من خير الكلام


آخر 10 مشاركات
هلا بالجميع (الكاتـب : دغيفل - - الوقت: 20:59 - التاريخ: 14-11-2023)           »          اصعب سؤال (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 14:50 - التاريخ: 26-06-2020)           »          وريثة الغيم (الكاتـب : علي التركي - - الوقت: 10:37 - التاريخ: 21-03-2020)           »          الظِل.......! (الكاتـب : كريم العفيدلي - - الوقت: 23:00 - التاريخ: 26-01-2020)           »          آفـآ وآلله يـآمـجـرآك (الكاتـب : ناعم العنزي - - الوقت: 10:12 - التاريخ: 23-01-2020)           »          ثـقـوب (الكاتـب : عائشة الثبيتي - - الوقت: 10:25 - التاريخ: 17-12-2019)           »          ~{عجباً لك تدللني}~ (الكاتـب : شيخه المرضي - - الوقت: 23:39 - التاريخ: 26-11-2019)           »          تاهت خطاويه (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 08:55 - التاريخ: 14-11-2019)           »          خزامك وشيحك (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 22:43 - التاريخ: 08-11-2019)           »          موسم الصمان (الكاتـب : حمود الصهيبي - - الوقت: 14:58 - التاريخ: 08-11-2019)


 
العودة   شعبيات > > أوزان وأشجان
تحديث هذه الصفحة رحيل الأديب عبدالله نور
 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16-05-2006, 14:38   #1
كائن سردي
عضو شعبيات
 

رحيل الأديب عبدالله نور

.
.
لم يطبع كتباً وكان ظاهرة في الإلقاء وحفظ الشعر
رحيل عبدالله نور: دائرة معارف متحركة ومقاتل شريف للظلم والظلام
الحياة - 16/05/2006


الرياض، جدة - ناصر الحقباني وسوسن الشمري، نداء أبوعلي

http://www.daralhayat.com/arab_news/....jpg_-1_-1.jpg
عبدالله نور رحمه الله

رحل فجر أمس في الرياض، الأديب السعودي عبدالله نور وحيداً عن 68 عاماً، بعد سنوات من العزلة شاءها تأملاً في الذات والعالم من حوله. ويعد عبدالله نور من الظواهر الثقافية الفريدة، التي يصعب أن تتكرر بسهولة، فهو يعتبر دائرة معارف متحركة، وكان من أسماء قليلة جداً أحدثت كثيراً من الجدل والسجال، في مختلف قضايا الأدب والفكر والصحافة، التي كتب فيها خلال عقدي الستينات والسبعينات من القرن الميلادي المنصرم. وكان صاحب ثقافة واسعة، مزج فيها بين مخزون تراثي عريق، واطلاع مميز على الآداب الحديثة، الأمر الذي جعله مؤثراً في تطور الأدب الحديث في السعودية خلال مراحله الباكرة، ومن خلال عمله الصحافي دعم وآزر الكثير من التجارب الشعرية، وفتح نافذة للشعر على القراء، وشجعها حتى أصبحت في واجهة المشهد الثقافي السعودي.

ولد عبدالله نور في عام 1930 في مكة المكرمة، في قصر الأميرة سارة بنت عبدالله بن جلوي، (جدة الأمير خالد الفيصل)، وبعد عام من ولادته توفيت أمه، فتكفل بضع نساء بتربيته، تنقل بين مكة والطائف والرياض، تبعاً لعمل والده، بصفته مرافقاً للملك عبدالعزيز رحمه الله. وطبع التنوع الجغرافي، واليتم المبكر وقسوة الأب، شخصيته وسلوكه، فكان متقلباً حاد المزاج. أحب عبدالله نور شخصية الشاعر عنترة بن شداد، ورأى فيه نفسه، انطلاقاً من آصرة اللون، كما فتح له هذا الشاعر باكراً نافذة على القراءة والكتابة، وبسبب عشقه لعنترة اشتهر بـ «ابن السوداء». كما أثرت فيه شخصية المؤرخ الراحل حمد الجاسر، فهو عمل معه في مكتبته عندما كان صبياً صغيراً بطلب من والده.

