14-12-2006, 19:44 | #1 |
شـــاعرة
|
شخصيات
أعضاء وعضوات شعبيات , فكرة الموضوع تحاكي عنوان القسم ,وهي في مضمونها تتكلم عن بروز الشخصيات المؤثرة في جوانب الفن والأدب, سيكون هذا الموضوع أشبه بقاموس التراجم لأشهر الرجال والنساء في عالم الفن والأدب يتطلب منكم المشاركة الفعّاله التي نأملها منكم لأثراء الموضوع بما يفيد ويثري معلوماتنا وثقافتنا أكثر ( 1 ) علامة الأدب الشيخ/ محمود شاكر ظاهرة فريدة في الأدب والثقافة العربية الحديثة، فهو كاتب له طريقته الخاصة لا تبارى أو تحاكى، وشاعر مبدع حقق في الإبداع الشعري ما بلغ ذروته في قصيدته "القوس العذراء"، ومحقق بارع لكتب التراث، قادر على فك رموزها وقراءة طلاسمها، ومفكر متوهج العقل ينقض أعتى المسلمات، ومثقف واسع الاطلاع في صدره أطراف الثقافة العربية كلها فكانت عنده كتابا واحدا. غير أن العلامة الشيخ محمود محمد شاكر ظل سنوات طويلة في عزلة اختارها لنفسه، يقرأ ويدرس ويصدح في واحته الظليلة، لا يسمع غناءه إلا المقربون منه من تلامذته ومحبيه تاركا الدنيا ببريقها وأضوائها وراء ظهره، ولم يخرج من واحته إلا شاكي السلاح مستجيبا لدعوة الحق حين يشعر بأن ثقافة أمته يتهددها الخطر، فيقصم بقلمه الباتر زيف الباطل، ويكشف عورات الجهلاء المستترين وراء الألقاب الخادعة؛ ولذلك جاءت معظم مؤلفاته استجابة لتحديات شكلت خطرا على الثقافة العربية. البداية والتكوين ينتمي محمود شاكر إلى أسرة أبي علياء من أشراف جرجا بصعيد مصر، وينتهي نسبه إلى الحسين بن علي رضي الله عنه، وقد نشأ في بيت علم، فأبوه كان شيخا لعلماء الإسكندرية وتولى منصب وكيل الأزهر لمدة خمس سنوات (1909-1913م)، واشتغل بالعمل الوطني وكان من خطباء ثورة 1919م، وأخوه العلامة أحمد شاكر واحد من كبار محدثي العصر، وله مؤلفات وتحقيقات مشهورة ومتداولة. انصرف محمود شاكر -وهو أصغر إخوته- إلى التعليم المدني، فالتحق بالمدارس الابتدائية والثانوية، وكان شغوفا بتعلم الإنجليزية والرياضيات، ثم تعلق بدراسة الأدب وقراءة عيونه، وحفظ وهو فتى صغير ديوان المتنبي كاملا، وحضر دروس الأدب التي كان يلقيها الشيخ المرصفي في جامع السلطان برقوق، وقرأ عليه في بيته: الكامل للمبرد، والحماسة لأبي تمام. المواجهة الخافتة وربما كان في وسع شاكر أن يكون أحد علماء الرياضيات أو فروع الطبيعة بعد حصوله على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) من القسم العلمي سنة 1925 لكنه فضل أن يدرس العربية في كلية الآداب، وكاد قانون الجامعة أن يحول بينه وبين الالتحاق بقسم اللغة العربية، لولا تدخل طه حسين لدى أحمد لطفي السيد مدير الجامعة وإقناعه بأن يلتحق شاكر بكلية الآداب فأصدر قرارا بذلك. وفي الجامعة استمع شاكر لمحاضرات طه حسين عن الشعر الجاهلي وهى التي عرفت بكتاب "في الشعر الجاهلي"، وكم كانت صدمته حين ادعى طه حسين أن الشعر الجاهلي منتحل وأنه كذب ملفق لم يقله أمثال امرئ القيس وزهير، وإنما ابتدعه الرواة في العصر الإسلامي، وضاعف من شدة هذه الصدمة أن ما سمعه من المحاضر الكبير سبق له أن قرأه بحذافيره في مجلة استشراقية بقلم المستشرق الإنجليزي مرجليوث. وتتابعت المحاضرات حول هذا الموضوع، ومحمود شاكر عاجز عن مواجهة طه حسين بما في صدره، وتمنعه الهيبة والأدب أن يقف مناقشا أستاذه، وظل على ذلك زمنا لا يستطيع أن يتكلم حتى إذا لم يعد في الصبر والتحمل بقية، وقف يرد على طه حسين في صراحة وبغير مداراة، لكنه لم يستطع أن يواجهه بأن ما يقوله إنما هو سطو على أفكار مرجليوث بلا حياء أو اكتراث. وتولد عن شعوره بالعجز عن مواجهة التحدي خيبة أمل كبيرة فترك الجامعة غير آسف عليها وهو في السنة الثانية، ولم تفلح المحاولات التي بذلها أساتذته وأهله في إقناعه بالرجوع، وسافر إلى الحجاز سنة 1928 مهاجرا، وأنشأ هناك مدرسة ابتدائية عمل مديرا لها، حتى استدعاه والده الشيخ فعاد إلى القاهرة. اكتشاف المتنبي وبعد عودته سنة 1929 انصرف إلى قراءة الأدب ومطالعة دواوين شعراء العربية على اختلاف عصورهم حتى صارت له ملكة في تذوق الشعر والتفرقة بين نظمه وأساليبه، وبدأ ينشر بعض قصائده الرومانسية في مجلتي "الفتح" و"الزهراء" لمحب الدين الخطيب، واتصل بأعلام عصره من أمثال أحمد تيمور وأحمد زكي باشا والخضر حسين ومصطفى صادق الرافعي الذي ارتبط بصداقة خاصة معه. ولم يكن شاكر معروفا بين الناس قبل تأليفه كتابه "المتنبي" الذي أثار ضجة كبيرة بمنهجه المبتكر وأسلوبه الجديد في البحث، وهو يعد علامة فارقة في الدرس الأدبي نقلته من الثرثرة المسترخية إلى البحث الجاد. والعجيب أن شاكر الذي ألف هذا الكتاب سنة 1936 ولم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره لم يكن يقصد تأليف كتاب عن المتنبي، إنما كان مكلفا من قبل فؤاد صروف رئيس تحرير مجلة المقتطف بأن يكتب دراسة عن المتنبي مسهبة بعض الإسهاب ما بين عشرين إلى ثلاثين صفحة، ولكن هذا التكليف تحول على يد شاكر كتابا مستقلا عن المتنبي أنجزه في فترة زمنية قصيرة على نحو غير مسبوق ونشرته مجلة المقتطف في عددها الصادر في السادس من شوال 1354هـ الأول من يناير 1936م، وصدر فؤاد صروف مجلته بقوله: هذا العدد من المقتطف يختلف عن كل عدد صادر منذ سنتين إلى يومنا هذا، فهو في موضوع واحد ولكاتب واحد. وقد اهتدى شاكر في كتابه إلى أشياء كثيرة لم يكتبها أحد من قبله استنتجها من خلال تذوقه لشعر المتنبي، فقال بعلوية المتنبي وأنه ليس ولد أحد السقائين بالكوفة كما قيل، بل كان علويا نشأ بالكوفة وتعلم مع الأشراف في مكاتب العلم، وقال بأن المتنبي كان يحب خولة أخت سيف الدين الحمداني واستشهد على ذلك من شعر المتنبي نفسه، وتم استقبال الكتاب بترحاب شديد وكتب عنه الرافعي مقالة رائعة أثنى عليه وعلى مؤلفه. وكان هذا الكتاب فتحا جديدا في الدرس الأدبي وتحديا لأدباء العصر، فكتب بعده عبد الوهاب عزام كتابه "المتنبي في ألف عام"، وطه حسين "مع المتنبي"، واتهمهما شاكر بأنهما احتذيا منهجه، وسطوا على بعض آرائه، وهاجم شاكر ما كتبه طه حسين في سلسلة مقالات بلغت 12 مقالا في جريدة البلاغ تحت عنوان "بيني وبين طه حسين". مع سيد قطب والإخوان وبعد وفاة مصطفي صادق الرافعي بعام أشعل سيد قطب معركة أدبية على صفحات الرسالة سنة 1938م، اندفع إليها بحماس الشباب دون روية، ومتأثرا بحبه الشديد وإعجابه الجامح بالعقاد، فهاجم أدب الرافعي وجرده من الإنسانية، والشاعرية واتهمه بالجمود والانغلاق، فثار محبو الرافعي على هذا الهجوم الصارخ، وقاد شاكر الدفاع عن شيخه وفند ما يزعمه سيد قطب، ودخل معه في معركة حامية لم يستطع الشهيد سيد قطب أن يصمد فيها. ثم تجددت المعركة بينهما بعد سنوات طويلة حين كتب سيد قطب مؤلفه "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، وكان سيد قطب قد بدأ مرحلة التحول إلى الفكر الإسلامي، وحمل الكتاب ما اعتبر نقدا وتجريحا لبعض الصحابة، فانتفض شاكر وكتب مقالة شهيرة في مجلة "المسلمون" تحت عنوان " لا تسبوا أصحابي" سنة 1952م. وهذا يجرنا إلى محاولة معرفة الموقف السلبي الذي اتخذه شاكر من جماعة الإخوان المسلمين، وكان شديد الهجوم عليهم، ولا