مشاهدة نتيجة التصويت: ما هو رأيك في ظاهرة استخدام المفردات الهابطه في المحاوره | |||
بالفعل.. غلبت هذه الظاهرة على ساحة المحاورة | 11 | 68.75% | |
بدأت تأخذ الانتشار في ساحة المحاورة | 3 | 18.75% | |
لم تبلغ أن تشكل ظاهرة تستحق الرصد في الساحة | 2 | 12.50% | |
المصوتون: 16. لا يمكنك التصويت في هذا التصويت |
|
أدوات الموضوع |
08-08-2006, 19:39 | #1 |
فـعـل مــاضي!
|
ينفخون في كِيرٍ لا يهدأ ( استطلاع )!
. الشعر أكثر سيرورة ومتابعة من قبل الناس, والمحاورة فنٌّ قائمٌ بذاته, له مريدوه ومحبوه, مشكلته المزمنة, مسابقة سوء الظن بأي بدعٍ أو رد, لا أقول هذا الكلام بشكلٍ عام, ولا ألقيه على عواهنه جُزافًا, ولا أريد به التجنّي, إلا أن الانطباع الذي يأخذ المتابع ـ في الغالب ـ عند سماع المحاورات؛ يخرج عن التماس حُسن النية ونقاء السريرة, والسبب هنا لا يعود إلى تأثير القاعدة الشهيرة "المعنى في بطن الشاعر" وما تفعله من كيدٍ عظيم في استثارة دفائن الإحن, بقدر ما يرجع إلى الظاهرة التي تولى كبرها الكثير من شعراء هذا الموروث الأصيل, والمتشكّلة في المفردات "الصبيانية" المباشرة, التي خلعت ـ بعضها ـ ربقة الحياء, والكلمات المتظرفة على حساب إسقاط المروءات, والعبارات التي تستنكرها الأسماع, وتنفر منها الذائقة, والتجاوزات التي شبّت عن الطوق.! الآن.. المحاورة لا تحتاج إلى التربّص والإنصات, وفتح آفاق سوء الظن, لكل شاردة من المعاني أو واردة من الألفاظ, فقد أصبح هذا الفنُ ـ برُمته ـ مرتهنًا بصيحات الجمهور العالية, وتهكمات الشعراء المتجاوبة لكل صوت, حتى باتت كلّ ليلة شعر شبيهة بما قبلها, وكأننا أمام فلمٍ متلاحق البكرات. أظن أن لا حاجة إلى إقامة الشاهد البيّن على واقع ملموسٍ لكل ذي عينين, وهل يحتاج النهار إلى دليل؟! من أجل ذلك أردت فتح نافذة للنقاش واستطلاع الرأي؛ لما وصل إليه هذا الفن الجميل والمحبب لأكثر شرائح المجتمع, بمختلف طبقاتهم وتوجهاتهم. وذلك في محاولة رصد أبعاد هذه الظاهرة التي باتت تنتشر كالنار في الهشيم, وتستشري استشراء دودة القطن. كما أنّه لا مندوحة عن التذكير بأنّ ما كتب أعلاه من وجهة نظرٍ شخصية لا تأخذ في صفتها التعميم المطلق, ولا تستطيع في إشارتها الإلمام الكلّي, بواقع يتسع ويتطور بشكلٍ رهيب, لكن.. "آه من لكن إذا حضرت؛ فلست بحاجة من بعد للكلمات"!!! التصويت باختصار: ـ بالفعل.. غلبت هذه الظاهرة على ساحة المحاورة. ـ بدأت تأخذ الانتشار في ساحة المحاورة. ـ لم تبلغ أن تشكل ظاهرة تستحق الرصد في الساحة. * والسلام لأهل السلام. . اخر تعديل كان بواسطة » فوزي المطرفي في يوم » 08-08-2006 عند الساعة » 19:52. |
08-08-2006, 20:15 | #2 |
شـــاعــر
|
رد : ينفخون في كِيرٍ لا يهدأ ( استطلاع )!