عاش نور وتنقل في منازل بعض أمراء آل سعود، وتربطه علاقة وطيدة بالأمير الشاعر خالد الفيصل، امتدت نحو أربعين سنة. عمل في حقول عدة، وكان مديراً لتحرير صحيفة «الرياض»، كما عمل في مجلة اليمامة رئيساً للتحرير، لكن ذلك لم يدم سوى ثلاثة أشهر، فطبيعته القلقة وتقلب مزاجه حالا دون استمراره. ولطالما كان يشعر بأن لديه الكثير مما يمكن أن يكتبه أو يؤلفه، لكن طبائع ابن الصحراء الذي كان يسكنه، جعلته لا يطبع أياً من كتبه، ولا ينشر شيئاً من عشرات الدراسات والأبحاث، التي دفعته إلى الصف الأمامي لمثقفي التنوير.

كان نور إعلامياً ولغوياً وأديباً وشاعراً، وحافظاً للمعلقات، وللكثير من الشعر الجاهلي، خصوصاً قصيدة الشنفرى، التي كان إلقاؤه لها آسراً، ما يجعل الاستماع إليه أشبه بالدخول في طقس أسطوري، خصوصاً مع حركة يديه وصمته بين بيت شعري وآخر. ونشر بحوثاً حول اكتشافه للمقابل الطبيعي والكوني والأسطوري للحرف العربي، ورغب بشدة في أن تدعمه المؤسسات الثقافية كي يخرج هذه البحوث في ما يشبه المشروع الفريد من نوعه، لكن ما من مؤسسة استجابت، وكأنما رد فعل على هذا النكران، وبعد عقود من الصخب والضجيج في المشهد الثقافي الإعلامي، آثر عبدالله نور أن يعتزل كل شيء، الكتابة والسجال والأصدقاء، وأن يفتح نوافذ روحه على صمت مهيب.

وكان مر على عبدالله نور أربعة أيام وهو في الغرفة 205 في مستشفى الإيمان جنوب الرياض ينتظر أن يستقبله أحد المستشفيات التابعة لوزارة الصحة لعلاجه، بسبب حاجته لجهاز الرنين المغناطيسي، إثر تعرضه لأكثر من جلطة في الجانب الأيسر من الرأس، لكن إرادة الله كانت فوق كل شيء وصعدت روحه. وكان الراحل تعرض منذ أربعة أيام إلى ارتفاع في ضغط الدم، أدى إلى سقوطه مغشياً عليه، عندما كان يسير على قدميه في أحد طرقات مدينة الرياض، ونقله المسعفون إلى مستشفى (الإيمان) الذي تعثر في نقله إلى أحد المستشفيات الأخرى، بحسب ما أفاد به صديقه الزميل محمد المقدادي، الذي قال في حديث إلى «الحياة»، إن هناك مخاطبات تمت مع ثلاثة مستشفيات لاستقبال وعلاج زميلنا نور، بسبب توافر جهاز الرنين المغناطيسي في تلك المستشفيات، إلا أن مستشفيين تأخرا في الرد على استقبال الحالة، وهما مدينة الملك فهد الطبية، ومستشفى الرياض المركزي، فيما وصل الرد من مستشفى الأمير سلمان بالاعتذار بسبب عدم توافر الجهاز في المستشفى. وأوضح المقدادي أن نائب أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبدالعزيز بعد علمه بالحال الصحية لزميلنا، وجه مشكوراً في الساعات الأولى من فجر أمس بنقل نور إلى أحد المستشفيات في مدينة الرياض، لكن مشيئة الله كانت فوق كل شيء وانتقل زميلنا إلى بارئه في الساعة الخامسة من فجر أمس. وأضاف، أنه ستتم الصلاة على عبدالله نور في مسجد الراجحي عصر اليوم وسيتم دفنه في مقبرة النسيم شرق الرياض، وسيتقبل العزاء في منزل ابنه عبدالرحمن في حي المحمدية شمال الرياض.