يعرف حتى الآن الأسباب التي دعته إلى اتخاذ هذا الموقف، فهل كانت المعركة بينه وبين سيد قطب من أسباب ذلك؟! وهل الذين اتصلوا به من جماعة الإخوان كان لهم دور في توسيع الخلاف بينه وبينهم؟! ويجدر بالذكر أنه حين أنشئت داخل جماعة الإخوان المسلمين لجنة الشباب المسلم للتفرغ للدرس والبحث وبعيدا عن الانشغال بالنشاط الحركي، اتصلت بمحمود شاكر، وكان في برنامجها أن يقوم بتدريس السيرة النبوية لها بناء على اقتراح من المرشد العام حسن البنا، وعقدت عدة لقاءات، وعلى الرغم من هجوم شاكر على حسن البنا، فإن الأخير كان يصر على إتمام هذه اللقاءات للاستفادة من علم الأديب الكبير دون أن يتأثر بما يقوله عنه. العالم الإسلامي في بيت شاكر كانت فترة الخمسينيات فترة مشهودة في حياة شاكر، فقد ترسخت مكانته العلمية وعرف الناس قدره، وبدأت أجيال من الدارسين للأدب من أماكن مختلفة من العالم الإسلامي يفدون إلى بيته، يأخذون عنه ويفيدون من علمه ومكتبته الحافلة، من أمثال: ناصر الدين الأسد وإحسان عباس، وشاكر الفحام، وإبراهيم شبوح، فضلا عن كثير من أعلام الفكر الذي كانوا يحرصون على حضور ندوته الأسبوعية كل يوم جمعة عقب صلاة المغرب، مثل فتحي رضوان ويحيى حقي، ومحمود حسن إسماعيل، ومالك بن نبي، وأحمد حسن الباقوري، وعلال الفاسي، وعبد الرحمن بدوي، وعبد الله الطيب. وشهدت هذه الندوة الدروس الأسبوعية التي كان يلقيها شاكر على الحاضرين في شرح القصائد الشعرية التي تضمنها كتاب الأصمعيات، وقد انتفع بهذه الدروس كثيرون، وكان الأديب الكبير يحيى حقي يعلن في كل مناسبة أن شاكر هو أستاذه الذي علمه العربية وأوقفه على بلاغتها، وأن ترجمات كتب مالك بن نبي خرجت من بيت شاكر، فقد قام أحد أفراد ندوته وترجمها إلى العربية وهو الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين، وكان آنذاك شابا صغيرا في بداية مشواره العلمي. وفي ندواته الفكرية في بيته كان يعارض عبد الناصر علانية ويسخر من رجالات الثورة، ويستنكر ما يحدث للأبرياء في السجون من تعذيب وإيذاء وكان يفعل ذلك أمام زواره ومن بينهم من يشغل منصب الوزارة، كالشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف آنذاك، ونتيجة لذلك لم يسلم شاكر من بطش السلطة، فألقت القبض عليه سنة 1959م، وبقي رهن السجن 9 أشهر حتى تدخلت شخصيات عربية، فأفرج عنه وعاد لمواصلة نشاطه في تحقيق كتاب تفسير الطبري الذي بدأ في نشره من قبل، وانتظمت ندوته مرة أخرى. أباطيل وأسمار وظل شاكر في عزلته الاختيارية بين كتبه وتلاميذه ومحبيه، لا يشارك في الساحة الفكرية بمقالاته وآرائه حتى بدأ لويس عوض في نشر سلسلة مقالات له في جريدة الأهرام سنة 1964م، تحت عنوان "على هامش الغفران" وكان الكاتب قد لمع نجمه بعد تعيينه مستشارا ثقافيا لجريدة الأهرام، وأصبح مهيمنا على أمور الثقافة في مصر وصار له حواريون وسدنة يبشرون بآرائه. وقد أثارت مقالات لويس عوض موجة من الشغب بين أوساط كثير من المثقفين لما فيها من تحامل على الشيخ المعري، ولم يجرؤ أحد على الرد سوى محمود شاكر الذي خرج من عزلته، وانبرى للويس عوض في سلسلة من المقالات المبهرة في مجلة الرسالة، كشفت عما في مقالات لويس عوض من الوهم والخلط التاريخي والتحريف في الاستشهاد بشعر أبي العلاء المعري، وعدم تمحيص الروايات التاريخية، والادعاء بتلقي المعري علوم اليونان على يد أحد الرهبان. وكانت مقالات شاكر التي ظهرت تباعا حدثا ثقافيا مدويا كشفت عن علم غزير ومعرفة واسعة بالشعر وغيره من الثقافة العربية، وقدرة باهرة على المحاجاة والبرهان، ولم تقف هذه المقالات التي بلغت ثلاثا وعشرين مقالة عند حدود الرد على كلام لويس عوض، بل انتقلت إلى الحديث عن الثقافة والفكر في العالم العربي والإسلامي، وما طرأ عليها من غزو فكري ولا سيما حركة التبشير التي غزت العالم الإسلامي. وتدخل الناقد الكبير محمد مندور عند شاكر ليوقف مقالاته دون جدوى، وأصاب لويس عوض الذعر والهلع من مقالات شاكر التي فضحته بين أوساط المثقفين، وكشفت عن ضعف ثقافته حتى في تخصصه في الأدب الإنجليزي حين كشف شاكر عن فساد ترجمته العربية لمسرحية الضفادع لأرسطوفان، وراح لويس عوض يطوف على المجلات والصحف يستنصرهم ضد شاكر ويزعم أن المعركة بينهما معركة دينية، ولم يتوقف شاكر عند كتابة مقالاته حتى أغلقت مجلة الرسالة نفسها، وألقي به في غياهب السجن سنتين وأربعة أشهر من آخر شهر أغسطس سنة 1965م، حتى آخر شهر ديسمبر سنة 1967م، وقد جمعت هذه المقالات في كتابه "أباطيل وأسمار" الذي يعد من أهم الكتب التي ظهرت في المكتبة العربية في النصف الأخير من القرن العشرين. معارك فكرية أخرى وبعد خروجه من السجن هذه المرة عاد إلى ما كان عليه من قبل، فكتب في مجلة "المجلة" 7 مقالات إضافية تحت عنوان "نمط صعب، نمط مخيف" استجابة لصديقه الأديب يحيى حقي، حين أشاد بترجمة الشاعر الألماني "جوته" لقصيدة من قصائد الشاعر الجاهلي "تأبط شرا" وتساءل حول الترتيب الذي اقترحه الشاعر الألماني حين ترجم القصيدة إلى الألمانية، وحول الشعر القديم وروايته وافتقاد القصيدة العربية إلى الوحدة، وقد اقتضت الإجابة حول هذه الأسئلة تشعبا في الكلام، وامتدادا في أطرافه بلغ 400 صفحة حين جمع المقالات في كتاب، وقد تخلل ذلك نقد محكم للدكتور عبد الغفار مكاوي حين أعاد ترجمة قصيدة جوته إلى العربية، ودارت بينهما معركة قصيرة حول هذه الترجمة التي اتهمها شاكر بالركاكة والسقم. ثم دارت معركة أخرى بينه وبين الباحث العراقي الدكتور علي جواد الطاهر حول تحقيقه كتاب "طبقات فحول الشعراء" لابن سلام الجمحي، وتولد عن ذلك كتابه "برنامج طبقات فحول الشعراء". تحقيق كتب التراث يعد شاكر على رأس قائمة محققي التراث العربي، وأطلق عليه العقاد المحقق الفنان، وإنجازاته في هذا المجال كثيرة، وهي عنوان على الدقة والإتقان، ومن أشهر الكتب التي حققها: تفسير الطبري (16 جزءا)، طبقات فحول الشعراء (مجلدان)، تهذيب الآثار للطبري (6 مجلدات).. وشاكر لا يحب أن يوصف بأنه محقق لنصوص التراث العربي، وإنما يحب أن يوصف بأنه قارئ وشارح لها، وهو يكتب على أغلفة الكتب التي يقوم بتحقيقها عبارة: "قرأه وشرحه" وهذه العبارة كما يقول الدكتور محمود الربيعي "هي الحد الفاصل بين طبيعة عمله وطبيعة عمل غيره من شيوخ المحققين، إنه يوجه النص ويبين معناه بنوع من التوجيه أو القراءة التي تجعله محررا؛ لأنها قراءة ترفدها خبرة نوعية عميقة بطريقة الكتابة العربية، وهو إذا مال بالقراءة ناحية معينة أتى شرحه مقاربا، وضبطه مقنعا، وأفق فهمه واسعا، فخلع على النص بعض نفسه وأصبح كأنه صاحبه ومبدعه". صاحب رسالة لم يكن شاكر في يوم من الأيام موظفا يمد يده نهاية كل شهر إلى مرتب ينتظره فتكون للحكومة كلمة نافذة في رزقه ومكانته، بل انقطع لعلمه وفكره ومكتبته وبحثه ودرسه وزملائه وتلاميذه كالراهب الذي انقطع للعبادة في صومعته. وعاش على أقل القليل يكفيه ويسد حاجته، ومرت عليه سنوات عجاف لكنه لم ينحن أو يميل على الرغم من أن بيته كان مفتوحا لتلاميذه وأصدقائه وعارفي فضله. ولم يكن له من مورد سوى عائده من كتبه التي كان يقوم بتحقيقها، وكان اسمه