18-09-2005, 04:08
|
#1 |
|
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
 ( 1 ) ساعة الليل معلقةٌ في جدار الوجع ..! بين الصبح وخلود الحزن مفترق طريق ، ظلت سيارتي تترنَّحُ فيه حتى كادت تدهسها الأرصفة ..! كنت أعلم أن الصباح أشبه بنعشٍ مكسورٍ حين يجيئني خاويًا مني ..! عدتُ إلى بيتي وأشعلتُ سيجارتي ثم آويتُ إلى سجادة أمي .. ربتت على كتفيَّ وقالت : ليس للنوم متسع بين جفون الأرق..! آه لو تدرين أيتها الطيبة أي هواءٍ باردٍ يتخللني الآن ..! عدتُ يا أماه بعد أن شربت ملوحة النجوم وأطعمتُ الخفافيش أحلام الفراشات الآمنة ..! عدتُ أجدِّف قدمي في فراغ الوقت باحثًا عن سلَّمة احتواء .. ! عدت يا أماه من جنة القلق لنار السكينة ، من ضجيج الحب لهدوء الانكسار ، من عين القمر لدمعة الرمال ..!! قلتِ لي بعد رحيل ( فاتن التي تحبين ) إن امرأة تشبه الجزيرةَ سوف تحملك يومًا على غيمة من جراح وتهوِّم بك في مدارات ما حوَّمت على مواطن الظن يوما ، ثم تعيدك قطعة قماش زادت عن فستانها الذي سترتديه حين تقف على بوَّابة الجديد المدهش وتضغط بفتنة على مفتاح الإضاءة ..! النساء يا أماه لايتشابهن كما قيل لي .. ليلى تعصر لوفاء عطر القلب والعمر الجميل ، والصبر على نساء القبيلة ، وجوع اللحظة ..! لكن الأخريات ستائر النوافذ المطلة على الشعر ..! لم أكن أعلم أيتها الطيبة قبل هذه الساعة أن العذاب بدوي يقيم في ضاحية الانتظار ، ثم يغزوه في الصباح الباكر ليجتث أشجاره المورقة نقاء على أرصفته ويطعم بها ماشية الليل السائبة ..! لم أكن أعلم أيتها الحزينة منذ رحيل أبي أن أسواق النخاسة ستفتح مجددا من أجل قلبي الذي تشبث بالحب منذ نعومة جراحه .. !! لم أقل شيئا لم أفعل شيئا سوى أنني ردَّدت قول نزار الذي أسمعتك يوما ( بلقيسه ) فبكيتِ منه وله قلت عليكِ أن تختاري بين عطر الذاكرة وذاكرة العطر ..!! آه يا أماه ... النساء شرفات التعب ووجع النوارس البيضاء ..! متعب أيتها الطيبة ..! ألم تقولي لي يوما إن صلاة الفجر أشد بياضا من لحظة القصيدة ؟! لقد صليت الفجرَ جماعة يا أماه وعدت بانتظار الشمس التي أمهلتني حتى احترقْتْ ..! استنفذت كل شيء يا أماه .. الصوت .. الرسائل .. الحنين .. الحب الذي تتعثر فيه قدرتي على العتاب ... ذلك الذي يشبه دهشة العصافير من استمتاع الأطفال بخوفها ..! سعال آخر الليل .. نصف كوب ماء بجوار سيدة تنام تعبًا مني .. وتستيقظ رحمةً بي ..! الحب المنقوش في منديل لاتجتمع فيها الدموع وألوان ( الروج ) المختلفة ...! هو سفر الضوء ..و ظِلالُ العتمة .. رائحة العطاء .. وتمييييييييييييييمة الحياة ...! استنفذتُ كل شيء يا أماه .. القدرة على الكلام .. وأخيرا المثول أمامك ..! وهأنا الآن أترنَّح فوق كرسي الوجع الهزَّاز ، ولعلني أكون قربان اللحظة وآخر المنتمين إلى الجرح ....!! |
|
|
|
18-09-2005, 13:10
|
#2 |
|
شـــاعرة
|
رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
