صلاحية منتهية...

عبدالواحد اليحيائي · 25-09-2005, 13:04

.
.
فمي مر..
ما المشكلة ؟!!

مرارا طالبت بأن يتم إقفال أنبوبة معجون الأسنان بعد الاستخدام، لكن من يسمع؟ لا أحد يبالي بالسماع، كلهم يتكلمون، معجون فاسد ومنتهي الصلاحية، وعلي أن ألوك مرارته وأن أتقيأها أيضا، ثم علي أن أطلب شراء أنبوبة أخرى وقد لا يشتري أحد، البديل لديهم بعد اكتشافي المذهل وشعوري بالمرارة هو البقاء بأسنان قلحة، ولثة يختلط فيها اللعاب ببقايا الأكل والسجائر، لا يبالون بأسناني، يعتقدون أنها مثل أشياء أخرى في جسدي، بلا قيمة، وفي الطريق إلى صلاحية منتهية.

القهوة كانت أكثر مرارة..
لم تكن مرارة القهوة، بل مرارة القِدَم، حين تأملت القهوة كان سوادها شبيها بصبغة حذاء أسود لم تمرر عليه فرشة التلميع، سواد كريه. يمارسوني بالسواد الكئيب والقهوة القديمة، لا بأس، ألست مكتشف الصلاحيات المنتهية هنا، ألست حقل التجارب؟!!
فأر بصفة إنسان.

ملابسي أيضا تعاني الكآبة..
فضفاضة، مثل ثياب المحجبات في المسلسلات المصرية. بابا كأنك لابس خيمة،هكذا قالت ابنتي الصغيرة ذات تأمل طفولي، وأيضا الغترة البيضاء تحولت إلى صفراء، ما عاد أحد يحاسبني إذ أكون أنيقا أو لا أكون، لن يغازلك أو يقابلك أحد، وأن تمر الغترة على المكواة أو لا تمر فذاك شأن لا يليق بي حتى التفكير فيه كما يعتقدون، أما الحذاء البني الرسمي والفاخر فقد تحول لونه إلى شيء يشبه الفضلات الآدمية، شيء مكلل بالقبح. انتهت صلاحيات مظهري، انتهت من قمة رأسي الأشيب الأصلع إلى أخمص إصبعي المهدد بمقراض السكري.

وبقي أحد يسمع فريد الأطرش، وتحبه أيضا؟!!
لكني أكملت حديثي، لم أقل لهم أني أحب أفلام فاتن حمامه خصوصا حين يصاحبها زكي رستم، ولم يشفع لرجعيتي الحديث عن كاظم الساهر ونزارياته الغنائية رغم أنها لم تعجبني، لكني كنت أحاول أن أبدو معاصرا وحديثا، لكن حتى هنا بدوت متخلفا عن الجيل بمراحل، وأخيرا صفعني أحد أصدقاء ابني البكر: أنا والله ما ادري يا عم ايش تحبون في أم كلثوم، لا شكل ولا مضمون؟!!، لم أعقب، ابتسمت بكآبة استوطنت القلب منذ زمن..
حتى ذوقي الفني انتهت صلاحيته.

قرأت مقالا كتبه احد الجدد عن القدماء..
قال إننا أصنام، ديناصورات، شيء من الماضي، شيء لا علاقة له بالفضائيات والهواتف المتنقلة والإنترنت والعولمة والحداثة. نحن نذكره بشامة سميرة توفيق، وغمزة هيام يونس، وثورة طه حسين البائسة، وثورية عبد الناصر التي قادت إلى الهزيمة. سرحت في كتابته وكلماته ووجدتني ابتسم لسميرة توفيق، وأراهق مع هيام يونس، وأصفق رغما عني لعبد الناصر إذ يؤمم قناة السويس، وأبكي معه حين يستقيل، وعليه حين يموت.
هل انتهت صلاحية سميرة توفيق وجمال عبد الناصر؟!!
ترحمت عليه، وبكيت علي .