هنا عدد من الشهادات حول الراحل وأدبه:

عبدالعزيز السويد
ندعو لزميلنا بالمغفرة والرحمة، ورحيله خسارة كبيرة للثقافة السعودية، وعبدالله نور لم يأخذ حقه ومكانته، على رغم أن الجيل الصحافي والإعلامي في عهد نور نسبة منهم تسنموا مناصب قيادية في الإعلام السعودي، وعبدالله نور عاش وحيداً ومات وحيداً. كان نور رجلاً لغوياً من الطراز الأول، ويتميز عن الآخرين بالتواضع والبساطة، قرأت له رواية مخطوطة منذ أربعة أعوام، وأرجعتها له متمنياً أن نرى هذه الرواية مطبوعة.

عبدالله الصيخان
في الواقع عبدالله نور قامة أدبية شاهقة، تعرفت عليه في أواخر السبعينات الميلادية في أولى محاولاتي الشعرية، وكان ذلك في دهاليز مجلة اليمامة، وكان يجمعنا الهم الإبداعي بشكل أو بآخر. ومن العجيب لشاعر مبتدئ مثلي في تلك الأيام أن أجد بعض نصوصي في ذاكرة الأستاذ عبدالله، والتي قرأها في مجلة اليمامة على قلتها، ولفت نظرنا فيه عمقه الموسوعي في المسألة الإبداعية، أيضاً طموحه إلى الجديد في صياغة رؤانا وأفكارنا في تلك المرحلة. وكان فناناً شاملاً، فقد كان يكتب الشعر ولا ينشره، ويكتب الدراسة النفسية برؤية جديدة وحديثة، إلى جانب بعض الأعمال التشكيلية من وقت إلى آخر من دون احتراف. عبدالله نور شاعر موسوعي يحفظ من دون مبالغة نصف الشعر الجاهلي، وذو إلقاء آسر وحضور ذهني وذاكرة متقدة وقوية على رغم تلك الأيام، ما يجب أن يلتفت إليه بكل النبل الذي يقدمه لنا وزير الإعلام إياد مدني، الذي يشاركنا الهم الثقافي والاجتماعي، ونتمنى أن تكون هناك التفاتة نبيلة إلى أعماله، التي لم تنشر وكتب نقدية عدة ولعلها مسرحية وديوان شعر، وقد تكون عند أحد أبنائه المهتم أدبياً عبدالرحمن عبدالله نور، الذي له محاولات قصصية لافتة للنظر، نشرت منذ نحو عشر سنوات لكنه غاب عن الساحة، وكنا نتوقع أن يحمل الإرث الإبداعي للراحل الكبير. فأنا أتوقع أن يعمل الابن عبدالرحمن على جمع أوراق الوالد، وأن يحاول تقديمها إلى وزارة الإعلام، وجمعية الثقافة والفنون، والأندية الأدبية، لكي تستطيع إنقاذها. رحم الله الفقيد فقد أثّر في جيل كامل، وكان أستاذاً في كثير من التواضع والحيوية ومبدعاً خلاّقاً دائماً، وأسأل الله المغفرة، وأتمنى أن نلتفت إلى الجانب الاجتماعي في حياة عبدالله نور الأسرية، إذ لديه سبعة إن لم يكن تسعة من الأبناء والبنات، وكلهم مبدعون ومتفوقون دراسياً. وأشير هنا بكثير من الإجلال والتقدير إلى مبادرة الأمير سلمان بن عبدالعزيز قبل 20 سنة بشراء بيت خاص لعبدالله نور، وأتمنى أن تتواصل هذه المكرمة واليد البيضاء، لتشمل الوضع العائلي لأسرة الراحل.

