19-10-2007, 23:20 | #1 |
كاتـب
|
من مذكرة مشنوقة في البعيد
وبعد ! لا أملك أن أهديك النور قلادة تضيء لك دروبك المعتمة ، دوني ودونك جذع المكان وأحداق تصب الحيرة في قلب الغشاوة الطافحة بين يدينا ، ما علموك كيف تكسر الرهبة الممشوق قوامها بين كتفيك أسكنوك الزوايا وأقسموا ألا تبرح قبل أن تمتلئ بواصب ترهاتهم التي استقوها من أساطير المعدمين بألفٍ وليلة ، تشربوها صاغراً عن صاغرٍ حتى توسَّمَت عقلوهم بصلافتها ، ونذرو أرواحهم لخدمة الأشياء الصغيرة دون أن ترتد إليهم عقولهم طرفة عين ! يا هائما ترجو الخلاص وموعداً تهمي البدور إلى جبينك ناشرا رداء فكرك المغصوب ، آه لو تعود الأيام قليلا أو كثيرا ؛ لنحرتُ غيمتك السوداء وأبدلتُها سلسبيلا ترتوي له عروق نبضك مائة عقدٍ أو يزيدون. آلاف الرقاع شربتَها ، ومئات الخُطَبِ رتلتها ، وما تزال تحثو التراب فوق رأسك وكأنك أشعث أقفر بجهله لم يقوَ على قطع أشبارٍ من الفلاة التي يهيم أوسطها..! العالم يسير من حولك ، وأنت. . أنت ، بلا خدينة ولا عضد ابن ترتكز عليه في محنتك ! الذين تنبؤا لك بأنك سوف تحاذي الثريا ؛ أوهموك حتى لا تناكفهم أو تعري خيبة أحمقهم ، ما كانوا يعلمون بأنك مسكون بعجزك، تحتفل ببقايا وُريقة كنت تبزها كلما انكفأت على نفسك في خلوة منهم لتعزي نفسك فيك خشية أن يلمحوا منك لؤلؤة سوداء تحمل بقايا مجد كنت تؤمِّله ، لتلقي به تحت أقدام الرعاة ! المنابر تعلو وأن تتضاءل في عينك..منك حتى كدت أن تتلاشى ، حراً كنت في عبوديتك ، أضحيت شريدا لحظة وضعوك على أول ناصية للحرية في عصر يهديك من الشتائم ما تعجز عن تحمله هبتهم الملغومة بكل السوء . التاريخ لا يرحم أحداً ، والأماني قاصرة ، ويموت الحلم ، وما يزال تمثالك مصلوبا بين أعينهم ! بئس الرحيل ، وكفى ! |
19-10-2007, 23:21 | #2 |
كاتـب
|
رد : من مذكرة مشنوقة في البعيد
يتبدد وحيدا وكأسه المتخم بالغياب وكأس آخر يدلقه على المفرق وأنفاس عجلى بقي على الغياب رشفة وبضع ومضات كل شيء كما هو منذ عِقدٍ و أرَقْ فقط النساء يتغيرون، كل ليلة جسد جديد..! يدلق على المفرق الكأس الثانية ويتركها للنحيب على أنغام موسيقاه يفكر بشهقة الغد وتأتِ كما يشاء وكأس أخرى لمفرق جديد..! ستون مفرقا وإحدى وستون غانية |
19-10-2007, 23:22 | #3 |
كاتـب
|
رد : من مذكرة مشنوقة في البعيد
في داخلي أرق لا تفتر همته يأبى إلا أن يُبقي ذاكرتي متحفزة لأي شي وكل شي وحتى الّأشي !! يعبث بي حد الجنون يطوّح بما بقي من لحظاتي المحجوزة للفرح يلقي بها أسفل نقطة للحزن ؛ رفيق الجميع الدائم لا يمكن أن يتغيب لأي ظرف كان يبدو أنه يمثل دور الظل حينما أستلقي على فراشي يتحول إلى مطرقة عليه اللعنة ! رقراق تنِزُّ له الذاكرة وتخشع معه أدمعي لا سبيل لخنقه سوى باجترار دفعات أكثر منه حتى يغرقني فأحسبني أغرقته أحيانا. . يلبسني شيطاني المريد فأظن بأن رحم الحزن تحبل كل يوم بفرح جديد أمشّط ذاكرتي بحثا عن فكرة مجنونة لتفسير تلك الحال العجيبة يستوقف – أسنان المشط – شُرطيُّ الحزن يفتش المشط بدقة ليخبر أنفاسه يخشى أن يجده حاملا شيئا من الممنوعات على شاكلة حبيبات فرح وأحيانا أدسُّ بعضها في زوايا ذاكرتي يبدو أنها أُنهكت واستلقت بعيداً هناك ولم أتنبه لها قبل مغادرتي مساحة الفرح فيقبض عليها الشرطي ويعيد المشط أدراجه خاويا |
19-10-2007, 23:23 | #4 |
كاتـب
|
رد : من مذكرة مشنوقة في البعيد
أجيء وكلي رغبة في الرحيل، لا أعلم لماذا يكتنفني الضيق لحظة أدنو من عتبة منزلك ، وقبلها. . نسائم الشوق تكاد تفتك بي فَرَقا من ألا أراك ثانية، بادرني صديقي : سأرقيك عل أن تفيء إليها كل حين ، لم أفئ ولم أعد أرى صديقي ، يبدو أنه تلبسه بعض مس من ذلك الذي اعتادني حتى غدوت حبيس أربع جدران و ذاكرة مشتتة ! ما استطعت ، وما هاج بي الشوق في انكفاء المرغمين على السير عكس عقارب الزمن وما استبسلت ، وما عصاني التلكؤ يوما عن القيام بواجباتك لا النذير يغشاني ، ولا الأرق يغادر الحقيبة المعلقة داخل هذا الرأس |
