من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
ياهيني كحل بين الارماش (الكاتـب : نمرالعتيبي - - الوقت: 15:36 - التاريخ: 21-06-2024)           »          هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > أوزان وأشجان > قراءات نقدية
تحديث هذه الصفحة رواية كيف تصنع يدا.. كيف نقرأها؟
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-02-2009, 13:14   #1
عبدالواحد اليحيائي
كــاتـب
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالواحد اليحيائي
 

رواية كيف تصنع يدا.. كيف نقرأها؟

.

كيف تصنع يداً..
إضافة مختلفة للرواية المحلية..

.
.
.
.
.
.
بعد مجموعته القصصية (الأسطح والسراديب) وكتابه (أسبوع الموت) ثم مجموعته (بكارة) جاءت رواية (كيف تصنع يداً) للروائي عبدالواحد الأنصاري في قالب مختلف تماماً يتفق مع طبيعة هذا الروائي في التطور والاختلاف والتميز مع كل جديد يقدمه.

كيف تصنع يداً؟!

لا أعلم، لكن عسى أن أفهم ماذا تريد رواية بهذا العنوان أن تقوله لي. وبالتأكيد هي لن تعلمني صنع اليد، فصنع يد كتلك التي تدور حولها الرواية أكبر من طاقة إنسان، وأكثر من شرح روائي وإن كان في إمكان شخصية في رواية.

في أحالته الأخيرة من القسم (أ) يشير الروائي إلى أن على قارئ هذه الرواية أن يقرأ القسم (ب) حتى يستطيع الفخر بأنه قرأ الرواية فعلياً. والقسم (أ) يحوي مجمل الإحالات التي يجب أن يستعين بها القارئ لفهم ما جاء في القسم (ب) والقسم (ج) من الرواية. إذن فالرواية تقدم نفسها بأكثر من طريقة للقراءة وبموافقة من الراوي على الاكتفاء (بمتن) الرواية كما جاء في القسم (ب) أي قصة حسين ويده المقطوعة وحياته في الرياض أخيراً بعد طول الترحال ثم استنبات يده من جديد بعد أن فقدها وفق علاقة رياضية ونفسية تنصلح بتكسير الزجاج. أما الإحالات في (أ) فهي التاريخ العائلي لحسين هذا: أصوله، وترحّل أسرته، والعلاقات بين الأشياء والأفكار والأشخاص كما ننشدها في رواية، مذكرات أخي حسين في لندن، الأغاني التي كان يرددها حسين، الكلاسيكيات المعاصرة، نماذج، هذا مع الإشارة المعرفية إلى القبائل في أفريقيا وبعض ما يحبه الطوارق وما يكرهونه، ولغات الأجداد ولهجاتهم، واليد عند لوركا. وأشياء أخرى كثيرة يكمن جمالها في أهمية تتبعها لفهم حسين، الشخصية الرئيسية في الرواية: لم يتصرف حسين على هذا النحو؟ ولم علينا أن ننشغل به وبيده وما تصنعه به هذه اليد، ولما يفعله هو بها في أجمل حالاته وفي أسوئها؟ وسواء أكانت تصنع إلهاً من تمر لتأكله بعد ذلك، أو لتمارس فعلاً تنام بعده في خدر لذيذ يرتبط بالألم والرغبة في الإقلاع بعد ذلك خشية ضياع الأولاد والبنات في دورات المياه.

لكن القارئ غير مطالب بقراءة كل هذه الإحالات التي استغرقت زمناً طويلاً من الرواية وأماكن شاسعة فيها، أزمنة وأماكن ومعارك وصراعات وعلاقات تتجاوز صفحات على أوراق إلى رحلة طويلة في واقع حياة. هو غير مطالب بالقراءة إن شاء أن يعرف حسيناً في الرياض فقط، حسين مبتور عن ماضيه كما بترت يده عن جسمه. حسين غير منشغل بمستقبله ولا مبال بحاضره. والجمال الذي تخلقه هذه الحرية الممنوحة من الروائي لقارئه جميلة، بل فاتنة لأنها تغري بالقراءة أكثر مما تدعو إلى تجنبها. وهي رواية تقدم شيئاً مختلفاً عن قصص فقدان الأعضاء ولقائها لاحقاً كما في الأنف عند جوجول مثلاً أو المسوخ في الروايات البوليسية أو المسكونين بالشياطين عند ديستوفسكي. في الرواية تتبع مطلوب لإنسان أو ليد ثم التفكير فيما يمكن أن يقوم به هذا المفقود أو ما الذي سيخلفه غيابه داخل ذاته أو خارجها، هنا يد تنبت وتتشكل بعد غياب، وهي تنبت مع إحالات نفسية كثيرة يمكن تتبعها في تاريخ حسين وعائلته.

