من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > ذاكرة العرب
تحديث هذه الصفحة ديبـاجـة الغرفـة رقم 203
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 29-11-2007, 01:07   #1
ريما الجاسر
كاتبة
 

ديبـاجـة الغرفـة رقم 203


.


.




الغرفة رَقم ٢٠٣ تتشـبَّعُ بِـي , بَينـَمَا أَنـتـَظِـرُهَا لـتَـسْتَـفِـيقَ مِـن غـيـَبـُوبَتِـها ......
تَـسْـتَيـقِظُ وَتُـحَاوِلُ إقصَـاؤكَ عـنيّ , فـأَحْمِـلُكَ فـي أعـمَاقِي وأشـتريَ لكَ ٢٠٣ مُسْـتَشفَـيَات ..
وأَعْجَزُ أن أشـتَريك ْ
أُهدِيـكَ بَسَـاتِـينَ , وأفـرُشُـهَا تَـحتَ قَـدَمَـيكْ , و أُسَخـِّرُ العَـبـيـدَ والـجَـوَاريَ تَـحـتَ إمرتِـكْ ..
وأَعْـجَزُ أن أُطَـوِّعُ السِّنِـينَ لأجـلكْ ..

ظَنَنتُ أنَ المِصبَاحَ مُفِـيدٌ تَحتَ سَقفِ النَهَار !

وإنْي لـَمَدِيـنَة ٌ لَكَ بِـسَخَائِـكَ في حَـالاتِ عُـسرِي ..
يَا وَيحَ ضِيـقَِ ذَاتَ يَدي ، و يَا وَيحَ تَـقـتيرِي وشحّـي عَن إدَانَتِـكََ بِضعَةَ أيامٍ مِن عُمري ..‏

مَرَ اليومُ حـولٌ كَامَلْ ..
حَـولٌ وأَنَا أُنَبِّـشُ عَنكَ في لَحدِك وأنتَ أقـرَبُ إَليَّ مَن حبلِ الوَتـين ...
حـولٌ تـَوقَـفـْتُ فِـيهِ , لأركُـضَ خَـلفَكَ , وألهثُ , وأكـبُر
وأتساءل : كم عُـمْرُكَ الأن ؟

حـولٌ كاملٌ أحـشُوهُ بالأملِ , ويُرضِعَني اِسـتيعاب :
لا عودةَ لميّـت .

ويُحَاوِلُ فِطَامِي عنكَ , ولا يُـسدِيَ ليَ البَديلْ ...
فأبحثُ عَنكَ بديلْ ..
لا بديلَ لكَ غيرُكْ .

اقرأُ الفًاتِحَةَ على رُوحِي في الخَامِسَةِ مِن فَـجرِ أيَامِي المنفيّـةَ ، لأتملَّص مِنَ الخَرَس...

وينتهي يومي ..
لتبتدئَ معي ..

حـولٌ كاملٌ وهَاتِفِي يُضَاجِعُ وِسَادَتِي ..
ولا ينبِسُ لَهَا بـِبَنتِ شَفة ..

فَـتَسْتجلِبني الذكرى بـفظاظة , تـقـُدُّ نِيَـاطَ قـلبي , تَقـودُ ذاكِرَتي طوعاً وكرها ...
أتَمـرَّغُ بِهَا ، فَـتغتسُلني ولا أغسِلُها ، فـالشهيد لا يغسّل ....
وتدفِنُني مَعكْ ...


الليلة ذَهَبتُ لرؤيةِ غريمتي.. الغرفة رقم ٢٠٣
لـنستَرجِعَ معاً مَراسمَ الاِستلامِ والتسليم ..
فـشاهدتُها تَجُوُد بـابتلاعِ أحدِ ضحاياها على غفلةٍ منه !
يغشى أقاربهُ الوَجدْ , يحُفُونَهُ , ويُطَمئنِوُنَهُ بـأكَاذِيبهِم !

أختَلِسُ السمـع : لا تَخَف ستكونُ بخير , نَعِدُكَ بِهَذَا .........!!!!!!!