على صدرها يضمن لها النجاح والرواج، ولم يكن يأخذ شيئا على مقالاته التي يكتبها، فأعاد لمجلة العربي الكويتية سنة 1982م مائة وخمسين دولارا نظير مقالة كتبها ردا على الكاتب اليمني عبد العزيز المقالح حول طه حسين، ورفض أن يتسلم من دار الهلال مكافأته عن تأليفه كتابه المهم "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا". ولأنه كان يشعر أنه صاحب رسالة فإنه كان ينتفض حين يرى انتهاك حرمة من حرمات اللغة العربية فيقف مدافعا عنها بكل ما يملك من أدوات علمية وفكرية، تجعل الخصم يسلم بما يقول أو يلوي هاربا. ومعاركه كلها جمعت في كتب وصارت وثائق في تاريخنا الفكري الحديث، كتبها هو من موقع المدافع والحارس لثقافة الأمة، ولولا خصومه لما ظهرت معظم مؤلفاته؛ لأنها كانت استجابة لتحديات عظيمة، وهي تظهر عظمة شاكر؛ لأنه لم يحتشد لها مثلما يحتشد المؤلفون عند تأليف كتبهم وإنما دخلها كارها مستندا إلى ثقافة واسعة وعلم غزير، وفكر ثاقب وروح وثابة، فأتى بالعجب العجاب. وفي أخريات عمره رد له بعض الاعتبار، فنال جائزة الدولة التقديرية في الأدب سنة 1981م، ثم جائزة الملك فيصل في الأدب العربي عام 1984م، وفي أثناء ذلك اختير عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق، ثم بالقاهرة. وبعد رحلة حياة عريضة رحل أبو فهر شيخ العربية وإمام المحققين في الساعة الخامسة من عصر الخميس الموافق 3 من ربيع الآخر 1418هـ= 6 من أغسطس 1997م) ولبى نداء ربه.. فسلام عليك أبا فهر. اخر تعديل كان بواسطة » نورة العجمي في يوم » 14-12-2006 عند الساعة » 20:23. |
14-12-2006, 19:59 | #2 |
شـــاعرة
|
رد : شخصيات
( 2 ) عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) الأستاذة الجامعية والباحثة والمفكرة والكاتبة، ولدت في مدينة دمياط بشمال دلتا مصر في منتصف نوفمبر عام 1913. ابنة لعالم أزهري، وحفيدة لأجداد من علماء الأزهر ورواده، وتفتحت مداركها على جلسات الفقه والأدب، وتعلمت وفقاً للتقاليد الصارمة لتعليم النساء وقتئذ في المنزل وفى مدارس القرآن (الكٌتَّاب)، ومن المنزل حصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 بترتيب الأولى على القطر المصري كله، ثم الشهادة الثانوية عام 1931، والتحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939، ثم تنال الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941. وقد تزوجت أستاذها بالجامعة الأستاذ "أمين الخولي" أحد قمم الفكر والثقافة في مصر حينئذ، وصاحب الصالون الأدبي والفكري الشهير بـ"مدرسة الأمناء"، وأنجبت منه ثلاثة أبناء وهى تواصل مسيرتها العلمية لتنال رسالة الدكتوراه عام 1950 ويناقشها عميد الأدب العربي د. طه حسين. لم تكن بنت الشاطئ كاتبة ومفكرة وأستاذة وباحثة فحسب؛ بل نموذجًا نادرًا وفريدًا للمرأة المسلمة التي حررت نفسها بنفسها بالإسلام، فمن طفلة صغيرة تلهو على شاطئ النيل في دمياط شمال دلتا مصر، إلى أستاذ للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، وأستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس بمصر، وأستاذ زائر لجامعات أم درمان 1967 والخرطوم، والجزائر 1968، وبيروت 1972، وجامعة الإمارات 1981 وكلية التربية للبنات في الرياض 1975- 1983. وتدرجت في المناصب الأكاديمية إلى أن أصبحت أستاذاً للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب، حيث قامت بالتدريس هناك ما يقارب العشرين عامًا. وتركت بنت الشاطئ وراءها ما يربو على الأربعين كتابًا في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، فلها مؤلفات في الدراسات القرآنية والإسلامية أبرزها: التفسير البياني للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، وكذا تحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات، ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها: نص رسالة الغفران للمعري، والخنساء الشاعرة العربية الأولى، ومقدمة في المنهج، وقيم جديدة للأدب العربي، ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها: على الجسر.. سيرة ذاتية، وقد سجلت فيه طرفًا من سيرتها الذاتية، وسطرته بعد وفاة زوجها "أمين الخولي" بأسلوبها الأدبي الراقي تتذكر فيه صباها، وتسجل مشاعرها نحوه وتنعيه في كلمات عذبة. كما شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية في كل هذه المجالات، وقد جاوزت شهرتها أقطار الوطن العربي والإسلامي، وكانت كتاباتها موضوعًا لدراسات غربية ورسائل جامعية في الغرب، بل وفي أوزبكستان واليابان. ولم تكتفِ بنت الشاطئ بالكتابة فحسب، بل خاضت معارك فكرية شهيرة، واتخذت مواقف حاسمة دفاعًا عن الإسلام، فخلّفت وراءها سجلاً مشرفًا من السجالات الفكرية التي خاضتها بقوة؛ وكان أبرزها معركتها ضد التفسير العصري للقرآن الكريم ذودًا عن التراث، ودعمها لتعليم المرأة واحترامها بمنطق إسلامي وحجة فقهية أصولية دون طنطنة نسوية، ومواجهتها الشهيرة للبهائية في أهم ما كتب في الموضوع من دراسات مسلطة الضوء على علاقة البهائية بالصهيونية العالمية، وكذا دراساتها الرائدة عن تراجم سيدات بيت النبوة، وأبحاثها حول الحديث النبوي: تدوينه ومناهج دراسته ومصطلحات. ود."عائشة عبد الرحمن" بجانب إسهاماتها البحثية والأكاديمية والتعليمية البارزة، وتخريج أجيال من العلماء والمفكرين من تسع دول عربية قامت بالتدريس بها، قد خرجت كذلك مبكرًا بفكرها وقلمها إلى المجال العام؛ وبدأت النشر منذ كان سنها 18 سنة في مجلة النهضة النسائية، ثم بعدها بعامين في جريدة الأهرام أعرق الجرائد اليومية العربية، ونظرًا لشدة محافظة أسرتها آنذاك والتي لم تعتد انخراط النساء في الثقافة اختارت التوقيع باسم "بنت الشاطئ" إشارة لطفولتها ولهوها صغيرة على شاطئ النيل في بلدتها دمياط. وبعدها بعامين بدأت الكتابة في جريدة الأهرام فكانت ثاني امرأة تكتب بها بعد الأديبة مي زيادة، وظل تكتب الأهرام حتى وفاتها، فكان لها مقال طويل أسبوعي، وكان آخر مقالاتها ما نشر بالأهرام يوم 26 نوفمبر 1998 بعنوان "علي بن أبى طالب كرم الله وجهه" وهو استكمال لسلسلة طويلة من المقالات بدأت منذ الصيف تناولت فيها سير آل البيت ومقاتل الطالبيين، وشرعت فى كتابة سلسلة مقالاتها اليومية الرمضانية كعادتها إلا أن القدر لم يمهلها لإتمامها. وقد حظيت د. عائشة عبد الرحمن بمكانة رفيعة في أنحاء العالم العربي والإسلامي، وكرّمتها الدول والمؤسسات الإسلامية؛ فكرّمتها مصر في عهد السادات وعهد مبارك، ونالت جائزة الملك فيصل، ونالت نياشين من دول عديدة، كما كرّمتها المؤسسات الإسلامية المختلفة بعضوية ضنت بها على غيرها من النساء مثل: مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجالس القومية المتخصصة، وكرمها ملك المغرب، ومن تصاريف القدر أن تكون آخر زياراتها خارج مصر لحضور فعاليات جامعة الصحوة الإسلامية بالرباط بنهاية أكتوبر 1998 ويحتفي بها طلابها الذين صاروا رواداً ومتنفذين، ولذا أعلنت وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية المغربية عند وفاتها عن إقامة سرادق لتقبل العزاء فيها في لفتة نادرة تعكس مكانة بنت الشاطئ من الخليج إلى المحيط، وقد فقدتها الساحة الإسلامية في مطلع ديسمبر 1998، وودعتها مصر في جنازة مهيبة حضرها العلماء والأدباء والمثقفون الذين جاءوا من شتى الدول، ونعاها شيخ الأزهر وأمَّ صلاة الجنازة بنفسه. لقد كانت -رحمها الله - من أعلام الأمة جاهدت بالعلم والقلم للدفاع عن دين الله، وتمثل مسيرة بنت الشاطئ في طلب العلم والكفاح من أجل الدراسة في الجامعة (في زمن كانت يقتصر فيه دور المرأة على المنزل) وفي البحث والكتابة في قضايا الفكر الإسلامي نبراسًا لأجيال متتالية، ولا شك أن مسيرتها وإسهاماتها ستظل علامة مضيئة للمرأة المسلمة المعاصرة، ورصيدًا فكريًا في الساحة الإسلامية |
