14-03-2006, 00:37 | #1 |
يمنىً بلا يـسرى
|
رواية ( طنين ) وقار السرد التاريخي !
ملاحظة بسيطة من شخص معقد : هذه القراءة ليست نقدية , ولا إنطباعية , ولا تصنف ضمن الكتابات المنهجية في النقد والمتابعات الثقافية للأعمال المكتوبة . هي نوع من الكتابة يستوحي معانية من خلال التماس المباشر مع الكتب , أحياناً يعجبني كتاب , وأكتب عليه مجموعة هوامش ترتبط بالكتاب كحدث فاعل من المؤلف يحقق ردة فعل من القارئ . لهذا لا أجد الأقسام المعنية بالنقد والقصة تتعلق بالمضمون هنا . كونها كتابة خاصة , وإن أستخدمت الكتاب مادة يتحرك من خلالها المقال . فعملية تصنيفها ضمن الكتابات النقدية سيكون إجراء تعسفي لا مبرر له إطلاقاً . أرجو من المشرفين الكرام ترك الموضوع هنا في مواسم , لأن خواطري الشخصية تأتي على هذا الشكل في بعض الأحيان . ولولا إحترامي للثقافة والصفوة من الكتاب النوابغ لما وضعت هذا التنويه لأنني كقارئ أولاً أفرق بين الدردشة حول كتاب ,وبين النقد كعمل إبداعي مغاير ! عنوان الرواية : طنين المؤلف : د . سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز الناشر : دار الفارابي في جو محتقن , يديره أثنان من البصاصين الترك , كما يحب أن يسميهم كاتب الرواية , نشارك المؤلف وأبطاله متعة قراءة الرسائل التي وجهها,( خالد بن سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود ) . إلى صديقه المحترم _حمد بن محيمل _ صديق طفولته المقيم بالرياض , تاريخ الرسائل يبدأ من صفر 1277هـ . أثناء إقامة بطل الرواية في مكة , تحت المراقبة اللصيقة , أو الجبرية هناك ! . تحت وطأة ظروف إقتصادية وصحية ونفسية مؤلمة جداً . خالد بن سعود , أو كما يشتهر ( بأبي طنة ) لأنه يعاني من طنين يلازم أذنه اليمين على إثر إنفجار كاد أن يؤدي بحياته أثناء حصار الدرعية وتحطيمها؛ فلازمه الطنين الذي خف عنه أثناء إقامته في مصر ولم يرد له ذكراً , حتى عادت الاحداث بالقارئ إلى الجزيرة العربية _ وكأنها لزمة نفسية , ربما ؟ _ , إن ما توثقه الرواية بتفاصيل حية ومؤثرة للغاية , مكتوبة بعواطف متجردة , وبليدة الإحساس نوعاً ما ! كما يليق بأستاذ أكاديمي يتصدى لمثل هذه المسؤليات التاريخية ,وأعني الدكتور( سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز ) , تم على الطريقة السهلة والمنهجية الصارمة التي تعتمد على السرد التاريخي والتحقق من كل ملابسات الزمن في حدود التنصيص التاريخي لبطل الرواية . فلا يوجد أي خروج عن المسار المنهجي لقراءة التاريخ , حتى وإن بدت بعض الملامح الفنية للعمل مرحة قليلاً . ولكن لم تختفي شخصية الأديب المليئة بالطرافة الراقية , خصوصاً عندما يستعرض بعض المشاهد الباشوية في سياق العمل . خطورة الشخصية , وإنتماء المؤلف للحقل التعليمي , وإرتباطه الحيوي بتاريخ البلاد , يبرر كل ما يمكن أن يخطر في بال القارئ , حول ضبابية بعض الأحداث , وإتساقها مع الخطوط الرسمية للتاريخ , أي الإعتماد على النتائج والإبتعاد عن المحاكمات الأدبية . لصالح إظهار القيم الفكرية والفلسفية , المطروحة في رسائل أبي طنة رحمه الله . وكأن الطنين في أذنه