وفي قرارةِ نفسي سخريةٌ لا تـُحصى ..
كفـاكُم هراءاً , سَيَرحلُ بِكُم أو بِدُونِكُم ..
سَيَرحَلُ فلتوَدِّعُـوهُ , أو فَـلتَلزَمُوا حُدُودَ تـَرَهَاتِكُم .

هذه الغرفةُ ستـُغدِقُ عليكم أقسى الدروسْ ، درسٌ غيرُ قابلٍ للاستذكارِ والامتحان
غيرُ قابلٍ للنسيانْ ..
سَـتَرتَقُونَ سلـَّمَ الظُـنون ..
سـتوصُِلكمُ هذهِ الغرفَة ُ للدَرَجَاتِ العُليا مِنَ الألمْ , سَـتَجِدُونَنِي في اِنتظارِكُم , وسَـنتقَاسمُ كؤوسَ الأسى , سـتـُرغِمُنَا على اِرتِوَاءِهَا , وَ سَـتشُحُّ عَلينا بعبارةِ : في صِحَّتِكْ !

لا مكان للصحة فيها ...

وسَـنَنتَشي , حتى وإن لم يَكُن الليلُ لباساَ , سَـنخلَعُ كُلَ ما يَستُرُنَا , وسَـتُشَرِّحُنا في عيَادَتِهََا ..
تـُمَـزِّقُـنا ..
وتُـبقِي جِرَاحَنَا بِلا خِياط ..
وعن طيبِ خاطرٍ سنحزن ..

... ستعتادونها فلا تقلقوا ..



غَادَرتـُها , بلا أملٍ في رُؤيَتِهَا مِن جَديد ..

وعَاوَدْتُ طُقـُوسي ...
واَنتَظَـرتُـكَ في مَطارِ هَادمِ اللّذات , مُصطَحِبِةً ً جوقة موسيقية عَزَفَت لحنَ ندبٍ و نياحة حتى ساعاتِ السَّجى ..
يَئِسَتْ حَنَاجِرَهُم , فنَذَرَتنِي أستقبلُ وِحدَتي ..
أتـَّخِذ ُ الزواياَ مأوى , وأتقوقع ..
أحفِرُ على ساعدي اِسمك
و ثلاثة َ أرقام : ٢٠٣

أُقِيـمُ مَأتَـمَاً و أَرقـُبُ السماء ..
تتشابَكُ غيمَتان ِ وَترحَلان ِ سَوِيَةً ً, يُهَروِلُ القَمَرُ خلفَهُمَا ...
يترنّحُ الشَـفَـق ..
وتـَحضُرُ الشمسُ بـِلا دَعوة !
وتصبحُ رابع ثلاثةٍ يحضُرُونَ بـِلا دعوة : الحب , الذكرى ,والموت .

وأُحـضِرُ يميناً وأُقسم :
أن لا أضايقكَ بِـمِثقالِ ذرهٍ من مُـزاح ....
وهذه المرةَ لن أُحنِثَ قَـَسَمِي كالماضي ..

أتَذكُـرَ خَاتَمَكَ الذي لم يَـرُق لي , و وَعَدتَنِي بـشراءِ غيره , بعدما أخفيـتُـهُ عنك ؟؟؟
أصبحَ ظاهرٌ للجميع ..
حاصَرَتهُ سلسلة ٌ طوَّقَـت رقبتي ..
ليتها تشنُقُـنِي ...

أُعلِنُ توبَتي عَن بَعثَـرَةِ كُـتُبِك , ونـَهبِ أقلاَمِك ...
عن اِستفزَازِك ...
لن أُعيِدَ الكرّة إن حييتَ لي ..