محمد صادق دياب: دائرة معارف متحركة
عبدالله نور هو الغائب الحاضر والراحل المقيم، أثار خلال عقد الستينات الميلادية من القرن الماضي واحدة من أهم المعارك الأدبية في صحافتنا مع الكاتب مشعل السديري، حول المنتمي واللا منتم. وعرفته بعد ذلك ببدايات عقد السبعينات الميلادية في فترة كان فيها أحد كتاب صحيفة المدينة، التي كنت أعمل بها خلال ذلك الوقت، فسعدت برفقته في الكثير من الليالي والأيام. كان دائرة معارف أدبية متحركة يحفظ عدداً من المعلقات والكثير من النصوص التراثية. كتب كثيراً في النقد والتاريخ وتراجم الرجال، ولو جمع ما تناثر من كتاباته لشكلت إضافة ثرية لمكتبتنا السعودية. ومن التقدير لهذا الرجل أن تعمل مؤسساتنا الثقافية، على جمع نتاجه ونشره، وأن يلقى على أدبه الضوء، من خلال بعض الندوات والمحاضرات. وليرحم الله عبدالله نور، فقد كان في حياته دائماً على سفر.

حسين بافقيه
في البدء أنا أعزّي ذوي عبدالله نور، والأدباء والمثقفين في السعودية في وفاة هذا الكبير. الأستاذ عبدالله نور ظاهرة ثقافية فريدة من نوعها في السعودية، فهو من الأدباء الرواة ويتمتع بذاكرة شعرية قوية للغاية، إذ كان بإمكانه أن يسرد على مسامع الحضور مئات الأبيات وعشرات القصائد مما اكتنزته ذاكرته الحديد. عبدالله نور مثقف كبير على رغم أنه لم يترك مع الأسف ولا كتاباً، فهو يذكرنا بظاهرة العلماء والرواة في التراث الإسلامي، الذين كان من شأنهم أن يحضر إليهم النحاة والأدباء لينقلوا عنهم العلم والأدب والشعر، لكن طبعاً جاء عبدالله نور في زمن علا فيه شأن الكتابة، فاكتفى بمحاضراته وبكلماته التي كان يرتجلها وبحضوره القوي في المنتديات والصالونات الثقافية. عبدالله نور كان في وقت من الأوقات ملء العين والبصر حضوراً وقوة، وكان يحرص أشد الحرص على تحقيق القضايا الثقافية الراثية، وكذلك تحقيق المواقع التي يزخر فيها الشعر العربي القديم. وكان في وقت من الأوقات يكتب باستمرار، في عدد من الصحف في مدينة الرياض. ولكن عبدالله نور تعرض كذلك لعدد من المواقف الصعبة، إذ سجن سنوات طويلة وفي السنوات الماضية، آثر أن يظل صامتاً وينأى بنفسه لأسباب لا أعرفها. وبادله الأدباء والمثقفون بأن أشاحوا ظهورهم عنه، ولم يكترثوا له، على رغم أن هذا الرجل يعد جوهرة ثرية في حضوره ومواقفه، ولعل حياته الشخصية وتجاربه الحياتية، تعد فرصة جيدة لمن يعرفه ممن قد يدوّن ملامح من سيرة هذا الرجل، الذي تعرض للسجن والإبعاد بسبب عدد من الخصومات الأدبية والفكرية والثقافية، ولكنه كان مدهشاً في صوته وذاكرته. وعبدالله نور فيما أستطيع أن أحدد ملامح شخصيته، يعد نسيجاً خاصاً بما يمكن أن أطلق عليه ظاهرة المثقفين الصعاليك في العصر الحديث، هذا الرجل لم يكن يهاب أحداً وكان ما يفكر فيه يمكن أن يبوح به، وكان إن لم يجد خصومة رحمه الله يستعر الخصومات، وهي ظاهرة فريدة تذكرنا بعدد من الأدباء والمثقفين في التراث العربي القديم، وكذلك بعدد من الأدباء والمثقفين في العصر الحديث، الذين عاشوا حياتهم بالطول والعرض، ولكن مما يؤسف له أنه لم يترك أي أثر أدبي أو كتاب مطبوع، إلا عدداً من محاضراته التي أتمنى أن تجمع وتطبع، احتفاء بسيرة هذا الرجل أو مقالاته التي كان ينشرها في عدد من الصحف. وأتمنى أن يتمكن عدد من محبيه من انتخاب عدد منها، وبخاصة ما له صلة بتحقيق المواقع الجغرافية، التي يزخر بها الشعر العربي أو بعض القضايا الأدبية النقدية التي كان يثيرها. عبدالله نور أديب شفاهي وعبدالله نور أديب مشاكس، ولكنه في الوقت نفسه ظاهرة أدبية تستحق الدرس والتأمل والنظر.