14-12-2006, 20:36 | #3 |
شـــاعرة
|
رد : شخصيات
( 3 ) شوقي ضيف لم يكن يدور في خلد الأبوين يوم ولد -بقرية "أولاد حمام" التابعة لمحافظة دمياط بمصر في 13 من يناير سنة 1910م- أن ابنهما أحمد شوقي عبد السلام ضيف سيكون يوما ما شخصية أكاديمية مرموقة ورئيسا لاتحاد المجامع اللغوية، كل ما كانا يطمحان إليه أن يكون ابنهما الوحيد مثل أبيه شيخا أزهريا، وكاد يعصف بأحلامهما مرض أصابه في بدايات سِنِي حياته أفقده عينه اليسرى إلا بصيصًا ضئيلا. ورغم ذلك أتم الصبي الصغير حفظ القرآن، والتحق بالمعهد الديني عام 1920م، وأظهر نبوغا مبكرا لفت إليه الأنظار؛ حتى إنه ألف كتابًا في النحو لخص فيه "قطر الندى" لابن هشام وهو لم يتم بعد دراسته الابتدائية، وبعد أن أتمها التحق بمعهد الزقازيق الثانوي الأزهري ليتخرج فيه بتفوقه المعتاد. في أحضان القاهرة وما إن أتم الدراسة في المعهد حتى تعلق قلبه بكلية دار العلوم التي رأى فيها التجديد والعصرية ونوعًا من التحرر من قيود الدراسة التقليدية؛ فالتحق بتجهيزية دار العلوم التي كانت تُعِد الطلاب للالتحاق بالكلية. وقبيل عامه الأخير في التجهيزية أعلن الدكتور طه حسين عميد كلية الآداب أن الكلية ستفتح أبواب قسم اللغة العربية لقبول خريجي التجهيزية وحملة الثانوية الأزهرية ليكملوا دراستهم فيها. فالتحق بقسم اللغة العربية في كلية الآداب جامعة القاهرة ليتخرج فيها بعد أربع سنوات، وكان ترتيبه الأول على دفعته؛ فعين فور تخرجه محررا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ثم اختير معيدا بقسم اللغة العربية بكلية الآداب، وفيها حصل على درجة الماجستير في النقد الأدبي، والدكتوراة بمرتبة الشرف الأولى، وأشاد به مشرفه الدكتور طه حسين قائلا: "وإذا كنت حريصا على أن أقول شيئا في التقدمة فإنما هو تسجيل الشكر الخالص للجامعة التي أنتجت الدكتور شوقي، والدكتور شوقي الذي أنتج هذه الرسالة". فيوضات وينابيع إن الناظر لما خلفه الدكتور شوقي ضيف لَيكتشف أنه اجتمعت ينابيع الثقافة في عقليته؛ فهو الأزهري الذي تعمقت علاقته بالتراث العربي بينابيعه وفيوضاته، وهو الدرعمي الذي عاش الأصالة والمعاصرة، وهو الآدابي الذي أتقن اللغات الأجنبية واطلع على معطيات الحضارة الغربية.. كل هذا أفرز عقلية موسوعية لا تكاد تجد فرعًا من فروع الثقافة العربية إلا وله فيه مشاركة تخيل للناظر أنه لم يتخصص إلا فيه.. فأرخ للأدب والبلاغة والنحو، وكتب في فنون الأدب والنقد والترجمة الشخصية والرحلات والشعر والنثر، وحقق العديد من كتب التراث، وله أبحاث أخرى يستعصى حصرها. مشروع حياته من بين مؤلفات الدكتور شوقي ضيف الكثيرة يوجد مؤَلَّف أخذ من سني حياته أكثر من 30 عاما، ويعتبر بحق مشروع حياته.. إنه "موسوعة تاريخ الأدب العربي" التي شملت الأدب العربي في مختلف عصوره وأقاليمه، وتقع في 10 مجلدات. حاول في هذه الموسوعة –كما يقول د. عبد الرحيم الكردي– أن يجمع بين اتجاهين: الأول النظر إلى تاريخ الأدب بوصفه علمًا كما نظر إليه طه حسين وبروكلمان، والآخر تقسيم الأدب إلى عصور كما فهمه القدماء وكما فهمه الرافعي وجرجي زيدان وأحمد حسن الزيات وأحمد أمين. واعتمد في تفسيره للتاريخ الأدبي على المدرسة الطبيعية التي اتخذت من منهج Hippolyte Tain "هيبوليت تين" (1828 - 1893) أساسًا لتفسير التطور الأدبي، ويعتمد على أن هناك ثلاثة قوانين يخضع لها الأدب في كل أمة؛ وهي الجنس والزمان والمكان. ومما يميز موسوعته تلك -كما تقول د.مي يوسف خليفة- "النظرة الموضوعية والدقة المنهجية، والعمق في طرق الخبر التاريخي بعد نقده وتمحيصه وتوثيقه من خلال التوقف عند مصادره واستبعاد ما حوله من شبهات، ثم ينتقل من التاريخ إلى الجغرافيا، ثم يتطرق إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والأديان، ثم يتوقف عند اللغة وتاريخها، ثم يأتي دور المحقق والعالم المحاور والباحث المناقش لأطروحات الآخرين"، وهو فوق كل هذا يعيد النظر فيما كتبه من أحكام إذا ظهر له ما يجعله يغير وجهة نظره. عودة ابن مضاء كان الدكتور شوقي ضيف من أوائل من فجروا -في بدايات القرن المنصرم- قضية النحو العربي وضرورة النظر في كثير من مسلماته إثر نشره وتحقيقه لكتابه "الرد على النحاة" لابن مضاء؛ ذلك الكتاب الذي نادى فيه صاحبه بإلغاء نظرية العامل في النحو، وما تقوم عليه من تعليل وقياس، والاكتفاء بذكر القواعد مجردة.. فيقول في مقدمته للطبعة الأولى: "وقد سدد ابن مضاء سهام دعوته أو قل سهام ثورته إلى نظرية العامل التي أحالت كثيرا من جوانب كتاب النحو العربي إلى عقد صعبة الحل عسيرة الفهم.. إن كل ما تصوره النحاة في عواملهم النحوية تصور باطل...". "وليس هذا كل ما تجره نظرية العامل في كتاب النحو العربي؛ فهي تجر وراءها أيضا حشدا من علل وأقيسة يعجز الثاقب الحس والعقل عن فهم كثير منها؛ لأنها لا تفسر غامضة من غوامض التعبير، ولا دفينة من دفائن الأسلوب، وإنما تفسر فروضًا للنحاة، وظنونا مبهمة... وهذا كله أفسد كتاب النحو العربي إفسادًا؛ لأنه ملأه بمسائل ومشاكل لا نحتاج إليها في تصحيح نطقنا وتقويم لساننا". ولم يكتف بإحيائه لهذا الكتاب من قبور المخطوطات؛ بل تتبع دراسة تاريخ النحو العربي ونظرياته ومدارسه، وأشرف على العديد من الرسائل العلمية في هذا المجال. كما اهتم بقضية تيسير النحو العربي وتعليمه، وألف في ذلك "تجديد النحو" و"تيسيرات لغوية" و"الفصحى المعاصرة"، وقدم إلى المجمع مشروع تيسير النحو فأقره المجمع.. ولا يقلل من قيمة هذا الجهد الكبير بعض المآخذ على دعوته التجديدية التي جاوزت أحيانًا أصول النحو وفلسفة العربية، كاقتراحه حذف باب "كان وأخواتها" من النحو العربي واعتبار اسمها فاعلا وخبرها حالا. جوائز وتقدير عاش الدكتور شوقي ضيف نائيًا بنفسه عن المعارك الأدبية والفكرية التي خاضها أستاذه طه حسين وكثير من رواد الفكر كالعقاد والرافعي وسيد قطب... وذلك يرجع إلى طبيعته المسالمة، كما كان متواضعا عازفا عن المناصب العامة حريصا على لقاء تلاميذه والتواصل معهم، ورغم ذلك فإن مؤلفاته وسيرته رشحاه لعضوية هيئات علمية كثيرة داخل مصر وخارجها، من أهمها عضوية مجمع اللغة العربية بالقاهرة ورئاسته، والمجالس القومية المتخصصة بالقاهرة، والمجمع العلمي المصري... كذلك نال عددا من الجوائز العلمية، أبرزها جائزة مجمع اللغة العربية في عام 1947، وجائزة الدولة التشجيعية في الآداب 1955، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 1979، وجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي 1403 هـ = 1983م، وجائزة مبارك للآداب 2003م. وتسلل راحلا وبعد حياة حافلة بالإنجازات والإسهامات الجليلة، ووسط صمت وتجاهل معهودين تسلل راحلا عن عالمنا عصر الخميس 13-3-2005 عن عمر يناهز 95 عاما، وشيعه لفيف من أهل العلم والفكر والأدب مساء اليوم التالي. |