20-10-2007, 06:33 | #5 |
|
رد : من مذكرة مشنوقة في البعيد
. عبدالإله الأنصاري سلام لك .. ولـ روحك .. ولـ كل الإبداع الذي صاحب حرفك .. لـ كتاباتك نكهة مميزة .. كل عام وبيننا أنت .. . |
20-10-2007, 07:00 | #6 |
أديب
|
رد : من مذكرة مشنوقة في البعيد
. دخلتُ هنا من أجلِ اكتشاف المكان أولاً , وثانياً لقياس الانطباع التلقائي والذي أؤمن به دائماً , الشيء المؤكد أن حسن طالعي قادني إلى نصّك المشنوق بمهارة فائقة , فراق لي المكان . شكراً لأنّك اختصرتَ ليَ الطريق . ولغتك تشنق النظر من فرط الإعجاب بها . . بابل |
22-10-2007, 07:44 | #7 | |
كاتـب
|
رد : من مذكرة مشنوقة في البعيد
إقتباس:
ممتن لك كثيرا وكل عام وأنتِ أنتِ مودتي ، |
|
22-10-2007, 07:45 | #8 |
كاتـب
|
رد : من مذكرة مشنوقة في البعيد
ما ارتكبت الإثم كي أجاوز أحمرك المنشور للعابرين ما كان إلا لينداح عن كاهلي نصب الماضيات من مرارة الذكرى ما خزنت العمر لداهيات الظنون التي أَشرَعت للقتل نوافذها ما قتلتك وبي شهية الموتِ ، وأوهام البواسل وما سهرت وما أرقت وما ثملت ، لحظة انسكب أحمرك دون شفتين وأقصى ما كل هذا ، وذاك الموت إلا . . لتبقى قلاع ذاكرتي مشيدة بالخلود وحتى العدم ! |
22-10-2007, 07:46 | #9 |
كاتـب
|
رد : من مذكرة مشنوقة في البعيد
داخلكِ محترق / مسكون بغبار ودخان بؤس وشقاء وأحلام موؤودة وأمنيات عجفاء وطقوس عربدة تهيم / تسكن أوردة الأرق وشيء من احتضارت المدن العتيقة حبرك المرتجل الآن يسوق لي أغوارك السحيقة يفتش في الأقبية ويفتح لي السراديب المخبوءة أسفل عمقك المجهور يبحث عن شفتين تعتصر دم الوحدة وتلوك وجع سنينها العجاف ماعادت شفتاكِ تنبس للماضِ التليد شفتاكِ مسكونة بدخان و تباريحَ غدك المجهول شفتاكِ يبسها عطش الثكلى ياليت دخانكِ حين يطارد شفتيَّ يعود برشفة ليت أن أمنيتي تقرع أبواب عنادك وتأتيني بالرمان وحمرة وجنتيك وخليج تسكن في عمقه ارتجافات عشر سنين لا تعتقدي يوما أن أشد القيود فتكا هو المصنوع من جدائلك ! أقسم بأن قيده محـلول بلظى شفتاي ، فاوثقيهِ بها |
22-10-2007, 08:26 | #10 |
النجدية
|
رد : من مذكرة مشنوقة في البعيد
عبدالإله الأنصاري .. صباحات من ندى .. من العتمة يولد النور .. نتابع .. ونحن نستقي من نبع بوحك .. / لغتك الرائعة ..والصور المدهشة .. مودتي . |
22-10-2007, 10:45 | #11 |
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : من مذكرة مشنوقة في البعيد
فواصل ذات ضوء وارتعاشة مدينة .. ليس إلا عبد الإله عشاء المآذن وانتباهة الصباح لليل لاحرمنا الله ضوءك ياصديقي |
23-10-2007, 08:10 | #12 |
المـطر
|
رد : من مذكرة مشنوقة في البعيد
الانصاري دمت في قلوب الحروف وقلوب متابعيك |
24-10-2007, 07:06 | #13 |
شـــاعرة
|
رد : من مذكرة مشنوقة في البعيد
لازلت تمطر علينا بخيراتك دمت لنا |
25-10-2007, 08:50 | #14 | |
كاتـب
|
رد : من مذكرة مشنوقة في البعيد
إقتباس:
أهلا بك أيها النبيل ، ولا يخالجني شك بأنك ستحب المكان امتناني ، |
|
25-10-2007, 08:51 | #15 |
كاتـب
|
رد : من مذكرة مشنوقة في البعيد
من الحمق أن نعمل على إعادة بناء تلك الخرائب التي تصدعت واستطال توحشها واستسلمت ببلادة لحالها المزري الحماقة لفظ يساق كيفما شئنا حينما نستشعر غباء أو ظلم أحيانا ! الحماقة أيضا تلك التصرفات التي تأتِ في التوقيت الخاطئ للوضع النفسي الذي نعيشه كيفما كان ! الحماقة أن نحيط علما بتلكؤ ذلك الحاضر عمداً ونظل نستجديه..! ومن الحماقة أن نأت إلى المكان الخطأ في الوقت الخطأ لنعلم الشخص الخطأ بأننا هنا من أجله حقيقة وليس خطأ..! |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|