ألم تقولي لي يوما إن صلاة الفجر أشد بياضا من لحظة القصيدة ؟! لقد صليت الفجرَ جماعة يا أماه وعدت بانتظار الشمس التي أمهلتني حتى احترقْتْ ..! استنفذت كل شيء يا أماه .. الصوت .. الرسائل .. الحنين .. الحب الذي تتعثر فيه قدرتي على العتاب ... ذلك الذي يشبه دهشة العصافير من استمتاع الأطفال بخوفها ..! ابراهيم الوافي منآجاة للأم و لأطهر قلب وحدها يحقّ لها أن تغضب وأن نبرر لها بكل وسيلة لترضى وحدها تستحق أن نفرد متصفحات لـنوفيها حقها وحدها من يحق لها أن تعاتب بكل الشدة ونقابلها باللين وحدها من يتقن الأستماع للشكوى بكل حواسها سنعود لتلك الرسائل كثيراً فقط ننتظر البقية دمت رائع |
|
|
|
|
18-09-2005, 14:35
|
#3 | |
|
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
إقتباس:
هل ستعودين يانورة ؟! لاتكترثي كثيرًا .. كل ما في الأمر أن صورتي على المرآة أنكرتني .. فخفت أن أتلمس المكان فلا أجد فيه تلك الطيبة التي تصلي دائما ..! النوارس يا أخت الصدق غاضبة من صخب الصيادين ، والمراكب المتعبة يأكل رفاتها الملح الطاعن في الحزن تعرفين أيتها البيضاء ؟! لطالما حملقت كثيرا في البطاقة الشخصية المكتوبة بالقلم الرصاص ، القابل للمحو .. وأنا أردد ..ماذا لو أنني كُتِبتُ من جديد ..؟! حينها فقط ربما تكرهني امي ..وتصفعني الصورة على المرآة بعد أن اكتفت بإنكاري .. ولهذا استمريتُ في الكتابة إليها .. وتركتها تصلي ..! نورة .. هل كنت أهذي .. ؟! ( معذرة ) |
|
|
|
|
|
18-09-2005, 14:41
|
#4 |
|
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
( 2 ) ليلةٌ أخرى يا أماه ! أتدلَّى فيها في ظلِّ الكرسي الذي يتحرَّك ليشعر بالحياةْ تدور حولي الأصوات كخلايا الذكريات التي أجمع عسلها دون وقاية من لسعاتها .. آه يا أمَّاه .. أراكِ تطيلين النظر إلي ... كلما ارتشفتُ حفنةَ هواء ، انتظرت متلهفةً حفنة أخرى تجتهد الرئة في إطلاق أسرها من جحيم الحزن في داخلي ... تتسائلين بنقاء الحليب الذي أرضعتني إياه ماذا حلَّ بك يا بني ..؟! بيني وبين ظلي يا أماه مسافة من دخان السجائر وثقب في جدار الأفق تتسلل منه الأطياف النائمة في حجر حزني حين تستيقظ من عاصفة المفاجأة ..! المطر لايتساقط إلا نادرا يا أماه لكنه كفيل بسقاية الأعشاب النابتة في سقيفة المظلة التي نتفيَّأها ..! آه يا أم الوجع .. اخفيني في إنائك الفضي الثمين عن عبث التفاصيل الصغيرة .. اربطيني في ( طرف طرحتك ) عن شاعرٍ نذر شعره للحب ..كما كنت تفعلين مع مفاتيح أبي حين يغفو تعبًا غارقا في عرق الظهيرة ونحن حوله كصغار الموتى الذين يفرحون بتوافد المعزين على دارهم حين لايفهمون مفرداتهم الجديدة على هدوء أحزانهم .. آه يا أماه يتآكل قلبي ، تنخر جذعي سوسة الراحلين إلا عنا ..! |
|
|
|
|
18-09-2005, 19:42
|
#5 |
|
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