15-12-2006, 00:51 | #4 |
|
رد : شخصيات
شكراً نورة .. موضوع من باب التغيير .. وبالفعل يثري معلومات لمن أراد الأستفاده من اسماء وتاريخ أعلام الفكر العربي .. مي زياده من الشخصيات التي أعُجبت بها .. مولدها ونشأتها ولدت ماري الياس زيادة في الناصرة حين كان أبوها اللبناني الأصل يدرس في المعاهد الحكومية وما أن بلغت الرابعة عشرة من عمرها حتى انتقل بها ذووها إلى لبنان وأدخلت مدرسة الراهبات في عينطورة وحتى عرفت آنذاك بميلها الشديد إلى العزلة وفي سنة 1904 غادرت المدرسة ثم انتقلت إلى مصر حيث تولى أبوها إدارة مجلة (المحروسة) وتابعت تحصيلها الثقافي والأدبي وقد مالت إلى اللغة العربية وكان ميلها إلى العزلة والتأمل لا يزداد إلا شدة وقد تعلمت الكثير من اللغات منها "الفرنسية والا إنجليزية والإيطالية واليونانية الحديثة وقد أصبحت عواطفها النبيلة موضوع كتابتها. وما لبثت أن اتسعت عاطفتها الوطنية فشملت الشرق على اختلاف نزعاته الوطنية والدينية وارتقت إلى العاطفة الإنسانية الشاملة على نور ثقافة واسعة وعرفت بأدبها الوجداني المتميز بالرقة والشفافية وبصالونها الأدبي الذي كانت تختلف إليه كل ثلاثاء نخبة من كبار الأدباء والمفكرين في القاهرة ومن آثارها "سو انح فتاة" "باحثة البادية" "الصحائف" "وظلمات وأشعة" . منتدى أدبي وفي سنة 1910 أصدرت كتابها الأول بالفرنسية "أزهار وأحلام" ثم أخذت تنقل إلى العربية بعض القصص الألمانية، وفي سنة 1911 عادت إلى لبنان لتقضي فصل الصيف في الكوخ الأخضر ثم انتقلت إلى مصر و أسهمت في تحرير مجلة "المحروسة". وكان بيتها منتدى علم أدب . تعد مجالس كل ثلاثاء من كل أسبوع يتنافس الزعماء والأدباء والقراء ورجال الفكر والسياسة في التردد عليه والانضمام إلى صفوفه وهكذا كانت ترى في أمثاله (إسماعيل صبري/وطه حسين/وخليل مطران/وانطوان جميل/ويعقوب صروف/ومصطفى صادق الرفاعي وغيرهم...). كان للصالونات الأدبية دورها فى الحياة الأدبية في مصر .. كان لها دور كبير ومؤثر .. فصالون مي مثلا ، كان ينبض بالحرارة ، لأن صاحبة الصالون كانت جميلة ، وكان كل أديب من الأدباء يتردد على هذا الصالون يتصور أن مي تخصه بعواطفها ، فكان يتبارى كل أديب في عرض أحسن ما عنده .. فكان لهذا تأثير كبير في تنشيط الحركة الأدبية في ذلك الوقت .. فالصالون الأدبي خرج منه مصطفى صادق الرافعي والعقاد والمازنى وطه حسين .. وقد أحبّ أغلب هؤلاء الأعلام ميّ حبًّا روحيًّا ألهم بعضهم روائع من كتاباته. أما قلب ميّ زيادة, فقد ظل مأخوذًا طوال حياتها بجبران خليل جبران وحده, رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة(!). ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا: من 1911 وحتى وفاة جبران بنيويورك عام 1931. نشرت ميّ مقالات وأبحاثا في كبريات الصحف والمجلات المصرية, مثل: (المقطم), (الأهرام), (الزهور), (المحروسة), (الهلال), و(المقتطف). أما الكتب, فقد كان باكورة إنتاجها العام 1911 ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية, ثم صدرت لها ثلاث روايات نقلتها إلى العربية من اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية. وفيما بعد صدر لها: (باحثة البادية) (1920) (كلمات وإشارات) (1922) (المساواة) (1923) (ظلمات وأشعة) (1923) ( بين الجزر والمد ) ( 1924) و(الصحائف) (1924). وفى أعقاب رحيل والديها ووفاة جبران تعرضت ميّ زيادة لمحنة عام 1938, إذ حيكت ضدها مؤامرة دنيئة, وأوقعت إحدى المحاكم عليها الحجْر, وأودعت مصحة الأمراض العقلية ببيروت. وهبّ المفكر اللبناني أمين الريحاني وشخصيات عربية كبيرة إلى إنقاذها, ورفع الحجْر عنها. وعادت ميّ إلى مصر لتتوفّى بالقاهرة في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 1954. |
15-12-2006, 01:02 | #5 |
|
رد : شخصيات
فدوى طوقان سيده الشعر العربي المعاصر* حياتها : ولدت فدوى طوقان في نابلس في العام 1917لأسرة عريقة وغنية وذات نفوذ اقتصادي وسياسي الأمر الذي فرض على الأسرة قيما وسلوكيات تعتبر مشاركة المرأة في الحياة العامة أمراً غير مستحب، وهو ما منعها من استكمال تعلميها واضطرها للخروج من المدرسة في وقت مبكر جدا، والاعتماد على نفسها في تثقيف ذاتها وكسر الشرنقة التي حيكت حولها بسبب الأعراف والتقاليد. شكلت علاقتها مع شقيها الشاعر الراحل ابراهيم طوقان علامة فارقة في حياتها، وهو ما ادخلها الى فضاءات الشعر وحررها من حياة عادية كان يمكن ان تعيشها كغيرها من فتيات نابلس. ومع هذا ظل عالم فدوى ضيقا صغيرا ومحصورا حيث لم تخرج الى الحياة العامة ولم تشارك فيها سوى بنشر قصائدها في الصحف المصرية والعراقية واللبنانية والأردنية وهو ما لفت الأنظار اليها ومهد الطريق امامها لدخول الحياة الأدبية النشطة في ثلاثينيات القرن العشرين ومطلع الأربعينيات. اسهم موت شقيقها ابراهيم ثم والدها وبعدها نكبة العام 48في خروج الشرنقة من بوتقتها وجعلها تشارك عن بعد في الحياة السياسية في الخمسينات ولكن هذا النشاط لم يصل درجة الالتزام والانتماء الحزبي وقد استهوتها الأفكار الليبرالية والتحررية كتعبير عن رفض استحقاقات وتداعيات نكبة الشعب الفلسطيني. غرقت الشاعرة فدوى في الفلسفة الوجودية بشكل خاص والمدار الغربية بشكل عام، وقد فتحت رحلتها إلى لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي، والتي دامت سنتين، أمامها آفاقًا معرفية وجمالية وإنسانية، وجعلتها على تماس مع منجزات الحضارة الأوروبيّة. تعتبر فدوى طوقان من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي خرجن من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة خروجًا سهلاً غير مفتعل، وحافظت فدوى في ذلك على الوزن الموسيقي القديم والإيقاع الداخلي الحديث. ويتميز شعر فدوى طوقان بالمتانة اللغوية والسبك الجيّد، مع ميل للسردية والمباشرة. كما يتميز بالغنائية وبطاقة عاطفية مذهلة، تختلط فيه الشكوى بالمرارة والتفجع وغياب الآخرين. استحوذت مكانة المرأة حيزا كبيرا في شعرها حيث عكس علاقتها بذاتها وبذوات الآخرين وجعلها تتبوأ مكانة مرموقة بين الشاعرات العربيات، خاصة انها كسرت الصورة النمطية التقليدية لمشاعر المرأة الشرقية وابتعدت بها عن كونها مجرد متلق لتدفعها الى ممارسة الفعل واخذ المبادرة انطلاقا من داخل مشهد مهشم ومهزوم. ويشكل الحب عندها اقصى قوة للمرأة ومن خلاله تمارس كل ما حرمت منه تحت كل مسمى. الحب ليس قوة سلبية لكنه يصدر عن سلبية ولهذا فهو طوق نجاة. هكذا تراه. أصدرت الشاعرة فدوى على مدى 50عاما، ثمانية دواوين شعرية هي على التوالي: (وحدي مع الأيام) الذي صدر العام 1952، (وجدتها)، (أعطنا حباً)، (أمام الباب المغلق)، (الليل والفرسان)، (على قمة الدنيا وحيدًا)، (تموز والشيء الآخر) و(اللحن الأخير) الصادر العام 2000، عدا عن كتابيّ سيرتها الذاتية (رحلة صعبة - رحلة جبلية) و(الرحلة الأصعب). وقد حصلت على جوائز دولية وعربية وفلسطينية عديدة ، ومن ابرزها وسام فلسطين، وحازت تكريم العديد من المحافل الثقافية في بلدان وأقطار متعددة. جائزة رابطة الكتاب الأردنيين 1983، وجائزة سلطان العويس 1987، وجائزة ساليرنو للشعر من إيطاليا، ووسام فلسطين، وجائزة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري 1994.[1] وجائزة كافاتيس الدولية للشعر عام 1996. |