حين تكون بصلاحية منتهية تتحول إلى واعظ يميل إلى الذكريات..
أتحدث كثيرا عن مضار التدخين، وعواقب الإفراط في الأكل والجنس، وأهمية المحافظة على الصلاة، وأكثر من ذكر الصالحين، وأبكي إذ أسمع القرآن، وأتحول إلى الآخرة، وأنهاهم عن شتم الحكومة، وأمدح السلطان بمناسبة وبدونها. لكنهم لا يصدقون، ربما لأني أحدثهم بصلاحية منتهية، وهم يسمعون بصلاحية يمارسونها للتو، حين قلت لأحدهم معتذرا عن خطيئة الوعظ: لا أحب أن تقعوا في أخطائي. أجاب بهدوء مصطنع: دعني أجرب الخطيئة وأقرر. وشعرت به يريد أن يكمل: بعيدا عن وصايتك.

قال لي صديق كنت فيمن دفنه: ادع الله، و لتمت قبل أن تكون عبئا على أحد، وقبل أن تكون نفسك عبئا عليك..
حين غسلناه، كنت حريصا على أن يكون في كفن كامل الصلاحية، ومسحت جسده بثلاث تولات جديدة من دهن العود .
.
.

نورة العجمي · 27-09-2005, 05:54

نص قرأته مراراً وأعجبني حقيقة أكثر من أي نص مضى

شعرت أنه يحوي فكره عميقه فعلاً مقارنة بنص العصافير

لا أنكر أني شعرت بسلبية مستفزه منه

سلبي يريد كل شيء من الآخرين , يترك التنظيم لهم

وكأن ذلك يعود إلى ضعف شخصيته

كثيراً من المتقاعدين يجدون الأهتمام الأكثر خاصة أنه يعتبر رُب العائله الأول

اذا افترضنا جدلاً بأنه الجد أو أب كبير بالسن

خاصة أننا هنا نراعي واجباتنا الدينيه كثيراً

بالأهتمام برضا الوالدين ونتحسس من التقصير خوفاً من دخولنا دائرة عقوق الوالدين

مثال ( يوم العيد في البيت الأكبر سناً وتقديراً )و الزيارات الدوريه طمعاً في وصل الأقارب والأجر

ولكن لا ننكر ان هناك من يمر بهذه الأزمات فعلاً ولا ننفيها في مجتمع يتفاوت عنده اهمية الألتزامات العائليه

والأبناء مهما كانوا في غاية السوء وبعيدين عن الدين لا بد على الأقل أن يحفظوا الجميل

شكراً أستاذنا عبدالواحد

قصه قصيره من أروع ماقرأت لك

تقبل اعجابي

كل الود

عنود · 27-09-2005, 07:11

قصه رائعه استاذنا

بما فيها من كآبه ومأسآة

كيف لهؤلاء الأبناء أن يضيعوا فرصة برهم بوالدهم او جدهم اياً كان من قرابة لهم

خاصة ان متطلبات هذا السن قليلة ومقنع اي شيء بالنسبه لهم

انا حزنت لأجله كثيرا

وتمنيت لو اعطاني الله الفرصه لقريب لي مثل هذا الشخص حتى ابرّ به

دمت مبدع استاذي العزيز

يعرُب · 27-09-2005, 23:08

" آه .. أيها الكلب البائس ، لوأني قدمت إليك كمية من النفايات لتشممتها في لذة وربما التهمتها "

اعتقد انك تعرف ان بودلير هو من قالها لكلبه

وانا ..

تذكرت ذلك الكلب الذي رميت له عظمة ونظر لي باحتقار
لم افهم وقتها سبب تلك النظر
ولكن عرفت السبب لاحقا عندما أتت وجبته الحقيقة
عرفت أن مستوى الكلب كان رفيعا ..

أما كلب بودلير هنا فمستواه دوني
وهو يعشق القاذورات .. رغم أن القاذورات ليست بمستوى واحد في زمننا هذا
فقاذورات طبقة تختلف عن قاذورات أخرى

وكل طبقة تتباهى بقاذوراتها .. وتستطيع أن تميزها من بين القاذورات

خبرني ..
هل سبق لك وان ذهبت إلي نفاياتك كي تفتش فيها عن حاجة فقدتها تبحث عنه
ولم تجدها ..؟ هل كان آخر مكان تبحث فيه هي تلك النفايات .. ؟؟

هل تقززت .. ؟؟

ربما نعم .. وربما أيضا اكتشفت لأول مرة أن نفاياتك مخزية
وربما تعجبت أيضا كيف تصدر هذه منك ..