سعد البازعي: خسارة فادحة
عبدالله نور صديق عزيز، وهو من أهم المثقفين الذين ظهروا في المملكة. ولم يكن أكثر الناس يعرفون الثقافة بالشكل الذي عرفه عبدالله نور، لأنه مثقف بمعنى الكلمة، إذ كان يجمع ثقافة تراثية عريقة، الى جانب اطلاع ممتاز على الأدب الحديث، وكان تأثيره واضحاً في تطور الشعر في المملكة في مرحلة الستينات والسبعينات، ويدين له الكثيرون بمعرفة الأدب المعاصر. المؤسف أنه لم يكن يجمع كتاباته في مؤلفات ولم يؤلف أي كتاب، ولم يجمع مقالاته. لكن له أولاد متعلمون تعليماً عالياً، ومنهم كُتَّاب، فأرجوا أن يجمعوا أعماله (باختصار خسارته خسارة فادحة للثقافة في المملكة).
.
.

كائن سردي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 16-05-2006, 14:45   #2
كائن سردي
عضو شعبيات
 

رد : رحيل الأديب عبدالله نور

.
.

عبدالله نور والأدب المسكين
سعد الحميدين


في لحظة هي ومضة خاطفة تتحول فيها من حال إلى حال.. كنت هذا اليوم إذ أنا أعد العدة للمشاركة في حفل الرياض الجريدة ضمن الزملاء بما أوكل إلي عمله، فإذا بي أتلقى خبر وفاة رفيق الدرب الأديب الشقي عبدالله نور.. الذي وقع على نفسي فجأة ودون مقدمات سوى توصية رئيس التحرير الأستاذ تركي السديري بأن أتصل لمعرفة حالة عبدالله نور المريض وما يحتاج إليه من مساعدة تقدمها له «الرياض» الجريدة.

- قبل أن أسأل وصلتني رسالة هاتفية قصيرة من أحد محبيه ناقلة خبر الوفاة.. هكذا رحل عبدالله نور الذي كان فترة نجم الساحة الأدبية بكتاباته ومشاركاته الخيرية العميقة ومشاكسته وحضوره في المناسبات الثقافية مشاركاً، ومناقشاً ومبشراً.. حيث كان همه الوحيد أن يعمل في الأدب وللأدب.. ممارساً للإبداع وخادماً له..

- عبدالله يمتاز برقة وشفافية تختفي في شكله الطويل الفارع ونظرته الحادة، ولكن قلبه لمن يعرفه أرق من رقيق، فعاطفته جياشة مجامل إلى حد الشراسة، محب للأدب والأدباء إلى درجة الامتزاج بالمبدعين، ومد يد العون للناشئة، مشجعاً بقوة.

٭ احترم الأدباء الكبار وقدرهم مثل محمد حسن العواد، وحمد الجاسر، ومحمد الفهد العيسى، وشاكس أنداده مثل مشعل السديري، وعلي العمير.. وشجع لاحقيه وساندهم كأحمد الصالح - مسافر - وعبدالله الصيخان، وجار الله الحميد وغيرهم..