15-12-2006, 22:26 | #6 |
بقـايا حُلـم
|
رد : شخصيات
شخصيات مهمه في عالمنا العربي هذه مشاركتي في هذا الموضوع المهم جداً مصطفى لطفي المنفلوطي هو مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي المنفلوطي من الأدباء الذين كان لطريقتهم الإنشائية أثر في الجيل الحاضر، ولد في منفلوط من صعيد مصر سنة 1876م وتلقى علومه في الأزهر، وكان يميل إلى مطالعة الكتب الأدبية كثيراً، ولزم الشيخ محمد عبده فأفاد منه. وسجن بسببه ستة أشهر لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي وكان على خلاف مع محمد عبده، ونشر في جريدة المؤيد عدة مقالات تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف ووزارة الحقانية وأمانة سر الجمعية التشريعية، وأخيراً في أمانة سر المجلس النيابي. آثاره إحياء الفضيلة الصحيحة والضمير النقي العبرات الشاعر ماجدولين، وهي قصص عربها بالواسطة، وتتميز كتابته بصدق العاطفة في آرائه واندفاعه الشديد من أجل المجتمع، وقد استطاع أن ينقذ أسلوبه النثري من الزين اللفظية والزخارف البديعية، ولكن عيب عليه ترادفه وتنميقه الكثير، واعتناؤه بالأسلوب المصنوع دون المعنى العميق. أطواره كان يميل في نظرياته إلى التشاؤم، فلا يرى في الحياة إلا صفحاتها السوداء، فما الحياة بنظره إلا دموع وشقاء، وكتب قطعة (الأربعون) حين بلغ الأربعين من عامه، وقد تشائم فيها من هذا الموقف، وكأنه ينظر بعين الغيب إلى أجله القريب. مرضه أصيب بشلل بسيط قبل وفاته بشهرين، فثقل لسانه منه عدة أيام، فأخفى نبأه عن أصدقائه، ولم يجاهر بألمه، ولم يدع طبيباً لعيادته، لأنه كان لا يثق بالأطباء، ورأيه فيهم أنهم جميعاً لا يصيبون نوع المرض، ولا يتقنون وصف الدواء، ولعل ذلك كان السبب في عدم إسعاف التسمم البولي الذي أصيب به قبل استفحاله. فقد كان قبل إصابته بثلاثة ايام في صحة تامة لا يشكو مرضاً ولا يتململ من ألم. وفي ليلة الجمعة السابقة لوفاته، كان يأنس في منزله إلى إخوانه ويسامرهم ويسامروه، وكان يفد إليه بعض أخصائه وأصدقائه من الأدباء والموسيقيين والسياسيين، حتى إذا قضى سهرته معهم انصرفوا إلى بيوتهم ومخادعهم، وانصرف هو إلى مكتبه فيبدأ عمله الأدبي في نحو الساعة الواحدة بعد نصف الليل. وفي نحو الساعة الثانية عشرة من تلك الليلة انصرف أصدقاؤه كعادتهم وانصرف هو إلى مكتبه، ولكنه ما كاد يمكث طويلاً حتى أحس بتعب أعصابه وشعر بضيق في تنفسه، فأوى إلى فراشه ونام، ولكن ضيق التنفس أرقه. كتب عليه أن يختم بالتأوه والأنين، كما عاش متأوهاً من مآسي الحياة ساجعاً بالأنين والزفرات، وأدار وجهه إلى الحائط وكان صبح عيد الأضحى قد أشرقت شمسه ودبت اليقظة في الأحياء، فدب الموت في جسمه في سكون وارتفعت روحه مطمئنة إلى السماء بعدما عانت آلامها على الأرض سنة 1924 م. . |
15-12-2006, 22:50 | #7 |
المشرف العام
|
رد : شخصيات
موضوع مهم أختي نورة ويستحق التثبيت |
15-12-2006, 22:55 | #8 |
فـعـل مــاضي!
|
جلّ الشكر وأوفاه.
. ... وتبقى شعبيات نافذة الأدب دائمًا! * لي عودة. |
18-12-2006, 02:33 | #9 |
شــاعــر
|
رد : شخصيات
شخصيات مميزة وفكرة رائعه.. متابع ولي عودة يعطيكم العافيه |
20-12-2006, 20:02 | #10 |
أطــلال
|
رد : شخصيات
الغالية نورة العجمي : ماشاء الله تبارك الرحمن ,, مجهود جبار ,, وسير تستحق أن نقرأها ,, لشخصيات لها ثقلها الأدبي يعطيكِ العافية وتسلم يديكِ والله |
22-12-2006, 01:41 | #11 |
فـعـل مــاضي!
|
رد : شخصيات
. أمية فايز جحا ظلت شخصية جحا على مدى القرون والأزمان القاطرةَ التي حملت آمالنا وآلامنا وآراءنا وتحليلاتنا؛ فجحا ليس مجرد مهرج نستخدمه للترفيه عن أنفسنا، بل هو لسان حالنا -الفقراء والمسحوقين- المعبّر عما يجيش في صدورنا في ظل القهر والاستبداد الذي نعيشه. يقول -ونقول على لسانه- أخطر الآراء وأصعبها، ويفرّج عن الاحتقان الذي تعيشه نفوسنا في هذا الزمن العربي المكبل بالقيود والأغلال. هذه الشخصية الأسطورية أنجبت لنا من رحم التاريخ الذي يكرر نفسه وريثا لها في فلسطين، اسمه "أمية فايز جحا" التي تُعَدّ من أبرز رسامي الكاريكاتير الساخر في العالم العربي اليوم، وأكثرهم جرأة وانحيازًا لفئة الفقراء والمعذبين في الأرض. وطوال مشوارها الفني تمكنت هذه الرسامة من ترجمة مقولة "شر البلية ما يضحك" من خلال رسوماتها الساخرة التي تزين الصحف الفلسطينية والعربية؛ فقد نقشت برسوماتها اسمها بجدارة، وتميزت بين أشهر رسامي الكاريكاتير في العالم العربي؛ فحازت على العديد من الجوائز العربية والمحلية، وكانت صاحبة السبق في تدشين أول موقع كاريكاتير لرسامة عربية على الإنترنت. وقد كان للقضية الفلسطينية فضل كبير وحظ وافر في شهرة الفنانة الفلسطينية أمية؛ فهي -كما تقول- لو لم تولد فلسطينية لما أصبحت رسامة كاريكاتير؛ "فللمعاناة والأحزان دور كبير في بروز موهبتي، وتخصصها في هذا المجال بالذات، وفي بروز اسمي، بالإضافة إلى تميزي كامرأة تدخل مجالا اشتهر فيه الرجال حتى يومنا هذا". وتردف قائلة: "لأن القضية الفلسطينية لا تأخذ بعدًا محليًّا أو عربيًّا فحسب، بل بعدًا عالميًّا، وكون ريشتي أسخرها لخدمة هذه القضية كان ظهوري أمرًا عاديًّا، ولكن الأمر غير العادي كوني امرأة اشتهرت في مجال مقصور على الرجال". وقد أسهمت انتفاضة الأقصى على وجه التحديد في تطور أداء الفنانة الفلسطينية؛ حيث كان لانتفاضة الأقصى دور كبير في تطور ريشتها وأفكارها؛ ولهذا ما يبرره كما تقول: "فمن رحم المعاناة يولد الإبداع، والفنان لأنه مرهف الإحساس والمشاعر يكاد يكون أصدق الناس في التعبير عن هذه المشاعر، وعما يعانيه شعبه ووطنه؛ فكانت الانتفاضة وكان الجرح الكبير الذي ينزف يوميًّا؛ لذا صرت أقرب للناس وأكثر إحساسًا بهم". وقد نقشت الفنانة أمية مفتاح العودة -رمز فلسطيني للدلالة على التمسك بحق عودة اللاجئين- إلى جانب اسمها؛ ليكون شعارًا لها ولرسوماتها، لكنه في الحقيقة كان يعكس حقيقة انتمائها وبؤرة اهتماماتها. وتنتمي الفنانة أمية جحا لعائلة فلسطينية لاجئة، اضطرت للنزوح والهجرة من قرية المحرقة عام 1948 مع آلاف الفلسطينيين الذين أجبروا على الرحيل من أراضيهم، وقد أبصرت النور بمدينة غزة في الثاني من شهر فبراير عام ألف وتسعمائة واثنين وسبعين. وعاشت الفنانة الفلسطينية في كنف أسرتها المتواضعة في حي الشجاعية الشعبي، وحظيت بالرعاية والاهتمام من قبل أسرتها التي لعبت دورًا بارزًا في تنمية موهبتها الفنية، ثم انتقلت بعد حصولها على شهادة الصف الخامس الابتدائي