صدقني يا عزيزي ..

الكثير هنا لا يعرف ما يوجد بداخل نفاياته ..
ولو انه بحث يوما عن حاجة له مفقودة بين تلك القاذورات
لـ اكتشف مأساة كانت خافية علية ..

من بين نفاياتي اكتشف رسالة كنت بعثتها لـ جينفير لوبيز
اصف فيها ميزة مؤخرتها واني مفتون بها إلى حد أني ارغب
بصورة جماعية معها ..

مسكين أنا ..
وصل بي الحال أن اسرح بخيالاتي مع تلك التي تقول [ طفئ نارك ]
وناري مشتعلة ..

وتفتنني هذه ..
كل مرة بشوفك فيها تبقى .. نفسي آه آه

هل لديك فكرة لماذا تفتنني ؟؟

في نفاياتي وجدت قصاصات كثيرة ..
العفن يتطاير منها ويملئ المكان ..
عشقت هدوء ساندرا بلك .. وفتني امتلاء صدر ديمي مور وثباته
يطرب مسمعي بحتها الرقيقة التي كانت تخرج من فمها بحنان

قاتل الله الثقافة الأمريكية التي يتم تصديرها لنا عن طريق الأفلام
تلك الأفلام التي تمنيت أن أكون احد أبطالها
حتى أحظى بفرصة لتقبيل جودي فوستر ..

لعلي أقول لك كما قال لي صديق من قبل ..
حينما حلمت بترويض نمرة ..

موجوع أنا فيك يا صديقي
هل صادقت يوما قطيع جرذان
هل مللت مثلي عبث صبية فوق الجدران
.
.
كابوس أن تمتطي نمرة وتهرول
لتبحث عن حلم طواه النسيان
فوق صهوة نمرة حمقاء
تركض نحو فوه بركان
تشبعك طرحا
تدميك هما
توسعك شغبا
وأنت حائر يا صديقي
الريح تجلدك
والحيرة تقتلك
والكلمة تخذلك
تتنفس من ثقب إبرة
ملعونة مطيتك وأنت بئس الفرسان

نعم كنت بئس الفرسان
لأني لم اعرف كيف اختار ..
لم اعرف أن أميّز بين الروائح
مثل كلب بودلير لم يعرف كيف يميّز بين الروائح

لا .. اعتقد انه كان يعرف الفرق
فقط .. إنما هو مخدر على ذلك العفن
نعم هو قادر على اختيار الأفضل
ولكنه كان يعشق تلك النتانة
لأنه تربى فيها وعليها نشئ

عزيزي ..

لا تنتظر أن تكون لنا حاسة شم جديدة
ما نملكه قد تبلد على ذلك العفن

فهنيئا لنا به

اعتقد أن رائحته أفضل من عطر
ذلك السفيه بودلير
لقد انفق نقوده في شيء .. لا يستحق

لو كنت مكانك لدعوته .. من قبرة
لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بين نفايتنا
وصدقني سوف .. يعشقها

تحياتي ..لك
ولبودلير

ولذلك الكلب .. الذي اكتشفت فيما بعد
انه .. صاحب ذوق رفيع

يعرُب

نهر · 29-09-2005, 11:08

مرحى:

قرأت القصه بعمق ..

مبهور انا بسرد التفاصيل الدقيقه ...
وبالفكره
نضحت القصة بالحكمه بشكل متوافر .. وبلمحات من واقع الحياه لم نتأملها طويلا قبلا

اضاءه واضحه.

الجازي · 02-10-2005, 02:45

قصة رائعة بــ كل أبعادها وعمق فكرتها ..

تغري بالعوده ..

عبدالواحد اليحيائي · 13-10-2005, 01:31

.
.
الأخت نوره..

لعلها العلاقة بين الانسان والزمن..
أو العلاقة بين الانسان ومن (وما) حوله..

حين سألوا الروائي د. هـ. لورانس عن كيفية كتابة رواية أجاب:
رجل وامرأة وأشخاص اخرين وأشياء اخرى..
ثم اكتبوا العلاقات بينهما..
وهكذا تكون رواية..