مرحبا بأخوي فوزي انا اعتقد ان السبب للمنافسة هو الجمهور .. أما استخدام الألفاظ الهابطه فهي ظاهرة جديدة اراد البعض ان يتميز بها من باب خالف تعرف . سوء النية موجود من قديم ولكن كان شعراؤنا الكبار يستخدمون الدفن والتشبيه لايصال المعنى للخصم .. ولكن مع ضعف القدرة على التشبيه عند بعض شعراؤنا الجدد اضطر بعضهم للتصريح مباشره بدلا من التلميح . وانا اعتقد ان الظاهرة موجوده وتزيد بشكل مزعج لأنها تفقد الشعر الجيد نكهته ولا تجعلنا نتأمل المعاني كما كنا سابقا . وتقبل مني كل الود أخوك ابو فيصل |
08-08-2006, 21:33 | #3 |
فـعـل مــاضي!
|
أهلا وسهلاً يا أبا فيصل .. بك وبهذا الحضور الممطر النقيّ .. أسهبت دون خللٍ بفكرة الموضوع, وكان طرحك عقلانيّا ينمّ عن نظرةٍ ثاقبةٍ وفكرٍ وقّاد, ربما أنّ ساحة المحاورة متأثرة بعدة عوامل, أنشأت هذه الظاهرة وربّتها, لكنّ الجمهور لا يتسلّط على مبدأ يلتزم به الشاعر بينه وبين نفسه, حتى وإن فقد ملكة الدفن والتشبيه! رصدك للظاهرة بأنها آخذة في الانتشار المزعج؛ يعني أنّها قد تصبح آفة تودي بالشعر إلى المهالك, ولعلّ أو مايتبادر للذهن, من المسؤول ـ الحقيقيّ ـ عن هذه الضربة الرابية؟! * لك سيلٌ من الشكر والامتنان يالغالي. . اخر تعديل كان بواسطة » فوزي المطرفي في يوم » 09-08-2006 عند الساعة » 01:42. |
09-08-2006, 10:02 | #4 |
الضغط العالي
|
رد : ينفخون في كِيرٍ لا يهدأ ( استطلاع )!
ارحب يافوزي موضوع جميل وفكره احلى انا اقول ان الظاهره موجوده وطاغيه على هذا المورث الجميل وهناك ثلاثه اسباب من وجه نظري هي اللتي ساهمت في انتشار هذه الظاهره وسوف اذكرها بختصار السبب الاول من الشعراء انفسهم ذلك لان الشاعر في الوقت الحالي يذهب للحفله مقابل مبلغ من المال وهذا هو همه الاول والاخير مايفكر في الكلام اللي يقوله او يحاول انه يطلع بموضوع مميز اهم شي حط الدراهم في جيبه ولعب له طاروق ولا طاروقين ومشى بعكس ماكانو عليه الجيل السابق اللي كان الشاعر يأتي الى الحفله بدون اي مبلغ مالي يأتي بمجرد تقديم الدعوه له وكان يلعب لاظهار شاعريته وابراز قوته الشعريه امام الشاعر الخصم وامام الجمهور وهذا دافع له لكي يبدع في هذا المجال والسبب الثاني هو الجمهور لم يعد هناك جمهور واعي ومتذوق يفكر في كل كلمه وفي كل حرف ينطقه الشاعر جمهور اليوم يركز فقط على اللحن والصوت الجميل والكلام اللي مايصلح ولا يهمه معنى البيت واصبحت العنصريه شي اساسي لظهور الشاعر يعني كل قبيله مع شاعرها حتى لو ان شاعرها مايفقه شي في المحاوره تلقاهم يهتفون له ويصفقون له على الرايح والجاي من اول الجمهور في منطقه الحجاز بالتحديد كانو الشاعر اللي مايلعب على المعنى او الشاعر اللي مايدري وين الله حاشره يمسكونه ويطلعونه برى الميدان وهذا هو المفروض ان يعمل به في هذا الايام السبب الثالث كثره الحفلات والمناسبات يعني تخيل انك شاعر محاوره معروف وسوقك ماشي وموسم الصيف خلنا نقول ثلاثه شهور وخلك تلعب في كل اسبوع في حفلتين يعني اربع وعشرين حفله هذا اقل تقدير في بعض الشعراء يكون عندهم اكثر من ذلك سوف يحدث نوع من الملل او نوع من الاشباع اللذي يؤدي الى قله الابداع وهذا الشي قائم على شعراء النضم بعد يعني تخيل شاعر معروف يسوي اربع وعشرين امسيه في ثلاثه اشهور ماعاد هو بلاقي شي يقوله الا ان يكرر ماقاله في كل امسيه وارجوا اني اكون ما طولت عليكم واتوجه بالشكر لزميلي فوزي على هذا الموضوع اللي خلاني اطلع كل مافي خاطري وتقبلوا خالص تقديري واحترامي اخر تعديل كان بواسطة » فهد اليامي في يوم » 09-08-2006 عند الساعة » 10:13. |
09-08-2006, 16:45 | #5 |
شـــاعــر
|
رد : ينفخون في كِيرٍ لا يهدأ ( استطلاع )!