طنين المستقبل . وجزء من عبقرية مهملة بين غار الجهل والإستبداد , ونار التطرف والعصبيات القومية . فبدت شخصيته تائهة وغير منتمية لأي فكرة من الأفكار الحاضرة في ذلك التاريخ . وأعتقد أن صديقه (حمد بن محيمل ), لا يملك تجاه صاحبه إلا التعاطف الشديد , فلم تكن الأفكار المضمنة في الرسائل تليق بشخص عامي أو بعيد عن صناعة القرار , وكأن الدكتور _ سيف الإسلام بن سعود , يشير إلى أن جميع الرسائل الواردة من جهة أبي طنة رحمه الله , سوف تخضع للقراءة من قبل جهات عليا؟ بما ينفي ويرد_وقتنا الحاضر_ على كل التوقعات التي تقول :أن الإزدهار السياسي والفكري الذي تعيشه السعودية حالياً , مجرد صدفة ! خلاصة القراءة الأولى للعمل ,تفيد , أن الروابط الأسرية بين الأسرة الحاكمة السعودية , تعتمد وبشكل قوي على أهداف فكرية إصلاحية عظيمة , ولم تكن الإضطرابات العائلية إلا نتائج ممارسات قدر لها الفشل . فالرغم من ظروف البطل التاريخية ومعاناته , ونفيه , وفشله الذريع أمام الواقع السعودي وجهله بطبيعة الشعب الذي كاد أن يحكمه فعلياً , وردة الفعل العنيفة من قبل الجمهور العام بكل مستوياته وطبقاته تجاه شخصه المتهكم عليه , إلا أنه بدا متعاطفاً شديد الموضوعية في تحليله للواقع السعودي أبان فترة الحكم الثانية . وهذه من الصفات التي تليق بمفكر يمتلك عقلية تتجاوز الأحقاد والمواقف الشخصية . وكأنه يرسم لنا ما نعيشه الأن , فهل يمكننا إعتبار ( خالد بن سعود جندياً مجهولاً في تاريخ الفكر السعودي ) ؟ الغريب أن أعمال الكاتب محاربة , ولا تمتلك حقوق الفسح , بالرغم من ضخامة الهالة الإجتماعية المقرونة قدرياً بأسمه _ التى لا تعطيه الحق بكتابة عمل أدبي بدون معرفة وثقافة شخصية معتبرة _ وهذه من أهم ملامح الفترة الثقافية التي نعيشها , محاربة أعمال النخبة الإجتماعية والأكاديمية , بدأ من الامراء والوزراء ونهاية بأساتذة الجامعات كحال مؤلف رواية (طنين) وسابقتها ( قلب من بنقلان) . سنعود للرواية في قراءة ثانية . ربما ! الأكيد أنني من المروجين لهذه الرواية على المستوى العربي . |
14-03-2006, 19:47 | #2 |
النجدية
|
رد : رواية ( طنين ) وقار السرد التاريخي !
فيصل الرويس .. سعدت جداً بأنضمامك .. وسعدت أكثر بتفاعلك الملفت والجدير بالإعجاب الرائع ومداخلاتك القيّمه فعلاً .. لاشك أننا محظوظين بقلم متميز وكاتب متميز مثلك .. هو مكسب لنا بالتأكيد .. بالنسبة لهذه القراءة النوعية سنحترم رأيك ورغبتك بالتأكيد .. سأعود للمشاركة لاحقاً .. بسبب ظروف خارجه عن أرادتي .. كل الشكر والتقدير لك . |
14-03-2006, 20:09 | #3 |
|
رد : رواية ( طنين ) وقار السرد التاريخي !
. لي عودة . |
15-03-2006, 12:00 | #4 |
بقـايا حُلـم
|
رد : رواية ( طنين ) وقار السرد التاريخي !
فيصل الرويس صباح الخير أتمنى أن أحصل على نسخة من الرواية حتى نشارك في طرح وجهات النظر وارئنا الشخصية فكيف السبيل إلى ذلك إذا كانت الرواية ممنوعه كما فهمت ؟ هل هي موجوده على رابط في الأنترنت تزودنا به من فضلك ؟ دمت بسعادة |
18-03-2006, 09:35 | #5 |
شـــاعرة
|
رد : رواية ( طنين ) وقار السرد التاريخي !