- عندما كتبت قصيدة (أوراق من دفتري) ثم الحقتها بقصيدة (القرنية) كتب إلي رسالة هي قصيدة بذاتها فيها من الإشادة ما شجعني على الاستمرار ومعه الأستاذ عبدالله الشهيل، فهما في الستينيات من القرن الماضي من ألمع الناضجين أدبياً حيث ينظر إليهما كذلك..

٭ شقاء في شقاء كانت حياته داخل الأدب شقياً فشاكس كباراً وصغاراً وتحمل تبعات كثيرة طالت حياته وانعكس عليها وظل كذلك إلى آخر حياته يظهر ويحضر ثم يختفي فجأة ليظهر من جديد حتى تعودنا منه ذلك..

- لكن هذه المرة اختفى كثيراً مما حدا بالتساؤلات أن تتراكم أين عبدالله نور من المشاركة في معمعة هذه التحولات في الساحة الثقافية؟..

- كنا نظن أنه الاختفاء المعهود ولكن كانت المفاجأة أكبر.. لقد اختفى عبدالله نور ذهب ولن يعود إلا بالذكر وما خلف من الولد والإبداع المخطوط الذي لابد أن يرى النور من زاويته الأولى (هذا الأدب المسكين) إلى (لهاث الشمس).. ففي هاتين الزاويتين يمكن معرفة أي فتى كان عبدالله نور المشاغب/ المسكين دخل الدنيا وخرج منها خالي الوفاض إلا مما كتب قلمه فقط.
.
.

كائن سردي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 16-05-2006, 14:47   #3
كائن سردي
عضو شعبيات
 

رد : رحيل الأديب عبدالله نور

.
.
القائل الأول ب (ثقافة الصحراء)
عبدالله نور.. أراد أن يجدد حياته فاختار أن يجرب الموت
يحيى الأمير


أيها الأسمر الطويل لا مكان الآن لانتباهك الشديد إلى كل شيء، لقد راوغتك السماء حتى انهار سقفها الأبيض على سمرتك، فليكن التراب حلا لهذا الجدال بين طريقين، بالنسبة لنا كجيل خرج بعد أن كانت حروب الحداثة والتقليدية وضعت أوزارها، كنا نعثر على كتب ومقالات لدى كثير من الحاضرين تعبا وتنظيرا ونقدا، لكن الوحيد الذي لم نكن نعثر عليه إلا حديثا هو عبدالله نور، كل ندوة يمر بها أو أمسية يقف معلقا على نصوصها تأخذ شكل الإعلان عن أحد القادمين من الفعل الأدبي انقطاعا وهجسا دائما، ولم يكن لك من السهل أن تعثر عليه فليل الرياض الذي لا يلاحق الذاهبين لكثرة بدائلهم يستعير همهمة الليالي الطويلة حين تطل انتباهات عبدالله نور، لا أحد يمكن أن يصفه دون أن يذكر انتباهه إلى كل شيء، كان يتحرك حين تميد به المقاطع التي يرددها وهو يترنح امتنانا للغة وللشاعر وللمعرفة.

عبدالله نور الأسمر على الورق والكتابات، والأكثر بياضا حين يقرأ شعرا، أو يمتحن ليلة بين مدينة وأخرى، لا فرق بين مدنه أو بين أصدقائه، لا حدود لجيله فالقادمون الآن يعرفون عبدالله نور مثلما يتذكره الذين عبر بلياليهم ساعات الجدال الطويلة والحوار الأبيض الذي شكل تاريخ الحركة الأدبية في السعودية.