أتذكُرُ ساعة َ ذهبنا لقارئة الفنجان ؟ أتذكر ما سَكَبَتهُ على مَسَامِعِنا ؟

قالت انَـكَ سَتُـصبِـحَ ذا شأن ٍ في عَمَلك وانَـكَ سَتُـنجَـبُ ثلاثة َصُبيانَ وفتاتين
و اَنكَ سَتَعيش طويلاً !!!
وأعَادَتها مرارا ...
بينما رَفَضْتُ أنَا شُـربَ القهوة , ليسَ شّـدَةَ إيمانٍ بــ (كذب المنجمون ولو صدقوا ) ,بل مهابة ًمن سَمَاعِ طالعي , فكلُ ما أسمَعُـه عنّـي يسَتوطنُ مُخيِّـلَتي ، على عكسكَ ,هذهِ الأمورُ لا تعدو عن كونِها تسلية ً لا أكثر..

أتذكرُ عندما دَسَسْنا لها ثـَمَنَ مَا أخبَرَتكَ بـِهِ وما لم أمنحَ لأذني فرصة َ سماعِه ..
وخرجنا ...
أنت تضحك ، و أنا أعددُ لكَ أسماء ذكـورَ وإناث , تاركة ً لكَ حُـريّـة َ الخَـيار ..
وأعاود مُـشَـاكَـسَتك ....
وأصرخ ُ في وجهك : يا أبَ الثلاثةَ و الاِثنتان يا أب َأصابعِ اليدِ الوَاحِـده , هل سيكون أكبَرَهُم صبيٌ أم فتاة ؟ ما رأيك بتسمِـيَتِـهـِم : خـُنصر, بُـنصر, وُسطى ....
أظُـنُـهَا كافيةً لأبنائكَ الخمسة ْ؟
ماداموا خمسه فأني أعلنُ براءَتي مِن أمُومَتِهِم ...
يكفِنِي ابن ٌ واحدٌ فقط ..
فلتبحث لكَ عن أخرى وَلود ....


كنتَ تـُطَالِبُـنِي بالصمت بينما أقابـِلُ مطلَبَـكَ بـِالاِستِرسَال , تـَطُـولُكَ ثـَرثـَرَتِي فـَتغضبُ , وتـَشُـدُ عَلى يَـدي .... و لا ترحل .

بينما رَحَلتَ قبلَ حول ٍ وأحَلْـتـَني إلى عرّافـة ..
أُعَاودُ تـَفسـيرَ أقاويلِ قارئةِ الفنـجان و أتبـين كم أعمَتني حماقَـَتي عن فِهمِهَا

انِجَلَت غَـشـاوَة ُالكلام , ولكن بعدَ فواتِ الأوان و أيقنتُ ما رمت إليـهِ تلكَ العجوز ...
أيقـَنتُ بـِأنـَهَا قـَلَـبَتِ الحـديثَ كما قـَلَـبَتِ الفِـنجَانَ !

فالاثنان و الثلاثة ماهما سِوى رَقمَان ِ َبارِزَان مَصلُوبَان ِ على بابِ غرفه , يتوسَـطـهُمَا الصفرُ كدلالةِ على ما تبقى لكَ من أيام , أو ساعات , أو حتى ثوان تـُعـِيدُكَ إلى الحياة !

كيفَ تـَعُودُ وأنتَ حـيٌ فـي دواخـلي ؟!

حولٌ كاملٌ وإيمانِي بــ ( كذب المنجمون ولو صدقوا ) يتضَخـَّمُ بـِمقدارِ أيـّامي المُـنسَـلّه ُ مِن بين ِ يَـدَيَ ..

فما كانَ طالِعُـكَ سِوى رميـة ُ طائِـشة ٌ من غيرِ رامٍ , تَـبَـنَّـتـْها عَجُوزَ خَرِفَة
فها أنتَ أمامي , ألحَـظـُكَ في كُل ِ شيء ...
في ليلي إذا عسـعس , وفي صُبحي إن تـَنـَفـّس ..
وفي كل وقتي وأمكِـنـَتِي أراك ..
وأعلَمُ أنـَكَ تلحَظُـنِي وتـسمَعُني ....

حولٌ كامل أرضَعَنِي استيعاب :
لا عودة لميّـت ..

و أبَـيتُ الفِطام ..
فــلَـتَعد أو فـلـتأخـُذَني مَعَك .



.


.