إلى العيش في منطقة الجلاء وسط مدينة غزة. وتتوسط أمية أشقاءها التسعة؛ فهي المولود الخامس للأسرة بعد 4 من الذكور، وقد عمل والدها مدرسًا للغة الإنجليزية، وأمضى فترة طويلة في دولة الإمارات العربية المتحدة سعيًا لتوفير لقمة العيش للأسرة؛ ولذا تولت والدتها رعاية أفراد الأسرة؛ حيث كابدت ظروف الحياة القاسية في ظل غياب رب الأسرة، حتى غدت مضربًا للأمثال في الصبر والكفاح والتربية الحسنة لأبنائها الذين أنهوا دراساتهم الجامعية في تخصصات مختلفة. تلقت رسامة الكاريكاتير تعليمها الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة "غوث" للاجئين بغزة، وحصلت على شهادة الثانوية العامة من مدرسة فاطمة الزهراء بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تميزت طوال فترات الدراسة بموهبة الرسم، حتى لقبت بـ"رسامة المدرسة"؛ حيث لعبت المدارس دورًا واضحًا في تنمية موهبة الرسم لدى الفنانة الفلسطينية. لم تكن الموهبة وحدها هي ما يميز رسامة الكاريكاتير الفلسطينية؛ بل يضاف إلى تلك الموهبة تفوقها العلمي الذي تجلى بحصولها على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة الأزهر؛ حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الرياضيات قسم التربية، وتخرجت عام 1995، حيث حصلت على أعلى نسبة مئوية في الجامعة 92.3%. خربشت على الجدران!! وتؤكد أمية أن الموهبة تولد مع الصغر "فأنا كنت موهوبة بالرسم منذ طفولتي، وقد كنت ألقى تشجيعًا من كافة أفراد العائلة؛ لأنني ما كنت أترك جدارًا في البيت أو حتى أرضية إلا وخربشت عليها، حتى الدفاتر والكتب"، مضيفة "كانت بداياتي في الرسم عادية؛ حيث كنت أرسم مناظر طبيعية وأشخاصًا ووجوهًا وتقليدًا لرسومات كارتون، وكذلك لرسومات رسامي الكاريكاتير التي كنت أراها على صفحات الجرائد، وخاصة الفنان الراحل ناجي العلي، وكذلك الفنان الراحل محمود كحيل". وتتابع القول: "بدأت رسم الكاريكاتير في المرحلة الجامعية؛ حيث إنها مرحلة تتيح للطالب أن يعبر عن ذاته وموهبته، وتعطيه نوعًا ما مساحة لإبراز هذه الموهبة، وقد كان للتشجيع والإعجاب الذي أجده من الزملاء أو المدرسين دور كبير في المتابعة والتجديد، وكذلك الأهل الذين كانوا الحضن الأول لهذه الموهبة". وتُعَد الفنانة الفلسطينية أول رسامة كاريكاتير في فلسطين والعالم العربي تعمل في صحيفة سياسية يومية؛ حيث عملت منذ سبتمبر عام 1999 وحتى فبراير عام 2002 في صحيفة القدس الفلسطينية، بعدما تركت العمل في حقل التعليم الذي استمرت فيه طيلة 3 سنوات، امتدت من عام 1996 وحتى عام 1999، قضتها في مدرسة أسماء بنت أبي بكر الأساسية الدنيا. ومنذ فبراير 2002 تعمل أمية في صحيفة الحياة الجديدة اليومية، إلى جانب عملها في صحفية الرسالة الأسبوعية منذ نشأتها عام 1996، علاوة على عملها في صحيفة الراية القطرية، وصحفية المدينة السعودية، فضلا عن الكثير من مواقع الإنترنت، وأهمها موقع المركز الفلسطيني للإعلام، وموقع الداعية الإسلامي الأستاذ عمرو خالد. وقد اقترنت رسامة الكاريكاتير في يوم 5-4-2001 بالمهندس رامي خضر سعد الذي استشهد بتاريخ 1-5-2003 أثناء تصديه لقوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء توغلها في حي الشجاعية. وحول ذلك تقول الفنانة أمية: "تزوجت من الشاب رامي سعد الذي أعجبني فيه خلقه وأدبه وحياؤه، وكذا دينه وذكاؤه وغيرته على وطنه ودينه، ولقد كان متخصصًا في هندسة الكمبيوتر في الجامعة الإسلامية، وقد كان زواجنا في بداية انتفاضة الأقصى المباركة، ولقد رزقت منه بابنة جميلة أسميناها نور أبصرت النور يوم 31-7-2002". وجدير بالذكر أن زوج أمية كان قبيل استشهاده عضوًا في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية، وكان شاعرًا حماسيًّا مفوها بالخطابة وملهبًا لمشاعر الجماهير التي كانت تتلهف للاستماع إليه، علاوة على أنه أحد مؤسسي الوحدة 103 بكتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس. وتضيف أمية متحدثة عن تأثرها باستشهاد زوجها "لقد كان لاستشهاده أثر كبير على عملي؛ فلا شك أني افتقدت الزوج والسند وشريك العمر والطموح والنضال، ولكنني في الوقت ذاته أصبحت صاحبة لقب: زوجة الشهيد، وهذا اللقب عندما يقترن بي كرسامة كاريكاتير أيضًا يعطيني بعدا أكبر من المصداقية والمهابة في قلوب الناس، فضلا عن أنني أصبحت أكثر إحساسًا بمعاناة شعبي، وأكثر اندماجًا في الهم الواحد، ومن ثَم صارت الريشة أكثر قوة وتعبيرًا وصدقًا، وأكثر إبداعًا، وأكثر حزنًا في أغلب الأوقات". وتذكر أمية أن زوجها "كان مرحًا وصاحب نكتة ظريفة ونقد لاذع"، وأنه كان أحيانًا يمدها ببعض الأفكار الكاريكاتيرية الطريفة، موضحة أنه "كان حريصًا على نجاحي واستمراري بشكل كبير، وكان دومًا يردد أنه سيكون: الرجل العظيم الذي يقف خلف امرأة عظيمة". وقد نالت الفنانة الفلسطينية العديد من الجوائز، كان من أهمها جائزة الصحافة العربية لعام 2001 في الإمارات العربية المتحدة، وكذلك حازت على جائزة الإبداع النسوي التي أقامتها وزارة الثقافة الفلسطينية في شهر آذار من العام 1999، حيث حصلت على المرتبة الأولى على محافظات الوطن برسوم الكاريكاتير. وتتمتع رسامة الكاريكاتير أمية بعضوية جمعية ناجي العلي للفنون التشكيلية في فلسطين، وكذلك جمعية الفنانين التشكيليين، إلى جانب عضويتها في جمعية "Illustrator Agency " في بريطانيا. وقد شاركت الفنانة أمية في معارض دولية وعربية ومحلية كثيرة، كان من بين المعارض الدولية التي شاركت فيها معرضان عقدا في فرنسا، ومعرض في أستراليا، وآخر في هولندا، كما شاركت في العديد من المعارض في عدد من الدول العربية من خلال النشاطات الطلابية في الجامعات العربية في لبنان والأردن ومصر، إلى جانب المعارض المحلية في الجامعات والمؤسسات الوطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ورغم اهتمام الرسامة أمية بالقضية الفلسطينية وجوانبها السياسية والاجتماعية فإنها لم تهمل مختلف القضايا الدولية والعربية، وفي هذا السياق تقول: "رسوماتي ليست مقصورة على الجانب السياسي؛ فأنا أرسم في كافة المجالات: اجتماعية، واقتصادية ورياضية وعربية ودولية، ولكن ربما اتسمت رسوماتي بالطابع السياسي؛ كون كل مناحي الحياة الأخرى سواء الاجتماعية أو الاقتصادية مرتبطة بالسياسة والوضع السياسي". يذكر أن الفنانة الفلسطينية اتخذت موقفًا واضحًا من قضية منع الحجاب في فرنسا؛ حيث عبرت من خلال رسوماتها عن رفضها للتعدي على حق المسلمات في الالتزام بالدين الإسلامي؛ حيث تؤكد أنه "لا شك أنه مجاراة لحالة التعاطف الشعبي في العالم العربي والإسلامي، ولكنه أيضًا يعكس موقفًا شخصيًّا مني تجاه المسألة؛ فأنا كفنانة ملتزمة يهمها قضايا دينها ووطنها أجد أنه لزامًا عليّ أن أقف إلى جانب كل قضية تهم عالمنا الإسلامي، ومن حقي أن أدافع بكل ما أوتيت من موهبة وقدرة لنصرة هذا الدين أينما كان". وقد دشنت أمية موقعًا خاصًّا لرسوماتها على الشبكة الدولية الإنترنت؛ فحازت على لقب "صاحبة أول موقع كاريكاتير لرسامة عربية"، كما حاز موقعها على المرتبة الأولى في مسابقة لاختيار أفضل موقع كاريكاتير