الله يمسيك بالرضى أخي فوزي...حقيقه موضوعك رائع وهادف وفى الصميم....وأبدأ ردي بالشكر لشخصك على أسلوبك الجميل فى طرحك لموضوع الغالبيه العظمى من جمهور المحاوره يدركه تماما سواء فى الحفلات التى تقام فيها المحاورات أو على مستوى الانترنت في منتديات الشعر.. ((((بدأت تأخذ الانتشار في ساحة المحاورة))): أنا مع هذه الجزئيه مما ذكرت أعلاه.ولعلى من وجهة نظر شخصيه أرى ان هناك بعض الاسباب فى أنتشارها منها: 1-عدم أحترام الشاعر لذاته قبل احترامه للجمهور المتابع ومن ثم عدم احترامه للشاعر الخصم ان جاز التعبير.كون احترام الشخص لذاته ينعكس تلقائيا على من حوله والعكس. 2- قلة الخبره فى أمور الحياه العامه وعدم وجود الثقافه الشعريه وافتقاره لبعض تجارب من سبقوه فى هذا المجال وهذا بلا شك يحدوه للتطرق لمواضيع لاترتقي الى مستوى الذوق العام ولا الى مستوى الشعر والادب. 3-اعتماده فى قياس قوة شاعريته على صيحات الجمهور من صغار السن او المراهقين.ممن يعجبهم هذا المستوى فى المحاوره. اضافه الى ذلك ماذكره أخى فهد في رده عن الماده ومدى سيطرتها على فكر الشاعر اثناء حضوره . بقى القول ان ماذكر اعلاه يعتبر وجهة نظر شخصيه تحتمل الصواب والخطأ. واتمنى ان لايكون حضورى ثقيل واكرر الشكر أخى فوزى لك ولمن سبقني بالرد. محمد |
09-08-2006, 17:37 | #6 |
فـعـل مــاضي!
|
ينفخون في كِيرٍ لا يهدأ ( استطلاع )!
لي عودة |
09-08-2006, 23:11 | #7 |
فـعـل مــاضي!
|
. الأحبة الذين شاركونا بالرأي والنقاش, حبذا لو تمّ التصويت على النافذة أعلاه, ولكم جزيل الشكر وأتمّه.! . |
09-08-2006, 23:16 | #8 |
فـعـل مــاضي!
|
. ما أجمل الذي في خاطرك يافهد, أحطت بفكرة الموضوع, وبما لدينا علمًا تحديد الظاهرة بفعل الثالوث الكبير (الشاعر, الجمهور, كثرة الحفلات), وتفصيل كلّ سببٍ على حدة, كان شافيًا وافيًا, وبالفعل هي ما أججّت نار البوائق التي تخرج من أفواه بعض الشعراء, وهي ما جعلت الحبل على الغارب لكل صوت يريد خوض التجربة, فالقاعدة باتت:"لحن, صوت جميل, مفردات سطحية", ثمّ يخرج مزهوّا كالطاؤوس أمام صيحات الجمهور العالية, وهكذا من حفلة إلى أخرى, ومن مسرحيةٍ إلى مسرحية, حتى ينتهي موسم الصيف محمّلا بأموال تنوء بالعصبة أولي القوة, اللهمّ لا حسد * سرّني تواجدكَ يالغالي. . |
09-08-2006, 23:22 | #9 |
فـعـل مــاضي!