.
.
كل عام وأنت والعائلة الكريمة بخير وعافية.
.

عبدالواحد اليحيائي · 13-10-2005, 01:36

.
.وتمنيت لو اعطاني الله الفرصه لقريب لي مثل هذا الشخص حتى ابرّ به..

الأخت عنود...
ليكن لك أجر النية إن لم يتوفر لك المتقاعد..

.
.

الجازي · 14-10-2005, 07:19

مقدمة القصص المبتورة الغير تقليديه والتي تلج إلى أحداثها مباشرة
أجدها من أجمل القصص التي تستفز القارىء لــ قراءتها ..
عمل مكثف قدم حالة إنسانية أعجبتني بــ كل أبعادها وعمق فكرتها ..

أطيب تحية ..

المهرة · 14-10-2005, 07:56

يختلف الناس امام المنطقة القابلة للتجريح / بأختلاف
تربيتهم/ الدينية /والثقافية / و بأختلاف ايمانهم0 بأنفسهم
وحواسهم / ومدى ثقتهم من انفسهم / وفي الناس / والبيئة المحيطة بهم

كذلك هنالك اختلاف مهم / اختلاف مدى تأثير تلك المشكلة او تلك
أو العقدة / أو نقطة الضعف /
هل لنا ان نتصور / اذا كانت هذه العقدة / او نقطة الضعف
تحدث على درجات متفاوته

توجد نفس / تحلل الذنب / ندم يصاحبة اعتراف
بالأقرار والاعتذار / أو التعلل بالسالب او الموجب
لايهم / فكلاهما عذر لخطأ

وهناك / من تلعب الحيرة والقلق / بعقل صاحبها
وتشتت افكاره / اضف الى ضيقة الصدر
والشعور بعدم الارتياح / لمجريات البيئة المحيطة
والهم في مواقف ايحائية معينة
ويظل الصراع يلاحقه /
بين منطقتي الضوء / والظل / الى أن يهبط
الى ظلامه البارد

وهنالك / نفوس غريبة امرها / يفضل الموت
قريراً على أن يظهر قبح مالديه امام الناس
ولعل الموت حرقاً / او شنقاً أيسر
على نفسه / من ان تنكشف / مخازنه
امام الآخرين / أو المحيطيين به

يقولون / علماء النفس
ليست الفراسة / والملاحظة الا عناصر
تتوافر لدى شخص / ما لتنبئه / عما في نفس آخر

فيكون لديه / بفعل هذه الصفات مجتمعة / صورة خاصة
به لهذا الانسان أو ذاك

اخي الفاضل /

عبدالواحد
الف شكر لك / على اتحافنا بكل ماهو رائع
دوماً / وابداً
لنتعلم / ونفيد / ونستفيد

دمت بخير
اختك/ المهرة

عبدالواحد اليحيائي · 12-11-2005, 13:44

.
.
تحياتي ..لك
ولبودلير

ولذلك الكلب .. الذي اكتشفت فيما بعد
انه .. صاحب ذوق رفيع

الأخ يعرب..
ولك التحية متصلة..

.
.

عبدالواحد اليحيائي · 12-11-2005, 13:45

.
.
الأخ نهر..

أشكر لك حضورك ومتابعتك..

.
.