( 3 ) وما زلتِ يا أماه تترفين الليل بالصلاة .. مطفأة سجائرى ممتلئةٌ بتفاهات الظن ، ورئتي منتفخة بوجع الحقيقة ..! الرصاصات يا أماه بريئة من دم القتيل، كانت تبحث عن أفق للحرية حين اعترضها جسده ..!! لا تحنقي يا أماه على من أهملتُ حلاقة لحيتي لأجله ، ومرَّغتُ وجهي بوحل اللحظة حين افتقدته ..! صلي يا أماه ، وبعد كل ركعتين التفتي إليَّ . .. وجهك ملائكيٌّ أيتها الطيبة .. ! ( 4 ) أماه .. الليلة الثانية سبورة الطفل الكفيف ..! ها أنا أيتها الطيبة أتلمس وجوه التفاصيل لأتعرف على ملامحها بعد أن افتقدت صوت الذكرى ومواء الدقائق ...! أماه كنتِ قد أخبرتيني عن وجه أبي حينما التقيتِ به أول مرة وأنت ابنة الثالثة عشرة .. ولم يكن النخل حينها عرضة للرياح .. ! قلتِ لي إنك تشبهه كثيرا ، ستعرفين إذن يا أماه كل هذه الندوب ..! ظلال النخيل المتموج على سواقي العطش هي ذاتها أنيميا الحب التي لم يشخصها الأطبَّاء بعد ..! والوجع الذي يتخفَّى في ثيابي لا يشبه رهبة البداية ..! يتبع |
|
|
|
|
19-09-2005, 00:49
|
#6 |
|
النجدية
|
رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
كم نحن بــ حاجة لــ عيون من الأعماق تبصرنا .. !! يكفي وأنت غارق في لجة اليأس والقنوط .. وأنت تتنفس من ثقب أبرة .. تناجي نظرات مُحبة تتحدث إليها ... تجمع دفء الحب والحنان لــ تبدد به شتاء أحزانك .. ملاذ قلب الأم وحده من يستوعب مرارة البوح .. ودعائها .. القادر على تضميد الجروح .. أيها الوافي بـ الأم الطيبة .. ولكل قارىء نهم ينتظر البوح الراقي وأطلالة النور / الأبداع من شرفات الزمن .. شكراً للإعتناء بكل ذائقة تتربّص وتصطاد الجمال ... |
|
|
|
|
19-09-2005, 01:47
|
#7 | |
|
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
إقتباس:
كنا ثلاثة أنا وهي والليل .. انتهيت أنا مني .. وانتهت الصلاة منها .. لكن ليلنا لاينتهي ..! ربما عادت لتسمعني مجددا .. وحينها ثقي أنها لن تجعلني انشر ما سأقوله لها .. تعرفين.. أيتها النبيلة ؟! كلما قبّلتُ في جبينها الصباح ابتسمت وقلت : كم سيغبطني التاريخ أنك معي !! نجدية .. كان حضورك عشبا يا سيدتي ..! |
|
|
|
|
|
19-09-2005, 01:50
|
#8 |
|
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
( 5 ) ها أنت يا أماه .. تستيقظين من الصحو وأنا مازلت حياعلى وجه الوجع .. كل سرب من أسراب الذكريات الكثيرة ، كفيل بأن يغطي وجه الشمس عني .. ! هل يثيرك هذا القلم الفضيَّ الصغير ؟!! ....... كانت هناك تتخذ مقعدًا من الحب حين أعطتني إياه وقالت أنه أصغر ( ذكرى ) في العالم ..! ليته كان كذلك يا أماه ..! إنه الذكرى الأكبر التي أسكنها وحيدًا ..! يتسلل من بين يدي ومن خلفي صوتها الشهي ، وابتسامتها الواثقة وهي تحمله بين أناملها بخفة ورشاقة تجنبها كهرباء يدي ..! هل تذكرين جارتنا تلك التي سرقت منك طفولتي ؟!! لقد حدثتها عنها ذات يومٍ ، فنثرت شعرها للريح وبقيت صامدة أمام جداول الحميمية والاحتواء .. .. متعب أيتها الطيبة .. متعب من سؤالك الذي يطعمني حلوى الذكريات النعناعية ..! متعب حد حاجتك لأبي وحاجتي للنوم ..! |
|
|
|
|
19-09-2005, 09:14
|
#9 |
|
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