عربي. وتوضح ذلك قائلة: "فكرة إنشاء الموقع جاءت مترافقة مع انتفاضة الأقصى، وتحديدًا في شهر أغسطس عام 2000، حيث وجدت أن رسوماتي يجب أن تنتشر إلى العالم الخارجي، وأسهل وسيلة هي الإنترنت الذي يسهل التواصل مع كل العالم؛ فالإعلام عبر هذه الوسيلة صار وسيلة ناجعة من وسائل النضال". وتضيف "الإقبال على الموقع ممتاز جدًّا ومشرف، حيث يقبل عليه زوار عرب وأجانب على حد سواء، ويبدون إعجابهم ويرغبون في نشر رسوماتي في مواقعهم أو بلدانهم، والحمد لله للموقع شعبية كبيرة في كافة المواقع العربية، ولكن هناك للأسف رسامين يحاولون تقليد رسوماتي وحتى أفكاري وشخصياتي، وفي المقابل لا أستطيع وسمهم بالسارقين، فقط أترك هذا للجمهور، وهو لا شك سيميز ويحكم". ويحتوي الموقع الإلكتروني للفنانة الفلسطينية (http://www.omayya.com ) على عدة زوايا تعكس اهتماماتها؛ حيث خصصت أولى زوايا الموقع لانتفاضة الأقصى المباركة، ويقابلها زاوية أخرى للرسومات الخاصة بقضية اللاجئين، وتليهما زاوية مخصصة لعرض رسومات القضايا الداخلية للمجتمع الفلسطيني، كما أنها لم تنسَ العالم العربي من رسوماتها، وكذلك أفردت زاوية لرسوماتها المعبرة عن قضية الأسرى، قابلتها زاوية أخرى للشئون العالمية. وتطمح الفنانة الفلسطينية بالوصول إلى العالمية في مجال رسوم الكاريكاتير؛ سعيًا منها لخدمة القضية الفلسطينية حتى الرمق الأخير، و"أن يعوضنا الله في صبرنا هذا نصرًا مؤزرًا، وأن تحيا ابنتي نور وغيرها من أطفال فلسطين في وطننا الذي ضحى أبوها وإخوانه من الشهداء بدمائهم من أجله في سلام وأمان"، كما قالت. . |
22-12-2006, 05:02 | #12 |
بقـايا حُلـم
|
رد : شخصيات
لمحة عن حياة الشاعر الكبير نزار قباني ولد نزار قباني في/2 1 مارس عام 1923في حي مئذنة الشحم (أحد أحياء دمشق القديمة). وقد كانت أسرة نزار قباني من الأسر الدمشقية العريقة. و من أبرز أفرادها أبو خليل القباني جد نزار و مؤسس المسرح العربي في القرن الماضي،أما والده فكان توفيق قباني وتقول كتب التاريخ إنه كان من رجالات الثورة السورية الأمجاد، وكان من ميسوري الحال يعمل في التجارة وله محل معروف، وكان نزار يساعده في عملية البيع عندما كان في ريعان شبابه.أنجب توفيق قباني ستة أبناء من بينهم نزار، رشيد، هدباء، معتز، صباح ووصال التي ماتت في ريعان شبابها أما صباح فهو ما زال حياً .. وكان يشغل منصب مدير الإذاعة السورية. أما نزار فحصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945 - عمل فور تخرجه بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية، وتنقل في سفاراتها بين مدن عديدة، خاصة القاهرة ولندن وبيروت ومدريد، وبعد إتمام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959، تم تعيينه سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين. وظل نزار متمسكاً بعمله الدبلوماسي حتى استقال منه عام 1966. كان يتقن اللغة الإنجليزية، خاصة أنه تعلّم تلك اللغة على أصولها، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952-1955. بدايته مع الشعر: بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة، و أصدر أول دواوينه (قالت لي السمراء) عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق، وطبعه على نفقته الخاصة. له عدد كبير من دواوين الشعر، تصل إلى 35 ديواناً، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها: (1- طفولة نهد، 2- الرسم بالكلمات، 3- قصائد، 4-سامبا،5- أنت لي. ( لنزار عدد كبير من الكتب النثرية. أهمها: (قصتي مع الشعر، ما هو الشعر، 100 رسالة حب. ( أسس نزار دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم منشورات نزار قباني. عانى الشاعر نزار قباني من كثرة الصدمات في حياته ومن اهمها: 1. وفاة شقيقته الصغرى وصال، وهي ما زالت في ريعان شبابها بمرض القلب. 2. وفاة أمه التي كان يعشقها .. كان هو طفلها المدلّل وكانت هي كل النساء عنده 3. وفاة ابنه توفيق من زوجته الأولى .. كان طالباً في كلية الطب بجامعة القاهرة و أصيب بمرض القلب وسافر به والده إلى لندن وطاف به أكبر المستشفيات وأشهر العيادات ولكن قضاء الله نفذ وكان توفيق لم يتجاوز 17 عاماً. 4. مقتل زوجته بلقيس الراوي العراقية في حادث انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 5. نكسة 1967 أحدثت شرخاً في نفسه، وكانت حداً فاصلاً في حياته، جعله يخرج من مخدع المرأة إلى ميدان السياسة كما عانى ايضا من كثرة المعارك فيمكننا أن نقول إنه منذ دخل نزار مملكة الشعر بديوانه الأول( قالت لي السمراء عام 1944)، وحياته أصبحت معركة دائمة. ومن أبرز المعارك التي خاضها وبمعنى أصح الحملات التي شنها المعارضون ضده: معركة قصيدة خبز وحشيش وقمر التي أثارت رجال الدين في سوريا ضده، و طالبوا بطرده من السلك الدبلوماسي، وانتقلت المعركة إلى البرلمان السوري وكان أول شاعر تناقش قصائده في البرلمان. معركة هوامش على دفتر النكسة، فقد أثارت القصيدة عاصفة شديدة في العالم العربي، وأحدثت جدلاً كبيراً بين المثقفين ولعنف القصيدة صدر قرار بمنع إذاعة أغاني نزار وأشعاره في الإذاعة والتلفزيون. الحالة الاجتماعية تزوّج مرتين .. الأولى من سورية و تُدعى( زهرة ) وأنجب منها هدباء وتوفيق وزهراء. وعندما أصبح عمر ابنه توفيق 17 عاماً توفي بمرض في القلب, وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة و رثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها (الأمير الخرافي توفيق قباني) وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته. وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج. وفي المرة الثانية تزوج من (بلقيس الراوي)، العراقية التي قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982، وترك رحيلها أثراً سيئاً في نفس عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها. ولنزار من بلقيس ولد اسمه عُمر وبنت اسمها زينب. وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج و ترك بيروت وتنقل في باريس وجنيف حتى استقر به المقام في شقة بالعاصمة الإنجليزية (لندن) وعاش سنوات حياته الخمسة عشرالأخيرة وحيداً. ومن لندن كان نزار يكتب أشعاره ويثير المعارك والجدل خاصة قصائده السياسية خلال فترة التسعينات مثل: (1- متى يعلنون وفاة العرب، 2-والمهرولون، 3- والمتنبي،4- أم كلثوم على قائمة التطبيع.( وفاته: توفي الشاعر العربي الكبير في لندن يوم 30/4/1998 وكان عمر يناهز 75 عاما كان منها 50 عاماً بين الفن والحب و الغضب. |
29-01-2007, 16:49 | #13 |
عضو شعبيات
|
رد : شخصيات
ما شاء الله موضوع رائع وتفاعل اروع من الاخوان والاخوات الله يعطيكم العافيه على جهدكم المميز |
18-02-2007, 17:36 | #14 |
عضو شعبيات
|
رد : شخصيات
مجهوووووود جبااااار الله يعطيك العافيه مرررررررره حلو |
21-03-2007, 04:00 | #15 |
شعلة نشاط
|
رد : شخصيات
لا هنتي اختي نورة العجمي وشكرا على الفكرة المتميزة |
عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 4 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 4 | |
|
|
|