25-09-2005, 13:04	#1
عبدالواحد اليحيائي كــاتـب	صلاحية منتهية... . . فمي مر.. ما المشكلة ؟!! مرارا طالبت بأن يتم إقفال أنبوبة معجون الأسنان بعد الاستخدام، لكن من يسمع؟ لا أحد يبالي بالسماع، كلهم يتكلمون، معجون فاسد ومنتهي الصلاحية، وعلي أن ألوك مرارته وأن أتقيأها أيضا، ثم علي أن أطلب شراء أنبوبة أخرى وقد لا يشتري أحد، البديل لديهم بعد اكتشافي المذهل وشعوري بالمرارة هو البقاء بأسنان قلحة، ولثة يختلط فيها اللعاب ببقايا الأكل والسجائر، لا يبالون بأسناني، يعتقدون أنها مثل أشياء أخرى في جسدي، بلا قيمة، وفي الطريق إلى صلاحية منتهية. القهوة كانت أكثر مرارة.. لم تكن مرارة القهوة، بل مرارة القِدَم، حين تأملت القهوة كان سوادها شبيها بصبغة حذاء أسود لم تمرر عليه فرشة التلميع، سواد كريه. يمارسوني بالسواد الكئيب والقهوة القديمة، لا بأس، ألست مكتشف الصلاحيات المنتهية هنا، ألست حقل التجارب؟!! فأر بصفة إنسان. ملابسي أيضا تعاني الكآبة.. فضفاضة، مثل ثياب المحجبات في المسلسلات المصرية. بابا كأنك لابس خيمة،هكذا قالت ابنتي الصغيرة ذات تأمل طفولي، وأيضا الغترة البيضاء تحولت إلى صفراء، ما عاد أحد يحاسبني إذ أكون أنيقا أو لا أكون، لن يغازلك أو يقابلك أحد، وأن تمر الغترة على المكواة أو لا تمر فذاك شأن لا يليق بي حتى التفكير فيه كما يعتقدون، أما الحذاء البني الرسمي والفاخر فقد تحول لونه إلى شيء يشبه الفضلات الآدمية، شيء مكلل بالقبح. انتهت صلاحيات مظهري، انتهت من قمة رأسي الأشيب الأصلع إلى أخمص إصبعي المهدد بمقراض السكري. وبقي أحد يسمع فريد الأطرش، وتحبه أيضا؟!! لكني أكملت حديثي، لم أقل لهم أني أحب أفلام فاتن حمامه خصوصا حين يصاحبها زكي رستم، ولم يشفع لرجعيتي الحديث عن كاظم الساهر ونزارياته الغنائية رغم أنها لم تعجبني، لكني كنت أحاول أن أبدو معاصرا وحديثا، لكن حتى هنا بدوت متخلفا عن الجيل بمراحل، وأخيرا صفعني أحد أصدقاء ابني البكر: أنا والله ما ادري يا عم ايش تحبون في أم كلثوم، لا شكل ولا مضمون؟!!، لم أعقب، ابتسمت بكآبة استوطنت القلب منذ زمن.. حتى ذوقي الفني انتهت صلاحيته. قرأت مقالا كتبه احد الجدد عن القدماء.. قال إننا أصنام، ديناصورات، شيء من الماضي، شيء لا علاقة له بالفضائيات والهواتف المتنقلة والإنترنت والعولمة والحداثة. نحن نذكره بشامة سميرة توفيق، وغمزة هيام يونس، وثورة طه حسين البائسة، وثورية عبد الناصر التي قادت إلى الهزيمة. سرحت في كتابته وكلماته ووجدتني ابتسم لسميرة توفيق، وأراهق مع هيام يونس، وأصفق رغما عني لعبد الناصر إذ يؤمم قناة السويس، وأبكي معه حين يستقيل، وعليه حين يموت. هل انتهت صلاحية سميرة توفيق وجمال عبد الناصر؟!! ترحمت عليه، وبكيت علي . حين تكون بصلاحية منتهية تتحول إلى واعظ يميل إلى الذكريات.. أتحدث كثيرا عن مضار التدخين، وعواقب الإفراط في الأكل والجنس، وأهمية المحافظة على الصلاة، وأكثر من ذكر الصالحين، وأبكي إذ أسمع القرآن، وأتحول إلى الآخرة، وأنهاهم عن شتم الحكومة، وأمدح السلطان بمناسبة وبدونها. لكنهم لا يصدقون، ربما لأني أحدثهم بصلاحية منتهية، وهم يسمعون بصلاحية يمارسونها للتو، حين قلت لأحدهم معتذرا عن خطيئة الوعظ: لا أحب أن تقعوا في أخطائي. أجاب بهدوء مصطنع: دعني أجرب الخطيئة وأقرر. وشعرت به يريد أن يكمل: بعيدا عن وصايتك. قال لي صديق كنت فيمن دفنه: ادع الله، و لتمت قبل أن تكون عبئا على أحد، وقبل أن تكون نفسك عبئا عليك.. حين غسلناه، كنت حريصا على أن يكون في كفن كامل الصلاحية، ومسحت جسده بثلاث تولات جديدة من دهن العود . . .