4 - 1 - 2007
الرياض


ريما الجاسر غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 29-11-2007, 04:10   #2
نوف الثنيان
النجدية
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ نوف الثنيان
 

رد : ديبـاجـة الغرفـة رقم 203



أوجعنا الألم هنا ..
فـ كيف بـ روحك التي تعايشت معه .. ؟ !


ريما ..

لـ حرفك أطلالة مختلفة ..
والمواسم بكِ عشب أخضر ..
دام جمال حضورك ..



التوقيع:
نوف الثنيان غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 29-11-2007, 05:29   #3
سطام العوني
نـبـض الحــــروف
 

رد : ديبـاجـة الغرفـة رقم 203



أصغيتُ لأصوات تهامستْها الديباجة عنكِ هناك
آمنتُ حينها أنني ضائعٌ في وديانكِ الكثيرة !



الاستاذة / ريما الجاسر
تسرج المواسم الغيوم فرحاً بهذه المساحة
من الفكر ..



التوقيع:
سطام العوني غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 29-11-2007, 16:30   #4
الجازي
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ الجازي
 

رد : ديبـاجـة الغرفـة رقم 203




ماأقرب وأصدق من هذا الوجع !؟
وما أكثر هذا الحنين ؟!

ريما الجاسر ..
رائعة أنتِ كـ حرفك ..



التوقيع: صدر حديثا ل الجميلة المبدعة نوف محمد الثنيان الشاعرة والقاصة http://eqla3.net/book/hakaya.html
الجازي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 01-12-2007, 01:28   #5
فيصل المهلكي
شـــاعر
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ فيصل المهلكي
 

رد : ديبـاجـة الغرفـة رقم 203

فَـتَسْتجلِبني الذكرى بـفظاظة , تـقـُدُّ نِيَـاطَ قـلبي , تَقـودُ ذاكِرَتي طوعاً وكرها ...
أتَمـرَّغُ بِهَا ، فَـتغتسُلني ولا أغسِلُها ، فـالشهيد لا يغسّل ....
وتدفِنُني مَعكْ ...

----------

ريما

كنت هنا

المحك والتعب يخالج عيناي
حينما تنأيان بعيداً

هناااااااااك

عند خصف الشجر المطروح على اغصانها

فكنت اتأمل حروفك التي تلامس شغاف القلوب

لاصمت !!

ويمكث الصمت طويلاً

شكرا ايها البياض

ودي

فيصل المهلكي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 16-12-2007, 19:14   #6
عَـروب التميمي
كاتبه
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عَـروب التميمي
 

رد : ديبـاجـة الغرفـة رقم 203


قلتها ذات مواساة لـ صديقة .. الحب لا يُستجدى هو نبع يفور بذاته
توجعت هُـنّا تخيلتها تقاسمكِ الغرفة والغربة
ريما الجاسر ربط الله على قلبكِ بحق وحجم طهره



التوقيع:
. . . نبض حلم ‘‘
عَـروب التميمي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 16-12-2007, 21:45   #7
عبدالرحمن الربيّع
رفيــق الحــزن
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عبدالرحمن الربيّع
 

رد : ديبـاجـة الغرفـة رقم 203

الكاتبه الرائعه ريما الجاسر

تحية طيبة ..

نص غايه في الجمال رغم الالم شدني الاسلوب الرائع في السرد ..

دمتي بتالق وجمال ..

لك كل الشكر ولحرفك كل الاعجاب .

التوقيع: وين اروح ؟
وانا باقي في قلبي جرووح !
عبدالرحمن الربيّع غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 27-12-2007, 21:36   #8
دانتيلا
دانتيلا
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ دانتيلا
 

رد : ديبـاجـة الغرفـة رقم 203

ريما
عُلقت هنا بين حرفكِ ونبضي ،
تهت بين سماءٍ وارض ،
أشعر أني وحيده وحيده ،
والفقد يدٌ باطشه !
لكِ الحب يا حلوة

التوقيع:
لـ استرجاع الذاكرة وجعٌ لا يضاهيه سوى انتفاء حلم !
دانتيلا غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح

الإنتقال السريع