والإحالات في (أ) ليست على هامش كتاب، بل على هامش حياة، وحين تكون الإحالة كذلك فإن على القارئ أن يسعى للفهم وربط الحوادث والانشغال بالأثر والمؤثر، وممتع أن يتم ذلك لا بغموض يشبه الأحاجي والألغاز، لكن وفق معادلات رياضية مدونة في صفحة من رواية، من أين نبدأ الحكاية؟ وأين ننهيها؟ حكاية مرسومة في جينات إنسان ممتد بين قديم ضارب القدم في إفريقيا، وحديث عن إنسان يعمل بوظيفة في مجمع بمدينة الرياض. وجمال آخر يكمن في كم معرفي كثير يقدمه هذا العمل، والكثرة المعرفية لا تكون جميلة حين تكون عبئاً على عمل فني، وهي إضافة غير مطلوبة حين لا تقدم منفعة أخرى أو متعة متحصلة، أي حين تتحول إلى تراكم للمعلومات دون رابط تنتظم فيه المعرفة لتقدم أخيراً فهماً مغايراً لإنسان يعيش بيننا وقد نعطف عليه ونرثي لحاله ونتوهم أننا نعرفه، ولعلنا نعرفه لكنها معرفة قاصرة لأنها بلا إدراك، وسنصل إلى بعض الإدراك إن قرأنا الإحالات في (أ) والمتن في (ب) والاستدراك في (ج) ثم الرواية كلها (د) كما رمز إليها الروائي، إن فعلنا ذلك فسنصل أكثر وإن قصرنا فيه واتبعنا الإرشادات التي يقدمها في معادلاته فقد نخسر وقد نربح لكن ليس وفق ما تقدمه الرواية من زاد ثقافي ومعرفي فقط بل وفق ما لدينا من قدرة لا على الفهم فقط بل من قدرة على إدراك ما فهمناه ووعيناه من رواية تشغلنا بأعضائنا وعلاقتنا بهذه الأعضاء، كيف كنا بها، وكيف سنكون بدونها؟ وتشغلنا بالإنسان فينا كيف وصل من ماضيه إلى يومه وما أثر هذه الماضي في مستقبله لا استناداً إلى تاريخ مكتوب أو مروي فقط، بل بحثاً في صبغيات متوارثة جيل بعد جيل وارتباطاً متسائلاً عن علاقة بأغنية أو مكان أو عضو يشغلنا وينشغل بنا؟

كيف تصنع يدا؟

رواية مختلفة في أسلوبها، وفي بنيتها وفي قدرتها على بعث التفكير مع قراءة كل قسم من أقسامها بطريقة مختلفة، هل هي رواية الأساطير المتتالية، أو التساؤلات الموحية، أو الإحالات المتوافقة والمتنافر؟، أو المعارف التي تعرفنا ببطلها لا في ظاهره بل في صميم حياته وتاريخه ونفسه؟ أم هي ذلك كله وأكثر منه؟

في مشهدنا الروائي المحلي هناك الكثير من الروايات التي لا تقدم شيئاً كبيراً لأسباب كثيرة منها أنها حكاية للواقع، أو حكاية عن المتوقع، أو حكاية عما يأمله الروائي ويرتجيه وغير ذلك مما يجعلنا نقول عنها: إنها إضافة لا شيء إلى شيء مازال بحاجة إلى كثير من الجهد والعمل. لكن هذه الرواية أضافت قيمة مختلفة بكل أبعادها بين أسلوب التشكل، وطريقة الحكي، والرغبة الصادقة في الإتيان بجديد مغاير يستند إلى ثقافة روائية اعتنت بالبحث واستكتبت التفاصيل الصغيرة، واهتمت بصحة المعلومة ودقة الخبر، وهي رغبة قد تحققت في هذا العمل بلا شك، في خطوة رائدة تحسبُ للروائي الشاب ولفن الرواية في المملكة.
.
.

عبدالواحد اليحيائي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح

الإنتقال السريع