27-09-2005, 05:54	#2
نورة العجمي شـــاعرة	رد : صلاحية منتهية... نص قرأته مراراً وأعجبني حقيقة أكثر من أي نص مضى شعرت أنه يحوي فكره عميقه فعلاً مقارنة بنص العصافير لا أنكر أني شعرت بسلبية مستفزه منه سلبي يريد كل شيء من الآخرين , يترك التنظيم لهم وكأن ذلك يعود إلى ضعف شخصيته كثيراً من المتقاعدين يجدون الأهتمام الأكثر خاصة أنه يعتبر رُب العائله الأول اذا افترضنا جدلاً بأنه الجد أو أب كبير بالسن خاصة أننا هنا نراعي واجباتنا الدينيه كثيراً بالأهتمام برضا الوالدين ونتحسس من التقصير خوفاً من دخولنا دائرة عقوق الوالدين مثال ( يوم العيد في البيت الأكبر سناً وتقديراً )و الزيارات الدوريه طمعاً في وصل الأقارب والأجر ولكن لا ننكر ان هناك من يمر بهذه الأزمات فعلاً ولا ننفيها في مجتمع يتفاوت عنده اهمية الألتزامات العائليه والأبناء مهما كانوا في غاية السوء وبعيدين عن الدين لا بد على الأقل أن يحفظوا الجميل شكراً أستاذنا عبدالواحد قصه قصيره من أروع ماقرأت لك تقبل اعجابي كل الود التوقيع: https://www.instagram.com/p/_VLOGDoF...en-by=noouf_mt انستجرام كاتبتنا نوف الثنيان (@noouf_mt) • Instagram photos and videos noouf_mt نوف الثنيان قاصّة / كاتبة ..الكتابة سفر الذات منها إليها لايرافقها إلاّ من يؤمن بها ويُدرك أن للنبض-هُنا-حُبّا وغصوناً تعرّش سلاما www.twitter.com/Noouf_M

27-09-2005, 07:11	#3
عنود بقـايا حُلـم	رد : صلاحية منتهية... قصه رائعه استاذنا بما فيها من كآبه ومأسآة كيف لهؤلاء الأبناء أن يضيعوا فرصة برهم بوالدهم او جدهم اياً كان من قرابة لهم خاصة ان متطلبات هذا السن قليلة ومقنع اي شيء بالنسبه لهم انا حزنت لأجله كثيرا وتمنيت لو اعطاني الله الفرصه لقريب لي مثل هذا الشخص حتى ابرّ به دمت مبدع استاذي العزيز التوقيع: عن أبي هريرة ( ما من صدقة أحب إلى اللَّه من قول الحق ) أخرجه البيهقي وإليه يشير قوله تعالى يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ سورة النساء آية 135 .

29-09-2005, 11:08	#5
نهر خيال وزوايا معبد	رد : صلاحية منتهية... مرحى: قرأت القصه بعمق .. مبهور انا بسرد التفاصيل الدقيقه ... وبالفكره نضحت القصة بالحكمه بشكل متوافر .. وبلمحات من واقع الحياه لم نتأملها طويلا قبلا اضاءه واضحه. التوقيع: وماتت ساعة الصدفه دقايق تنتحر بالدور*وقام الشوق يلعبي مثل عينٍ ورا اهدابك -حامد الشمراني-

13-10-2005, 01:31	#7
عبدالواحد اليحيائي كــاتـب	رد : صلاحية منتهية... . . الأخت نوره.. لعلها العلاقة بين الانسان والزمن.. أو العلاقة بين الانسان ومن (وما) حوله.. حين سألوا الروائي د. هـ. لورانس عن كيفية كتابة رواية أجاب: رجل وامرأة وأشخاص اخرين وأشياء اخرى.. ثم اكتبوا العلاقات بينهما.. وهكذا تكون رواية.. . . كل عام وأنت والعائلة الكريمة بخير وعافية. .