( 6 ) متطفِّلٌ هذا المساء ياأماه .. يفتح نافذته تجاه البوح ، ويتسلّق صمتي .. قال لي أحد الخارجين على النص : النساء صلاة الشياطين وعهر الأتقياء .. لم أصدقه لكنَّ القطار الذي سافرت به قصيدتي توقف في محطة التعب الأولى .. قلت لها ذات مساء ليس بين الماء والماء ملح البحر أو استغاثة مخلوقاته .. مسحت لها ضباب المرايا ووقفت في محراب أنوثتها طفلا ينفخ الروح في دمى انفعالاته وشجنه .. آه أيتها الطيبة .. كم أنا مشتاق إليها حيث كانت ..! قولي لي أيتها المتكئة على أريكة السنوات ، كيف نشتاق إلى اللحظة التي نشتهيها ، ونوغل في حزن استحالة استرجاعها أو تخلقها ؟! متعب أيتها الطيبة .. أكملي صلاتك ثم أعيدي يدك في فروة شعري ..!! 0 0 0 متكبِّبٌ هذا القلم ..! الصمت الحاضر هوذاته عرائش الكلام الذابلة في بوابة الغياب..! والليل الذي ينثر سحره من حكاياتنا، يستمد ضوءه من شمعة أرواحنا التي تحترق ..! ليس للسفر إلا زاد المسافر يا أماه ..! ذاكرتي ثقيلة جدا في سفر العودة . ونغمة الحضور هي ذاتها طرقات الغياب المفزعة .. ستقول حينما نلتقي طيفين في فضاء العتمة : ( كنتُ حاضرة حين كنتَ تتلو قصيدة الغياب ..! ) ما أشهى المرأة التي تجعل الذكاء ضمن مساحيق جمالها الفطري ..! إنها تجمع الأحلام لكلمة فصل ثم تضرب على طاولة اللحظة منهيةً الاجتماع دون التوصل إلى حل في قضية تبادل أسرى الذكريات ..! ما أشهاها يا أماه وما أقساها ...! سيطول بقائي هنا وستطول صلاتك ..! أيتها الطيبة .. هلاَّ أعدتِ يدك لفروة شعري ؟!! |
|
|
|
|
19-09-2005, 10:12
|
#10 |
|
رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
لي عوده ..  |
|
|
|
|
19-09-2005, 19:13
|
#11 | |
|
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
إقتباس:
أليس المطر غاية الصحراء ؟! أختا من عطايا الصدق دائما أيتها الفاضلة .. |
|
|
|
|
|
19-09-2005, 19:18
|
#12 |
|
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
( 7 ) هل تكترثين لما بي أيتها الطيبة .. الدنيا تفاحة حوَّاء التي أشعر بمرارة الحياة فيها ، والمرأة التي تخلق القصيدة هي ذاتها التي تميت الشاعر ..! إن أردت الكتابة ايتها النقية لابد أن أعود لبكارة الحليب ولثغة البداية : كل النساء قصائدٌ مقروءةٌ وقصيدتى الأنثى التي لم تخلقِ سأبيع في سوق النخاسةِ شاعرًا رضع الحنينَ بكارةً في منطقي لاشيء غير البحر يعرف أنني ملح العذوبةِ في عطاء المغدقِ ستفهمين هذا وستتفاعلين معه كثيرا .. لكنَّ مابي يا أماه جرح القصيدة الآني .. ماذا سأقطف من أشجار الحزن غير ثمرة الحسرة .. وهل لكتاب الذكريات غير القصائد المخدوعة ؟!! شهوة التخيير اتكأت على نص عميق كنت أظن أنها حين احتفلت به تلته على ملائكة الحب ، ولقنته حراس التاريخ ..! حتى فوجئت بموت الملائكة ونوم الحراس ..!! أمَّاه بحاجة إلى قطرة ماء ماء فقط .. فإني أحترق ...!! |
|
|
|
|
20-09-2005, 04:03
|
#13 |
|
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