|
. يا مساء النور والسرور يامحمّد.. أهلاً بك مثنى وثلاث ورباع, وأكثر. بصراحة حضورك ثقيلٌ جدًا من ناحية الطرح, خفيفٌ جميل من ناحية التواجد الأخذ في الانتشار دون الوعي والحذر, سوف يجعل الظاهرة تستشري وتصيب شريان المحاورة وقلبها بالتوقف والشلل, وما وجهة نظرك إلاّ بشارة من أن هناك من يمتلك وعيًا مضيئًا وبصرًا ثاقبًا, قد يصلح ما أفسد المحاورة, من صمتٍ طويلٍ مطبقٍ "طباق اليوم الصائف الذي يسد بحرّه منافذ الأنفاس.! * ودٌّ سرمديّ. . |
10-08-2006, 03:08 | #10 |
شــاعـر
|
رد : ينفخون في كِيرٍ لا يهدأ ( استطلاع )!
يقول الشاعر من هرج بين الرجاجيل يعرف من سواله ... يعرفون الناس هرج الصحيح من الخبالي فالرجل قبل لا يبدا باي شي لازم يعرف ان كلامه محاسب عليه وماخوذ فيه للاسف بعض الشعار-وهم قله- في الزمان التالي ما فطنوا انهم مهما كانو في محضر رجاجيل وعامه فالكلام لازم ينبنى على اساس ومعرفه والكلام يوخذ فيه الرجال من لسانه وماعرفوا ان اساس المحاوره قياس فهم ودراية الشاعر للامور العامه وحضوره الابداعي والذهني علبالهم ان الشاعر مجرد مهاجمه ومنظور واحد يا اكسب يا تكسبني وهالشي اكبر غلط سمعت من الشياب يقولون ان الشاعر سلمان بن شريم سالوه قالوله وشهو الشعر قال الشعر كلام الناس بس مرتب والشاعر ماخوذ فيه ان كانها بالزينه والا بالشينه انا اعتقد بروز حماس الشباب ومفاهيم العنصريه والجمهور مثل ماقال فهد هو اللي خرب المغزى للمحاوره والا المحاوره ماهي كذا ابدا |
11-08-2006, 14:54 | #11 | |
|
رد : ينفخون في كِيرٍ لا يهدأ ( استطلاع )!
إقتباس:
|
|
12-08-2006, 02:31 | #12 |
فـعـل مــاضي!
|
. صدق الشاعر وأحسن الناقل.. بالفعل المحاورة ليست على سابق عهدها وزمانها الماضي, فقد كان المعنى الجميل, والدفن والتشبيه بين الشاعرين, يشكّل محاورة ثانية في ليلةٍ واحدة.! * شكرًا لحضورك ومشاركتك. . |
13-08-2006, 17:56 | #13 |
فـعـل مــاضي!
|
. راكان الشعلان أهلاً بك وبمشاركتك.. وجميعًا يتفق مع محمّد . |
19-08-2006, 01:58 | #14 |
فـعـل مــاضي!
|
قراءة الرمز الشعري في شعر المحاورة*
. الرمز في شعر المحاورة 00 قبل أن نبدأ في بيان معنى الرمز ، وطريقة توظيفه ، وكيفيّة هذا التوظيف في شعر المحاورة ، يحسن بنا أن نشير أوَّلاً إلى أن السائد ، في تصوُّر الجمهور بعامّة ، عن شعر المحاورة ، أنّه شعرٌ قبليّ ، يعتمد على نصرة القبيلة ، وبالتالي فإنَّ نبوغ أيّ شاعر ، في قبيلةٍ ما ، يعدّ خطّ دفاع ، أو خطّ هجوم ، لتلك القبيلة ، وعلى هذا الأساس فهم الناس أنّ شعر المحاورة : شعر مخاصمة ومحاججة وتفاخر بين القبائل ، على ألسنة شعرائها ، والحقّ أنّ هذا موجودٌ ، ولا يمكن إنكاره ، وربما كرَّس بعض الشعراء لهذا التصوُّر من خلال بعض المحاورات الساخنة التي يتمّ فيها تداول الأبيات بطريقة مكشوفة ، وبسطحيَّة أقرب إلى فهم الجمهور السطحيّ ، ومن هنا جاء هذا التصوُّر ، وسادت هذه النظرة عن شعر المحاورة ، حتّى إن بعض العامّة يقولون ، من ضمن قواعدهم عن شعر المحاورة " الشاعر الذي لا يظلم لا ينتصر " ، ومعنى هذا أنّه على الشاعر إذا ما أراد التفوُّق على خصمه أن يكرس كلّ ما يمكن أن ينصره حتّى وإن كان ذلك ضربا من الادّعاء والكذب ، فبدل أن يكون أعذب الشعر أكذبه ، كما هو شائعٌ في مقولات النقاد عن الشعر ، تصبح المقولة في شعر المحاورة ، بحسب هذا التصوُّر ، " أخصم الشعراء أكذبهم " هذه النظرة عن شعر المحاورة ، بحسب الفهم القريب ، لم تكن لتتغيّر لو لم تتغيَّر نظرة الشعراء لهذا الفنّ ، وأنّه فنٌّ قائمٌ على خاصيَّة " الفتل والنقض" ، حيث يقوم الشاعر الأوَّل بوضع شفرة ، تكون محور موضوع الحوار بينهما ، فيتعمَّد التعمية على خصمه ، وعلى الجمهور ، وفق طريقة رمزيَّة ، وهنا يجيء دور الشاعر الثاني ،لتبدأ لعبة الرمز بينهما ، فيأخذ الجمهور معاني متعدّدة ، كلٌّ بحسب فهمه ، ويأخذ الشاعر المعنى الذي يستنبطه من دلالة الرمز ، بينه وبينه صاحبه ، معتمدًا في فكّ شفرة الرمز على أحد العوامل المساعدة ، وهي كالتالي : • إمَّا أن تكون هناك حادثةٌ قريبة يعلمها الشاعران ، ولا يعلمها الجمهور • أو يكون موقفٌ خاصّ بين الشاعرين • أو حادثة سياسيّة ، أو ثقافيّة ، أو اجتماعيَّة ، عامَّة تكون محور الرمز ، وفي هذه الحالة يكون الرمز مشتركًا بين الشعراء والجمهور ، وهو أقرب أنواع الرمز للفهم ، لأنّه مشاعٌ بين الناس ، غير أنّه يحتاج إلى متلقٍّ له قدرة على فكّ الرموز وفهمها داخل السياق الشعريّ ، كما يحتاج قبل ذلك إلى شاعرٍ بصير بتوظيف الرمز واختيار معجمه الشعريّ بدقّة ، وفي هذه يتفاوت الشعراء في اختيار الرمز وقدرته على التوظيف ، كلٌّ بحسب ثقافته وموهبته الشعريَّة . أمَّا طريقة اختيار الرمز ، فغالبًا ما يختار شعراء المحاورة رموزهم من البيئة البدويَّة ، ومن المحيط الكونيّ ، فالجمل ، وما يرادفه من الأسماء ، رمزٌ يحمل دلالات عدَّة تشير إلى : الشاعر ، الحاكم ، الخصم ، وغيرها ممَّا يمكن أن يكون دالا عليها والمطيَّة ، رمزٌ له دلالات عدّة ، قد تشير إلى : لعبة المحاورة ، القضيَّة ، اللجنة ، الحكومة ، القصيدة ، وغيرها من المعاني المؤنّثة ، ومن الرموز : البحر ، السيل ، البرق ، السحاب ، النجم ، سهيل ، والجدي و الثريَّا . وممّا يلاحظ على شعر المحاورة أنّه ينتقي معجمه الشعريّ من نفس معجم الشعر الجاهليّ ، حتّى إنّ قارئ الشعر الجاهليّ لا تكاد تغيب عنه رموز البيئة الشعريّة : كالناقة ، والسيف ، والليل ، والبحر ، والثريّا ، والمطر ، والبرق ، وكلّ ما يتصل بها وهذا يشير إلى أنّ طبيعة شاعر المحاورة البدويّة ، هي امتدادٌ لطبيعة الشاعر الجاهليّ ، وربما التقيا في أنهما لسان القبيلة وقناتها الإعلاميَّة . وبما أنَّ الاحتفاء الليلة (*)، بشاعرين ، يعدَّان من عمالقة شعر المحاورة ، ومن أقدرهما على لعبة الرمز وإخفاء المعاني ، فإنَّه من المناسب أن نقف عندهما وقفة يسيرة لضيق المقام : • مطلق الثبيتي : شاعرٌ احترف الشعر بنوعيه ، الفصيح والعاميّ ، وفي هذا ما يشير إلى أنّه قد وظّف ثقافته الشعريَّة في انتقاء رموزه ، ويحسب لمطلق أنّه الشاعر الذي انتقل بشعر المحاورة من نظرته الضيّقة ودائرته القبليَّة إلى نظرة أوسع ، فصارت المحاورة أشبه بالاتجاه المعاكس الذي يقدّم لنا مناظرة شعريَّة بين رؤيتين متباينتين حول موضوع ما ، ربما كان هذا الموضوع : سياسيا ، أو ثقافيَّا ، أو اجتماعيَّا ، وهذا هو المرجوّ من هذا الفنّ الشعري والموروث العريق ، لنستطيع من خلاله أن نقدّم رؤية عميقة لفنّ لا يقف على عتبة القبيلة فحسب . لقد كان مطلق الثبيتي شديد الحرص على أن تتّسع رؤية الشعراء لهذا الفنّ ، تدعمه ثقافته ودراسته التي وسّعت أفقه ، فاطّلع على مناهج الشعر ومدارسه ، ومن هنا ندرك سرّ حرص مطلق الثبيتي في محاوراته على أن يلتقي شاعرًا يعضده ويسنده في تقديم محاورات شعريَّة وفق هذه الرؤية التي لا تحفل إلاّ بعمق المعنى والإيماء والتلميح دون التصريح والمباشرة ، فكان صيَّاف الحربي أحد أبرز هؤلاء الشعراء الذين وجد مطلق الثبيتي فيهم بغيته وضالّته المنشودة . • صيَّاف الحربي : شاعرٌ موهوب ، فطرته الشعريَّة جعلته في مقدّمة الشعراء الذين يجيدون لعبة الرمز ، وإخفاء المعنى ، بطريقة تجعل أبياته محلّ احترام الشعراء والجمهور ، فهو دائمًا ما ينتقي أبياته بدقَّة ، ويمكن للقارئ الفطن أن يضع يده على رموز هذا الشاعر من خلال تتبّع محاوراته ؛ ليكتشف أنّه شاعرٌ يرتكز في محاوراته على رؤية رمزيَّة تحاول إبعاد المعنى عن متناول الأفهام ، ولعلّ هذه ميزة ظاهرة في شاعريَّة صيَّاف ، ومن خلالها استطاع أن يضع لنفسه مكانة بين شعراء الردّ . ومن أكثر ما يتميّز به ، أيضًا ، عشقه للغة التحدِّي ، فحين يكون الشاعر المقابل خصمًا عنيدا يكون هو في قمَّة حضوره الذهني والشعريّ ، وهذا ما جعل أمتع محاورات صيَّاف تلك التي يكون فيها مطلق الثبيتي طرفًا ؛ وهذا راجعٌ إلى إحساسه بمكانة الشاعر المقابل وضرورة التركيز في لغة الشعر التي تشير وتوميء تاركة لبديهة الشاعر التقاط مضمون الرسالة . فمن الرموز التي كثيرًا ما يوظّفها مطلق الثبيتي في محاوراته رمز " الجمل " أو ما يتبعه مثل " الشداد" : والبعير اللي يشيل الحمل عوَّد يرضع امّه = بعد قالوا شامخ النيبان مردوم السنامي في حين يوظّف صيّاف الحربي ، إضافةً إلى رموز البيئة الصحراويَّة ، البحر ، وهذا الرمز ظاهرٌ في أكثر محاوراته التي ترتكز على تشفير المعنى : الثبيتي كلّما شاف البحر يومي براسه 0000والبحر لو شاف مطلق فالجبل ما يلتفت له غير أنَّ قراءة " الرمز الشعري " لا تقف عند حدّ دلالة اللفظ وحده ، ذلك أنّ القراءة الرمزيَّة تفتقر إلى عدّة عوامل مساعدة للوصول إلى قراءة منطقيَّة تستطيع تفكيك لغة الرمز بجلاء ، ومع ذلك فهي قراءةٌ ظنيَّة ، غير قطعيَّة ، لأنّها لا تلتفت إلى قصديَّة الشاعر والقطع بما يخبئّه خلف رموزه ، وإنما هي قراءة استكشافيَّة ، جماليَّة ، تقف عند حدود لغة الرمز وما يفرضه السياق ، من داخل لغة الحوار الشعري بين الشاعرين ، ومن ظروف خارجيَّة تحيط بجوّ المحاورة كأن تكون هناك قرينة تفتح مغاليق الرمز : كحدث سياسيّ ، أو موقف ظاهر بين الشاعرين ، أو ظاهرة عامّة تمثّل حدث الساعة . وقراءة الرمز وفق المنهج النقديّ ، مُطبّقا على المحاورة الشعريَّة ، يكون من خلال الطرق الآتية : • متابعة الرمز المتكرّر في محاورات الشاعر ومحاصرة دلالاته؛ لأنّ قراءة أيّ رمز شعريّ لابدّ وأن تكون من خلال تكراره في نتاج الشاعر ، لتتمّ محاصرة دلالاته ومعرفة نهجه وأسلوبه ومعجمه الشعريّ ، فإنّ كلّ شاعر له معجم شعريّ خاصّ يثيره الذهن ويكون أقرب إليه استعمالا من غيره في الألفاظ . • معرفة دلالات الرموز بشكلٍ عامّ ، كدلالة الذئب ، والسيل ، والبرق ، وبشكلٍ خاصّ عندما ترد في السياق ا لشعريّ ، حيث تضيق مساحة دلالة اللفظ داخل البيت بناءً على السياق الوارد فيه • الاستعانة بردّ الشاعر المقابل لمعرفة الرمز الوارد في البدع • قراءة المحاورة بشكلٍ متكامل ، وهنا لا بدّ أن تكون المحاورة قائمة على " الرمز " والوحدة الموضوعيَّة ، ولا بدّ أن يكون الشاعران ، طرفا المحاورة ، على معرفة بما يدور بينهما من حوار رمزيّ ، حتّى لا تضطرب القراءة ، وهذا لا يعني – بالطبع - ضرورة أن تكون القراءة صحيحة ، ولكن لابدّ أن تكون منطقيَّة تتفق مع التأويل وتستجيب له ؛ ومثل هذه القراءة لاتكون ممكنة إلاَّ حين يرتكز الشاعران على موضوعيَّة في توظيف الرمز ودقّة في اختيار دلالاته • وممَّا يساعد على قراءة الرمز معرفة ما يدور بين الشاعرين ، سواء كان في محاوراتهم ، أو في حياتهم الخاصَّة من مواقف وأحداث شخصيَّة بينهما ، غير أنّ هذا لا يمكن إلاّ عن طريق الأصدقاء والمقرَّبين ، ممَّا يجعل قراءة الرمز قراءة قصديَّة ، لا تأويليَّة ، بمعنى أنَّ ذلك يمكّن القريب منهما من الوصول إلى " المعنى" المدفون ، وليس قراءته وفق دلالات الرمز ، ممَّا يحيل المحاورة عنده إلى ألغاز شعريَّة محلولة . ـــــ * قٌدِّمت هذه الورقة في احتفال منتديات المرقاب الأدبيّة واحتفائهم بالشاعرين : مطلق الثبيتي - رحمه الله - وصيّاف الحربي شفاه الله وعافاه الناقد الألمعيّ/ سعود الصاعديّ اخر تعديل كان بواسطة » فوزي المطرفي في يوم » 19-08-2006 عند الساعة » 02:09. |
19-08-2006, 09:14 | #15 |
الضغط العالي
|
رد : ينفخون في كِيرٍ لا يهدأ ( استطلاع )!
فوزي المطرفي ورقه رابحه يافوزي وكتابه جميله حصلت منها على كم هائل من الاستفاده استمتعت بها الشاعران مطلق الثبيتي الله يرحمه وصياف الحربي الله يعافيه انشاءالله اشهر من نار على علم رائع يافوزي ومشكور على كل تقدمه في ميدان المحاوره وتقبل تحياتي |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|