27-09-2005, 23:08	#4
يعرُب	رد : صلاحية منتهية... " آه .. أيها الكلب البائس ، لوأني قدمت إليك كمية من النفايات لتشممتها في لذة وربما التهمتها " اعتقد انك تعرف ان بودلير هو من قالها لكلبه وانا .. تذكرت ذلك الكلب الذي رميت له عظمة ونظر لي باحتقار لم افهم وقتها سبب تلك النظر ولكن عرفت السبب لاحقا عندما أتت وجبته الحقيقة عرفت أن مستوى الكلب كان رفيعا .. أما كلب بودلير هنا فمستواه دوني وهو يعشق القاذورات .. رغم أن القاذورات ليست بمستوى واحد في زمننا هذا فقاذورات طبقة تختلف عن قاذورات أخرى وكل طبقة تتباهى بقاذوراتها .. وتستطيع أن تميزها من بين القاذورات خبرني .. هل سبق لك وان ذهبت إلي نفاياتك كي تفتش فيها عن حاجة فقدتها تبحث عنه ولم تجدها ..؟ هل كان آخر مكان تبحث فيه هي تلك النفايات .. ؟؟ هل تقززت .. ؟؟ ربما نعم .. وربما أيضا اكتشفت لأول مرة أن نفاياتك مخزية وربما تعجبت أيضا كيف تصدر هذه منك .. صدقني يا عزيزي .. الكثير هنا لا يعرف ما يوجد بداخل نفاياته .. ولو انه بحث يوما عن حاجة له مفقودة بين تلك القاذورات لـ اكتشف مأساة كانت خافية علية .. من بين نفاياتي اكتشف رسالة كنت بعثتها لـ جينفير لوبيز اصف فيها ميزة مؤخرتها واني مفتون بها إلى حد أني ارغب بصورة جماعية معها .. مسكين أنا .. وصل بي الحال أن اسرح بخيالاتي مع تلك التي تقول [ طفئ نارك ] وناري مشتعلة .. وتفتنني هذه .. كل مرة بشوفك فيها تبقى .. نفسي آه آه هل لديك فكرة لماذا تفتنني ؟؟ في نفاياتي وجدت قصاصات كثيرة .. العفن يتطاير منها ويملئ المكان .. عشقت هدوء ساندرا بلك .. وفتني امتلاء صدر ديمي مور وثباته يطرب مسمعي بحتها الرقيقة التي كانت تخرج من فمها بحنان قاتل الله الثقافة الأمريكية التي يتم تصديرها لنا عن طريق الأفلام تلك الأفلام التي تمنيت أن أكون احد أبطالها حتى أحظى بفرصة لتقبيل جودي فوستر .. لعلي أقول لك كما قال لي صديق من قبل .. حينما حلمت بترويض نمرة .. موجوع أنا فيك يا صديقي هل صادقت يوما قطيع جرذان هل مللت مثلي عبث صبية فوق الجدران . . كابوس أن تمتطي نمرة وتهرول لتبحث عن حلم طواه النسيان فوق صهوة نمرة حمقاء تركض نحو فوه بركان تشبعك طرحا تدميك هما توسعك شغبا وأنت حائر يا صديقي الريح تجلدك والحيرة تقتلك والكلمة تخذلك تتنفس من ثقب إبرة ملعونة مطيتك وأنت بئس الفرسان نعم كنت بئس الفرسان لأني لم اعرف كيف اختار .. لم اعرف أن أميّز بين الروائح مثل كلب بودلير لم يعرف كيف يميّز بين الروائح لا .. اعتقد انه كان يعرف الفرق فقط .. إنما هو مخدر على ذلك العفن نعم هو قادر على اختيار الأفضل ولكنه كان يعشق تلك النتانة لأنه تربى فيها وعليها نشئ عزيزي .. لا تنتظر أن تكون لنا حاسة شم جديدة ما نملكه قد تبلد على ذلك العفن فهنيئا لنا به اعتقد أن رائحته أفضل من عطر ذلك السفيه بودلير لقد انفق نقوده في شيء .. لا يستحق لو كنت مكانك لدعوته .. من قبرة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بين نفايتنا وصدقني سوف .. يعشقها تحياتي ..لك ولبودلير ولذلك الكلب .. الذي اكتشفت فيما بعد انه .. صاحب ذوق رفيع يعرُب التوقيع: مرحبا ان كان ديني جاهلية خلف الجدار

02-10-2005, 02:45	#6
الجازي	رد : صلاحية منتهية... قصة رائعة بــ كل أبعادها وعمق فكرتها .. تغري بالعوده .. التوقيع: صدر حديثا ل الجميلة المبدعة نوف محمد الثنيان الشاعرة والقاصة http://eqla3.net/book/hakaya.html اخر تعديل كان بواسطة » الجازي في يوم » 02-10-2005 عند الساعة » 02:57.