( 8 ) مازال هذا القلم الصغير مثيرا لفضولك أيتها الطيبة .. سأحدثك عنه .. أذكر أنني ابتسمت بخبث حين منحتني إياه وقلت : ( هل كنت تعلمين أنني كنت أكتبك بالقلم الرصاص القابل للمحو ، فانتقمتِ مني بهذا القلم الصغير .. ؟! المرأة التي كانت قبلك كانت امرأة عادية جدا .. غير قابلة للاستمرار .. ولهذا اعتدت كتابة النساء بالقلم الرصاص .. ) آه يا أماه .. كيف لمثلي أن يغفل عن ذكاء امرأة مثلها .. ؟! حين التقينا وعدًا على جناح الغيب لم تنادني وريثا كما كانت تفعل في كل لقاءاتنا الحلمية .. ترى لم فعلت ذلك يا أماه ؟ هل كانت حالة هروب من واقع لم تكن تخطط له ؟ ، أم أنها حالة من حالات الكذب على الذات تمر في سويعات ثم تنقضي ، لم تكن راغبة في كينونتي الرملية وهي النجمة .!! أكملي صلاتك .. سأنتظرك ...!!!! |
|
|
|
|
20-09-2005, 06:26
|
#14 |
|
النجدية
|
رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
استنفذت كل شيء يا أماه .. الصوت .. الرسائل .. الحنين .. الحب الذي تتعثر فيه قدرتي على العتاب ... ذلك الذي يشبه دهشة العصافير من استمتاع الأطفال بخوفها ..! . . . ظلال النخيل المتموج على سواقي العطش هي ذاتها أنيميا الحب التي لم يشخصها الأطبَّاء بعد ..! . . . هل يثيرك هذا القلم الفضيَّ الصغير ؟!! كانت هناك تتخذ مقعدًا من الحب حين أعطتني إياه وقالت أنه أصغر ( ذكرى ) في العالم ..! ليته كان كذلك يا أماه ..! إنه الذكرى الأكبر التي أسكنها وحيدًا ..! . . . متكبِّبٌ هذا القلم ..! الصمت الحاضر هوذاته عرائش الكلام الذابلة في بوابة الغياب..! والليل الذي ينثر سحره من حكاياتنا، يستمد ضوءه من شمعة أرواحنا التي تحترق ..! . . . لكنَّ مابي يا أماه جرح القصيدة الآني .. ماذا سأقطف من أشجار الحزن غير ثمرة الحسرة . . . هنالك أشياء تختفي داخلنا .. كلما حاولنا التعبير عنها أصبحنا أشبه كــ من يرسم للريح وجها تختفي ملامحها بين لحظة وأخرى .. !! من يعرّي تلك المشاعر لـ تتجسد صور متحركة غير إبراهيم الوافي !؟ أعذرني أن أبتعدت كثيراً عن أحساس الحزن لأجدني _أتأمل_ ظلال النخيل المتموج على سواقي العطش (أنيميا الحب ) والليل الذي ينثر سحره من الحكايات ويستمد ضوءه من شمعة الأرواح التي تحترق ..! وكيف نقطف من أشجار الحزن ثمرة الحسرة ..!! يا ااااالله ..!! كم أنت بارع في رسم الحروف / الأحاسيس يــ إبراهيم ..!! كل الإعجاب . |
|
|
|
|
20-09-2005, 21:12
|
#15 | |
|
وريث الرمل / شــاعــر وأديب
|
رد : رسائل إلى أمي الطيبة ( آخر المنتمين إلى الجرح )
إقتباس:
ألم يحدثك المساء أيتها الفاضلة منذ مطلع الصدق عن رجل يشتم ظله المتحرِّك .. بينما( يتمرجح ) بغرور على كرسي هزاز..؟! كانت تقاسمني رغيف الشعر الطازج .. حين حدثتني عن ضجيج الأماكن .. وبياض المواقع المعدّة للبياض ..!!! ياااااااه .. تصوري ( شعبيات ) إحدى ذكرياتنا ..؟! بالله عليك يا سيدة الصدق في مدن التفاصيل التي تهتم بالشؤون الصغيرة .. ( كيف نهرب منا حين نكون مجموعة من التفاصيل ..! ) كانت أمي ومازالت يا نجدية الحد الفاصل بين الخنجر وغمده الصدئ ..! سنعود إليها دائما .. فقط لتبقَ لنا ..!! نجدية المواسم وأخت البياض .. لعودتك مجددا نكهة البوح ، وفرحة ( تشظِّي ) شهيد في ساحة الاعتقاد ..!! دمتِ أنتِ .. حيث لايشبهك سواك ..! |
|
|
|
|
 |
| عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|
|
