26-01-2011, 20:27 | #1 |
شاعر
|
حديث الأحداق
تحبسني هي نظراتك .. بأمر القلب .. لتصدر علي قراراً غير قابلٍ للاستئناف بالسجن المؤبد داخل تلك الأحداق .. هكذا هو حبك ولد فطرةً نبَتت بعروق الروح .. تسقي تربتها من وابلَ الشوق وهطلَ الحنين .. أنا عاشقٌ لتلك العينين أسيرٌ لنظراتها الفاتنة , فخذيني بين أجفانِك سكناً اكتحل بسوادِها دفئاً وبياضها نقاءاً .. أحلمُ إنْ أخلقُ لتلك الأنفاس أنفاساً تحرسها فتصبحُ لي هواءاً أتنفسه وروحاً أحيا بها .. بين أناملِك تذوب أغشيةَ الحنان .. وتلامسُ شفافَ الرِقة فتحتضنُ كلّ معاني الوحشة وتتلاشى مواعيدُ الغربة .. تضمُني برفقِ البراءة طفلاً وتقبضني بعمق الاحتياج شوقاً .. للحب فيكِ دنيا تتوحد لغةً وعرقاً ولوناً .. أتشربهُ مع كلّ منشأ ضوءٍ وارتخاء ظلام .. لم يعدْ لمعاني الهروب معكِ وجود , فكلّ الكون طرف لحضكِ ومساحة طغيانكِ .. فما أجملها من زنزانهٍ وأروعها من سلطةٍ تتسابق رغباتي للفوز بجريمتِها المقدسة .. على مائدةِ حبكِ اجتمعت طوائف المشاعر وتوحدت مشارب الإعجابِ فتدفقت عروق الوجوب ببابِ زيارتِك وتزاحمت أشرعة البقاء طوع أمركِ .. أنتِ والخيالُ ومسافات الذبول حلمٌ أيقظني ليلامس شفاةً أشقاها الجدّب .. ترسمُ من الحنين قطراتٍ تغيثها وتطفئ عطشها , فتعاود التمرّد مرة أخرى بحثاً عن خيالٍ جديد وحكاية أنتِ سطورها .. لكِ وحدكِ أحيلُ كلّ قضايا الحب فأنتِ المتهم والقاضي وقلبي هو صكُ برائتِك وشهود أدانتي .. فأصدري بأمر العين حكمكِ عليَّ وبساحة شفتيكِ صادقي على تنفيذه .. في حديث الأحداق كان للأشواقِ فصول وللحبِ حكايات , تروي من سهامها ظمأ العواطف وجفاف القلوب . بقلم : إبراهيم الزبيدي . |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1 | |
|
|
|