13-10-2005, 01:36	#8
عبدالواحد اليحيائي كــاتـب	رد : صلاحية منتهية... . .وتمنيت لو اعطاني الله الفرصه لقريب لي مثل هذا الشخص حتى ابرّ به.. الأخت عنود... ليكن لك أجر النية إن لم يتوفر لك المتقاعد.. . .

14-10-2005, 07:19	#9
الجازي	رد : صلاحية منتهية... مقدمة القصص المبتورة الغير تقليديه والتي تلج إلى أحداثها مباشرة أجدها من أجمل القصص التي تستفز القارىء لــ قراءتها .. عمل مكثف قدم حالة إنسانية أعجبتني بــ كل أبعادها وعمق فكرتها .. أطيب تحية .. التوقيع: صدر حديثا ل الجميلة المبدعة نوف محمد الثنيان الشاعرة والقاصة http://eqla3.net/book/hakaya.html اخر تعديل كان بواسطة » الجازي في يوم » 14-10-2005 عند الساعة » 07:43.

14-10-2005, 07:56	#10
المهرة شـــاعــره	رد : صلاحية منتهية... يختلف الناس امام المنطقة القابلة للتجريح / بأختلاف تربيتهم/ الدينية /والثقافية / و بأختلاف ايمانهم0 بأنفسهم وحواسهم / ومدى ثقتهم من انفسهم / وفي الناس / والبيئة المحيطة بهم كذلك هنالك اختلاف مهم / اختلاف مدى تأثير تلك المشكلة او تلك أو العقدة / أو نقطة الضعف / هل لنا ان نتصور / اذا كانت هذه العقدة / او نقطة الضعف تحدث على درجات متفاوته توجد نفس / تحلل الذنب / ندم يصاحبة اعتراف بالأقرار والاعتذار / أو التعلل بالسالب او الموجب لايهم / فكلاهما عذر لخطأ وهناك / من تلعب الحيرة والقلق / بعقل صاحبها وتشتت افكاره / اضف الى ضيقة الصدر والشعور بعدم الارتياح / لمجريات البيئة المحيطة والهم في مواقف ايحائية معينة ويظل الصراع يلاحقه / بين منطقتي الضوء / والظل / الى أن يهبط الى ظلامه البارد وهنالك / نفوس غريبة امرها / يفضل الموت قريراً على أن يظهر قبح مالديه امام الناس ولعل الموت حرقاً / او شنقاً أيسر على نفسه / من ان تنكشف / مخازنه امام الآخرين / أو المحيطيين به يقولون / علماء النفس ليست الفراسة / والملاحظة الا عناصر تتوافر لدى شخص / ما لتنبئه / عما في نفس آخر فيكون لديه / بفعل هذه الصفات مجتمعة / صورة خاصة به لهذا الانسان أو ذاك اخي الفاضل / عبدالواحد الف شكر لك / على اتحافنا بكل ماهو رائع دوماً / وابداً لنتعلم / ونفيد / ونستفيد دمت بخير اختك/ المهرة التوقيع:

12-11-2005, 13:44	#11
عبدالواحد اليحيائي كــاتـب	رد : صلاحية منتهية... . . تحياتي ..لك ولبودلير ولذلك الكلب .. الذي اكتشفت فيما بعد انه .. صاحب ذوق رفيع الأخ يعرب.. ولك التحية متصلة.. . .

12-11-2005, 13:45	#12
عبدالواحد اليحيائي كــاتـب	رد : صلاحية منتهية... . . الأخ نهر.. أشكر لك حضورك ومتابعتك.. . .

عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1