عاش عبدالله نور بدايات تأسيس المملكة، وعاش تأسيس الحركة الثقافية والصحافية حين كان في كل مكان، وحضر شاهدا على كثير من الأسماء الفنية، والرياضية، فليس عبدالله نور أديبا أو ناقدا صرفا بقدر ما هو مرحلة وبصير سعودية تحفظ شواهد ما حدث على الأرض وفي الأذهان.

كان عبدالله نور فكرة في الأرض، ربما كان من أكثر أبناء جيله الأول قراءة ومعرفة، ولكنه ظل خارج التبعية أو التأثر الشديد بما هو خارج الأرض، لقد منح الأدب للأرض، واخذ يفحص أجزاءها بما أنتجته من أدب، وهو القائل الأول بالمصطلح الوصفي (ثقافة الصحراء) الذي كان بعد ذلك مثارا ومدارا لأطروحات نقدية ومعرفية ومتعددة، لم يكن قوله بثقافة الصحراء إلا انتباها لصريرها في قلبه، واحتسابا لسمرته في أرضها.

الآن .. لم يحدث شيء، لم يسبق أن تبرم عبدالله نور من حياته، ولكنه ارتبك لاتساعها، ربما أصابه ضجر، لكن كل الذي حدث بالأمس أنه ضجر قليلا، فأراد أن يجدد حياته ويكسر رتابتها فاختار أن يجرب الموت.
.
.

كائن سردي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 16-05-2006, 14:49   #4
كائن سردي
عضو شعبيات
 

رد : رحيل الأديب عبدالله نور

.
.
الراحل في سطور:

٭ ولد في مكة المكرمة عام 1357هـ .

٭ درس في الرياض حتى المرحلة الثانوية، ولم يكمل دراسته النظامية.

٭ عمل في العديد من الدوائر الحكومية، كما عين مديراً لتحرير مجلة «اليمامة».

٭ يشارك بكتابة الابحاث والمقالات والخواطر في الصحف السعودية، بالاضافة الى مشاركاته في المحاضرات والندوات التي تعقد في الاندية الادبية والجامعات، وفي المواسم الثقافية المختلفة.

٭ روائي، واحد النقاد البارزين في المملكة، وله العديد من الدراسات في النقد والتراث والشعر والقصة.

٭ رأس وفد المملكة الادبي الى مهرجان شباب الامة الذي عقد في العراق عام 1405ه (1985م).

٭ معظم مؤلفاته مازالت في انتظار الطبع، ومن اهمها:

- ايقاع التفعيلة - بحث -.

- بذور الثعبان الضوئية - رواية -.

- الرواية السعودية - بحث -.

- الزكام في الذاكرة - دراسات وابحاث -.

- قبيلة عنزة قبل الإسلام.

- لهاث الشمس.

- مدائن.

- وجه بين حذاءين - رواية -.

- الوجود الجنسي في اللغة.
.
.

كائن سردي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 16-05-2006, 16:24   #5
كائن سردي
عضو شعبيات
 

رد : رحيل الأديب عبدالله نور

.
.
شهادات:

نور.. وقراءة الثقافة الحديثة
د. عبدالله الغذامي


كان عبد الله نور أحد الذين جمعوا بذكاء وبذوق بين التراث والحداثة، كان فخوراً بأنه تلميذ حمد الجاسر؛ محققاً ومؤرخاً وباحثاً تراثياً، وفي الوقت ذاته كان نصيراً لأدب الشباب والمبدعين من شعراء الجيل الجديد، مثلما كان من أوائل من اتجه الى قراءة الثقافة الحديثة بأعماله الإبداعية والفكرية، وانعكس ذلك على كتابته وقلمه المرن والذكي والمشرق، وكان جليساً صافياً يمتع الجالسين بذاكرته التي اشتهر بها في حفظه للأشعار والمروريات وبأسئلته الذكية.. ونحن إذ نفقده فإننا نفقد واحداً من أذكى وأجمل مثقفيناً..
أسأل الله له المغفرة.. ولذويه الصبر والسلوان.