فيصل صباحك ورد أولاً وصلت لنا معلومة بأنك شاعر , فإلى الآن أنتظر قصيدة لك ونتمنى أن تتواصل معنا في القريب العاجل والشيء الثاني أرغب بسؤالك عن الصلة التي تعتقدها بين مدن الملح لعبدالرحمن منيف وطنين لسيف الاسلام بن سعود خاصة أن العملين يتحدثان عن تاريخ آل سعود في المنطقة وإن كان تطرق عبدالرحمن منيف لها رمزيا أكثر منه واقعيا ؟ كل الود |
19-03-2006, 01:25 | #6 | |
يمنىً بلا يـسرى
|
رد : رواية ( طنين ) وقار السرد التاريخي !
إقتباس:
نجدية أشكرك على تفهمك الذي يعكس تفهم المنتدى بكل أعضاءه المتطوعين لخدمة الموقع , ستكون عودتك مثرية , وبشكل عام أعتقد أن الكاتب الجيد لديه إستعداد للإنتظار ألف عام لكي يعرف ... ما يود معرفته من القراء بشكل حقيقي ! شكراً لك مرة أخرى والحقيقة أنك تمتلكين روح جميلة ونشطة جداً سوف نسعد برؤيتك تبددينها في تطوير المكان . ولكن الله يرحمك ,,, بدون رسميات ! إذا بغيتي تردين أو بكيفك , المواضيع المكتوبة ليست صوراً شخصية يحتاج صاحبها لتعليقات سريعة. الكاتب الغبي هو من يفترض انه كتب مقالاً أو موضوع جميل جداً وسوف يتلقاه القراء بحفاوة .. أحياناً يسخط الواحد على نفسه ! . واحياناً لا يكون الموضوع في طابع جماهيري فلا يشترط مشاركة القراء . أمتلك فلسلفة تتعلق بمشاركة الكتاب في المنتديات لا أظلم بها نفسي ولا أشره على القراء إذا كتبت في مجال لا يعنيهم ولا يقدم لهم معرفة تعود عليهم بفائدة عامة .... ولا مزيد للإستطراد والإفاضة أو الثرثرة سوف أختم بالشكر مرة أخرى . |
|
19-03-2006, 01:36 | #7 | |
يمنىً بلا يـسرى
|
رد : رواية ( طنين ) وقار السرد التاريخي !
إقتباس:
شكراً على مرورك |
|
19-03-2006, 01:44 | #8 | |
يمنىً بلا يـسرى
|
رد : رواية ( طنين ) وقار السرد التاريخي !
إقتباس:
عندها ما عليك سوى إرسال عنوانك البريدي وسوف تصلك بإذن الله إذا كنتِ خارج الرياض . مع الوعد بإعادتها طبعاً . بخصوص المنع يأتي رسمياً , ولكن لا يمنع تواجد الراوية بشكل قطعي ! |
|
19-03-2006, 02:09 | #9 | ||
يمنىً بلا يـسرى
|
رد : رواية ( طنين ) وقار السرد التاريخي !
إقتباس:
صباحك سوسن أولاً : لست شاعراً , ولن أتشاعر ... ربما لأن هناك شاعر لم ألتقيه ولا أعرفة أسمه( فيصل الرويس) قبضت عليه في محرك البحث ! . الروسان حالهم لا يختلف عن باقي أبناء العرب إجمالاً . عروق الشعر في وجدانهم ندية وتمتلك مببرات الظهور .. ولا أزكي أحداً .. إقتباس:
( لأن كتبه تحولت حميراً يمتطيها المختلفون سياسياً ) . <<< حقوق الملكية الفكرية محفوظة لشعبيات . . يمكنك الربط أنت ! ؟ . ويمكنني تسليط الضوء على رواية مهمشة ومسحوقة ومضروبة بأغطية التجاهل . والعداوة العربية لكل ما هو إبداعي و هي رباعية( الزوبعة) لزياد قاسم . وهي ليست ممنوعة بل مشتراه ومحاربة من تحت طاولة الرقيب لأن سياسة المنع تعطي المادة شهرة , وتحدد الموقف الرسمي . وبعض الأعمال لا تستحق المنع حسب وجهات النظر العربية عامة . ويصعب على مثقفي الطاولة الإعلامية مناقشة أعمال تعتمد على المعرفية الصرفة والنزعة الإبداعية المتطورة , فحتى من يريد الحديث عنها لا يمتلك تقنية تلائمها . هل سمعت بهذا المؤلف ... صدقيني لا يشتهر في الإعلام العربي إلا الكاتب المعلول بلطخة سياسية . أو الأمعة الذي : لا يقول ... يصمت فقط ! |
||
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|