نور.. والدور المبكر نقدياً
د. صالح زياد


رحم الله الأستاذ عبد الله نور فقد كان أحد رموزنا الثقافية وكان له دور مبكر في حركة النقد الأدبي السعودية، وإنني أشعر بالحزن ألا أرى بعد الآن ذلك الوجه الأسمر الأليف..!
لقد تعرفت على الأستاذ عبد الله نور وأنا في مراحل مبكرة من عمري.. كان يعجبني فيه عمقه وجرأته وازداد إعجابي به من خلال معرفتي بعصاميته وجهده الذاتي في التعلم والاتساع في المعرفة..!
عبد الله نور هو الذي قاد خطى الأدب السعودي في مرحلة مهمة من مراحله وهي انعطافته تجاه الجديد وتهذيب الأفكار والأشكال الأدبية التي اتسع من خلالها الأدب السعودي بالإطلال على الثقافة العربية التي سبقت خطانا بمراحل.. عزائي للثقافة السعودية وللمثقفين جميعا، ونسأل الله الرحمة والمغفرة..!

عبد الله نور.. الفكر والتنوير
د. محمد الخطراوي


يعدّ عبد الله نور - رحمه الله - من الشباب البارز في الثقافة والعميق في الفكر، ومن الشباب الطموح الذي يتطلع إلى أن يبني مجداً أدبياً يليق به وبجيله، ويليق بالمملكة؛ كونها رائدة العالم العربي والإسلامي، وأنها كانت وما زالت تتطلع إلى الإسهام الواضح في تكوين الثقافة العربية الحديثة.لقد حظينا في وقت مبكر في المدينة المنورة بزيارته لنا أيام أسرة الوادي المبارك الأدبية، وكان معه الأستاذ الأديب عبد الله الماجد وحضرنا جميعاً في بيت أحد أعضاء الأسرة الأدبية وهو الأستاذ محمد حميدة. وقد كان بين ذلك الحضور، كما أذكر الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين وعبد العزيز الربيع وعبد الرحمن رفة وحسن صيرفي ومجموعة من الأدباء. كما أذكر بكل اعتزاز مشاركته في حفل تكريم الوجيه عبد المقصود خوجة لشخصي المتواضع، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. لقد كان عبد الله نور - كما ذكرت - من الأدباء الذين حملوا على أكتافهم عبء التجديد والتنوير؛ فرحمه الله رحمة واسعة.

نور.. والنقد الحاد
د. مسعد العطوي


كنت أقابل الراحل عبد الله نور - رحمه الله - في المنتديات الأدبية والثقافية؛ فتبين لي أنه واسع الثقافة وله إلمام ثقافي بالآداب العربية وهو يميل إلى جيل من الرواد الذين كانوا حادين في نقدهم، وهذه ظاهرة ربما تضرّ الإنسان أكثر مما تنفعه؛ لأن الناس يريدون نوعاً من الليونة والمجاملة؛ ومن هنا أعلل انزوائيته بأن صراحته مع المثقفين هي التي أدت به إلى هذا الجانب. نسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.
.
.

كائن سردي غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
قديم 02-06-2006, 03:19   #6
عنود
بقـايا حُلـم
 
الصورة الرمزية الخاصة بـ عنود
 

رد : رحيل الأديب عبدالله نور

خسارة فادحة وفاة هذا الأديب المثقف
نسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان
شكرا أستاذي على هذا الموضوع الذي يعتبر تكريم لهذا الكاتب الرائع

التوقيع: عن أبي هريرة ( ما من صدقة أحب إلى اللَّه من قول الحق ) أخرجه البيهقي
وإليه يشير قوله تعالى يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ سورة النساء آية 135 .
عنود غير متواجد حالياً   اضافة رد مع اقتباس
إضافة رد


عدد المتواجدون في هذا الموضوع » 1 , عدد الأعضاء » 0 , عدد الزوار » 1
 

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح

الإنتقال السريع